الجزيرة:
2025-12-10@16:57:34 GMT

ما سر دعم بايدن القوي لإسرائيل؟

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

ما سر دعم بايدن القوي لإسرائيل؟

نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية مقالا للمحلل الإستراتيجي في شؤون الأمن القومي الدكتور أفيغدور هاسيلكورن، قال فيه، إن دعم الرئيس الأميركي جو بايدن غير المسبوق لإسرائيل ليس دافعه الرئيس هو صداقته العميقة لإسرائيل، أو اشمئزازه من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأوضح أن بايدن وسلفه باراك أوباما كانا يعتقدان أن إسرائيل يمكن أن تتخذ خطوات عسكرية قد تفاجئ الولايات المتحدة وتضعها في مأزق.

وأورد أن بايدن وأوباما يعتقدان أن إسرائيل فريدة من نوعها في الشرق الأوسط بعقلية ووسائل يمكن أن تحولها إلى ثور هائج، ومن ثم فإن الطريقة الوحيدة للتخفيف من وقوع كابوس في المنطقة: هي منع إسرائيل من الانفلات، على أساس أن واشنطن هي القوة الوحيدة التي تتمتع بنفوذ كافٍ للسماح لها بممارسة ضوابط فعالة على تل أبيب.

أوباما والبرنامج النووي الإيراني

وأضاف الكاتب أن هذا العامل هو الدافع الرئيس وراء تمسك أوباما المثابر بالتوصل إلى اتفاق للحد من برنامج إيران النووي في 2015 حتى لا تسقط المنطقة إلى حافة الهاوية.

ونقل الكاتب تعليقا لدوغ روسينوف أستاذ التاريخ بجامعة متروبوليتان الأميركية، في مجلة تايم الشهر الماضي قال فيه، إن بايدن نحّى جانبا الاعتبارات الإستراتيجية والسياسية التي وجّهت ردود فعل القادة الأميركيين السابقين على حروب إسرائيل، وانضم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وردد نقاط الحوار الإسرائيلية بأمانة.

وقال، إن بايدن شعر بالقلق من الإجماع المتزايد في إسرائيل على أنه بعد هجوم حماس، كانت البلاد في حالة حرب مع "النازيين الذين يهدفون إلى الانقضاض عليها من جبهات متعددة"، وأن وجود الدولة ذاته قد يكون على المحك.

لابيد: أصبح شبح استخدام إسرائيل لما أسماه يائير لابيد "القدرات الأخرى" حقيقة واقعة (الأوروبية) القدرات الأخرى

وأضاف أنه وبعد هجوم (حماس) أصبح شبح استخدام إسرائيل لما أسماه رئيس الوزراء في 2022 يائير لابيد "القدرات الأخرى التي تبقينا على قيد الحياة، وستبقينا على قيد الحياة طالما نحن وأطفالنا هنا"، حقيقة واقعة.

واستمر هاسيلكورن يقول، إنه لا ينبغي لنا أن يكون هناك شك في أن بايدن كان مدركا تماما للأهمية الإستراتيجية لتقييم التهديد الإسرائيلي هذا، ومن ثم سعيه لمنع كابوس استخدام إسرائيل سلاحها الأخير.

ومما لا شك فيه أن الاقتناع بأن الائتلاف الحاكم لنتنياهو الذي يضم أكثر الشخصيات تطرفا في إسرائيل، كما قال بايدن نفسه في يوليو/تموز الماضي، زاد من المخاوف الأميركية.

والأسوأ من ذلك، يقول الكاتب، إن فترة العداء الذي أظهره البيت الأبيض تجاه نتنياهو كان من الممكن تفسيرها من الحكومة الإسرائيلية على أنها تضع إسرائيل في عزلة عن حليفها الرئيس، مما قد يعزز التصور بأن إسرائيل ليس لديها خيار سوى اللجوء إلى إجراءات متطرفة لإنقاذ نفسها من الإبادة.

خطوات مترابطة

ونتيجة لذلك، سارعت إدارة بايدن إلى اتخاذ خطوات عدة مترابطة، تهدف جميعها إلى منع عمل إسرائيلي يائس. فأرسلت حاملة طائرات إلى البحر الأبيض المتوسط ومناطق الخليج العربي، بالإضافة إلى تعزيزات جوية وبرية إضافية، وأصدرت تحذيرات صارمة لـ حزب الله وإيران بعدم الاستفادة من مأزق إسرائيل، وزوّدت إسرائيل بمظلة إستراتيجية لتمكين الجيش الإسرائيلي من التحرك لإزالة تهديد حماس، دون أن ينتشر إلى مكان آخر، أو مواجهة هجوم واسع النطاق من اتجاهات متعددة.

كذلك أطلقت الولايات المتحدة على الفور عمليات جوية وخطوط بحرية ضخمة للأسلحة التقليدية؛ حتى لا تنفد ترسانة إسرائيل من هذه الأسلحة، وتمنع الجيش الإسرائيلي من تحقيق أهدافه الحربية بالوسائل التقليدية.

بالإضافة إلى ذلك، تحركت أميركا للدفاع عن بعض المواقع الإستراتيجية الإسرائيلية؛ مثل: المفاعل النووي في ديمونة.

خطوة دراماتيكية

ويستمر الكاتب قائلا، إنه وفي خطوة وصفها المؤرخ دوغ روسينوف بالدراماتيكية، سارع بايدن نفسه وزار إسرائيل وجلس كجزء من حكومة نتنياهو الحربية، لتبديد أي فكرة لإسرائيل بأنها معزولة ووحيدة ضد هجوم متعدد الجبهات.

وفي الوقت نفسه، يقول هاسيلكورن، سعت إدارة بايدن إلى فرض ضوابط مشددة على سلوك إسرائيل للحرب منذ البداية، بما يتماشى مع تصورها الأساسي بأن إسرائيل يحتمل أن تكون فاعلا مجنونا. ومن المحتمل أن يكون هذا القلق قد تعزز بالنظر إلى الدمار الذي لحق بغزة.

ويضيف الكاتب واصفا ضخامة الدعم الأميركي لإسرائيل قائلا، إنه ومنذ هجوم (حماس) وصل عدد كبير من المسؤولين العسكريين والسياسيين الأميركيين رفيعي المستوى إلى إسرائيل، للاطلاع و"تقديم المشورة" لإسرائيل بشأن التقدم المحرز في القتال.

وبينما يعبّر الأميركيون في كثير من الأحيان عن التزام واشنطن "الصارم" بأمن إسرائيل، فإنهم قلقون بشكل خاص من احتمال التصعيد في الشمال، الذي يستمر طالما استمرت حملة غزة، وما ترتب على ذلك من هجمات من جانب حزب الله.

حزب الله اللبناني

ويشير الكاتب إلى أن بايدن يشعر بالقلق من أنه بعد تفكيك حماس في غزة، سيتحول الجيش الإسرائيلي للتعامل مع حزب الله أو حتى التعهد بمواجهة إيران بشكل مباشر، وأنه يخشى من أن هذا "السيناريو" يمكن أن يؤدي إلى انفجار لا يمكن السيطرة عليه. "فلا عجب أن واشنطن تحاول نزع فتيل تصعيد محتمل ضد حزب الله، من خلال إطلاق مبادرة دبلوماسية تجاه الحكومة اللبنانية".

وأخيرا، وبمجرد أن أصبح بايدن مقتنعا بأن عمليات الانتشار الإقليمية الأميركية المعززة فعالة في ردع حزب الله وإيران عن التدخل بكامل قوتهما في الصراع، أصبح أكثر انتقادا لسلوك الجيش الإسرائيلي في الحرب ليس لأسباب سياسية داخلية فحسب، ولكن لإرسال رسالة لإسرائيل -كذلك- بألا تسيء تفسير دعمه الأولي القوي على أنه يعني إطلاق يدها لتفعل ما تريد.

ولمنع نشوب حرب إقليمية مخيفة، ضغطت واشنطن -أيضا- على إسرائيل لكيلا ترد على الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار التي شنّها الحوثيون ضد أهداف في جنوب إسرائيل. وبدلا من ذلك، ولأول مرة، كلّفت واشنطن سفن البحرية الأميركية المتمركزة في البحر الأحمر، باعتراض النيران اليمنية لإبعاد إسرائيل عن الرد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی أن إسرائیل أن بایدن حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترفض مهلة العامين لنزع سلاح حماس وتصر على أشهر فقط

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح اليوم الإثنين، 08 ديسمبر 2025، عن وجود خلافات حادّة بين الأطراف الدولية بشأن الجدول الزمني المقترح لعملية نزع سلاح حركة حماس .

وجاءت هذه التصريحات في سياق المفاوضات الإقليمية الرامية إلى تثبيت تهدئة في قطاع غزة ، حيث تواصل الدولتان الوسيطتان الضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى حل يضمن تخلي حماس عن أسلحتها الثقيلة ضمن جدول زمني محدد.

وتشير المصادر إلى أن إسرائيل تعتبر المهلة الطويلة غير مقبولة، مؤكدة أنها ترغب في فرض رقابة صارمة وسريعة على نزع السلاح لضمان أمن المستوطنات والمناطق القريبة من غزة.

ووفقًا للصحيفة، تقترح كلٌّ من قطر وتركيا منح فترة تمتد إلى عامين قبل إتمام عملية النزع الكامل، وهو ما تعتبره إسرائيل غير مقبول وتعارضه بشدة، إذ تتمسك بجدول زمني لا يتجاوز بضعة أشهر.

اقرأ أيضا/ قيادي بحمـاس: الحركة مستعدة لمناقشة مسألة "تجميد أو تخزين" أسلحتها

ونقلت الصحيفة أن إسرائيل أبلغت الجانب الأمريكي بأن عدم تنفيذ نزعٍ كاملٍ لسلاح حماس سيدفعها للتدخل المباشر لتحقيق ذلك بنفسها. وتؤكد إسرائيل في رسائلها أن ما يُطرح حاليًا تحت مسمى "نزع السلاح" لا يلبي معاييرها، خصوصًا أن النموذج الأميركي يعتمد على تجربة نزع سلاح الجيش الجمهوري الأيرلندي، حيث سُلّمت الأسلحة أو وُضعت في مستودعات تحت إشراف بريطاني.

 

وترى إسرائيل أن هذا الطرح قد يتيح لحماس احتفاظًا عمليًا بإمكانية الوصول إلى أسلحتها، الأمر الذي تعتبره مجرد مناورة سياسية لا تحقق الهدف المطلوب. وفي المقابل، تشدد الحكومة الإسرائيلية على ضرورة التأكد من أن حماس لن تملك أي سلاح على الإطلاق.

وتشير تقديرات إسرائيلية، بحسب الصحيفة، إلى أن هذا الملف سيُحسم على الأغلب خلال اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو ينتقد خطط نشر قوة دولية في غزة قمة أميركية إسرائيلية قطرية رفيعة لبحث مستقبل اتفاق غزة إسرائيل تزعم الكشف عن شبكة صرافة سريّة تديرها حماس في تركيا الأكثر قراءة بعد يوم من الانسحاب - الجيش الإسرائيلي يعيد اقتحام طوباس ويحظر التجوال الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات واسعة بالضفة الاحتلال يجبر مواطنين على إخلاء منازلهم في حي الجابريات بمدينة جنين تقرير: رحلات "هجرة صامتة" تغري الغزيين بالنجاة و"مجد أوروبا" عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مصادر مصرية: جماعات فلسطينية موالية لإسرائيل تتوسع في غزة
  • هذه أول إشارة من القسام قبل عشرة أشهر من وقوع هجوم 7 أكتوبر
  • صحيفة عبرية تكشف عن مخطط إسرائيلي لاغتيال قيادات حماس قبل هجوم 7 أكتوبر
  • حماس تتهم إسرائيل بخرق اتفاق وقف النار
  • بعد انسحاب إسرائيل .. حماس تعيد بناء سلطتها في غزة
  • إسرائيل ترفض مهلة العامين لنزع سلاح حماس وتصر على أشهر فقط
  • إسرائيل ترفض مهلة قطر وتركيا لنزع سلاح حماس
  • لواء إسرائيلي يحذر من سيناريو يوم القيامة: 7 أكتوبر سيكون صغيرا أمامه
  • هجومٌ من لبنان وأماكن أخرى.. إقرأوا آخر اعتراف إسرائيليّ
  • وهم إسرائيل الكبرى