عقد وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين لقاء في بلدية بعلبك، تمحور حول مشاكل واحتياجات المدينة البيئية في مجالي النفايات والصرف الصحي، حضره النواب: ينال صلح، ملحم الحجيري وياسين ياسين، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل وأعضاء المجلس البلدي، رؤساء بلديات من البقاعين الغربي والأوسط، أعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي وفاعليات اجتماعية.



ورحب رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل بالوزير ياسين، وشكره على مشروع الطاقة الشمسية لمعمل فرز النفايات في بعلبك الذي شارف على نهايته، متمنياً الإسراع بموضوع الخلية الثانية لمعمل الفرز والطمر، لأن كميات النفايات اليومية التي تصل إلى معمل بعلبك حوالي 150 طنا، منها 60 طنا من مدينة بعلبك، والباقي من 21 بلدة ضمن نطاق اتحاد بلديات بعلبك ومن خارجه، ونخشى أن نصل إلى مرحلة نصبح فيها غير قادرين على استيعاب هذه الكميات الكبيرة.

وأشار إلى أن "كمية النفايات اليومية في مدينة بعلبك كانت حوالي 28 طنا، وارتفعت إلى 60 طنا بسبب تداعيات النزوح السوري، كما زاد الضغط على شبكات الصرف الصحي، وباتت الأعطال شبه يومية، خاصة إذا علمنا بأن عدد سكان بعلبك قبل عدة عقود كان 30 ألفاً، وبات اليوم يناهز 300 ألف نسمة، وأعطال البنى التحتية بدأت تشكل عبئا كبيرا على البلدية".

وشدد على أن "البلديات تعاني اليوم من واقع صعب، ففي حين يطلب منها كل الخدمات، لا تتلقى من الدولة إلا الفتات. كما أن عائدات الصندوق البلدي المستقل للبلديات ما زالت على سعر صرف 1500 ليرة، وعلى سبيل المثال نصيب بلدية بعلبك من الصندوق يتراوح ما بين 2 إلى 3 مليار ليرة، بالمقابل قيمة المصاريف الشهرية هي بحدود 3.5 مليار، منها 2 مليار ليرة بدل محروقات ورواتب وأجور للعمال والموظفين. لذا ينبغي إعطاء الأولوية للمناطق المحرومة، ورفع التقديمات للبلديات".


بدوره، شدد الوزير ياسين على أن "الخدمات تحتاج إلى إيرادات، وتطوير منظومات الصرف الصحي والنفايات والنظافة والصيانة بحاجة إلى إمكانيات لدى البلديات".   وقال: "نحن نعلم بأن الناس يعانون من ضائقة اقتصادية ومعيشية، ولا قدرة لهم على تحمل المزيد من الضرائب والرسوم، ولكن المطلوب أن نعي بأن تقديم الخدمات بحاجة إلى إمكانيات توازي كلفتها من امكانيات".

وكشف بأن "كل التمويل الذي وضعته الدولة اللبنانية بقانون 2016 لا نعلم كيف صرف، لذا قد يكون من الواجب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية حوله، لمعرفة كيف انفقت المليارات وما تبقى كان 55 مليون دولار، لأن مصدر هذا المبلغ هو البنك الدولي، والجزء الأساسي من هذا القرض هو للصرف الصحي، ولكن نتيجة المفاوضات التي أجريناها، خصصنا جزءا من الأموال للنفايات الصلبة على حوض الليطاني، وركزنا على 4 معامل في بعلبك، بر الياس، زحله وجب جنين، لتغطيه كل حوض الليطاني، وأجرينا أعمال المسح بواسطة فريق تقني، بالتعاون مع وزارة البيئة وفريق المشروع، ومع البنك الدولي، لمسح حاجات معمل بعلبك وسائر المعامل، ولكن الأموال التي كانت مخصصة للمعامل أصبحت قليلة وغير كافية، لأن قسماً من ها وضع في مشروع الصرف الصحي لمنطقه البقاع الأوسط، وما تبقى من أموال من حصة معملين".

وأضاف: "هناك قرض سيأتي من البنك الدولي قيمته 200 مليون دولار مرتبط برفع المستوى الزراعي والبيئي للمناطق الزراعية في لبنان، التركيز فيه على البقاع وعكار والجنوب، ومن الممكن أن يطال بعض مناطق جبل لبنان. وبما أن تحسين الوضع الزراعي يستوجب بيئة نظيفة، لذا نجحنا بتخصيص 50 مليون دولار للصرف الصحي والنفايات، وهناك حصة لمعمل بعلبك من ضمن هذا المبلغ، وهذا القرض في مراحله النهائية، بانتظار تحويله عبر مشروع قانون إلى مجلس النواب، وقد يتم طرحه في الجلسة التشريعية المقبلة. ومن المنتظر ان يبدأ المشروع خلال فصل الربيع القادم".

وأردف: "تشغيل محطة إيعات سيبدأ قريبا، بالتعاون مع اليونيسف والاتحاد الاوروبي، وقد خصصت الاموال اللازمة له، وكذلك معمل زحلة يعمل بشكل طبيعي، وسوف يتحسن تشغيل معمل جنين، وما زال لدينا مشكله في تمنين".  وأوضح أن "معمل فرز النفايات الموجود في بعلبك يتبع لوزارة التنمية الادارية، ومع بداية عمل الحكومة رفضت اقتراحا باستلام المعامل، لأنها كانت غير صالحة، وقلت آنذاك لا يمكن لوزارة البيئة استلام المعامل إلا بناء على خطة واضحة، وتوفير التمويل اللازم لتشغيلها. والآن نحن على استعداد لنأخذ المعامل على عاتقنا، ولوضع معادلة جديدة تساعد البلديات في تغطية كلفة المعالجة والطمر، لأن الأموال ما زالت تدفع على المعايير السابقة، بينما المعادلة الجديدة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار كل كلفة التضخم، واعتماد مبدا المساواة بين ما هو متبع في معامل بيروت وصيدا وطرابلس وكل المناطق، واعتماد موازنة مناسبة تغطي كلفة المازوت والعمال والتشغيل والصيانة".

وختم الوزير ياسين مؤكدا بأن "وزارة البيئة تسعى إلى تطوير إدارة المحميات بشكل أفضل، والمطلوب تعاون أكبر من قبل البلديات لوقف القطع العشوائي للأشجار، وزيادة الاهتمام بهذه الثروة الحرجية".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: البنک الدولی

إقرأ أيضاً:

بيان رسمي.. «البنك المركزي» يكشف أسباب خفض أسعار الفائدة 1%

قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 22 مايو 2025 خفض سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس إلى 24.00% و25.00% و24.50%، على الترتيب. كما قررت خفض سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 24.50%. ويأتي هذا القرار انعكاسا لآخر التطورات والتوقعات الاقتصادية منذ اجتماع لجنة السياسة النقدية السابق.

فعلى الصعيد العالمي، تراجعت توقعات النمو منذ اجتماع لجنة السياسة النقدية في أبريل، وهو ما يُعزَى بالأساس إلى التطورات المتلاحقة في سياسات التجارة العالمية واحتمالية حدوث مزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد.ومن ثم، لجأ العديد من البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة إلى اتباع نهج أكثر حذرا في إدارة سياساتها النقدية وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي والتضخم. وفيما يتعلق بالأسعار العالمية للسلع الأساسية، لا تزال أسعار النفط مدفوعة بعوامل من جانب العرض والتوقعات بانخفاض الطلب العالمي. وبالنسبة للأسعار العالمية للسلع الزراعية الأساسية، فقد سجلت تراجعا أقل حدة بسبب المخاطر المرتبطة بالمناخ. ورغم تراجع الضغوط التضخمية، لا تزال المخاطر الصعودية تحيط بمسار التضخم، بما في ذلك تفاقم التوترات الجيوسياسية واستمرار الاضطرابات في سياسات التجارة العالمية.

أما على الجانب المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربع الأول من عام 2025 باستمرار تعافي النشاط الاقتصادي، مع التوقعات بنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنحو 5.0% مقابل 4.3% في الربع الرابع من عام 2024. وتشير تقديرات فجوة الناتج إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لا يزال دون طاقته القصوى بالرغم من النمو المستمر في النشاط الاقتصادي، مما يشير إلى أن الضغوط التضخمية من جانب الطلب سوف تظل محدودة. ويأتي ذلك متسقا مع المسار النزولي المتوقع للتضخم في المدى القصير، والذي يظل مدعوما بالأوضاع النقدية الحالية. ومع ذلك، من المتوقع أن يصل النشاط الاقتصادي إلى طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026. وفيما يتعلق بسوق العمل، شهد معدل البطالة انخفاضا طفيفا ليسجل 6.3% في الربع الأول من عام 2025 مقابل 6.4% في الربع الرابع من عام 2024.

شهد التضخم السنوي انخفاضا حادا في الربع الأول من عام 2025 وهو ما يُعزَى إلى تراجع حدة الضغوط التضخمية، وفعالية سياسة التقييد النقدي، والأثر الإيجابي لفترة الأساس، إلى جانب التلاشي التدريجي لأثر الصدمات السابقة. وبحلول أبريل 2025، استقر كل من المعدل السنوي للتضخم العام والأساسي عند 13.9% و10.4% على الترتيب، الأمر الذي يرجع بالأساس إلى اعتدال التطورات الشهرية للتضخم نتيجة انخفاض أسعار السلع الغذائية، والذي ساهم في الحد من تأثير ارتفاع تضخم السلع غير الغذائية إثر تحركات الأسعار المحددة إداريا. ونظرا لأن الضغوط الناجمة عن تلك التحركات ذات طبيعة مؤقتة، استمر التضخم الضمني في اتخاذ مسار نزولي منذ بداية العام ليتقارب تدريجيا نحو مستواه المتسق مع مستهدف البنك المركزي للربع الرابع من 2026.

ويشير تباطؤ التضخم العام والأساسي، بالإضافة إلى تراجع التضخم الضمني، إلى تحسن توقعات التضخم. وعليه، من المتوقع أن يواصل المعدل السنوي للتضخم العام تراجعه خلال الفترة المتبقية من عام 2025 وعام 2026، غير أن إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة المُنفّذة والمقررة في عام 2025 فضلا عن الثبات النسبي لتضخم السلع غير الغذائية من شأنهما الإبطاء من وتيرة هذا الانخفاض. وجدير بالذكر أن حدة المخاطر الصعودية المحيطة بآفاق التضخم قد تراجعت مقارنة باجتماع لجنة السياسة النقدية في شهر أبريل، وذلك في ضوء تراجع حدة التوترات التجارية، وتطورات سعر الصرف الحالية، وعودة مؤشر المخاطر إلى مستواه المعتاد، مما يسمح بمواصلة دورة التيسير النقدي التي بدأت في الاجتماع السابق للجنة. ورغم ذلك، فإن المخاطر الصعودية تظل قائمة وتتمثل في الآثار الناجمة عن السياسات التجارية الحمائية عالميا، وتصاعد الصراعات الإقليمية، وتجاوز آثار ضبط أوضاع المالية العامة التوقعات.

وبناء عليه واستنادا إلى الأوضاع النقدية الحالية، ترى لجنة السياسة النقدية أن خفض أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس يحقق التوازن بين التحوط من المخاطر السائدة والحيز المتاح للمضي قدما في دورة التيسير النقدي، مع دعم المسار النزولي للتضخم خلال الأفق الزمني للتوقعات. وسوف تواصل اللجنة تقييم قراراتها على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تواصل اللجنة متابعة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى المعدل المستهدف البالغ 7% (±2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2026

مقالات مشابهة

  • جابر وقع مع البنك الدولي اتفاقية قرض لإمداد بيروت بالمياه
  • البنك الزراعي المصري يعزز الحوكمة ويستعد لإطلاق استراتيجية تنموية جديدة
  • بيان رسمي.. «البنك المركزي» يكشف أسباب خفض أسعار الفائدة 1%
  • جابر بحث ووفد البنك الدولي في تفعيل تطبيق الشراء العام
  • البنك المركزي يكشف حقيقة نيته طباعة عملة جديدة
  • الصحة تناقش مع البنك الدولي تعزيز الاستثمار في القطاع الصحي
  • مجموعة البنك الدولي يعلن عن برنامج زمالة الكفاءات السعودية
  • المملكة تشارك في الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بالرباط
  • المظالم الأمريكية ما بين المستوى الدولي والشخصي
  • البنك المركزي العراقي يكشف عن حجم تمويله لمشاريع الطاقة النظيفة