أصبح كل يوم يمر على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، دون تدخل واضح من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، سهمًا موجهًا نحو شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي استخدمت إدارته حق الفيتو لأكثر من مرة لعرقلة قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في القطاع، وهو ما يعني بالضرورة تأييدا لمزيد من إراقة الدماء.


وفي هذا الشأن، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالتعاون مع كلية "سيينا"، أن الناخبين لا يوافقون على نطاق واسع على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس بايدن مع الصراع الدموي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث إن الأمريكيين الأصغر سنا أكثر انتقادا بكثير من الناخبين الأكبر سنا لسلوك إسرائيل ورد فعل الإدارة الأمريكية على الحرب في غزة.


ويرسل الناخبون أيضًا إشارات متضاربة حول الاتجاه الذي يجب أن تسلكه عملية صنع السياسة الأمريكية مع دخول الحرب في غزة شهرها الثالث، حيث لا يزال آراء غاضبة من هجوم المقاومة الفلسطينية في ٧ أكتوبر، ومن جهة أخرى استشهاد آلاف الفلسطينيين في غزة.


وتحاول إدارة بايدن الضغط على إسرائيل لتقليص حملتها العسكرية، في الوقت الذي يريد فيه بعض من الأمريكيين من إسرائيل أن تواصل حملتها العسكرية بقدر ما يريدون أن تتوقف الآن لتجنب وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين، وهو انقسام يترك للرئيس القليل من الخيارات المقبولة سياسيا. تحمل نتائج استطلاع "التايمز/سيينا" إشارات ليس فقط للرئيس بايدن مع دخوله عام إعادة انتخابه عام ٢٠٢٤، ولكن أيضًا للعلاقات طويلة الأمد بين الكيان الصهيوني وأقوى متبرع له، الولايات المتحدة. وتُظهِر وجهات النظر المنقسمة حول الصراع بين مجموعات الناخبين الديمقراطيين التقليدية، الصعوبة المستمرة التي يواجهها بايدن في الحفاظ على تماسك الائتلاف الذي بناه في عام ٢٠٢٠ – وهو تحدٍ من المرجح أن يستمر حتى مع تزايد المؤشرات الاقتصادية الإيجابية ودوامة المشاكل القانونية حول منافسه المتوقع في السباق الرئاسي، وهو الرئيس السابق دونالد ترامب.


بشكل عام، يقول الناخبون المسجلون إنهم يفضلون الرئيس السابق ترامب على الحالي بايدن في الانتخابات الرئاسية العام المقبل بنقطتين مئويتين، ٤٦ بالمائة مقابل ٤٤ بالمائة. وانخفض معدل الموافقة على أداء الرئيس إلى ٣٧ بالمئة، بانخفاض نقطتين عن شهر يوليو، ولكن هناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن ما إذا كان الناخبون الساخطون سيصوتون أم لا.
وبينما لا يزال الوقت مبكرًا، فإن السباق انقلب بين الناخبين المحتملين، حيث يتقدم بايدن بنقطتين مئويتين.


ولا تزال المخاوف الاقتصادية ذات أهمية قصوى، حيث أدرج ٣٤٪ من الناخبين المسجلين المخاوف الاقتصادية أو المتعلقة بالتضخم باعتبارها القضية الرئيسية التي تواجه البلاد. وهذا أقل من ٤٥ بالمائة في أكتوبر ٢٠٢٢، لكنه لا يزال مرتفعًا.


ويقفز الناخبون الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٩ عامًا، وهم تقليديًا من الفئة الديموغرافية ذات الأغلبية الديمقراطية. وما يقرب من ثلاثة أرباعهم لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع الصراع في غزة. ومن بين الناخبين المسجلين، يقولون إنهم سيصوتون لترامب بنسبة ٤٩ بالمائة ارتفاعا من ٤٣ بالمائة، وفي يوليو ٢٠١٩ دعم هؤلاء الناخبون الشباب المرشح بايدن بنسبة ١٠ نقاط مئوية.


وخلال الاستطلاع، أجاب معظم الناخبين الشباب على سؤال تلو الآخر بإجابات تظهر أنهم يرون الأسوأ في إسرائيل، فيما يعتقد قليل منهم أن الإسرائيليين جادون بشأن السلام مع الفلسطينيين. ويقول ما يقرب من النصف إن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا، فيما يرى ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين أن إسرائيل لا تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، كما تعارض الأغلبية تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية لإسرائيل.


وقالت الصحيفة إنه لا يُعرف بوضوح مدى ترجمة انتقادات بايدن إلى أصوات لصالح ترامب، أو أي شخص آخر، نظرًا لانزعاج المقربين من الشباب والمتعاطفين مع الفلسطينيين.


يُشار إلى أن الناخبين الذين تقل أعمارهم عن ٤٥ عامًا ويقولون إنهم لا يوافقون على سياسات الرئيس فيما يتعلق بغزة، من المرجح أن يعترفوا بأنهم لم يصوتوا في عام ٢٠٢٠ بنسبة أعلى من الشباب الذين يوافقون على سياسته.


يختار هؤلاء الناقدون الشبان، الرئيس السابق ترامب على بايدن بفارق نسبته ١٦ نقطة، ولكن قد لا يشاركون في عملية التصويت.


في سياق ذي صلة، ذكرت شبكة "nbc news" الأمريكية، أن المشرعين في مجلس النواب بعثوا رسالة يوم الاثنين الماضي إلى الرئيس بايدن، عبروا فيها عن بالغ قلقهم إزاء الاستراتيجية العسكرية الحالية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة.


وجاء في الرسالة أن "تزايد عدد القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية غير مقبول ولا يتماشى مع المصالح الأمريكية؛ كما أنها لا تقدم قضية الأمن للحليفة إسرائيل".


وجاءت الرسالة وسط توترات متزايدة بين إدارة بايدن وإسرائيل بشأن كيفية قيام القوات الإسرائيلية بهجوم ضد حماس في غزة وزيادة الإحباط بين زملاء بايدن الديمقراطيين في الكونجرس.


وأضاف المشرعون: “من خلال مواقفنا في لجان الاستخبارات والقوات المسلحة والشئون الخارجية، ضغطنا باستمرار على إسرائيل لتغيير استراتيجيتها العسكرية، ولكن لم يحدث أي تغيير كبير”.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة بايدن القضية الفلسطينية جو بايدن حق الفيتو حرب غزة الاحتلال إسرائيل یوافقون على فی غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير بفايننشال تايمز: داخل المعركة لإنقاذ المرضى بآخر مستشفيات غزة

أورد تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن مستشفيات قطاع غزة تشهد انهيارا شبه كامل للمنظومة الصحية في ظل الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الكامل المفروض منذ مارس/آذار الماضي.

وذكر التقرير، الذي أعدته هبة صالح من القاهرة، والذي أدى إلى نفاد معظم المستلزمات الطبية الأساسية مثل المضادات الحيوية وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والمواد الجراحية، لم تعد موجودة بهذه المستشفيات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواءlist 2 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباend of list

وقال إن المستشفيات العاملة حاليا -وبشكل جزئي- لا تتعدى 19 وتخدم أكثر من 2.1 مليون فلسطيني في ظروف حرب ومجاعة، وسط ارتفاع كارثي في أعداد الجرحى والقتلى نتيجة القصف، حيث قتل أكثر من 3,700 شخص وأصيب نحو 11 ألفا آخرين منذ استئناف الهجوم في 18 مارس/آذار.

أطباء فلسطينيون يعتنون بفتاة أُصيبت في غارات جوية إسرائيلية وذلك في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة 15 مايو/أيار 2025 (الفرنسية) بدائل غير كافية

وأشار إلى أن الأطباء يعملون في ظروف بالغة القسوة، ويضطرون إلى استخدام بدائل غير كافية لعلاج الإصابات، مثل استخدام أنابيب بلاستيكية بدل الأوعية الدموية الاصطناعية، أو تقليل جرعات الأدوية إلى الحد الأدنى.

كذلك يواجه الأطباء ارتفاعا في معدلات العدوى بسبب نقص المواد المعقمة والاكتظاظ الحاد، حيث باتت البكتيريا تنتشر كـ"وحوش" في غرف العلاج، كما وصفها الدكتور علّام نايف، رئيس قسم العناية المركزة وطبيب التخدير في مستشفى ميداني في دير البلح.

وقال التقرير إن عدم توفر أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي يؤدي إلى فقدان القدرة على تشخيص إصابات دقيقة وإنقاذ الأرواح. وقد تسبب ذلك في وفاة شاب مصاب في العمود الفقري لم يتمكن الأطباء من إجلائه أو تقييم حالته بدقة.

إعلان

وفيات كان يمكن إنقاذها

ويؤدي اضطرار الأطباء الجراحين لاستخدام حلول بديلة غير كافية، إلى وفيات غير ضرورية ومعاناة أكبر للناجين.

ونسب التقرير إلى الدكتور رأفت المجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية القول: "إذا كان المريض يحتاج 20 قرصا من المضاد الحيوي، نعطيه 4 فقط."

ويشير المجدلاوي إلى أن مستشفى "العودة" -آخر منشأة طبية عاملة في شمال غزة- تم إخلاؤه من المرضى والطاقم مساء الخميس بناء على أوامر الجيش الإسرائيلي، بعد أن تم تطويقه واستهدافه بالقصف مرارا.

تدمير ما تبقى

واستهدف القصف الإسرائيلي المستشفيات بشكل مباشر، وأدى إلى إغلاق مستشفيات رئيسية مثل "العودة" و"غزة الأوروبي"، في حين وصفته منظمات إغاثية مثل أوكسفام بأنه خرق لـ القانون الدولي ومحاولة منهجية لتدمير ما تبقى من النظام الصحي.

وأكد التقرير أن الجوع وسوء التغذية يفاقمان الأزمة، ويؤديان إلى تأخير تعافي المرضى، سيما الأطفال، وسط تحذيرات من انقطاع قريب للقاحات وانتشار للأمراض المعدية.

ولخص الدكتور علام نايف الوضع كما يلي: "كل ما نقوم به الآن هو طب الطوارئ.. ونحاول بالحد الأدنى من المعدات والقدرات فقط إنقاذ حياة أو الحفاظ على طرف ما".

مقالات مشابهة

  • سياسي إسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي بسبب موقفه من الدولة الفلسطينية
  • تقرير بفايننشال تايمز: داخل المعركة لإنقاذ المرضى بآخر مستشفيات غزة
  • الرئيس الإماراتي واللبناني يؤكدان ضرورة الدفع تجاه مسار السلام لمصلحة جميع شعوب المنطقة وتنمية دولها
  • تراجع صادرات سيول 1.3% بسبب الرسوم الجمركية على شحنات أميركا والصين
  • وزير الخارجية الألماني: قد نغير ممارساتنا السياسية تجاه “إسرائيل”
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • ماكرون يلوّح بتشديد موقفه حيال إسرائيل إذا لم تخفف حصارها على غزة
  • الأسواق العالمية تترقب بيانات التضخم وسط ضبابية الرسوم الجمركية الأمريكية
  • “الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي واخلاقي”.. ماكرون يدعو لتشديد الموقف الجماعي تجاه إسرائيل
  • “الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي”.. ماكرون يدعو لتشديد الموقف الجماعي تجاه إسرائيل