محاضرات لـ «الدراسات الإسلامية» حول أهمية السيرة النبوية
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
عقدت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة محاضرات لتسليط الضوء على السيرة العطرة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف يمكنها توجيه وإلهام المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وقدم الدكتور محمد مدثر، باحث أول بمركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، بكلية الدراسات الإسلامية، عرضًا لمحاور المحاضرة، كما قدم المتحدثين الدكتور رجب شانتورك، عميد الكلية، والدكتور دين محمد الأستاذ بالكلية.
وقدم الدكتور شانتورك عرضًا توضيحيًا لشرح الوسائل التي يستمر بها المنهج النبوي في تقديم التوجيهات والمشورة على مر الزمان والمكان ليتصدى للتحديات التي يواجهها المسلم المعاصر. كما أوضح الدكتور دين محمد الحاجة الماسة إلى غرس محبة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في الأفراد – صغيرا وكبيرا - وناقش طُرق تحقيق ذلك في البيئة المعاصرة كمحدد أساسي للسير على منهاج الرسول (صلى الله عليه وسلم)، واستكشف كيف يُمكن إعداد وتصميم الأنظمة التعليمية في الدول والمناطق الإسلامية لتحقق هذا الهدف.
وتعليقًا على الأهمية الدائمة للسيرة النبوية، قال الدكتور رجب شانتورك: «لا يزال نموذج سيرة رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) يتردد صداه في نفوس المسلمين ويلهمهم كل يوم وفي جميع أوقات حياتهم، حيث تشكل أهميتها بالنسبة لعالم اليوم عنصرا أساسيا في مدى التزام المسلمين بالسيرة النبوية، ونحن في كلية الدراسات الإسلامية ملتزمون بالتأثير الإيجابي على الناس في مجتمعنا من خلال تشجيع الاهتمام بالعلوم الإسلامية».
وتماشيًا مع الالتزام الراسخ لجامعة حمد بن خليفة وكلية الدراسات الاسلامية بالحوار، فإن الكلية تتجاوز الحدود الجغرافية، لتساهم في تبادل الخبرات وبناء القدرات في دولة قطر وخارجها، حيث تتعمق مخرجات أبحاث الكلية في مجموعات بحثية تم إعدادها بعناية لتعزز البرامج الأكاديمية متعددة التخصصات، وتضخ مساهمات جديدة في عالم المنح الدراسية الإسلامية العالمية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة حمد بن خليفة الدراسات الإسلامية السيرة النبوية الدراسات الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
"التراث المشترك بين المدارس الإسلامية".. ضمن فعاليات جناح مجلس حكماء المسلمين
شَهِدَت فعاليات اليوم الرَّابع من معرض العراق الدولي للكتاب، تنظيم مجلس حكماء المسلمين ندوة فكريَّة في تحت عنوان "التُّراث المشترك بين المدارس الإسلاميَّة: قراءة في النصوص الجامعة"، شارك فيها كلٌّ من الأستاذ الدكتور سعدي الجميلي، أستاذ أصول الفقه والعميد السابق لكلية الشريعة بالجامعة العراقية – بغداد، والأستاذ الدكتور عمار عبودي نصار، أستاذ التاريخ والفكر الإسلامي في كلية الآداب بجامعة الكوفة، فيما أدار الجلسة الدكتور محمد جمال الباحث بمكتب إحياء التُّراث بالأزهر الشريف.
وفي بداية الجلسة أكَّد د. محمد جمال، أن التراث الإسلامي ليس مجرد نصوص ومرويات، بل فضاء فكري تتداخل فيه المفاهيم وتتكامل فيه المقاصد، مشيرًا إلى أنَّ أدب الخلاف هو الجسر الذي يمكن بوساطته تحويل الحوار إلى نقطة التقاء لا إلى سببٍ للفرقة، وأنَّ استحضار هذا الأدب ضرورةٌ لإعادة بناء الوَعْي الإسلامي على قاعدة الاعتدال.
من جانبه، استهلَّ الدكتور سعدي الجميلي حديثَه بتأكيد أنَّ قضية التراث قديمَة تناولها الباحثون على مرِّ العصور، غير أنَّ الظروف الراهنة تجعل الحاجة إلى إعادة قراءتها أكثر إلحاحًا، في ظل محاولات التَّفريق بين المسلمين وإثارة الاختلافات وتضخيمها، موضحًا أنَّ المعنى الواسع للتُّراث يشمل كلَّ ما تركه السلف منذ عهد الصَّحابة والتَّابعين، لكنَّه في الوقت نفسه يتنوع بين ثوابت دينية ثابتة وموروث فقهي متغيِّر باختلاف الزمان والمجتهدين، لافتًا إلى أنَّ تعدد الرؤى داخل المذهب الواحد دليل حيوية وقوة، لا ضعف؛ لأنَّ الأمة التي تفكِّر وتناقش وتبحث هي أمة حيَّة قادرة على التجدد.
فيما أكَّد الدكتور عمار نصَّار أنَّ تعزيز الهوية الإسلامية يبدأ من ترسيخ مفهوم التفاهم، لا من تضخيم الاختلاف، موضحًا الحاجة إلى مثل هذه الندوات خاصة في ظلِّ سعي البعض لاستخدام نصوص التراث بطريقة انتقائيَّة تسعى إلى التفريق لا وحدة صف الأمة، التي نحن في أمسِّ الحاجة إليها اليوم، مشيرًا إلى أغلب الأصول العقدية والفقهيَّة لدى المسلمين مشتركة، وأنَّ تصوير الاختلاف على أنه صراع جذري إنما هو نتيجة لتوظيف ضيق للمصادر وتحريف في المتون.
وأشاد المشاركونَ بدعوة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطَّيب، شيخ الأزهر الشريف، لوحدة صف الأمة وتعزيز التفاهم بين كافَّة مكوِّناتها، مؤكدين أن مواقف فضيلته تؤسِّس لمرحلة جديدة من الحوار الإسلامي الإسلامي القائم على الأخوة الإسلامية والاحترام المتبادل، موضِّحين أن التراث الإسلامي لم يكن يومًا سببًا للفرقة بل كان في جوهره جسرًا لوحدة المسلمين، وأنَّ إعادة قراءته في ضوء المشتركات لا في ظلال الاختلاف قادرة على إعادة بناء الوعي الجمعي للأمة.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم 16 - H6.