أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

سلّط عمر ودادي، المنسق الوطني لقطب الماء في الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة، (سلّط) الضوء على الوضعية المائية في المغرب، التي دفعت الحكومة على لسان وزير التجهيز والماء نزار بركة، يوم الخميس المنصرم، إلى الخروج، في ندوة صحافية تلت المجلس الحكومي المنعقد في اليوم نفسه، لدق ناقوس الخطر حول ما آل إليه "إكسير الحياة" في المغرب.

وفي هذا الصدد؛ قال ودادي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، إن "الوضعية المائية في المغرب حرجة إن لم نقل خطيرة، خصوصا وأن موجة الجفاف متوالية منذ سنة 2018"، مشددا على أن "الجفاف في المغرب هيكلي".

وزاد المنسق الوطني لقطب الماء أن "قلة التساقطات المطرية أدت إلى انخفاض مخزون المياه في المغرب إلى 75 في المائة"، لافتا إلى أن "استمرار ارتفاع درجة الحرارة يهدد بتبخر المياه السطحية"، مشيرا إلى أنه "سجلنا 50 درجة خلال هذه السنة (2023)".

ودادي أضاف أن "الاستهلاك غير المعقلن لهذه الموارد المائية وتلويثها يدق ناقوس الخطر"، مستطردا أن "نسبة ملء السدود لا تتعدى 23 في المائة مقارنة مع 31 في المائة خلال السنة المنصرمة"، داعيا إلى "ضرورة التدخل العاجل" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

"إن استمرار الوضع على ما هو عليه، لا قدر الله، سيؤثر على نمط تزويد الساكنة بالماء الشروب، الذي يعد حقا لجميع المغاربة دون استثناء"، يشرح ودادي قبل أن يردف أن "الحلول يجب أن تكون على مستوى المجالات الترابية حسب الخزانات الموجودة في كل جهة".

وفي هذا الصدد؛ أوضح المصدر عينه أن "التضامن بين الجهات تم تدشينه خلال نقل مياه سبو إلى أبي رقراق"، مطالبا بـ"تعزيز الترسانة القانونية وتطبيق القانون"، مذكرا كذلك بـ"القانون 95.10 الذي تم تحييه ليحمل رقم 36.15"، الذي يبدو أنه لا يقوم بدوره في هذا الإطار.

وعليه؛ دعا المنسق الوطني لقطب الماء إلى "إصدار المراسيم التطبيقية التي لم تخرج بعد"، مشددا على أنه يجب تفعيل وتنزيل القوانين الخاصة بالمياه، لأن الاستمرار بهذه الوضعية ليس في صالح المغاربة بكل شرائحهم".

وأمام هذا الوضع؛ شدّد ودادي على أنه "يجب إمداد شرطة الماء بالوسائل اللوجيستية والمادية والبشرية لكي تقوم بدورها"، كاشفا: "ليس الغرض من شرطة الماء هو الزجر فقط؛ وإنما تحسيس المواطنين بأهمية الماء ودوره في تدبير مناحي الحياة".

وزاد المتحدث ذاته: "ضمان الأمن الأماني يرتبط بضمان الأمن الغذائي، والأمنان معا هما الأمن الاجتماعي"، مستحضرا في هذا الإطار أيضا نسبة التوحل التي وصفها بـ"الكبيرة"؛ إذ لا تعكس النسبة الحقيقية للمياه في السدود الوطنية.

"في انتظار أن تجود السماء بالأمطار؛ لا بد أن بتحمل الجميع مسؤوليته، من مواطنين ومستهلكين ومدبري الماء، بإعطاء هذه المادة الحيوية ما تستحقه من اهتمام لتحقيق النجاعة المائية"، يقول المنسق الوطني لقطب الماء في الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة.

وفي المحصلة؛ خلص ودادي إلى أنه "يجب الحد من هدر المياه في قنوات النقل، لأن أحجاما ضخمة قد تعادل سدا كبيرا تضيع في هذه القنوات"، خاتما تصريحه بقوله: "يجب إرساء محطات لمعالجة المياه، وإعادة استغلال المواد المستعملة عوض طرحها في الطبيعة، حتى لا تتسبب في تلوث المياه التي نتوفر عليها على قلتها".

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: فی المغرب فی هذا

إقرأ أيضاً:

علماء يحذرون من جفاف عالمي مستمر ومتسارع

تُظهر دراسة جديدة أن قارات العالم تجف بسرعة متزايدة، مما يُهدد توافر المياه العذبة على المدى الطويل، ويُحفز ارتفاع منسوب مياه البحار، في حين سيواجه ملايين الأشخاص حول العالم بالفعل حالات جفاف قاسية.

ووجدت الدراسة، التي استندت إلى بيانات جُمعت بين عامي 2002 و2024 من قِبل بعثتين تابعتين لوكالة ناسا، أن هذه التغيرات مستمرة، وتتسارع بمعدل ينذر بالخطر.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4لبنان يواجه أسوأ موجة جفاف منذ 90 عاماlist 2 of 4التغير المناخي يضع الشرق الأوسط على حافة الجفافlist 3 of 4الجفاف العالمي يفاقم المجاعة ويدفع الملايين للنزوحlist 4 of 4الجفاف يهدد الأمن الغذائي في سورياend of list

ورغم أن حالات الجفاف قصيرة الأمد ليست نادرة، فقد لاحظت دراسات حديثة تغيرات طويلة الأمد في مخزون المياه الأرضي العالمي.

ومخزون المياه الأرضي هو إجمالي كمية المياه المُخزنة على اليابسة، بما في ذلك الجليد والمياه السطحية والمياه الجوفية ورطوبة التربة.

وخلصت الدراسة إلى أن المناطق المعرضة للجفاف تنمو بضعف مساحة كاليفورنيا سنويا، أي نحو مليون كيلومتر مربع. وفي نصف الكرة الشمالي، يؤدي هذا إلى ظهور ما يُطلق عليه الباحثون "مناطق الجفاف الهائلة"، وهي بؤر جفاف ساخنة مترابطة على نطاق قاري.

وعلى الرغم من وجود مناطق تزداد رطوبة أيضا، فإن الميزان يميل بقوة نحو الجفاف الشامل. ويُعزى هذا التحول، حسب الدراسة، إلى استنزاف المياه الجوفية على نطاق واسع، وهو انخفاض طويل الأمد في مخزون المياه في طبقات المياه الجوفية بسبب ضخها، وخاصة للاستخدامات الزراعية.

وتُمثل هذه الظاهرة 68% من التغيرات الملحوظة في مخزون المياه الأرضية. وتشمل الأسباب الأخرى فقدان المياه في المناطق ذات خطوط العرض العليا، مثل كندا وروسيا، حيث يذوب الجليد والتربة الصقيعية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى موجات الجفاف الشديد في أميركا الوسطى وأوروبا.

ووفقا للمؤلفين، فإن آثار هذا الاتجاه عميقة، ويمكن الشعور بها على نطاق عالمي. ففي بداية قياسات الدراسة عام 2020، كان حوالي 6 مليارات شخص، أو 75% من سكان العالم، يعيشون في مناطق تتناقص فيها موارد المياه العذبة.

إعلان

ويؤدي انخفاض توافر المياه على الأرض إلى زيادة في مياه البحر، مما يُسرّع في نهاية المطاف من ارتفاع مستوى سطح البحر. وتُحذر الدراسة من أن هذه العملية تُساهم الآن بشكل أكبر في ارتفاع مستوى سطح البحر من ذوبان الصفائح الجليدية.

وجاء البحث عقب صدور تقرير صادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والذي خلص إلى أن بعضا من أشد حالات الجفاف المسجلة على الإطلاق قد وقعت منذ عام 2023.

ومع زيادة مستويات الجفاف، يُدفع عشرات الملايين من الناس، وخاصة في جنوب وشرق أفريقيا، إلى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والهجرة المناخية القسرية بسبب الآثار المركبة لسوء إدارة المياه، وظاهرة النينيو، وتغير المناخ.

ففي الصومال، على سبيل المثال، يُقدر أن الجفاف قد تسبب في وفاة ما يقرب من 43 ألف شخص في عام 2022 وحده، وفقا للتقرير.

موجات الجفاف المتكررة والشديدة باتت تشمل معظم قارات العالم (رويترز)تحديات كبرى

ويحدد التقرير بؤر الجفاف الساخنة في جميع أنحاء العالم، من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أميركا الوسطى والجنوبية وجنوب شرق آسيا.

ففي إسبانيا، كانت 60% من الأراضي الزراعية تواجه الجفاف في أبريل/نيسان 2023، بينما 88% من الأراضي التركية معرضة حاليا لخطر التصحر.

ويقول الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: "لم يعد الجفاف تهديدا بعيدا. إنه موجود، ويتصاعد، ويتطلب تعاونا عالميا عاجلا".

وأضاف أنه عندما تنفد الطاقة والغذاء والماء دفعة واحدة، تبدأ المجتمعات بالتفكك، وهذا هو الوضع الطبيعي الجديد الذي يجب أن نكون مستعدين له، برأيه.

ولمواجهة هذه التحديات الجديدة، يوصي التقرير "باتخاذ إجراءات فورية تتضمن حلولا منهجية ومتعددة القطاعات وتعاونا دوليا"، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز النظم البيئية وتحسين إدارة المياه مع ضمان عدالة الوصول إلى الموارد.

ووفقا للتقرير، تتوفر بعض الحلول السريعة للتخفيف من حدة المشكلة. ففي بعض أنحاء العالم، يُفقد ما يصل إلى 80% من المياه المتاحة بسبب تسربات في البنية التحتية للمياه القديمة أو غير الفعالة. ويمكن لإصلاح هذه البنية التحتية وصيانتها أن يزيد بشكل كبير من توافر المياه العذبة لبعض المجتمعات، حسب التقرير.

ويؤكد التقرير أن ذلك وحده لا يكفي. فلا يزال اتخاذ إجراءات حاسمة للتخفيف من آثار تغير المناخ أهمها خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتحول إلى ممارسات زراعية أكثر استدامة، نظرا لأن القطاع الزراعي هو أكبر مستهلك للمياه العذبة في العالم بلا منازع.

مقالات مشابهة

  • انفلونزا الطيور في الجبن.. دراسة صادمة تكشف مخاطر الحليب الخام على المستهلكين
  • الاقتصاد الأردني يواصل صعوده.. ثقة المستهلكين ترتفع واستثمارات تتوسع
  • شيوخ ليبيا تتشاور مع المفوضية استعداداً للانتخابات
  • "أهمية ترشيد استهلاك المياه" ندوات توعوية بمعاهد الإسماعيلية الأزهرية
  • وقفة تضامنية في مدينة تطوان بالمغرب تدعو لإعمار غزة
  • إسناد تشغيل وصيانة محطات تنقية «السدود» و«الجوفية» لهيئة المياه.. مجلس الوزراء: تعديل نظام مهنة المحاسبة وتنظيم صندوق التنمية الوطني
  • العراق يطالب تركيا بزيادة إمدادات المياه مع تفاقم الجفاف
  • مستوى قياسي للحرائق وانبعاثات الكربون بغابات الأمازون
  • علماء يحذرون من جفاف عالمي مستمر ومتسارع
  • الكاف يعلن تفاصيل بطولة أمم أفريقيا بالمغرب