الطريقة المحمدية الشاذلية تحيي ذكرى رحيل مؤسسها.. الأربعاء المقبل
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تحيي الطريقة المحمدية الشاذلية الذكرى السادسة والعشرين لرحيل مؤسسها الإمام الرائد محمد زكي الدين إبراهيم، يوم الأربعاء المقبل، بمسجد العشيرة المحمدية بالدراسة.
والجدير بالذكر أنه توفي في 16 جمادي الآخرة 1419، الموافق 7 أكتوبر عام 1998، ودفن بجوار جده وأبيه بمسجد المشايخ بقايتباي.
ومن جانبه قال الشيخ زكي الدين جمال إبراهيم، شيخ الطريقة المحمدية الحالي، وحفيد الإمام الرائد، إنه سيشارك في الاحتفال عدد من كبار علماء الأزهر الشريف والأوقاف وعلماء الصوفية، لإحياء ذكرى رحيل الإمام الرائد.
وبحسب شيخ الطريقة المحمدية الشاذلية، فإن الإمام الرائد محمد زكي الدين إبراهيم ولد في 22 أغسطس 1906م، 2 رجب 1324هجرية، بحي بولاق أبو العلا بالقاهرة، ووالده هو الشيخ إبراهيم الخليل، ووالدته فاطمة الزهراء ابنة الشيخ محمود أبو عليان الشاذلي، وهو بيت علم وقرآن، ولقبه زكي الدين، وكنيته أبو البركات وهي الكنية التي يتوارثها شيوخ الطريقة المحمدية.حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ جاد الله عطية بالقراءات المختلفة، بمسجد السلطان أبي العلاء، وأتم حفظه عن ظهر قلب على يد الشيخ أحمد الشريف بمسجد سيدي معروف، وكان حينئذ بين التاسعة والعاشرة من عمره، وفقا لما ذكرته أمانة الدعوة بالعشيرة والطريقة المحمدية.
يشار إلى أن الإمام الرائد بعد تخرجه من الأزهر الشريف، عمل مفتشا للتعليم بوزارة التربية والتعليم ثم أستاذا بالدراسات العليا ثم عميدا لمعهد إعداد الدعاة، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية واللجنة الدينية العليا بمحافظة القاهرة، والمؤتمر العالمي للسيرة والسنة، ومؤتمر التبليغ والدعوة العالمي، وبعض المجامع العلمية بالبلاد العربية والإسلامية.
وهو رائد العشيرة المحمدية ومؤسسها، ومؤسس مجلة المسلم واستقلت الطريقة المحمدية بخصائصها وسجلت كطريقة رسمية بالمجلس الصوفي الأعلى.
ومن المشهور عن الشيخ الزكي أنه جدِّد مسجد ومشهد المشايخ بقايتباي، ومراقد مسجد أهل اللهِ ببرقوق، كما جدد ساحات أبي عليان بالصعيد، ومؤسِّس المجمع المحمدي بمنشية ناصر والدويقة والحرفيين، والساحة المحمدية بحميثرة.
ويذكر عنه أنه قطع مدارج السلوك الصوفي على يد والده، وأتمَّ الإمام الرائد مسيرة (الأسماء السبعة)، ثم (الثلاثة عشر)، ثم (التسعة والتسعين)، حتى انتهى إلى (الاسم المفرد والأعظم)، ودخل الخلوة الصغرى والكبرى مرات، ومارس العلوم الفلكية والروحية ونقَّحها، وأجرى الله على يديه الكرامات، وتتلمذ عليه كبار القوم والسادة من الشباب والعلماء والأدباء، بحسب ما ذكر في كتاب الدليل إلى الطريقة المحمدية.
والشيخ زكي الدين له الكثير من المؤلفات، ومكتبه النادرة العامرة بأمهات الكتب القيمة والنادرة القديمة والحديثة، مطبوعة ومخطوطة، وكان له الفضل في تجديد مسجد آل ملك وإلحاقه بمسجد العدوي بساحة الإمام الحسين رضي الله عنه.
كما ألف الكثير من المؤلفات العظيمة في التصوف الإسلامي خاصة وبقية العلوم والمعارف والآداب والشعر عامة، وله نشاطه الديني بالإذاعة والتليفزيون والجرائد والمجلات بمصر، وله خطبه ومحاضراته ودروسه المشهورة والمسجلة.
كان للإمام الرائد دعوته المستقلة إلى تحرير التصوف وجهوده في تطهير التصوف وتطويره ودعوته إلى الجامعة الصوفية العالمية كنواة للتجمع الإسلامي، وإذاعة مبادئ الحب والسلام والربانية في أوطان أهل القبلة.
ويعد الإمام الرائد مجدد الصوفية في هذا العصر، فهو من ادرى الناس بعلوم الحديث النبوي والفقه القارن والتاريخ الإسلامي والأدب العربي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زکی الدین
إقرأ أيضاً:
رحيل مفاجئ ونعي واسع.. الشيخ محمد المقرمي مهندس الطيران الذي تحول إلى داعية بارز ومحبوب
نعى اليمنيون بشكل واسع، الشيخ الداعية المهندس محمد المقرمي، الذي وافته المنية أثناء استعداده لصلاة فجر اليوم الأربعاء في مكة المكرمة.
وأعلن نجله (إبراهيم) وفاة والده، الداعية المعروف محمد المقرمي.
اشتهر الشيخ المقرمي بأسلوب يجمع عمق المعرفة وبساطة الروح، وقدرة لافتة على الجمع بين القرآن والحديث في رؤية واحدة تكشف المعاني الدقيقة واللطائف التي لا تُرى في كتب التفسير التقليدية، وكان يُبدّد الغموض ويستخرج من النصوص "معاني لا تراها في كتاب".
كما كان حضوره الدعوي مؤثراً في المساجد والمنصات الرقمية، حيث قدّم محاضرات ودروساً أصبحت مرجعاً لطلاب العلم والباحثين.
محطات من حياة الشيخ المقرمي:
- مهندس طيران مدني: بدأ حياته العملية كمهندس متخصص في الطيران المدني، حيث قضى فترة طويلة من حياته منشغلا بالآلات والمحركات والهندسة البحتة.
- واجه في مساره المهني (في اليمن) نظام ترقيات حوله من مسار "خبير هندسي" إلى "عمل إداري ومكتبي"، وهو ما رآه في البداية تجميدا لمهاراته الهندسية، حيث أصبح وقته فارغا ومقتصرا على توقيع الأوراق.
- استثمر وقت الفراغ الكبير الذي خلفته الوظيفة الإدارية في التأمل في السماء والكون، مما ولد لديه تساؤلات وجودية عميقة نقلته من عالم "الماكينة والمادة" إلى عالم "الروح والملكوت".
من الهندسة إلى التدبر
- انتقل بذهنية المهندس المنظمة إلى دراسة القرآن الكريم، باحثاً عن إجابات لأسئلة الوجود (من أنا؟ ولماذا خُلقت؟).
- التفرغ للقرآن: كرس سنوات طويلة كما ذكر الراحل -في مقابلة له على موقع أكاديمة علوم الدولية بموقع يوتيوب- للتنقل بين المشائخ وكتب التفسير، حتى وصل إلى قناعة بضرورة الغوص المباشر في تدبر الآيات.
- فلسفة "التدبير": اشتهر بطرحه العميق لمفهوم "التدبير الإلهي" انطلاقا من الآية "وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ"، حيث صاغ ما أسماه "قانون التدبير العملي" الذي يجمع بين: النية، التفكير المكتمل، الاستشارة، الاستخارة، ثم السعي المتوكل.
أبرز أفكاره وطروحاته:
- علاج الشتات العقلي: ركز في دروسه على معالجة "الشتات" الذي يعاني منه الشباب المعاصر، داعيا إلى وحدة الموضوع والتركيز كمنهج قرآني.
- فلسفة الرزق: قدم رؤية متميزة لمفهوم الرزق تفصل بين "السعي" كواجب، و"النتيجة" كتدبير إلهي، مصححا المفاهيم المادية البحتة حول العمل والكسب.
- الارتقاء الإيماني: كان يرى أن القرآن كتاب "هندسة بشرية" يأخذ بيد الإنسان من مرتبة "الإسلام" إلى "الإيمان" ثم "الإحسان" و"التقوى" عبر خطوات عملية وسلوكية.
نشاطه الدعوي:
- تحول إلى داعية ومحاضر في المساجد، حيث تميز أسلوبه بالجمع بين المنطق العقلي (خلفيته الهندسية) والنص الشرعي، مما جعله قريباً من عقول الشباب والمثقفين.
- حل ضيفا على منصات تعليمية مثل "أكاديمية علوم الدولية" لتقديم خلاصة تجربته في التدبر، آخرها حلقة بودكاست نشرت في تاريخ 21 نوفمبر 2025م
وزارة الأوقاف تنعي المقرمي
نعت وزارة الأوقاف والإرشاد، اليوم، الداعية والشيخ المهندس محمد المقرمي، الذي وافته المنية، اليوم الاربعاء، بعد مسيرة دعوية وتربوية مشرّفة امتدت لعقود.
وعبر بيان النعي عن بالغ الأسى والحزن بهذا المصاب الجلل..مشيراً إلى أن الفقيد قدّم خلال مسيرته نموذجًا مُلهِمًا للداعية الذي اهتدى بنور القرآن، وسار في دربه الدعوي مستمسكًا بالمنهج القرآني في تهذيب النفوس وتعظيم محبة الخالق في القلوب.
وقال البيان " أن الفقيد برغم تخصصه في هندسة الطيران، فقد جعل من وقته وجهده وقفًا على خدمة الدعوة والتربية الإيمانية، فانتفع بوعظه الكبار والصغار، واقتربوا من القرآن الكريم بفضل قدرته على تبسيط معانيه، وإحياء روح التدبر فيه، وتقديمه نموذجًا راقيًا للداعية المعتدل الذي يجمع بين العلم والمعرفة والرفق والحكمة".
وأضاف البيان "ان الفقيد كان متفانيًا في مشاركاته وتعاونه مع البرامج الدعوية ومع أنشطة وزارة الأوقاف في مجالات الإرشاد والتوجيه الديني، والتي تسعى إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال، وتعزيز الأخلاق الفاضلة، ونشر ثقافة السكينة والطمأنينة بين الناس".
ووعدت الوزارة بالعمل على نشر تراثه الدعوي والتربوي في إطار سعيها الدؤوب لتعزيز منهج الوسطية والاعتدال.
وعبر البيان عن أحر التعازي لأسرة الفقيد وطلابه ومحبيه..متضرعاً إلى الله العلي القدير أن يغمره برحمته، ويشمله بعفوه ويجزيه خير الجزاء على ما قدّم من علم ونصح وإصلاح، وأن يجعل جهوده في ميزان حسناته، ويرفع درجته في الفردوس الأعلى مع عباد الله الصالحين.