وفاة خالد نزّار.. الصندوق الأسود ورجل العشرية السوداء بالجزائر
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
الجزائر- توفي وزير الدفاع الجزائري الأسبق الجنرال خالد نزار أمس الجمعة عن عمر ناهز 86 عاما بعد صراع مع المرض، وبرحيله تطوي الجزائر مرحلة مفصلية في تاريخها حيث ارتبط اسمه بفترة الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي والتعي تعرف إعلاميا بـ" العشرية السوداء"، وكان يعتبر مهندسها وصندوقها الأسود، ونعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نزارا، معتبرا في بيان أنه كان "من أبرز الشخصيات العسكرية، وقد كرس مشوار حياته الحافل بالتضحية والعطاء، لخدمة الوطن في مختلف المناصب والمسؤوليات التي تقلدها".
"خطأ" الشاذلي
يقول كاتب مذكرات الشاذلي، عبد العزيز بوباكير للجزيرة نت، أن أكبر خطأ ارتكبه الشاذلي في حياته هو وضعه الثقة في خالد نزّار "وهذا ما قاله له الرئيس في اللقاءات العديدة التي جمعته به".
لم يندم الشاذلي على الاستقالة -يقول بوباكير- بل يعتبر نفسه أرضى ضميره على حساب عبودية السلطة والنفوذ، "كان مع استكمال المسار الانتخابي حتى وإن فاز الحزب الإسلامي بالجولة الثانية لأن الشاذلي يعتقد بأن الخطوة الأولى نحو الديمقراطية هي فتح المجال للاختلاف السياسي وتقبله".
لم يقبل الشاذلي بتوقيف المسار الانتخابي وبالتالي "رفض أن يكون واجهة في الأزمة السياسية التي مرت بها البلاد"، يقول بوباكير، في حين يرى الصحفي محمد مسلم أن خطيئة نزّار وقتها أنه قبل أن يلعب الدور الذي رفضه الشاذلي.
انتصر الشاذلي لنزّار ثلاث مرات فاصلة في حياته، "عاد نزّار مع الهاربين من الجيش الفرنسي فالتحق بجيش التحرير سنة 58 وأسباب التحاقه تبقى إلى اليوم مجهولة".
يقول بوباكير "بقي البعض يقول التحق في دفعة لاكوست للتجسس على ثورة التحرير واختراقها، والبعض الآخر يقول إنه التحق ضمن الفرار الكبير للضباط الجزائريين الذين كانوا في الجيش الفرنسي".
ولكن الرئيس الشاذلي روى واحدة من القصص عن نزار، للكاتب بوباكير التي نقلها حصريا للجزيرة نت قائلا "الشكوك ظلت حائمة حوله في جيش التحرير. التحق بالمنطقة الأولى من القاعدة الشرقية، واعتُبر آنذاك مدسوسا من الجيش الفرنسي".
قال نواب الشاذلي بن جديد آنذاك إن "هذا الإنسان (خالد نزّار) إما أن يُطرد أو يُقتل" ولكن الشاذلي بن جديد تدخل بحكم ولائه للقيادة، فقال لنوابه "نحن نحترم قرار قيادة الأركان برئاسة كريم بلقاسم"، لذلك لم ينفذ فيه حكم الإعدام ونجا، حسب ما يروي بوباكير.
أما المرة الثانية التي أنقذ فيها الشاذلي خالد نزار فكانت سنة 1987، حين انتصر له على حساب ليمين زروال، بعد أن أقنعه رئيس ديوانه العربي بلخير، الذي كان من دفعة نزار المعروفة بالضباط الملتحقين بالثورة الجزائرية، الفارين من الجيش الفرنسي.
العشرية السوداء
ارتبط اسم نزّار بالأحداث التي شهدتها الجزائر سنة 1988 حين تم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، مما تسبب في مقتل أزيد من 600 شخص، لتزيد التهم على وزير دفاع "العشرية السوداء" بعد استقالة الشاذلي وتوقيف المسار الانتخابي الذي كان يدعمه، ودخول البلاد بعدها في ما يعرف بـ"عشرية الدم".
يروي الصحفي محمد مسلم كواليس الحوار الذي جمعه بخالد نزار قبل سنوات بقوله "رفض نزار إجراء الحوار رفضا قاطعا في البداية بحجة أنه يختلف إيديولوجيا مع جريدة الشروق (كان توجهها إسلامي وقتها)، ولكننا أقنعناه أنه سيستخدمها ليرد على الاتهامات الموجهة إليه من المجتمع الدولي".
اقتنع نزار بسرعة بعدما كان يرفض اللقاء بحزم وشدة، يقول مسلم، "بعد الحوار الذي دام 13 ساعة على مرحلتين، قال لنا نزّار إنه مستعد أن يواصل لمدة ثلاثة أيام بشرط أن تتوفر له الحلوى والسيجارة".
قال نزّار لمسلم "أدركت أنني لست صاحب القرار حين وصلت لأحد الاجتماعات ووجدت بقايا رماد السجائر على الطاولات، عرفت وقتها أن الاجتماع بدأ باكرا وأن القرارات قد اتُخذت".
توقيف فإفراج
في عامة 2012 جرى توقيف خالد نزّار في سويسرا وعرضه على محكمة الجنايات بعدما رفع عدد من الناشطين هناك عريضة تتهمه بجرائم ضد الإنسانية "كان سببا في ارتكابها في سنوات العشرية السوداء، التي راح ضحيتها أزيد من 250 ألف جزائري بين قتيل ومفقود".
وقف وقتها بوتفليقة إلى جانب نزّار بعدما تدخلت سفارة بلاده في جنيف ورفع عدد من الشخصيات الجزائرية عريضة وقعها 177 من الناشطين والسياسيين والصحفيين لإطلاق سراحه.
لم يرد عدد من الموقعين على العريضة على اتصالات الجزيرة نت التي حاولت الحصول على شهاداتهم، في حين اعتذر من ردوا مستخدمين جملة "ليس لدينا ما نقوله في الموضوع.. نعتذر".
فتح الملفات
أغلقت ملفات نزار منذ ذلك الحين، ثم عادت لتفتح مع حراك 22 فبراير، وعاد ليكتب عن اتصال هاتفي تلقاه من قبل السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس، الذي طلب مساعدته لإقالة رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح، على حد تعبير خالد نزّار.
رفع الجزائريون طيلة المظاهرات الشعارات المطالبة بمحاسبة نزار ضمن ما سمي بـ"العصابة"، كما عاد نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف ليفتح ملف مقتل والده ويتهم صراحة وزير الدفاع الأسبق الذي صدرت في حقه مؤخرا مذكرة توقيف دولية بتهمة التآمر والمساس بالنظام العام.
يرفض الصحفي محمد مسلم وصف نزّار بـ"الصندوق الأسود"، ويقول عنه إنه "مجرد واجهة لمجموعة تعمل في الخفاء استغلته وهو وافق على أن يلعب الدور، وفي الأخير هو من دفع الثمن".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العشریة السوداء الجیش الفرنسی خالد نزار
إقرأ أيضاً:
بكلمات مؤثرة.. خالد سرحان ينعى شقيقة الزعيم عادل إمام
نعى الفنان خالد سرحان بكلمات مؤثرة، شقيقة الزعيم عادل إمام إيمان إمام، أرملة الفنان الراحل مصطفى متولي، داعيًا الله أن يتغمدها برحمته الواسعة.
خالد سرحان ينعى شقيقة عادل إماموكتب خالد سرحان عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: «توفت إلي رحمة الله تعالى السيدة إيمان إمام.. أخت الأستاذ عادل إمام ووالدة الفنان عمر مصطفى متولي.. داعين الله أن يتغمدها بواسع رحمته».
وفاة شقيقة عادل إماموأعلن الفنان تامر عبد المنعم خبر وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام عبر صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، حيث كتب: « «خالص عزائي للنجم الكبير عادل امام والمنتج عصام إمام وآل إمام والفنان عمر متولي والصديقين عصام وعادل مصطفي متولي في وفاة السيدة إيمان إمام أرملة الفنان مصطفي متولي».
ومن المقرر أن تكشف أسرة الزعيم عن موعد ومكان جنازة وعزاء شقيقته خلال الساعات القليلة المقبلة.
اقرأ أيضاًعاجل.. وفاة إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام
«تؤام روحي».. لبلبة تكشف عن طبيعة علاقتها بالفنان عادل إمام