أزمة قطوعات شبكات الاتصال والإنترنت في أم درمان.. المواطنون يُناشدون شركات الاتصالات
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
منذ نوفمبر الماضي، أصبحت الشبكات في مدينة أم درمان تقطع بشكل كامل لأيام عديدة وطويلة، وضاق الحال بالناس أكثر مما هو عليه، وعلى الرغم من سُوء الخدمة حتى حينما تعمل، إلا أنها تفي بالغرض من الاطمئنان على ذويهم أو حتى استقبال المبالغ المالية التي ترسل إليهم من أهلهم بالخارج أو الولايات.
مُخاطرة بالأرواح
في أم درمان، ليست هناك خدمات للاتصالات أو الإنترنت لأكثر من خمسة أيام متتالية، بعد عودتها من آخر انقطاع كان قد قارب الشهر بحسب ما رصدته (السُّوداني).
بدأ الناس يذهبون إلى منطقة الأبراج بشارع النيل أم درمان لالتقاط الشبكات من مدينة بحري التي يفصلها النيل عن أم درمان، وعلى الرغم من خطورة المكان الذي يتوقّـع أن يرسل إليه جنود الدعم السريع قذيفة عشوائية في أي وقت، إلا أنّ المئات كانوا متواجدين بشكل كبير في منطقة الأبراج على طول شارع النيل حتى كوبري الحلفايا، في حالٍ جعلهم لا يبالون من أي شئٍ والجميع قلق على أهله.
امرأة كبيرة في السن تتكئ على عكازها قالت لـ(السُّوداني)، إنها جاءت من منطقة غرب الثورات واستأجرت “ركشة” بقيمة 10 آلاف جنيه لتطمئن على أبنائها في مدينة ود مدني.
وأخرى أوضحت لـ(السُّوداني) قائلة: “جيت والله هنا لأنه زوجي شغال في عطبرة رزق اليوم باليوم، وكان برسِّل لينا المصاريف يومياً عبر بنكك، والله نحن حالياً ما عندها البأكِّلنا اليوم والجيران ما قصّروا والله، لكن أنا عندي أطفال وعندي طفل مريض”.
وأضافت: “أطالب الجهات القاطعة مننا الشبكات دي تجيبها لينا إن شاء الله ساعتين بس في اليوم نقدر نطمئن على أهلنا يرسِّلوا لينا المصاريف”.
رجل آخر وجدته (السُّوداني) يمسح في دموعه، قال إن قلبه كان يقبضه على أبنائه الذين أرسلهم إلى أهل والدتهم في مدني عند بداية الحرب بأم درمان، عند الأحداث انقطع الاتصال بهم وظن ما ظن، إلا أنهم وحدهم غادروا المكان إلى مدينة سنار.
الشبكة بتفتح التطبيق؟
هذا السؤال الذي كنا نسمع باستمرار طوال وجودنا في المكان، الشبكات تعمل بضعف أيضاً، إلا أنها تفي بالغرض، لم يكن هناك أحدٌ يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، إما يتحدث بالتلفون أو يحاول فتح التطبيقات البنكية.
جميعهم كانوا متضجرين من هذا الوضع، على الرغم من صبرهم على الحرب لـ(9) أشهر وأصوات المدافع والقذائف العشوائية ولا مصدر رزق لهم.. وجلهم يعتمدون على أبنائهم في الولايات وفي الخارج لإرسال ما يكفيهم لقُوت اليوم أو شراء علاجاتهم، والوسيلة الوحيدة لإرسال أي مبلغ مالي هو التطبيقات البنكية التي تقف تماماً عند قطع الاتصالات والإنترنت.
الجيش يطـرد الناس
وعلى الرغم من مخاطرة الناس بأرواحها في هذا المكان ومجيئهم من مناطق بعيدة، والوصول إلى هذا الموقع يكلفهم مبلغاً مالياَ كبيراً ربما يفيدهم في حياتهم اليومية، إلّا أنّ جنود الجيش الموجودين في المكان حينما يسوء مزاجهم يطلقون الرصاص في الهواء ويطردون الناس ويمسكون بالسيطان، بل ويهددون وكأنهم يجمعون أوراق الامتحانات من التلاميذ في نهاية زمن الجلسة.
وفي طريق عودتنا بشارع النص بأم درمان، وجدنا عمارة هيكلية لم يكتمل بناؤها، كان حولها أعدادٌ كبيرةٌ من المواطنين يريدون فقط التحدث عبر الهاتف، إلّا أنّ القوات أنزلتهم وصاح أحدهم بأعلى صوته “ما دايرين أي مواطن هنا”
ليرفع أحد المواطنين صوته “ربنا يضيق عليكم زي ما ضيّقتوا علينا، ما دايرين مواطن يبقى إنتو برضو ما تتكلموا”.
مُناشدات
جميع الذين استطلعتهم (السُّوداني)، كانوا يناشدون السلطات والجهات التي أوصت بقطع شبكات الاتصال أن تنظر إلى حالهم، وأن لا تضيِّق عليهم أكثر من ذلك، وإن كان بمقدروها ترك هذه الشبكات ولو لساعة واحدة في اليوم، أو ما إن كان هناك عطل أن تُعجِّل بإصلاحه، لأنّ الوضع هنا لا يُطاق.
السوداني
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: على الرغم من أم درمان إلا أن
إقرأ أيضاً:
«بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات».. استعراض أبرز جهود الدولة في دعم التحول الرقمي
نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، مجموعة من الإنفوجرافات عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، سلطت الضوء على الجهود الرائدة التي تبذلها الدولة لتعزيز التحول الرقمي، باعتباره محورًا رئيسًا لتحقيق التنمية المستدامة، وتبرز هذه الجهود ما تحقق في مجالات تطوير البنية التحتية التكنولوجية، وميكنة الخدمات الحكومية، وتحديث منظومة العمل الإداري، بما أسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ودعم الشفافية، ورفع كفاءة الأداء المؤسسي، إلى جانب تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني.
واستعرضت الإنفوجرافات أبرز المؤشرات الدولية التي تعكس تقدم مصر في ملف التحول الرقمي، حيث تقدمت مصر 6 مراكز في مؤشر جاهزية الشبكات لتحتل المركز 85 عام 2024، مقارنة بالمركز الـ 91 عام 2014، كما تقدمت 46 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، لتحتل المركز 65 عام 2024، مقارنة بالمركز الـ 111 عام 2019.
وفي مؤشر الأمن السيبراني العالمي، حصلت مصر على 100 نقطة عام 2024، لتصبح ضمن أفضل 12 دولة أداءً على مستوى العالم، كما احتلت المركز الأول إفريقيًا في سرعة الإنترنت الثابت، والـ 6 في سرعة تحميل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في إبريل 2025.
وبشأن أبرز مؤشرات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أشارت الإنفوجرافات إلى زيادة معدل نمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى 14.4% عام 2023/2024، مقارنة بـ 8.4% عام 2013/2014، كما ارتفعت الاستثمارات العامة بالقطاع بمقدار 45 ضعفًا، لتصل إلى 32.2 مليار جنيه عام 2023/2024، مقابل 0.7 مليار جنيه عام 2013/2014.
وسجلت مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتصنيع الإلكترونيات في الناتج المحلي الإجمالي زيادة بنسبة 5.8% عام 2023/2024، مقارنة بـ 3% عام 2013/2014، كما ارتفعت الصادرات الرقمية بنحو 4 أضعاف، لتصل إلى 6.9 مليارات دولار عام 2024، مقارنة بـ 1.5 مليار دولار عام 2014.
وشملت مؤشرات «الاتصالات» أيضًا زيادة سرعة الإنترنت الأرضي بنحو 3 أضعاف، لتصل إلى 77.9 ميجابت/ثانية عام 2024، مقارنة بـ 20 ميجابت/ثانية عام 2014، في حين ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت عبر الهاتف المحمول بنحو 4 أضعاف، ليصل إلى 88.8 مليون مستخدم عام 2024، مقارنة بـ 18 مليون مستخدم عام 2014، وكذلك زاد عدد مستخدمي الإنترنت فائق السرعة بأكثر من 3 أضعاف، ليصل إلى 11.7 مليون مشترك عام 2024، مقارنة بـ 2.7 مليون مشترك عام 2014.
واستعرضت الإنفوجرافات جهود رقمنة الخدمات الحكومية والقضائية والصحية، من خلال منصة «مصر الرقمية»، التي تقدم نحو 200 خدمة حكومية لنحو 9 ملايين مستخدم، تم خلالها إجراء نحو 11 مليون معاملة واستعلام خلال عام 2024، كما تم ميكنة 754 مكتب توثيق يقدم نحو 59 ألف معاملة يوميًا، وكذلك ميكنة 4059 مكتب بريد من إجمالي 4714 مكتبًا.
وشملت التحولات الرقمية إطلاق نظام التقاضي الإلكتروني في 62 محكمة، وتفعيل المنظومة الإلكترونية للتأمين الصحي الشامل بـ 367 منشأة طبية في 6 محافظات، فيما تم إطلاق 14 تطبيقًا إلكترونيًا لتعزيز تقديم الخدمات العامة أبرزها «توكيلاتي» و«تأميناتي» و«مركباتي».
وسلطت الإنفوجرافات الضوء على دور المنصات الذكية في دعم التحول الرقمي، من خلال مشروع الهوية الوطنية العقارية، وهو نظام رقمي متكامل لتسجيل العقارات، يشمل التراخيص والضرائب والمرافق، بالإضافة إلى منظومة كارت «الفلاح الذكي»، المسجل عليها 6 ملايين حيازة معتمدة، و4.5 مليون كارت مفعل وموزع.
وأظهرت الإنفوجرافات أن قيمة معاملات خدمات الدفع والتحصيل الإلكتروني الحكومي بلغت 12.1 تريليون جنيه حتى مارس 2025، مع رفع 1.5 مليار وثيقة على منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن.
وفي إطار دعم البنية التحتية للاتصالات، تم منح تراخيص الجيل الخامس لشركات الاتصالات لإطلاق الخدمة خلال النصف الأول من العام الجاري، مع إطلاق تقنية «eSIM»، بالإضافة إلى تعزيز شبكات المحمول بـ 3102 برج جديد خلال عام 2024، وافتتاح أول منطقة سحابية عامة لشركة هواوي في مصر وشمال إفريقيا.
أما فيما يتعلق بالتحول الرقمي في العاصمة الإدارية الجديدة، أوضحت الإنفوجرافات أنه تم تنفيذ مشروع ربط كافة المباني الحكومية على مستوى الجمهورية بشبكة الألياف الضوئية بتكلفة تصل إلى 8 مليارات جنيه، فيما وصلت تكلفة «مدينة المعرفة» لبناء مجتمع معلوماتي متكامل إلى 20 مليار جنيه، في حين بلغت استثمارات جامعة مصر المعلوماتية -أول جامعة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إفريقيا- 15 مليار جنيه.
اقرأ أيضاً«اتصالات» النواب توافق موازنة القومي لتنظيم الاتصالات بإجمالي إيرادات 13 مليار جنيه بزيادة 35%
مبادرة الرواد الرقميون لتأهيل 5000 شاب في المهارات الرقمية.. «الاتصالات» تكشف التفاصيل
وزير الاتصالات: مصر تواصل تعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي