حلّل يا دويري.. المعنى والعلاقة برسالة أبوعبيدة
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
"حلّل يا دويري"؛ نداء أطلقه بأعلى الصوت مقاتل من أبطال المقاومة الفلسطينية البواسل في قطاع غزة؛ فرحًا، وسعادةً بما أنجزه باستهداف عشرة جنود لجيش الاحتلال متحصنين في بناية بمنطقة "جحر الديك"، وإيقاعهم بين قتيل وجريح.
الدنيا كلها، سمعت المُقاتل قاصدًا، مُناداة الخبير العسكري الأردني اللواء فايز الدويري، الذي يطل مرات عديدة يوميًا من شاشة "قناة الجزيرة" التي اختارت- دائمًا- الوقوف بما لها من ثقل إعلامي، إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومقاومته، في قضيته العادلة، دون التخلّي عن المهنية والموضوعية والرصانة.
المقاوم البطل المُنادي للدويري، من مقاتلي "كتائب القسام"، الذين أنهكوا- مع سرايا القدس- جيشَ العار الإسرائيلي، الذي لا يُتقن سوى قتل المدنيين العُزل؛ من الأطفال والنساء والشيوخ، والتنكيل بهم؛ بينما جنوده يفرون مذعورين تحت ضربات المقاومة.
إيمان بعدالة القضية"الدويري"، استدعته قناة الجزيرة، للمتابعة والقراءة العسكرية الآنية لمجريات، ومآلات "العدوان الصهيوني" الغاشم على القطاع. الرجل (الدويري)، يُنجِز المُهمة على أكمل وجه، بما يمتلكه من خبرةٍ وعلم عسكريَين، ومعرفة واسعة بـ "القضية الفلسطينية"، وإلمامٍ عميق بها، وبتاريخها، وإيمانٍ بعدالتها، وشرعية المقاومة.
خلاصات تحليل "الدويري"، مبنية على أسس فنية وعسكرية، بعيدًا عن العاطفة، لا سيما أنه على إدراك بالتكوين التربوي، والعَقَدي للمقاوم الفلسطيني الذي لا يهاب الموت.. مقابل الجُندي الإسرائيلي المرعوب، والمهزوم معنويًا، رغم تحصّنه داخل آليات فائقة الحماية والتدريع.
ضرب الروح المعنوية للاحتلالفصائل المقاومة في غزة، ضمن خطتها الإعلامية، وحربها النفسية على الجيش والمجتمع الإسرائيلي، لجأت للتوثيق بمقاطع فيديو لبعض هجماتها وعملياتها العسكرية، والكمائن، والفخاخ التي تنصبها لجنود الاحتلال وآلياته، حيث لا يمكنها ميدانيًا، تصوير كل الضربات.
التوثيق بمقاطع الفيديو، وإن كان كافيًا لإثبات المصداقية، وضرب الروح المعنوية للاحتلال، ورفع معنويات الشعب الفلسطيني والعربي والمسلم، إلا أن هذه المقاطع- التي تستغرق دقائق، أو ثوانيَ- ليست كافية لبيان الجهود الجبارة- الخفية عن الجمهور- التي تسبق تنفيذ أي عملية.
هنا، تأتي "مهمة الدويري"، تفسيرًا، وتشريحًا، لبطولات، وشجاعة وبسالة، وبأس، وجسارة رجال "المقاومة". كذلك، بيان ما هو خفي، وسابق لعمليات المقاومة، من أمور فنية عسكرية؛ تخطيطًا، واستطلاعًا، وجمعًا وتحليلًا للمعلومات عن تحركات جيش الاحتلال، ثم إعداد واختيار السلاح المُلائم؛ لاستهداف الجنود، سواء كانوا متحصنين داخل آلياتهم، أم بنايات أو راجلين، أو الإيقاع بهم في كمائن، وأنفاق مفخخة.
الهندسة العكسية ومحاكاة القذائفالخبير العسكري الدويري في هذه المهمة الإعلامية، يأخذنا إلى "الهندسة العكسية"، شارحًا بأنّها محاكاة لقذائف، أو أسلحة لا تملكها "المقاومة"، بتصنيع مثيلات لها، في طريقة عملها، ووظيفتها، بل تفوّقها أحيانًا، بمراعاة نقاط الضعف الكامنة في آليات الاحتلال.
يلفت "الجنرال الأردني" نظرنا إلى تواضع تكلفة تصنيع هذه الأسلحة، بمكونات محلية، تحت الحصار الخانق منذ عام 2005، فـ "صاروخ المقاومة"، تكلفته عدة آلاف من الدولارات، تتصدى له "القبة الحديدية" الإسرائيلية، بصاروخ يتكلف مليون دولار، وأكثر في بعض الأنواع، والحالات.
ويضرب للمشاهدين أمثلة كثيرة؛ شارحًا في تبسيط مواصفات عبوّة "شواظ"، المُصنعة محليًا؛ لتفجير "الآليات، وتقنية العمل، والمسافة الفاعلة لقذائف "تي بي جي" لتفجير البنايات، والياسين 105 لضرب الآليات، وغيرها، على شاكلة مُسيرات المقاومة التي تستهدف عموديًا الآليات، والأفراد.
ارتباك الرواية الإسرائيليةالخبير الدويري، لا يفوته دائمًا، التذكير، بأنّ المقاومة بإمكاناتها المحدودة، وضرباتها، تهزم جيش الاحتلال- حتى الآن على الأقل-، وتحول دون انتصاره.
في إطلالاته اليومية، على فضائية "الجزيرة"، منذ "طوفان الأقصى، يشدّد الدويري على سيطرة المقاومة، وتماسكها، ويبرهن على أن لها اليد العُليا؛ استنادًا إلى جهوزيتها؛ بدليل إحباطها عمليةَ تحرير جندي إسرائيلي أسير لديها، واستمرارية عملياتها النوعية، وإيقاعها الخسائر يوميًا في الجُند والعتاد، لجيش الاحتلال بمناطق الاشتباك كافةً.
كما يُسلط الدويري الضوء على هوان الجيش الإسرائيلي، (الرابع عالميًا في التكنولوجيا العسكرية)، كاشفًا ارتباك "روايته العسكرية"، والطابع التمثيلي لمقاطع الفيديو التي يبثها؛ على شاكلة إطلاق جنوده النار على "جدران مدرسة مهجورة"، والسلوك المشين بتعرية المدنيين والتنكيل بهم؛ زعمًا بأنهم مسلّحون.
الانهزاميون ودعاة التطبيع"اللواء الدويري"، في تحليله "المهني" لما يدور في غزة، من منظور عسكري، إستراتيجي، يبث الأمل وينشر الرجاء والثقة بأنَّ انتصار المقاومة قادم، لا محالة، على عكس ما يروّجه الانهزاميون العرب ودعاة التطبيع. وهو في هذا يتماهى، في مهمته، مع رسالة "أبوعبيدة"، وبياناته المُحملة بمعاني القوة، والعزة، والبطولة، والكفاح، وفي علاقة تكاملية معها، ومع المقاومة بعملياتها المؤلمة للاحتلال الصهيوني، وهي رسائل ينتظرها الشارع العربي والإسلامي، ويتلقاها بلهفة.
مسيرة عسكريةلا يميل "الجنرال الدويري"، لاستخدام مُصطلحات مُقعرة، ومفردات أجنبية غير مفهومة، مُنفّرة للمشاهدين، بل يلجأ إلى شرح الأمور الفنية والعسكرية التي يتناولها، في سلاسة ويسر مُفعمين بالاحترام والتقدير والإجلال لمقاتلي المقاومة، والفخر بعقولهم التخطيطية والتصنيعية الفذّة، وعزائمهم التي لا تلين، وجهادهم في سبيل الله، وقضيتهم العادلة.
اللواء فايز الدويري (71 سنة)، أردني المولد، والجنسية، صاحب مسيرة عسكرية وأكاديمية ثرية.. وصل إلى منصب قائد كلية الأركان الأردنية برتبة لواء، قبل الإحالة إلى التقاعد في عام 2005، ثم حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية من الجامعة الأردنية.
النداء (حلل يا دويري)، فجّر ينابيع الإعزاز والتقدير التي يكنّها ملايين العرب والمسلمين لـ "اللواء الدويري"، ومهمته الجليلة، ويعني أن رسالة الدويري وصلت، وأن المقاومة تثمّن دوره، وتدعوه للاستمرار عبر شاشة "الجزيرة".
المجد للمقاومة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+
تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لماذا استهدفت القسام عربة همر وفشلت إسرائيل بإخلاء خسائرها؟
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إستراتيجية المقاومة ترتكز على القتال في الأماكن البعيدة عن عمق قطاع غزة، كاشفا أسباب استهداف مقاتلو الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عربة "همر" وفشل الطيران المروحي بإخلاء الخسائر.
وجاء حديث حنا للجزيرة بعد إعلان مواقع إخبارية إسرائيلية مقتل 3 جنود وإصابة 11 في استهداف سيارة عسكرية من نوع "همر" في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة.
في السياق ذاته، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- خوض مقاتليها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وسط استمرار الاشتباكات.
وبنظرة عسكرية، قال حنا إن عربة "همر" ليست مدرعة، ويستقلها جنود الاحتلال في الأماكن التي تعتبر آمنة وسهلة، مرجحا أن العملية وقعت قرب المناطق السكنية مما اسفر عن عدم قدرة جيش الاحتلال على إخلاء القتلى والجرحى.
ولم يستبعد استهداف المقاومة عربة "همر" في الخطوط الخلفية لجيش الاحتلال أو مسافة قريبة من مركز العمليات، مشيرا إلى أن هذه العربة تعد الهدف الأسهل، وتعطي نتيجة مؤلمة للاحتلال، مستدلا بسقوط 3 قتلى بين الجنود وعدد من الجرحى وفق ما أعلنت مصادر إسرائيلية.
إعلانوكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن العملية في جباليا نجمت عن "كمين مركب وصعب"، مشيرة إلى أن قتلى الجيش من اللواء التاسع.
وأوضحت المصادر ذاتها أن مروحيات عسكرية تطلق نيرانا كثيفة في منطقة العملية، مشيرة إلى أن عملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى فشلت بسبب كثافة النيران، وأن مروحية عسكرية تعرضت لإطلاق نار خلال محاولتها إجلاء الجرحى.
وفي هكذا نوع من الحروب، تتساوى القوى بين الطرفين -وفق حنا- مستدلا بعدم قدرة جيش الاحتلال باستعمال الطيران الحربي بسبب وقوع اشتباك أقرب إلى المسافة صفر لذلك استعان بالمروحيات.
ولفت إلى أنه في الحرب الحالية كانت تهبط المروحيات وتنقل الخسائر في مناطق كانت تعتبر آمنة، لكن عدم قدرتها على الهبوط في جباليا يعني أنها ليست آمنة.
واعتادت فصائل المقاومة عند نصب كمائن للقوات والآليات الإسرائيلية -حسب الخبير العسكري- استهداف قوات النجدة والإنقاذ، خاصة في ظل عدم توفر استعلام تكتيكي لدى جيش الاحتلال يقول إن المنطقة آمنة.
ويعني عدم استعمال جيش الاحتلال الطائرات الحربية، أن الاشتباك وقع ضمن مسافة قصيرة، إذ تستطيع القدرة التفجيرية لأي قنبلة قتل أحد الجنود عبر ما يسمى بـ"النيران الصديقة"، كما يقول حنا.
إستراتيجية الاحتلالوبشأن توسيع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية، قال حنا إن هدف الجيش الإسرائيلي احتلال 75% من مساحة القطاع، من أجل حرمان المقاومة من هذه المساحة والضغط عليها، وإبقاء ما يقرب من 25% للغزيين.
وفي ظل هذا الوضع، تذهب المقاومة إلى القتال في الأماكن البعيدة مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالا حتى حي الشجاعية شرقي غزة وخان يونس جنوبا، من أجل كسب الوقت واستنزاف الاحتلال إلى درجة متقدمة.
ووفق الخبير العسكري، فإن منطقة جباليا شهدت قرابة 50 عملية ضد جيش الاحتلال بينها عمليات استشهادية وأخرى بالسلاح الأبيض.
إعلانوشدد على أن الدخول إلى عمق قطاع غزة ليس أمرا سهلا، وبالتالي الذهاب إلى احتلال 75% منه ستكون كلفته كبيرة، إضافة إلى حجم القوة التي خصصت لهذه العملية العسكرية الجديدة.
ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إنه أصدر تعليمات إلى قواته بتوسيع نطاق العملية العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال قطاع غزة وجنوبه.