بوابة الوفد:
2025-11-05@23:39:39 GMT

الحل.. وما أدراك ما الحل!

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

كعادتها التى يتوارثها حكامها الواحد تلو الآخر، وكأنها وصية واجبة التنفيذ، أو مادة أولى فى دستور بلدهم المدان، تقف أمريكا حائط صد تجاه كل ما من شأنه خدمة القضية الفلسطينية، وإنهاء الصراع الدامى الذى طال أمده، بل تتفنن فى خدمة طفلتها المدللة ولو أريقت فى سبيل ذلك أنهار من دماء أطفال وشباب فلسطين، وقد تحول الأمر من استخدامها حقوقاً تبدو قانونية كحق الفيتو فى مجلس الأمن باعتبارها أولى الدول العظمى، وهو ما استغلته أكثر من مرة ضد القضية، على مدار تاريخ تفجرها، أذكر منه ما حل ذكراه منذ أيام، ففى ديسمبر ٢٠١٧، صوتت أمريكا ضد قرار مصر برفض قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الصهيونى ونقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس الشريف، رغم التفاف العالم حول الموقف المصرى وتصويت 14 دولة بالموافقة.

.. ليصل بها الأمر الآن إلى فرض ما تراه صحيحاً بغض النظر عن مدى شرعيته، ورفض المجتمع الدولى له، كأنها صارت «بلطجياً» يمسك بمطواته ليطوح بها فى وجه من يعترض طريق ابنه الغبى، الذى أشقى العالم بأطماعه ووحشيته.

وعليه، فلا أراه منطقياً أن يتم الحديث عن حلول تفاوضية مطروحة- فيما بعد فرض وقف الحرب بغزة- قبل أن ترفع أمريكا وأنصارها أيديهم عن مناصرة إسرائيل ومدها بالمال والعتاد والتأييد، فلا أقل من أن يتساوى الطرفان «دعماً»، حتى يمكننا الالتفاف حول دائرة نقاش موضوعية ومحايدة تكون نتائجها منصفة لا جائرة.

وهو بدوره ما يلزمنا عند التفكير فى حل الدولتين لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، بعد ما لحق غزة من دمار وتخريب، وهو الأمر الأكثر طرحاً وتداولاً الآن.

ربما كانت مسألة حل الدولتين- قبل وبعد طوفان الأقصى- الأساس الموضوعى لمعالجة القضية الفلسطينية وفق المقاربة العربية، ويعنى حل الدولتين وجود دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وتشمل الضفة وقطاع غزة، أى حدود 4 يونيه 1967 والتى أقرتها الأمم المتحدة وقواعد مؤتمر مدريد للسلام، وقد كان مبدأ حل الدولتين هو المحدد الرئيسى الحاكم للموقف العربى طوال سنوات من القضية الفلسطينية، ومنطلقاً رئيساً للمبادرة العربية للسلام التى طرحت فى 2002.

لكن حل الدولتين يقتضى وجود دولة فلسطينية مستقلة وفق الحدود المقررة دولياً، دون أى وجود استيطانى أوعسكرى إسرائيلى، غير أن إسرائيل كانت قد بدأت فى نشاطها الاستيطانى منذ عام 1967 فى إطار ما عرف بـ«مشروع ألون» الاستيطانى، الذى نسب إلى «يغال ألون» وزير العدل الإسرائيلى فى ذلك الوقت، والذى طرح فكرة الاستيطان فى إطار استراتيجية إسرائيلية سعت إلى فرض أمر واقع جديد يخدم الاحتلال ويضيق مجال الخيارات المتاحة للتسوية.

نعم، يظل حل الدولتين، إذا ما تم فرض قرار إيقاف الحرب بغزة، الأساس الواقعى لمعالجة القضية الفلسطينية، ومنع تكرار الصراع، لكن سياسات الاحتلال الإسرائيلى تجاه المناطق المحتلة والأراضى الفلسطينية فى السنوات الأخيرة، أدت إلى تضاؤل فرص هذا الحل، وتراجع نجاحه، وذلك بسبب سياسات التوسع الاستيطانى الإسرائيلية، الذى يحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الأجزاء، فقد أصبحت هذه المستوطنات تصل إلى قلب الضفة وتقف حجر عثرة أمام الاتصال الجغرافى بين القدس والضفة وغزة.

ترى هل تقبل أمريكا وأنصارها أن يتم هدم تلك المستوطنات الإسرائيلية مثلما تم هدم وتدمير غزة، لكن باختلاف الوسيلة والغاية، فلا ضحايا ولا جرائم حرب سترتكب، فقط إجلاء وهدم حتى يتم البدء فى حل الدولتين دون عراقيل تلوح فى الأفق؟ بالطبع لسنا بحاجة لاستنتاج الإجابة.. فجميعنا يعلمها!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات الحل القضیة الفلسطینیة حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

النائب حازم الجندي: مصر موقفها ثابت في دعم القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة

أكد النائب المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا في حزب الوفد، أن مصر ستظل هي السند التاريخي الأول والأهم للقضية الفلسطينية، وتضطلع نحو مسؤوليتها القومية والوطنية في مساندة غزة وأهلها في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومحاولات الكيان الصهيوني لتنفيذ مخطط ضرب الشرق الأوسط وتصفية  القضية بأي شكل من الأشكال .


وأوضح الجندي في بيان له، أن مصر موقفها ثابت في دعم أهالى غزة والعمل علي إعادة إعمار القطاع، كما انها لا تكتفي بدورها الدبلوماسي وتبنيها القضية في المحافل الدولية فقط، بل تعمل بكل جهد للدفاع عن حقوق الشعب الشقيق في إقامة دولته ذات سيادة مستقلة والوقوف في مواجهة الاحتلال ومخططاته الشيطانية.

 

وتابع، القاهرة تعمل أيضا على توفير واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية، وفتح معبر رفح دون انقطاع لإدخال الدعم الضروري، إلى جانب مجهوداتها الدبلوماسية المستمرة على كافة الأصعدة لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر وتخفيف المعاناة عن كاهل الفلسطينيين .


وشدد عضو مجلس الشيوخ على أن مصر لن تحيد عن موقفها تجاه القضية والعمل على دعم أمن واستقرار المنطقة، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات التطهير العرقية التي واجهها الفلسطينيون والتي تمثل جريمة عرقية وإرهابية تنتهك كافة المواثيق والأعراف الدولية وتخالف القوانين الإنسانية والدولية .


وأكدا “ الجندي ” علي ان مصر ستواصل بثبات وعزيمة لا تلين أداء دورها الريادي والقومي، ولن تنجح أي محاولات يائسة في النيل منها، وستبقى الدرع الحامي لأمتها العربية والداعم الرئيسي لكل قضاياها العادلة تحت قيادة وطنية تتمتع بالوعي والإدراك الكامل للتحديات الراهنة.

مقالات مشابهة

  • عماد الدين حسين: ما يحدث في غزة الآن استمرار لتصفية القضية الفلسطينية
  • برلماني: مؤتمر إعادة إعمار غزة تتويج للجهود المصرية لإحياء مسار القضية الفلسطينية
  • من البرلمان إلى الأمم المتحدة.. «أبو العينين» يجسد الموقف المصري المدافع عن القضية الفلسطينية
  • هكذا تبنى زهران ممداني القضية الفلسطينية قبل فوزه بعمدة نيويورك
  • الفضالي: استضافة مصر مؤتمر إعادة إعمار غزة تؤكد ريادتها في دعم القضية الفلسطينية
  • النائب حازم الجندي: مصر موقفها ثابت في دعم القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة
  • أمين الشئون الدستورية بالشيوخ: مصر ثابتة على موقفها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية
  • مواقف وطنية لا تُنسى.. أبو العينين صوت قوي في مواجهة مخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية
  • أمريكا والناجون
  • السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية في عهد ترامب.. قراءة في كتاب