بوابة الوفد:
2025-11-04@00:25:27 GMT

أمريكا والناجون

تاريخ النشر: 3rd, November 2025 GMT

مسلسل أمريكى يذاع على أحد المنصات الشهيرة يتناول السياسة الأمريكية الحديثة محاولًا تبيض وجه أمريكا التى تحولت إلى إمبراطورية إستعمارية دمرت العديد من البلدان فى آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وكذلك أمريكا اللاتينية، المسلسل أسمه «المرشح الناجى» حيث يبدأ العمل بتفجير مبنى الكونجرس الأمريكى ووفاة جميع الوزراء والنواب وكذلك رئيس الجمهورية، فإذا وزير الإسكان والذى علم قبل الجلسة أنه مستبعد من الوزارة الجديدة، يجد نفسه الناجى الوحيد الباقى من تلك المجزرة التى تشبه أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، ومن هنا يتم تنصيبه من قبل الجيش والمخابرات الفيدرالية رئيسًا للجمهورية.

. وتتصاعد أحداث المسلسل الذى يتعرض لقضايا المهاجرين المسلمين وأيضًا محاولة إيجاد عدو من بين المنظمات الإسلامية الجهادية يلقون عليه التهم ويحملونه مسئولية هذا الحدث الجلل، ويتمرد أحد محافظى ولاية أمريكية ضد الرئيس وتنتشر أعمال العنف والاعتقالات تجاه المسلمين المهاجرين، وترفض رئيسة مجلس الكونجرس الباقية أو الناجية هبوط طائرة ركاب مليئة بالمهاجرين السوريين وتحولها إلى كندا.. المسلسل يستعرض كم الفساد داخل المؤسسات السياسية الأمريكية وسطوة رأس المال وحال النواب اللذين يعتمدون على ممولين لحملاتهم الإنتخابية، كما يحكى المسلسل عن الرئيس الأمريكى الجديد والذى لا يحظى باحترام الساسة القدامى لأنهم يعتبرونه مجرد رجل محظوظ ليس له أى تاريخ نضال سياسى ولا ينتمى لا للحزب الجمهورى المحافظ ولا للديمقراطى المتحرر وإنما هو مهندس معمارى فاز فى مسابقة تصميم أحد المدن الذكية وهو معروف بنزاهته وهدوءه وأخلاقه المستقيمة ووقوفه مع البسطاء والفقراء محاولًا إيجاد مساكن بأسعار مخفضة وأقساط ممكنة للمحتاجين، ولهذا يختاره الرئيس الذى مات فى إنفجار الكونجرس ليكون وزيرًا للإسكان، لكن المعارضين لوجوده أجبروه على إبلاغه بالإستقالة قبل الإنفجار المميت.. المسلسل محاولة لتبيض وجه أمريكا ورؤسائها وكذلك التأكيد على الديمقراطية وفصل السلطات، حيث الكونجرس ومجلس الشيوخ يلعبان أدوارًا رئيسية وحيوية فى تحرير القوانين وصلاحيات الرئيس تظل محدودة فيما يتعلق بالأمن والأمور الداخلية من إقتصاد وقوانين، أما الجانب الأمنى الخارجى فهو له حسابات ومؤامات عدة.. نكتشف وجود جواسيس يعملون لصالح جهات مختلفة بل وهناك منظمة داخل أمريكا لها أذرع داخل البيت الأبيض والكونجرس ورجال الأمن والدفاع وهى تهدف إلى تدمير الحكومة والسلطة الأمريكية الحالية وإنشاء سلطة جديدة أكثر تطرفًا وأكثر دموية ضد المسلمين والمهاجرين وكل من لا ينتمى إلى أمريكا الأصلية.

الدراما السياسية لا تخلو من بعض الإثارة والتشويق والمغامرة البوليسية ودور المباحث الفيدرالية وأيضًا المجتمع الأمريكى الذى يصدرونه دومًا فى الأسرة السعيدة والأب والزوج الحنون والزوجة الداعمة الواعية والأبناء من ذكر وأنثى.

الجديد هو أن العدو الذى يهدد أمريكا اليوم هو من الداخل وهو نتاج حروب أفغانستان والعراق وقريبًا غزة وسوريا واليمن والسودان، هؤلاء الذين كانوا محاربين قدامى فى تلك المناطق هم من يتعاون مع المنظمات والميلشيات الإرهابية وهم من يهدد الأمن والسلم الأمريكى حاليًا كما صورهم المسلسل.. دراما تستحق المشاهدة من تمثيل وإخراج وسيناريو محبك وقضية تهم العالم بأسره.. الناجون فى أمريكا هم من يحملون بعضًا من أخلاق وإنسانية ونزاهة لكنهم قلة على مقاعد الحكم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ة المسلسل أسمه رئيس الجمهورية

إقرأ أيضاً:

درس غريب فى الخلود

السؤال: مَن هو أشهر حاكم مصرى فى العالم؟

الإجابة ببساطة وإجماع: توت عنخ آمون.

اكتب اسمه على مُحرك البحث العبقرى «جوجل» ستحصل على أكثر من سبعة ملايين نتيجة. تحدث إلى أى أوروبى عن الحضارة المصرية القديمة ليطل توت ركنا أساسيا فى السياق. ثم انظر بفخر حقيقى إلى انجاز الدولة الأخير فى المتحف الكبير، لتجد توت هو الفرعون الأول الأكثر حضوراً.

تخلد اسم توت عنخ آمون رغما عنه. لم يفعل الرجل شيئاً ليخلُد. لم يحُز مجداً عظيماً بين ملوك الحضارة المصرية القديمة. لا هو رمسيس الثانى الذى حكم مصر 67 عاما وحقق انتصارات كبرى، ولا هو أحمس الذى أنهى احتلال الهكسوس بعد احتلال لأكثر من قرن. وليس هو تحتمس الثالث الذى انتصر على الأعداء خارج أرضه بعربات حربية جديدة. وبالطبع لا هو إخناتون الذى دعا إلى توحيد الآلهة فى إله واحد رمز له بقرص الشمس آتون.

كان ذكر توت فى التاريخ باهتا، أعماله غير فعالة، وزمنه زمن إضطرابات وفوضى، وهو نفسه لم يعش طويلا إذ تولى الحكم طفلا فى العاشرة من عمره، ومات فى التاسعة عشر.

لكن الدرس المُهم أن لعبة الخلود لا يصنعها الإنسان نفسه. ثمة رواية شهيرة باسم «الخلود» كتبها أديب تشيكى عظيم هو ميلان كونديرا تخلص إلى أن الخلود لصيق بالموت، وهو ما يعنى أن الإنسان يستطيع أن يضع حداً لحياته لكنه لا يستطيع أن يضع حدا لخلوده. فخلود الإنسان ليس من صنعه، مهما حاول.

الأمر قدرى بحث، والسبب فى خلود اسم توت عنخ آمون هو أن مقبرته تكاد تكون الوحيدة التى أفلتت من اللصوص لتحتل بذلك المركز الأول بين المقابر الفرعونية فى عدد القطع والمقتنيات إذ ضمت 358 قطعة.

حكى هوارد كارتر مكتشف المقبرة فى مذكراته أنه فى يوم 4 نوفمبر سنة 1922 كان يعمل فى البر الغربى بالأقصرعندما لاحظ وجود قبو غريب عند مدخل مقبرة رمسيس السادس، وهنا توقف وافترض أن هناك مقبرة مخفية أسفلها، فأمر عماله المصريين بمواصلة الحفر حتى تمكن فى 16 فبراير سنة 1923 من الوصول إلى المقبرة بكامل كنوزها. وطبقا لروايته، كانت قدمه أول قدم تطأ غرفة دفن الفرعون الشاب منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ووجد فيها تابوت خشبى كبير عليه نقوش مطعمة بالذهب، فرفعه ليجد صندوقاً آخرا داخله حتى وصل إلى الصندوق الحجرى المنحوت على شكل تمثال لتوت، وداخله تابوت ذهبى يحتوى على المومياء الملفوفة بكفن مهترىء. حاول كارتر فصل الكفن عن المومياء لكنه فشل، فاضطر إلى تقطيعه ليجد أمامه جسدا ممددا بطول 170 سم بكامل هيئته الرسمية.

صورت المقبرة، وُدعيت الصحف العالمية، وذاع النبأ، فالتفت العالم كله، وتحول اسم توت عنخ آمون إلى أسطورة عالمية تكاد تكون رمزا للحضارة المصرية القديمة، يقارب رمزية الأهرامات وأبى الهول.

ومع الوقت صار توت ولعاً أركيولوجيا على مستوى العالم، إذ سعى علماء كثر إلى استقراء كيفية وفاته من خلال عملية تشريح أظهرت وجود فتحة فى الجمجمة، استدل بها البعض على تعرض الفرعون للاغتيال بالضرب على رأسه ما يفسر وفاته مبكراً. وفى عام 2005 عرض الدكتور زاهى حواس مومياء الفرعون على أجهزة الأشعة الحديثة ليخرج بنظرية مضادة تستبعد اغتيال الفرعون، وتؤكد أن الفتحة الموجودة فى الجمجمة هى فتحة اعتيادية لصب مواد التحنيط، وخلص إلى أن توت كان مصابا بمرض نادر منذ الطفولة جعله قعيدا.

ذاع الكلام وتتابع الولع وصار توت أشهر حاكم مصرى فى العالم، لكن المُهم فى الحكاية أن الرجل لم يصنع خلوده، وإنما خلدته الأقدار. وهذا درس لكل طالب خلود.

والله أعلم

[email protected]

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: ترامب يأمر بتقديم مزيد من الإحاطات أمام الكونجرس بشأن فنزويلا
  • هدنة !! أم هى حِجَازَة الغَتَاتة !!
  • قرار يثير الجدل في واشنطن.. هل يسعى البنتاجون للحد من رقابة الكونجرس؟
  • الرئيس الكولومبي: أخشى أن يتم اغتيالي بعد العقوبات الأمريكية
  • الرئيس الكولومبي: أخشى من اغتيالي بعد العقوبات الأمريكية
  • درس غريب فى الخلود
  • وقف الخلقُ
  • المتحف الكبير أصبح حقيقة.. شكرًا الرئيس السيسى
  • غضب التنين