مكاتب الكاستنج سبوبة أم كشاف مواهب؟.. الرحلة من الريچيسير إلى مكاتب الكاستنج حتى الصدام مع نقابة المهن التمثيلية
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
نقيب المهن التمثيلية: الالتزام بالإطار الشرعى لممارسة العمل ضرورى.. ولن نتهاون فى حق الفنطارق الشناوى: النقابة هى المظلة القانونية لممارسة العمل الفنى وعلى النقابة معاقبة مكاتب الكاستنج المخالفة فقطكاملة أبو ذكرى: الموهبة هى الفيصل وللمخرج الحق في إسناد الدور لأى شخص ولكن نحترم إجراءات النقابة
الشغف للعمل بمهنة التمثيل وتحقيق حلم الشهرة والنجومية وتصدر أغلفة الصحف والمجلات، هو غاية للكثير من الشباب والفتيات للالتحاق بمصاف النجوم وتحقيق حلم الفن، ومن ضمن تلك السبل لتحقيق هذا الحلم، وبخلاف الالتحاق للدراسة بالمعاهد الفنية المتخصصة، يكون باب مكاتب الكاستنج مفتوح على مصراعيه انتظارا لهؤلاء الطامحين الحالمين بما سبق من أحلام.
وقبل الدخول فى تفاصيل مكاتب الكاستنج وما تقدمة وهل تفيد المهنة والمجال الفنى أم أضرت به، لابد أن نتطرق إلى رحلة الريجيسير أحد عمدان وأركان المعادلة الفنية، والكشف عن المواهب وتسليط الضوء وإخراج الكثير إلى عالم الأضواء والشهرة.
فهل تعتبر مكاتب الكاستنج التدرج الطبيعي لمهنة الريجيسير، أم أنها سبوبة ومكاتب تعبث بأحلام الشباب، وصلت لمرحلة الصدام مع نقابة المهن التمثيلية، وإغلاق بعض المكاتب بالشمع الأحمر، وتوعد نقيب المهن التمثيلية للمخالفين منهم، ووصفهم برغبتهم فى إنشاء نقابة موازية من أجل الربح.. وفى التحقيق التالي نرصد لكم آراء النقابة والنقاد والمخرجين والفنانين.
من جانبه؛ قال الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، إنه لن يتهاون في أي حق من حقوق أبناء المهنة، ولن يسمح بأي ضرر يقع على الفن أو العاملين به من أي جهة أي ما كانت.
وأضاف «زكي»، في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن العقوبات الرادعة لن تتوقف طالما استمر المخالفين في تجاوزاتهم، وأن بعض مكاتب الكاستنج تسعى وكأنها نقابة موازية من أجل التربح، ولن نتهاون فى أى حق من حقوقنا، ونحن كمجلس نقابة على قلب رجل واحد من أجل مصالح المهنة والعاملين بها.
وشدد النقيب على ضرورة تقنين الأوضاع والسير طبقا للشكل الإجرائي الذى فرضته النقابة، والعمل من خلال الشكل القانوني باستخراج التصاريح الخاصة من قبل النقابة، وهو حق أصيل لنقابة تسعى للحفاظ على صناعة الفن بشكل عام، والعاملين به من أفراد وجماعات بشكل خاص.
فى سياق متصل؛ أكدت المخرجة كامله أبو ذكرى أنها ترى أن الموهبة لا تحتاج شهادة، وأن الكثير من النجوم يملكون مواهب كبيرة وهم ليسوا من خريجي المعاهد الفنية، ولم يدرسوا أى ما يخص الفن، ورغم ذلك قدموا للفن الكثير ونالوا مكانة كبيرة.
وأيدت «أبو ذكري»، حق النقابة في الحفاظ على الشكل القانوني لسير العمل، وكل الإجراءات التى تضمن ذلك للحفاظ على حقوق الجميع، وطالبت الجميع أن يسير بشكل قانوني طبقا لما اشترطت النقابة، ولكن ما يقدموه مكاتب الكاستنج من بعض المواهب أو حتى الناس الماره بالشارع من حقهم أن يعملوا بالفن طالما يمتلكون الموهبة، لأن الأصل فى الفن الموهبة.
وعلى سبيل المثال ما حدث مع كروان مشاكل، لا يهمني ما يقدمه من محتوى على السوشيال ميديا، ولكن من حق المخرج الذى اختاره أن يقدمه طبقا للدور الذى يراه فيه، وعلى الإنتاج أيضا أن ينهى كل الإجراءات القانونية التي تطلبها النقابة، لخدمة اختيارات المخرج فى تنفيذ أفكاره.
وتابعت «أبو ذكرى»: وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن أقدم عمل فنى، ويكون طاقم العمل كله من ناس حقيقية مش من أي فنان، وكل الأدوار تكون من ناس من الشارع تملك الموهبة والمصداقية للجمهور بشكل أوقع.
في السياق نفسه؛ أكد الناقد الفني طارق الشناوي، أن مكاتب الكاستنج تهدف إلى الربح، وتتقاضى أجور نظير تدريب الموهوبين وراغبي دخول الوسط، إلى جانب إتاحة الفرص لهم بإسناد أدوار في أعمال فنية.
وتابع «الشناوي»، في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن النقابة لها الحق أن تكون المظلة الشرعية لجميع العاملين بالمجال الفني، وأن تحافظ على حقوق الجميع بالشكل القانوني لها، وعلى مكاتب الكاستنج أن تسير بخطى قانونية لضمان استمرارها بالشكل السليم، وفى نفس الوقت لو كانت تسير بشكل قانوني وتستخرج التصريحات اللازمة، لا يحق للنقابة المساس بها.
وأضاف: «مهنة الريجيسير كانت مختلفة عن مكاتب الكاستنج، لأن الريجيسير مسئول عن تسليم الأوردرات والشكل التنظيمي الخاص بكل تفاصيل العمل الفني، إلى جانب أنه كان يعتبر مصدر رئيسي للمواهب والمجاميع والكومبارس، والريجيسير أيضا اسمه يكتب على تتر العمل الفنى، وحالياً هو أصبح تابع إلى شركات الإنتاج ليس مستقل كما السابق».
واختتم «الشناوي»: «الناس الكومبارس والمجاميع والمهمشين فى مجال الفن، بينادوا من عشرات السنين بنقابة مستقلة ليهم وتضمن حقوقهم، من أى ضرر أو ظلم يقع عليهم من أطراف الوسط الفنى، ولكن نقابة المهن التمثيلية بترفض بوجود كيانات تكون بتشكل كيانات موازية، ولكن فى الحقيقة من حقهم فى نقابة مستقلة، تحفظ حقوقهم خاصة مع بعض المنتجين الجشعين والمستغلين لتلك الفئة المهمشة».
من جانبه، أكد الريجيسير إبراهيم عمران، أن الريجيسير هو عين المخرج، والعمود الفقرى للعمل الفنى، ما بين التنظيم وتحويل الأوردر المكتوب على الورق إلى فنانين «لحم ودم»، وكل ذلك إلى جانب ترشيح الشخصيات التى يطلبها منه المخرج لتسكين بعض الأدوار الثانوية، مثل دكتور وضابط وهكذا، وخرج من تلك الفرص والأدوار مواهب ونجوم كبيرة.
وتابع «عمران»: «فى الوقت الحالى تقلص دور الريجيسير كثيرا، وأصبح الكاستنج هو من يقوم بإحضار الترشيحات للمخرج، وهو ما يعتبر تضارب بين بعض اختصاصات الريجيسير ومع مكاتب الكاستنج، ولا أعلم سبب لأن يتوجه المخرج إلى مكاتب الكاستنج؛ ليطلب منها ما يقوم به الريجيسير على مدار تاريخه».
وأضاف «الريجيسير يستطيع أن يقوم بما لا تقدر عليه مكاتب الكاستنج، على سبيل المثال هو قادر على إحضار مجاميع بأعداد تصل إلى آلاف من البشر، ويستطيع السيطرة على تواجدهم وتنظيمهم بشكل يسمح للمخرج أن يباشر عمله بشكل منظم ويسهل عليه أن يبدع دون ضغوط».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أشرف ذكي نقيب المهن التمثيلية كاملة ابو ذكرى طارق الشناوي المهن التمثیلیة
إقرأ أيضاً:
انتخابات نقابة الصحفيين المصريين.. صرخة في وطن مكلوم
شهدت فترة الرئيس المخلوع مبارك نشاطا نقابيا محموما تدافعت فيه كل القوى السياسية والاجتماعية لإثبات حضورها في دفتر العمل النقابي الوطني، وكان للإسلاميين وفي مقدمتهم الإخوان المسلمون نصيب مقسوم، وكان أداؤهم النقابي موضع إعجاب واحترام وتقدير من الجميع، وكانت التجربة المصرية مصدر فخر وإلهام للبلد ككل، وتمنى الساسة أن لو كانت الانتخابات كلها في النقابات، ولكن هيهات هيهات.
حاول نظام مبارك الحد من سيطرة الإسلاميين وحلفائهم على النقابات المهنية وسن القوانين والتشريعات وأصدر الأوامر بالغلق والمصادرة وفرض الحراسة على النقابات ومصادرة أموالها؛ لصالح المتنفذين والمنتفعين وانتهى الأمر بالإطاحة به في ثورة يناير 2011.
بعد انقلاب تموز/ يوليو الدموي غابت الإخوان عن العمل المجتمعي والسياسي فغاب معها التنافس السياسي المحترم، كما غاب عنها الأداء النقابي الراقي والمحترم والنزيه للأسف، ولم يجرؤ النظام على السماح بحرية أي انتخابات على الإطلاق وقام بهندسة حتى انتخابات الممثلين والمطربين حتى لا يسمح بأي صوت يعلو فوق الدبابة.
بدأت أصوات المعارضة ترتفع في الأوساط الإعلامية وليس هناك فرصة متاحة للتعبير عن الغضب الكامن لسنوات إلا مثل هذه الانتخابات الفئوية، وبالتالي استطاع الصحفيون البروز من هذه الفتحة الضيقة ليطلقوا صرختهم
الأخبار الجيدة أن بعضا من روح المنافسة بدأت تعود تدريجيا إلى هذه النقابة العريقة، وهي نقابة مهنة المتاعب وأصحاب الرأي. فقبل أعوام قليلة تطورت المنافسة بدخول خالد البلشي، وهو صوت يساري إلى ملعب المنافسة، وتضاربت الأقوال ساعتها حول المغزى من دخوله في منافسة سيحسمها النظام الغبي بمزيج من الحصار والرشوة والتزييف والوعود المعسولة التي يحملها مرشح النظام، ولكن ذهبت أحلام النظام أدراج الرياح وفاز المرشح خالد البلشي والذي كان النظام قد أغلق منصته الإعلامية قبل ترشحه.
شكل فوز البلشي في المرة الأولى صدمة في الأوساط السياسية والصحفية على حد سواء، إذ اعتبر فوزه مجرد تصويت عقابي ليس فقط ضد مرشح النظام بل ضد النظام نفسه، بينما رأى البعض أن النظام سمح بفوز البلشي للتنفيس عن الغضب المتصاعد ضد ممارسات النظام في كافة المجالات وتحديدا في مجال الحريات.
مرت الفترة الأولى وتبين للصحفيين الخيط الأبيض للحرية من الخيط الأسود للاستبداد، وقرروا الاستمرار في محاولة تثبيت استقلال النقابة وتخليصها من يد السلطة الجاثمة على صدور الجميع، وجاءت الانتخابات الأخيرة وحاول النظام بكل ما يملك من أوراق اللعبة، ويبدو أنه استعان برجال العهد القديم لإخراج البلشي من النقابة وكله بالديمقراطية، فتم استدعاء عبد المحسن سلامة، رئيس تحرير جريدة الأهرام العريقة ورئيس مجلس إدارتها السابق أيضا، مسلحا بالوعود والعهود التي أدرك الصحفيون أنها وعود سريعة التبخر، وبالتالي كانت النتيجة تكرار الصفعة وفوز البلشي للمرة الثانية وهي الأخيرة له وفق لائحة النظام الأساسي للنقابة التي تسمح للترشح لمنصب النقيب مرتين متتاليتين فقط.
كيف نقرأ ما جرى؟
الواقع السياسي في مصر مزرٍ ومثير للشفقة، وليس أفضل حالا من الواقع الاجتماعي والأخلاقي في ظل عشرية سوداء ممتدة من يوم انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 وحتى يومنا هذا، والصحافة المصرية تتراجع بشكل مخيف فلا هي مستقلة ولا هي ذات استقلالية أو مصداقية شأنها شأن الإعلام والحريات، وبالتالي بدأت أصوات المعارضة ترتفع في الأوساط الإعلامية وليس هناك فرصة متاحة للتعبير عن الغضب الكامن لسنوات إلا مثل هذه الانتخابات الفئوية، وبالتالي استطاع الصحفيون البروز من هذه الفتحة الضيقة ليطلقوا صرختهم لعل وعسى أن يصل صوتهم لمن يهمه (أو يهمهم) الأمر في هذا البلد.
قد يبدو الأمر أنه بسيط، ولكن علينا أن نتذكر أن النظام قد شيد جدارا عازلا بين الشعب وبين الحرية، وقد أمّم كل النوافذ التي قد يطل منها الشعب أو النخب، وحتى المسلسلات الفنية ومباريات كرة القدم والمشجعين باتت كلها في قبضة النظام، ومن هنا ندرك أهمية وجود صوت مختلف أو مرتفع في زمن تجريم الهمس وتسفيه الأحلام.
وهل سيقدم البلشي شيئا جديدا؟
لن تتوقف المحاولات من الطرفين، الشعب والنظام، ومن يتوقع أن تخمد نار الغضب أو الثورة واهم وسيعيش ويموت في وهمه، وقد تتكرر المحاولة في نقابة أو نقابات أخرى، وقد يحاول النظام التضييق على نقابة الصحفيين كالمعتاد ولكن هذا لن يوقف محاولات التغيير والإصلاح
الواقع أن الأحلام قد تراجعت وتضاءل حجمها في ظل إحكام القبضة الأمنية الخانقة، لكن هذا لا يعني أن ثمة شيئا جديدا حصل وأن البلشي نفسه يعتبر شيئا جديدا بغض النظر عما قدمه أو سيقدمه، إذ إن حصاد نضال الشعوب لا يحدث بين عشية وضحاها، وبالتالي يحتاج الأمر إلى سنوات من الصبر والكفاح والعمل على تحقيق بعض الأهداف الصغيرة والمرحلية التي تعود بالنفع على أبناء المهنة وعائلاتهم، خصوصا أنهم يعانون كبقية الشعب وربما أكثر.
شخصيا لا أتوقع حدوث اختراقات كبيرة أو إنجازات عظيمة خلال الفترة الثانية لخالد البلشي، لكنني أدعوه للعمل على تحقيق أهم شيء وهو حرية النقابة وكرامة المنتسبين إليها، وتنفيذ بعض المشاريع الاجتماعية لصالح الصحفيين وأسرهم، مع الإبقاء على صوت النقابة مرتفعا في قضايا الحريات في ظل استمرار حبس العشرات من الصحفيين.
وماذا عن الإسلاميين؟
رغم الغياب الرسمي إلا أن بعض أبواق النظام رددت نفس الأغنية السابقة عن محاولة الإخوان التسلل من جديد، وهو كلام فارغ لأن الإخوان ليسوا بحاجة إلى التسلل لأنهم موجودون فعليا والكل يعلم أنهم حاضرون ومؤثرون سواء تم حظرهم أو سجنهم أو نفيهم؛ لأنهم أصحاب تاريخ كبير وعظيم في الشأن العام وخصوصا النقابات. وفي تقديري المتواضع أن الأوضاع الراهنة وحتى المقبلة (في المنظور القريب) ليست مؤاتية للمنافسة، ولكنها مناسبة للتفاعل الإيجابي مع المعطيات والالتفاف حول كل صوت صاعد يحاول التغيير والإصلاح.
وماذا بعد؟
لن تتوقف المحاولات من الطرفين، الشعب والنظام، ومن يتوقع أن تخمد نار الغضب أو الثورة واهم وسيعيش ويموت في وهمه، وقد تتكرر المحاولة في نقابة أو نقابات أخرى، وقد يحاول النظام التضييق على نقابة الصحفيين كالمعتاد ولكن هذا لن يوقف محاولات التغيير والإصلاح، سواء كانت قادمة من اليسار أو من اليمين المصري أو من كليهما معا.