روسيا – قامت الولايات المتحدة بإلغاء معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وذلك لحاجة الجانب الأمريكي للصواريخ المحظورة بموجب هذه الوثيقة لاستخدامها بما في ذلك ضد الصين.

أعلن ذلك وزير الخارجية سيرغي لافروف، في مقابلة حصرية مع “تاس” لاستعراض نتائج العام الذي شارف على الانتهاء.

وقال الوزير الروسي: “مثال واحد فقط: بعد أن قدمت تبريرا مختلقا، ألغت الولايات المتحدة معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.

لكن في الواقع، أصبحت الصواريخ المحظورة بموجب المعاهدة ضرورية للولايات المتحدة، بما في ذلك ضد الصين. وبدأت القيود المفروضة على هذه الصواريخ تعيق الولايات المتحدة ولذلك تخلصت منها دون أي تردد. ولكن تبدو واضحة جدا، العواقب السلبية لهذه الخطوة على الأمن الإقليمي والعالمي”.

وشدد الوزير لافروف، على أن الولايات المتحدة أخذت تراهن على القوة المسلحة “في محاولة لإبطاء فقدان موقع الهيمنة”.

وأضاف: “ومن هنا جاء السعي الأمريكي وراء تحقيق التفوق العسكري، والرغبة في ضمان حرية اليد في استخدام القوة. وهذا هو بالضبط ما يفسر رفض القيود في مجال الحد من الأسلحة وغيرها من الأدوات المصممة لضمان التوازن الاستراتيجي لمصالح المشاركين في العمليات الدولية”.

وفي ديسمبر عام 2018، وجهت الولايات المتحدة إنذارا نهائيا لروسيا لتدمير صواريخ كروز 9M729 الجديدة، والتي، وكما تزعم لواشنطن، تنتهك معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.

من جانبها، رفضت روسيا كل هذه الاتهامات والمزاعم، قائلة إن الخصائص التقنية لصواريخ 9M729 المجنحة، تقع ضمن المعايير التي تسمح بها المعاهدة المذكورة أعلاه، لكن الجانب الأمريكي تجاهل جميع المعلومات المقدمة، بما في ذلك قيام روسيا بعرض الصاروخ السابق الذكر على الملحقين العسكريين الأجانب من دول الناتو بما في ذلك الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت روسيا اعتراضات مضادة إلى الولايات المتحدة.

وفي 2 فبراير 2019، علقت الولايات المتحدة تنفيذ التزاماتها بموجب معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وفي اليوم نفسه، علقت روسيا مشاركتها في هذه المعاهدة. وفي 2 أغسطس 2019، تم وقف العمل بهذه الوثيقة.

المصدر: تاس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة بما فی ذلک

إقرأ أيضاً:

رسوم ترامب “قنبلة سياسية”| أمريكا تتراجع أمام الصين.. أوروبا تقاضي واشنطن.. وخبير: فرصة ذهبية لمصر

في مشهد جديد من فصول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تشدد مواقفه، ملمحًا إلى خفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145% إلى 80%. يأتي هذا التغيير بعد سلسلة من القرارات التصعيدية، ويثير تساؤلات حول الدوافع وراء هذا التراجع، كما يسلّط الضوء على الفرص التي قد تنشأ لدول أخرى وعلى رأسها مصر في ظل هذا التحول.

ترامب يخفف من لهجته.. الأسواق المغلقة "لم تعد مجدية"

كتب ترامب عبر منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي أن فرض رسوم بنسبة 80% على الصين يبدو "قرارًا صائبًا"، متراجعًا بذلك عن رفع الرسوم الأخير الذي وصل إلى 145%. وأضاف في منشور آخر دعوة صريحة لبكين لفتح أسواقها أمام المنتجات الأمريكية، معتبرًا أن "الأسواق المغلقة لم تعد مجدية" في عالم الاقتصاد الحديث.

التوترات بين البلدين كانت قد تصاعدت منذ مارس الماضي عندما بدأت الإدارة الأمريكية برفع الرسوم الجمركية تدريجيًا على الواردات الصينية، ثم بشكل سريع الشهر الماضي. لكن في الوقت ذاته، خففت واشنطن القيود المفروضة على شركاء تجاريين آخرين، مما يعكس نية لإعادة توزيع موازين التجارة العالمية.

مصر تدخل المشهد.. الاستثمار الصيني يتحول إلى فرصة استراتيجية

في تحليل أعمق لتداعيات هذا التراجع الأمريكي، يرى الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، أن تراجع حصة الصين في السوق الأمريكي قد يدفعها إلى تعزيز علاقاتها مع أسواق بديلة، مثل السوق المصرية. ويشير إلى أن مصر بالفعل بدأت تجني ثمار هذا التحول من خلال استقطاب استثمارات صينية متزايدة.

حتى الآن، تعمل في مصر نحو 2066 شركة صينية بإجمالي استثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم مع استمرار تدفق المصانع التي تسعى إلى تفادي القيود الأمريكية. ويرى الدكتور معن أن هذه الخطوة ليست مؤقتة، بل استراتيجية تهدف إلى خلق قواعد إنتاج بديلة مستدامة.

نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحلية

ويُلفت الدكتور معن إلى أن وجود هذه الاستثمارات الصناعية في مصر لا يقتصر فقط على تدفق الأموال، بل يمتد إلى نقل الخبرات الإدارية والتكنولوجية، مما يُسهم بشكل مباشر في تطوير المهارات المحلية وبناء رأس مال بشري مؤهل، قادر على مواكبة تطورات الصناعات العالمية.

فرصة تاريخية أمام المنتجات المصرية

ومع اتجاه واشنطن لتقليل الاعتماد على الصين، تظهر فرصة حقيقية أمام مصر لدخول الأسواق الأمريكية بمنتجات بديلة في مجالات كثيرة، مثل المنسوجات، الصناعات الغذائية، والمنتجات الزراعية. ارتفاع الرسوم المفروضة على الصين يُفسح المجال أمام المنتجات المصرية لتكون خيارًا تنافسيًا بديلاً في الأسواق العالمية.

موقع مصر يعزز مكانتها كمركز إقليمي

واختتم الدكتور معن تحليله بالتأكيد على أن الموقع الجغرافي الفريد لمصر الذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا يمنحها ميزة استراتيجية تجعلها مؤهلة لأن تصبح مركزًا صناعيًا إقليميًا. جذب الاستثمارات الأجنبية لا يعني فقط دخول رؤوس أموال جديدة، بل أيضًا تدفق عملات أجنبية وتحقيق تقدم حقيقي في ميزان التجارة، وهو ما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.

الاتحاد الأوروبي يقاضي أمريكا
يستعد الاتحاد الأوروبي لتقديم شكوى رسمية ضد الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية، اعتراضًا على الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة على واردات السيارات وقطع غيارها. وتستند هذه الخطوة إلى مبدأ المعاملة بالمثل، في ظل ما يعتبره الاتحاد خرقاً صارخاً لقواعد منظمة التجارة العالمية.

وذكرت المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي سيطلب رسميًا بدء مشاورات مع المنظمة الدولية، مؤكدًا أن الرسوم الأمريكية تخالف القوانين التجارية المتفق عليها دوليًا، ولا يمكن لأي دولة، بما فيها الولايات المتحدة، التصرف بشكل أحادي أو تجاهل هذه القواعد.

في السياق ذاته، أعلنت المفوضية عن فتح باب المشاورات العامة بشأن قائمة من المنتجات الأمريكية التي قد تُفرض عليها تدابير مضادة، في حال فشلت المفاوضات الحالية بين الجانبين في التوصل إلى حل يرضي الطرفين ويؤدي إلى سحب الرسوم الأمريكية.

وتشمل هذه القائمة سلعًا أمريكية بقيمة تصل إلى 95 مليار يورو، تمتد عبر قطاعات متعددة مثل المنتجات الصناعية والزراعية. كما تبحث المفوضية الأوروبية فرض قيود محتملة على بعض صادراتها إلى الولايات المتحدة، خاصة في مجالات مثل خردة الصلب والمواد الكيميائية، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 4.4 مليار يورو.

من نزاع عالمي إلى فرصة وطنية

في ظل تقلبات السياسات التجارية العالمية، يبدو أن الأزمة بين أمريكا والصين تحمل في طياتها فرصًا واعدة لدول تبحث عن موقع جديد في خارطة الاقتصاد الدولي. ومصر، بما تمتلكه من مقومات استثمارية وبشرية، قد تكون أحد أبرز المستفيدين من هذا التحول.

طباعة شارك الولايات المتحدة الصين ترامب الرسوم الجمركية الاتحاد الأوروبي

مقالات مشابهة

  • الصين تعلن "إحراز تقدم كبير" في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين
  • واشنطن تشير إلى إحراز "تقدم جوهري" في المحادثات التجارية مع الصين
  • يُعلن اليوم.. الولايات المتحدة تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين
  • الصين تعلن عن إنشاء آلية تشاور مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية
  • عاجل. البيت الأبيض: الولايات المتحدة تعلن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين في جنيف
  • نائب بوليفي: المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا ستنتزع التسوية من يدي واشنطن وأوروبا
  • رسوم ترامب “قنبلة سياسية”| أمريكا تتراجع أمام الصين.. أوروبا تقاضي واشنطن.. وخبير: فرصة ذهبية لمصر
  • الصين تعلّق على محادثاتها التجارية مع الولايات المتحدة
  • فورين أفيرز: هكذا تفوق الحوثيون على الولايات المتحدة