مقاتلون بالقميص والسروال والشبشب
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قبل ان ندخل في صلب الموضوع دعوني اذكركم بموقف الفارس العربي الهمام (المعتمد بن عباد 1040 – 1095) الذي تخلى عن دروعه وتروسه، وخاض معركته الأخيرة بقميصه وسرواله. فقاتل قتال الأبطال دفاعا عن إشبيلية. وارتجز قصيدته الرائعة، التي يقول فيها :-
وَبَرَزتُ لَيسَ سِوى القَميصِ
عَن الحَشى شيءٌ دفوعُ
وبذلت نَفسِي كي تسيل
إِذا يسيل بهَا النّجيع
فما اشبه الليلة بالبارحة، فقد خاض شباب المقاومة نزالاتهم كلها من المسافة صفر، بالسروال الرياضي، وبالتيشيرت، وبحذاء مرن من البلاستك المطاوع، لمواجهة جيوش مدرعة ومصفحة.
لم تمض بضعة سويعات من الهجوم البري حتى وجد جنود الخياليم انفسهم في معركة حامية الوطيس يخوضها رياضيون. أحياناً يخرجون عليهم في الظلام الدامس من اللامكان. واحياناً يهبطون عليهم في ساعات الفجر الأولى بسراويل ألعاب الساحة والميدان. حتى وقعت معظم الفلول الصهيونبة في قبضة أبطال القفز العالي فوق الموانع والخنادق والمصدات. فما فعلته المقاومة في غزة لم تفعله الجيوش العربية مجتمعة منذ عام 1948. ولسنا مغالين في ذلك، فاللقطات التي عرضتها الفضائيات حول العالم ظهرت فيها هذه المفارقات العجيبة التي تركت آثارها على أطراف القتلى والجرحى. وذكرت التقارير الدولية ان اسرائيل خسرت في حربها على غزة ما يساوي ثلاثة أضعاف خسائرها عام 1967 وعام 1972 في الأرواح والمعدات، وفي الذخيرة والآليات. وربما اكثر من ذلك. ناهيك عن خسائرها الاقتصادية والمالية، ومشاريعها المعطلة، وسمعتها السياسية المشوهة، وما لحق بها من تراكمات سلبية لا تعد ولا تحصى. .
وخير ما نستشهد به التقرير الذي نشره الصحفي الاسرائيلي (ارئيل شمعون) المطرود من صحيفة يديعوت احرنوت، والذي قال فيه: (لماذا لا تصرح الحكومة عن العدد الحقيقي للقتلى ؟، ولماذا لا تعلن عن خسائرها في المعدات والآليات التي لحقت بها في غزة ؟. فالعدد الحقيقي يفوق ذلك بثلاثة أضعاف، حيث تعرض أكثر من 250 جندي وضابط للعمى بنسبة 100٪، كما دمرت أكثر من 500 آلية بين مجنزرة ومدفع وآلية مصفحة وجرافة وسيارة همر. وبلغ عدد الجنود الذين اصيبوا حوالي 7 آلاف جندي، من ضمنهم 3700 اصيبوا بعاهات دائمة، وعدد القتلى الحقيقي هو 3850 جندي وضابط. هذه مجزرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، لماذا لا يعترف نتنياهو أنه خسر أهدافه في المعركة ؟. كل إسرائيل تعلم أن اسلحتنا نفذت واستهلكت لولا الدعم الأمريكي، ولو تخلت عنا أمريكا الآن لعاد الأقصى للمسلمين، وذهبت اسطورة دولة إسرائيل أدراج الرياح). .
وهكذا تهشمت خرافة الجيش الذي لا يُقهر، وتكبد جيش الاحتلال أفدح خسائره في مواجهة مقاومين صنعوا أسلحتهم بأيديهم، وركبوا فوق ظهور الميركافا بالقمصان والكوفيات. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن التقوى هي المقياس الحقيقي لقيمة الإنسان وعقله، مشددًا على أن الذكاء والحنكة والنباهة لا تساوي شيئًا إذا لم توصل صاحبها إلى طاعة الله والقرب منه.
رئيس جامعة الأزهر يكشف عن منهج رباني للتربية والارتقاء بالروح
ما حكم من يصدق كلام العرافين؟.. عالم أزهري يحذر
معاهم جن.. عالم أزهري يهاجم خبراء الأبراج الفلكية
شيخ الأزهر يغرد بالفارسية لأول مرة.. ويدين العدوان الصهيوني على إيران
خطيب الأزهر: سيأتي يوم ينتصر فيه أهل الحق وتعود الحقوق لأصحابها
خطيب الجامع الأزهر يحذر من الانسياق وراء الشائعات المغرضة
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن قوله تعالى: "واتقونِ يا أولي الألباب"، يحمل دلالة عظيمة على أن العقل الراجح هو الذي ينتج عنه تقوى حقيقية، وأن ما دون ذلك من الفطنة والحيل، قد يكون سببًا في شقاء صاحبه وشقاء البشرية.
رئيس جامعة الأزهر: العالم مليء بعقول ذكية ولكنها أضرت بالدنيا وأفسدتوقال رئيس جامعة الأزهر "لا تقل لي إنك صاحب عقل راجح، أو شديد الذكاء، أو تمتلك فراسة، ما دمت لا تتقي الله، فما قيمة عقلك إذا لم يكن سبيلك إلى رضا الله؟"، مضيفا أن العالم اليوم مليء بعقول ذكية ومع هذا أضرت بالدنيا وأفسدت الحياة، لأن التقوى غابت عنها.
واستشهد رئيس جامعة الأزهر بقول الله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، مبينًا أن قيمة الإنسان لا تقاس بمنصبه أو نسبه أو عقله المجرد، بل بدرجة تقواه، مؤكدًا أن التقوى هي الزاد، وهي الغاية، وهي ثمرة العقل السليم.
وأشار رئيس جامعة الأزهر، إلى أن تكرار كلمة "التقوى" في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: "واتقوني يا أولي الألباب"، فيه لفت عميق لقلوب العاقلين، ولمن أراد أن يكون عقلُه سببًا لنجاته في الدنيا والآخرة.
وتابع رئيس جامعة الأزهر "الزمخشري قال عن هذه الآية: من لم يتق الله من أولي الألباب فكأن لا لبّ له، وهذا المعنى يرسخ لدينا أن قيمة العقل في أثره، وأثر العقل في تقواه".