ردت إسرائيل على اتهامات وجهتها لها مسؤولة حقوقية في الأمم المتحدة، بالعمل على "إخراج سكان غزة من القطاع بالكامل"، في الوقت الذي توسع فيه عمليتها البرية التي تهدف إلى الإطاحة بحماس، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وكانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا، باولا غافيريا بيتانكور، قد أصدرت بيانا، الجمعة، قالت فيه إن الجيش الإسرائيلي يحاول تهجير الفلسطينيين من غزة "بشكل جماعي".

وأوضحت فيها بيانها: "مع استمرار توسيع أوامر الإخلاء والعمليات العسكرية وتعرض المدنيين لهجمات لا هوادة فيها بشكل يومي، فإن الاستنتاج المنطقي الوحيد هو أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تهدف إلى تهجير غالبية السكان المدنيين بشكل جماعي".

ونشرت صفحة "الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان" التابعة للأمم المتحدة (المكونة من مجموعة خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان) على منصة إكس، منشورا يتناول تصريحات بيتانكور.

وجاء فيه أن المسؤولة "تحذر من أن إسرائيل تعمل على طرد السكان المدنيين من غز،ة من خلال التهجير القسري الجماعي والهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في الجنوب".

وكانت رئيسة فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جيما كونيل، قد قالت، الإثنين، إن "الكثير من الفلسطينيين في قطاع غزة اتبعوا أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، وبحثوا عن الأمان في مناطق محددة ليجدوا أنه لم يتبق أمامهم سوى مساحة صغيرة في القطاع المكتظ بالسكان".

سوليفان يبحث مع مسؤول إسرائيلي التخطيط لما بعد انتهاء الحرب في غزة  قال مسؤول بالبيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ناقش مع ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، التخطيط لليوم التالي لانتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بما في ذلك الحكم والأمن في غزة.

وتحدثت كونيل، التي تعمل في غزة منذ عدة أسابيع، عما قالت إنها "رقعة شطرنج بشرية" يفر داخلها آلاف الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات بالفعل، وأضافت أنه ليس هناك ما يضمن أن وجهتهم المقبلة ستكون آمنة.

وقالت كونيل، التي زارت حي دير البلح وسط قطاع غزة: "كان الناس يتجهون جنوبا ومعهم حشايا وكل ممتلكاتهم في شاحنات صغيرة وسيارات، في محاولة للعثور على مكان آمن".

وأضافت: "تحدثت إلى العديد من الأشخاص. هناك مساحة صغيرة متبقية في رفح، لدرجة أن الناس لا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويبدو الأمر وكأن الناس يتم نقلهم حول رقعة شطرنج بشرية، لأن هناك أمر إخلاء في مكان ما".

وتابعت: "الناس يفرون من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى. لكنهم ليسوا آمنين هناك".

فرنسا تعرب عن "قلق عميق" من تكثيف وإطالة أمد حرب غزة  أعربت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، عن "قلقها العميق من إعلان السلطات الإسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده" في إطار الحرب ضد حركة حماس في القطاع.

والأربعاء، رد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، على الاتهامات، قائلا على حسابه في منصة "إكس": "منذ ما قبل الهجوم البري، صنفت إسرائيل منطقة المواصي كمنطقة إنسانية، وحثت المدنيين في غزة على الإخلاء هناك مؤقتًا حفاظًا على سلامتهم. نريد حماية المدنيين في المناطق التي لا تستخدمهم فيها حماس كدروع بشرية".

وأضاف: "من المروع أن تعرضهم وكالات الأمم المتحدة للخطر من خلال توجيههم إلى معاقل حماس بدلاً من تسهيل إجلائهم الآمن إلى المنطقة الإنسانية. ومن المروع أن وكالات الأمم المتحدة غير قادرة على إدانة حماس بسبب إطلاق الصواريخ على المجتمعات الإسرائيلية من خارج المنطقة الإنسانية".

واعتبر ليفي أنه "يجب حماية المدنيين من حماس"، مضيفا: "من المفارقات أن الأشخاص الوحيدين الذين يشجعون التهجير الجماعي لسكان غزة هم أولئك الذين يُطلق على معظمهم اسم اللاجئين زورا، وينغمسون في أحلامهم بالانتقال إلى إسرائيل من خلال النضال العنيف، بدلا من العيش في سلام إلى جانبنا".

ونفت إسرائيل التقارير التي تفيد بأنها سعت إلى دفع سكان غزة إلى مصر طوال فترة الحرب، وتعهدت بأنها لا تسعى إلى تهجير دائم للسكان.

من جانبها، تنفي حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، استخدامها المدنيين دروعا بشرية. داعية إلى إدخال المساعدات إلى القطاع بسرعة وبكميات كافية لتلبية حاجة المدنيين هناك.

وفي 7 أكتوبر، اندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، بعد هجمات نفذتها الأخيرة على مناطق وبلدات في غلاف غزة.

وأسفرت تلك الهجمات، عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، واختطاف نحو 240 على يد الحركة الفلسطينية ونقلهم إلى قطاع غزة، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على ذلك، تشن إسرائيل قصفا متواصلا على القطاع، أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية، وتدمير البنية التحتية للقطاع، ووضعه تحت حصار كامل.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة غزة من

إقرأ أيضاً:

ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟

قال محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن المفاوضات الجارية بشأن التهدئة في قطاع غزة دخلت مرحلة الحسم، خاصة بعد الرد الإيجابي من حركة حماس على المقترح المطروح، مع بعض التعديلات، يقابله رفض إسرائيلي لهذه التعديلات، مشيرًا إلى أن وفدًا إسرائيليًا وصل بالفعل إلى الدوحة للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة مع قيادة حماس.

مادة تحتوي دهن الخنزير.. حقيقة منتج لبن يثير الجدلعبد السلام فاروق يكتب: غزة "نص شعري مفتوح"

وأكد أبو شامة، خلال مداخلته في برنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، أن الوساطة الدولية تسعى حاليًا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، لكن الحسم الحقيقي قد يكون في واشنطن، وليس في الدوحة، حيث من المتوقع أن يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا مباشرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المرتقب.

وأوضح أن أجندة الاجتماع في البيت الأبيض تشمل ملفات معقدة، من أبرزها مستقبل الحرب في غزة، الملف الإيراني، تسليح إسرائيل بعد استنزاف قدراتها العسكرية، وحتى مستقبل نتنياهو السياسي نفسه.

وأشار إلى أن نتنياهو يسعى للخروج الآمن سياسيًا من أزمته الداخلية، وأن ترامب قد يكون طرفًا فاعلًا في تقديم ضمانات تتيح التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بل وربما إنهاء الحرب في غزة بشكل كامل.

وأضاف أبو شامة أن الهدنة لا تزال معلقة منذ عدة جولات تفاوضية سابقة، وغالبًا ما كانت تفشل في اللحظات الأخيرة بسبب خلافات تتعلق بالمطالب الفلسطينية، وعلى رأسها الانتقال من هدنة مؤقتة إلى إنهاء دائم للحرب، وضمانات أمريكية تردع عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري كما حدث بعد اتفاق يناير الماضي.

وختم بتأكيد أن الضمانات الدولية، وخاصة الأمريكية، ستكون حاسمة لتجنب تكرار سيناريوهات انهيار التفاهمات السابقة، ووقف الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، وهي إحدى أدوات الضغط التي تستخدمها إسرائيل.

طباعة شارك غزة قطاع غزة حماس الدوحة

مقالات مشابهة

  • الصفدي يؤكد ضرورة وقف إسرائيل كل الخطوات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين
  • مندوب المملكة بالأمم المتحدة يؤكد موقف السعودية الداعم لأمن واستقرار أفغانستان
  • 59 مجزرة صهيونية بحق المدنيين في غزة خلال 100 ساعة
  • بزشكيان: إيران مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة ولكن هناك مشكلة ثقة
  • حماس: الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة
  • ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟
  • حماس تنفي اتهامات أميركية وتعتبرها تبريرًا لجرائم الاحتلال في غزة
  • نتنياهو يغادر إلى الولايات المتحدة برفقة زوجته ويؤكد: "لن يكون هناك حماس"
  • مقرر النظام الدولي بالأمم المتحدة: ما يحدث في غزة كارثة إنسانية
  • دياب أبو جهجة: إسرائيل تعمل خلف الكواليس لتخريب مؤسسة هند رجب