حسن اسماعيل: نواقص ونواقض خطاب مالك عقار !!
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
– كم ساعةً بقي خطاب السيد مالك عقار في الفضاء الإعلامي والسياسي؟ بمعنى ماهو معدل تداوله والتعليق عليه ؟
– هذا السؤال مهم لنعرف ماهو أثر خطاب الرجل وهل حرك ساكنا أم سكّن متحرك؟! وفي الحقيقة فإن الإجابة عند جمهور القراء والمراقبين أكثر مما هي عندي… ولكن..
– تعليقي الشخصي على الخطاب فهو جيد جدا في كثير من جوانبه خاصة ماجاء في وصف الذين يختارون الجانب الخطأ في التاريخ في هذه اللحظات الفاصلة من عمر السودان وأيضا فيما يختص بجوانب تفصيل جرائم التمرد ورسائل بث الثقة في الشعب السوداني وفي قواته المسلحة وهذا أمرُ مهم للغاية… ولكن
– الخطاب احتشد ايضا بنقاط الضعف وللأسف الشديد في أهم أركانه ومتنه وكأنها نسخت نقاط الضعف تلك امتيازات الخطاب واليكم أهم ركائز الضعف تلك .
– السيد عقار قرأ خطابا مكتوبا بل وظل يرفع الورق بين يديه كأنه في حصة مطالعة لتجويد القراءة بدلا من مخاطبة حشد جماهيري شعبي كفاحا وكأن السيد مالك لم تتوافر عنده الثقة بعد أنه فعلا يمثل نائب رئيس مجلس السيادة وأنه الآن بمثابة قائد شعبي وسياسي للسودانيين( كأنه غير مصدق) فخطابات الرجل في النيل الأزرق وهو واليا عليها على تلك الأيام كانت أكثر فاعلية وجاذبية وكأن الرجل يعاني اليوم من فاصل شعوري لااعرف سببه!!.. فمتى سيخرج مالك عقار لمخاطبة الناس في لقاءات جهيرة يلتقط منهم الثبات والثقة والحيوية وليس من خلال ورق باردو(متعسم ) ؟!
– بدأ الرجل ومن أعدوا الخطاب أكثر تأثرا بالدعاية السياسية للتمرد والتي حاول دحضها ولكنه فعل وهو واقعٌ تحت تأثيرها فأضاع الزمن في نفي قصة معركة الفلول والإسلاميين وغيرها من فقاعات التشويش الإعلامي والتي يجب عندما يخرج القائد المحنك والفطن للحديث إلى الناس ألا يُعيد ترديد الفقاعات وإعادة تدويرها … ليس هذا وحسب بل ومضي الرجل ليهاجم عهد الإنقاذ ويهاجم بعض قادة الإنقاذ الموجودين ضمن صفوف التمرد فهذا يُترك للتقارير الإخبارية السياسية المسبوكة جيدا ولحنجرة مذيع متمكن وألا يتشاغل بها قائد خرج لتعبئة الجماهير!!
– اما الخلل الأكبر عندما ضمّن الرجل في خطابه مخاوفهم من أن الاستنفار قد يتحول إلى جماعات مسلحة جديدة !!! ( ده كلام ده ) … نعم فقد مزج الرجل في خطابه بين الإشادة بالاستنفار الشعبي والتخويف منه في آن واحد وفي منبر واحد وكأنه يصيب خطابه بالعور فاطاح بمعنى الاستنفار وأرسل اسباب تباطؤ خطواتهم عنه طيلة الشهور التي مضت ! بل وكأنه خرج ليفعل هذا من الأساس ويثبط الهمة لا أن يدفعها فشحذ الهمم والتخويف من نتائج شحذ الهمم لايجتمعان إلا في خطاب مالك عقار !!
– واضح جدا مدى تأثر المجموعة القائدة بالدعاية السياسية وكأنها تتحرك فقط لتنفي عن نفسها شائعة تلكم الدعاية وواضح أن ذهنها مشغول بهذا أكثر من أي شئ آخر ، وبالطبع فإن الغرض الأساسي من أي شائعة ودعاية سياسية هو شَغل الخصوم بتنظيف ظلالهم لاخوض المعركة الحقيقية وهذا هو سبب الضعف العام واهتزاز التقديرات السياسية وتداخل أقدام الخطاب السياسي في بعضها البعض
– التحموا بالشعب ، اخرجوا إلى صفوفه واركزوا اقدامكم مع أقدامه لتتخلصوا من هذا الاهتزاز
– اهتزاز مالك عقار وهو يحدثنا عن مخاوف أن يتحول الاستنفار إلى جماعات مسلحة!! مدهش
– لم يتبق في خطاب عقار يوم أمس إلا أن يفرد فقرة للهجوم على حسن الترابي والطيب مصطفى ومحمد طه محمد أحمد عليهم الرحمة…
– اللاعب الذي يظل يبحلق في حكم الراية لن يحرز هدفا ولو كان المرمى تحت أقدامه
– الله المستعان
حسن اسماعيل
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مالک عقار فی خطاب
إقرأ أيضاً:
تحليل أقدم حمض نووي فرعوني يكشف مفاجأة
في سابقة علمية نادرة، نجح باحثون دوليون في فك الشيفرة الجينية الكاملة لأول مرة لبقايا إنسان مصري قديم عاش قبل نحو 4,800 عام، في وقتٍ تزامن مع بناء أول الأهرامات.
ونشرت النتائج، في مجلة Nature العلمية، كشفت عن أن 80 بالمئة من الحمض النووي للرجل تعود أصوله إلى شمال إفريقيا، بينما تعود النسبة المتبقية، 20 بالمئة، إلى غرب آسيا ومنطقة بلاد الرافدين، ما يسلط الضوء على روابط وراثية بين مصر القديمة وحضارات الهلال الخصيب.
وتم العثور على رفات الرجل داخل جرة فخارية مغلقة اكتشفت عام 1902 في منطقة النويْرات جنوب القاهرة، ويعتقد أنه توفي خلال فترة انتقالية بين العصر العتيق وبداية الدولة القديمة، أي قبل نحو 4,500 – 4,800 سنة، حيث يعد هذا الجينوم الأقدم على الإطلاق الذي يستخرج من رفات مصري قديم بحالة جيدة تسمح بالتحليل الكامل.
واستخدم الباحثون تقنية "التسلسل الشامل" (shotgun sequencing) على أحد أسنان الهيكل العظمي، وتمكنوا من استخراج الحمض النووي رغم التحديات التي يفرضها المناخ المصري من حرارة ورطوبة، والتي لطالما منعت محاولات سابقة من النجاح، بينها محاولات رائدة للعالم الحائز على نوبل سفانتي بابو في ثمانينيات القرن الماضي.
وكشفت الدراسة، التي قادتها الدكتورة أدلين موريس جاكوبس من جامعة ليفربول جون مورس، أيضاً أن الرجل عاش طفولته في وادي النيل، حيث أظهرت التحليلات الكيميائية لأسنانه أنه استهلك طعاماً محلياً مثل القمح والشعير والبروتين الحيواني، مما يعزز فكرة أنه نشأ في مصر، رغم وجود جذور وراثية جزئية من غرب آسيا.
ومن الناحية البيولوجية، تشير العظام إلى أن الرجل كان في الأربعينات أو الستينات من عمره عند الوفاة، وهو عمر طويل نسبيًا في تلك الفترة، وقد ظهرت عليه علامات واضحة على إرهاق جسدي شديد ناتج عن عمل يدوي مضنٍ، بما في ذلك تقوس في العمود الفقري، وتضخم في الحوض، وآثار خشونة في مفاصل القدم اليمنى. الباحثون رجّحوا أنه كان صانع فخار ماهر وربما استُخدم في صنع الفخار بعجلة دوّارة، والتي دخلت مصر تقريبًا في تلك الفترة.
لكن اللافت أن الرجل دفن في جرة فخارية داخل قبر محفور في الصخر، وهو ما يعتبر طقس دفن مخصص لطبقة اجتماعية أعلى من الحرفيين، مما دفع الباحثين لافتراض أنه ربما كان حرفيًا بارعًا حاز احترام مجتمعه أو ترقى في مكانته الاجتماعية.
وعلق البروفيسور يوسف لازاريديس من جامعة هارفارد، والذي لم يشارك في الدراسة، قائلاً: "لأول مرة نمتلك دليلاً وراثيا يثبت أن المصريين القدماء الأوائل كانوا في غالبيتهم من شمال إفريقيا، لكن مع مساهمات جينية من منطقة بلاد الرافدين، وهو أمر منطقي جغرافيًا وتاريخيًا".
وبينما لا تمثل هذه النتائج إلا شخصًا واحدًا، إلا أنها تفتح الباب أمام أبحاث أوسع قد تعيد رسم خريطة الأصول الجينية للحضارة المصرية القديمة، خاصة أن ممارسات التحنيط لاحقًا أعاقت الحفاظ على الحمض النووي، ما يجعل العثور على رفات غير محنطة كنزًا علميًا حقيقيًا.
الدراسة تمثل نقطة تحول في علم الأصول السكانية في مصر القديمة، وتدعو إلى توسيع البحث في رفات بشرية أخرى قد تحمل دلائل أوفى على حركة البشر بين إفريقيا وآسيا في العصور القديمة.