نظرا لضخامتها، تثير أنفاق حركة "حماس" تحت أرض في قطاع غزة المخاوف في تل أبيب مما قد تكون عليه أنفاق "حزب الله" العابرة من لبنان إلى إسرائيل أسفل "الخط الأزرق" الفاصل.

ذلك ما خلص إليه سيث فرانتزمان، في تحليل بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

فرانتزمان قال إن "حزب الله يتمتع بخبرة واسعة في حفر الأنفاق تحت الأرض، لكن اكتشفنا أن أنفاق حماس أضخم وأكثر اتساعا بكثير مما كان يُعتقد، فهل يمكن أن يكون تهديد أنفاق حزب الله أكبر مما كان يُعتقد؟".

وتابع أن هذا السؤال مثار منذ "الكشف (في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري) عن نفق عملاق لحماس بالقرب من معبر إيريز (بيت حانون). وكان النفق واسعا بما يكفي لمرور سيارة عبر أجزاء منه. كما اكتشف الجيش أنفاقا ضخمة أخرى متعددة الطبقات".

وتساءل: "بينما تم العثور على 1500 عمود (مدخل) نفق (في غزة)، يبدو أن هناك آلافا أخرى. فماذا عن لبنان اليوم؟".

وقال قائد القيادة الشمالية لجيش الاحتلال الميجور جنرال أوري جوردين، لمسؤولي المجالس الإقليمية في الشمال (قرب لبنان)، إن الجيش "يجري عمليات بحث لتحديد موقع أي بنية تحتية (أنفاق)، وإذا تم تحديد تهديد، فلن نبقي الأمر سرا".

وحتى أمس الإثنين، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 20 ألفا و915 فلسطينيا، وأصاب 54 ألفا و918 بجروح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وتضامنا مع سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال  قصفا يوميا منذ 8 أكتوبر الماضي؛ ما خلّف عشرات القتلى والجرحى في الجانبين.

اقرأ أيضاً

إذاعة عبرية: إسرائيل تخطط لبناء جدار مضاد للأنفاق بين غزة ومصر 

أنفاق استراتيجية

وبحسب مركز "ألما" الإسرائيلي للأبحاث، فإنه "بعد الكشف عن نفق حماس الاستراتيجي في غزة، أصبحت السلسلة الغذائية لوكلاء إيران واضحة: حزب الله أولا، وبعده البقية. وإذا كانت هذه قدرات حماس، فما هي قدرات حزب الله في سياق بناء الأنفاق الاستراتيجية؟".

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.

ونقلا عن تقرير سابق للمركز صدر في يوليو/ تموز 2021، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أنه بعد حرب لبنان الثانية مع إسرائيل عام 2006، أنشأ "حزب الله"، بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، مشروعا لبناء شبكة من الأنفاق في لبنان، وهي أكبر بكثير من أنفاق "حماس"، التي استعانت أيضا بالمعرفة الإيرانية والكورية الشمالية.

وفي الشهر ذاته، نشرت قناة "كان" العبرية الرسمية تقريرا عن نفق من المفترض أنه يمتد من العاصمة بيروت إلى جنوب لبنان.

وقال فرانتزمان إنه خلال الحرب السابقة على "حماس"، في مايو 2021، استهدف الجيش الإسرائيلي أيضا "مترو حماس (شبكة الأنفاق)"، ومع ذلك، يُعتقد الآن أن نظام أنفاق "حماس" أكبر بكثير مما كان يُعتقد، وهنا تظهر من جديد المخاوف بشأن أنفاق "حزب الله".

اقرأ أيضاً

إغراق الأنفاق.. خطة إسرائيلية تقضي على الزراعة والمياه الجوفية بغزة

تضاريس مختلفة

"لقد راقب حزب الله التطورات في غزة، وهو يحسب تحركاته القادمة، ونفذ هجمات على إسرائيل وتكبد أيضا خسائر"، على حد قول فرانتزمان.

وأضاف أن "جنوب لبنان ليس مثل غزة، لدى حزب الله نوعا مختلفا من التضاريس، بما في ذلك التلال الصخرية والوديان".

وأردف: "وفي حين قامت حماس ببناء أنفاق تحت المدن، فإن حزب الله يعمل في القرى والبلدات".

و"مع إجلاء المدنيين الإسرائيليين من الحدود الشمالية، تغيرت المعادلة في الشمال قليلا.. ومع ذلك، تبقى الأسئلة حول الأنفاق قائمة: ما هي نوعية أنفاق حزب الله؟ وكيف تشكل تهديدا؟"، كما ختم فرانتزمان.

اقرأ أيضاً

وول ستريت جورنال: إسرائيل بدأت ضخ مياه البحر في أنفاق حماس بغزة

 

 

المصدر | سيث فرانتزمان/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حزب الله فی غزة ی عتقد

إقرأ أيضاً:

هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون

لا يستبعد محللون تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر" أن تقدم إسرائيل على تنفيذ تهديداتها بالتصعيد ضد لبنان على ضوء اختراقاتها المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، واتهاماتها للحكومة اللبنانية بأنها لا تفعل ما يجب فعله لنزع سلاح حزب الله اللبناني.

وجاء كلام المحللين تعليقا على تصريحات خاصة أدلى بها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لقناة الجزيرة، قال فيها إن بلاده تلقت تحذيرات عربية ودولية من عملية عسكرية واسعة تحضر إسرائيل لشنها على لبنان، وإن المفاوضات الحالية معها لن توقف اعتداءاتها.

ويرى الكاتب الصحفي نقولا ناصيف أن التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، لكنّ الجديد هذه المرة هو أن ما نقل إلى لبنان من تحذيرات يفيد بأن العدوان الإسرائيلي المحتمل سيكون مشابها لما حدث عام 2006، حيث ستستهدف إسرائيل البنية التحتية اللبنانية من أجل الضغط على الحكومة اللبنانية كي تستعجل في المهمة الصعبة وهي نزع سلاح حزب الله.

ورغم أنها تتجاهل اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع حزب الله منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 ، فإن إسرائيل -يضيف ناصيف- تريد أن تستمر في مفاوضاتها مع الحكومة اللبنانية تحت النار، معربا عن اعتقاده أن مهمة نزع سلاح حزب الله أضحت مهمة أميركية إسرائيلية.

ويتابع الكاتب الصحفي أن تعيين السفير السابق لدى واشنطن سيمون كرم في لجنة "الميكانيزم" جاء استجابة لشروط أميركية إسرائيلية لرفع مستوى التفاوض بين لبنان وإسرائيل إلى الشق السياسي، لكنه يوضح -أي ناصيف- أن "لبنان يريد الذهاب إلى تسوية مع إسرائيل وليس إلى معاهدة سلام".

لا مصلحة أميركية

ويعتقد الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" ضمن حلقة (2025/12/12)- أن هناك مصلحة أميركية بالتصعيد في لبنان، وأن ما تقوم به إسرائيل يتم بموافقة الولايات المتحدة لأن الهدف هو إضعاف حزب الله حتى لا يكون عقبة أمام تحقيق مشروعهما في لبنان وفي المنطقة.

إعلان

كما أن إسرائيل -وفقا لشديد- لا تريد حكومة قوية في لبنان بل حكومة ضعيفة سياسيا لتتمكن من فرض شروطها عليها خلال التفاوض ولإدخال البلد في ما تسمى اتفاقات أبراهام.

ويتفق الدكتور ماكس أبراهامز، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، مع مسألة أن إسرائيل تريد التصعيد في لبنان، ويقول إنها هي من تقوم بالتهديد وتتصرف وكأنها شرطي.

ولا يستبعد الضيف الأميركي أن تقوم إسرائيل بما أسماها استهدافات جراحية دقيقة ضد حزب الله إن لم تقم الحكومة اللبنانية بالمزيد لنزع سلاح الحزب.

يذكر أنه في الخامس من أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح -ومن بينه ما يملكه حزب الله- بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة وتنفيذها قبل نهاية 2025، لكنّ الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قال مرارا إن الحزب يرفض ذلك، ويطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.

بيد أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن لا يرى أن المصلحة الأميركية تتماشى مع هذا التوجه الإسرائيلي، ويذكر أن الرئيس دونالد ترامب يركز جهوده حاليا على قطاع غزة، ولا يرغب في حصول مواجهة بين حزب الله وإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • جنوب لبنان.. إسرائيل تغتال عنصراً بارزاً في حزب الله
  • إسرائيل تحذر لبنان من أي تنسيق بين الجيش وحزب الله
  • سجال انتخابي بين عين التينة ومعراب يؤجج المخاوف من تأجيل الاستحقاق
  • ضغوط لحسم الصراع مع إسرائيل وحصر السلاح
  • أنفاق غزة تكشف الوجه الآخر لمعاملة الأسرى: “شدّة”، “حانوكاه”، وتناقضات إسرائيلية
  • نائب عن حزب الله: يجب التركيز على وقف عدوان إسرائيل قبل السلاح
  • هل تنفذ إسرائيل تهديداتها ضد لبنان؟.. محللون يجيبون
  • لبنان يتلقى تحذيرات بأن إسرائيل تستعدّ لشنّ هجوم واسع ضدّه
  • إسرائيل توحّد الخصوم في المنطقة
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان