في ذكرى رحيل الشحرورة.. رحلة مجد من الجبل إلى العالمية
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
تمر اليوم ذكرى رحيل الفنانة اللبنانية صباح، الملقبة بـ «الشحرورة» و«الصبوحة»، وهي إحدى أعظم أيقونات الفن العربي، والتي تركت إرثا فنيا كبيرا بعد مسيرة تجاوزت 6 عقود في الغناء والتمثيل، وكانت رمزا للجمال والإبداع والحضور الفني الذي جمع بين لبنان ومصر والعالم العربي.
ولدت جانيت جرجي فغالي في العاشر من نوفمبر عام 1927 في بلدة بدادون قرب منطقة وادي شحرور قرب بيروت، وكانت الابنة الثالثة لأسرتها بعد شقيقتيها جولييت ولمياء، وشقيقها الأصغر أنطون، وعمها الشاعر الزجلي أسعد فغالي «شحرور الوادي».
شكل مقتل شقيقتها الكبرى جولييت بعيار ناري وهي في العاشرة من عمرها صدمة كبيرة في حياتها، وكان سببا لانتقال العائلة إلى بيروت، حيث التحقت بالمدرسة الرسمية ثم مدرسة اليسوعية، وبدأت المشاركة في الحفلات المدرسية منذ سن الـ12.
شهد انتقالها من قريتها إلى بيروت تغيرا كبيرا في حياتها، إذ بدأت تجذب الأنظار بنشاطها وحيويتها وحبها للغناء، وفي مسرحية «الأميرة هند»، التي شاركت فيها وهي في الـ14، اقترحت الراهبة المشرفة أن تشرب 5 بيضات يوميا لتحسين صوتها، كما شجعها الممثل الراحل عيسى النحاس وساعدها في توفير ملابس الدور.
ورغم اعتراض والدها على وقوفها على المسرح، وافق لاحقا لأن النشاط تحت إشراف الراهبات، وحضر المسرحية قيصر يونس صهر المنتجة اللبنانية آسيا داغر، والذي نصح والدها بالسماح لها بدخول مجال السينما، فكانت تلك بداية الطريق نحو مصر.
رافقت والدها إلى القاهرة، وفي أحد مقاهي شارع فؤاد الأول، ولد اسمها الفني «صباح»، أطلقه عليها الشاعر صالح جودت، لأن وجهها كان مشرقا كنور الصباح، وتردد أن آسيا نشرت صورة لجانيت في مجلة «الصباح المصرية» طالبة من القراء اختيار اسم فني للوجه السينمائي الجديد، فكان الإجماع على «صباح».
أحضرت آسيا كبار الملحنين للاستماع إليها، وإبداء رأيهم بصوتها، فأكدوا أن صوتها لم يكتمل بعد، إلا أن المخرج هنري بركات وجدها تصلح للتمثيل السينمائي لخفة ظلها، وفي عام 1943 ظهرت في أول أفلامها «القلب له أحكام» مع أنور وجدي، وغنت فيه من ألحان رياض السنباطي وزكريا أحمد، وتقاضت 150 جنيها وارتفع أجرها بعدها تدريجيا.
ومع نضوجها الفني، تحولت الشحرورة إلى مطربة حقيقية، وتميز صوتها بقدرته على أداء المواويل الجبلية الممتدة على 14 مقاما سليما، وأسهمت في إدخال الأغنية اللبنانية إلى مصر، واتقنت اللهجة المصرية بعد تعاونها مع كبار الملحنين مثل رياض السنباطي، فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب، محمد الموجي، وبليغ حمدي.
وتحولت صباح إلى واحدة من أبرز نجمات السينما في مصر ولبنان، وقدمت نحو 85 فيلما إلى جانب كبار الممثلين، منهم رشدي أباظة، أحمد مظهر، محمد فوزي وفريد الأطرش، ومن أشهر أعمالها: عدو المرأة عام 1946، الأنسة ماما 1950، ظلموني الحبايب 1953، إزاي أنساك 1956، شارع الحب 1958، العتبة الخضراء 1959، الليالي الدافئة 1961، فاتنة الجماهير 1964، المليونيرة 1966، كلام في الحب 1973، ليلة بكى فيها القمر 1980، وأيام اللولو عام 1986.
وقدمت أيضا 27 مسرحية وأكثر من 3500 أغنية، ووصل صداها إلى حدود العالم العربي، إذ غنت على المسارح العالمية كقاعة كارنيغي- نيويورك، قاعة ألبرت الملكية- لندن، دار أوبرا سيدني- أستراليا.
وعلى الصعيد الشخصي، تزوجت صباح عدة مرات، وتشير المصادر إلى أنها ارتبطت بتسع زيجات، من أبرزها: نجيب شماس «والد ابنها الدكتور صباح شماس»، عازف الكمان أنور منسي «والد ابنتها هويدا منسي»، رشدي أباظة والمذيع أحمد فراج، ورغم نجاحها الفني شهدت حياتها الشخصية تحديات كبيرة في سنواتها الأخيرة.
رحلت «الصبوحة» عن عالمنا في 26 نوفمبر 2014 عن عمر ناهز 87 عاما في أحد فنادق بيروت، وبحسب روايات مقربة منها، أوصت بأن يكون وداعها احتفالا لا حزنا، وأقيمت جنازتها في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت بحضور فنانين وشخصيات عامة ومحبيها.
وصف رحيلها بأنه فقدان لجزء من زمن الفن الجميل، إذ كانت رمزا للحقبة الذهبية بين الأربعينيات والستينيات، وقيمة فنية جسدت الشغف والإصرار من طفلة قادمة من قرية لبنانية صغيرة إلى نجمة عربية وعالمية، ولم يكن رحيلها مجرد غياب فنانة كبيرة بل نهاية فصل كامل من تاريخ الفن العربي، فقد بقيت أعمالها شاهدة على صوت وحضور لا يتكرران، وكلما عاد صوتها إلى الأثير عاد معه زمن من الإبداع والرقي والجمال الذي لا يزول.
اقرأ أيضاًنجوى كرم تكشف أغرب نصيحة لها من الشحرورة صباح
في ذكرى رحيلها.. 9 زيحات في حياة الشحرورة صباح (صور)
سيناريو جنازة «الشحرورة» يتكرر مع «وديع جورج وسوف».. شاهد ماذا حدث؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الشحرورة ذكرى وفاة صباح
إقرأ أيضاً:
إصدار كتاب "رحلة عُمان" بالشراكة مع دار النشر العالمية "أسولين"
لندن- العُمانية
أعلنت وزارة التراث والسياحة بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبالشراكة مع دار النشر العالمية "أسولين"، عن الإطلاق الرسمي لكتاب "رحلة عُمان"، وهو أول إصدار خاص بسلطنة عُمان لدار النشر المعروفة برؤيتها الفنية وانتشارها الدولي الواسع.
ويمثل هذا الكتاب ركيزة مهمة في إبراز المقومات السياحية والمكانة الثقافية والحضارية لسلطنة عُمان، ويعد إضافة نوعية إلى المكتبة العُمانية ونافذة عالمية جديدة للتعريف بالموروث الثقافي والحضاري والثراء الجغرافي.
ويأتي هذا الإصدار ضمن الجهود الوطنية المشتركة لتعزيز حضور سلطنة عُمان على الخريطة الثقافية والسياحية عبر المنصات والقنوات العالمية، وتسليط الضوء على الإرث التاريخي والتراثي والتنوع الثقافي الفريد الذي تتميز به سلطنة عُمان، إلى جانب التنوع الطبيعي والإنساني الذي يجعلها من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في المنطقة.
ويتضمن كتاب "رحلة عُمان" مجموعة ثرية وحصرية من الصور الفوتوغرافية الفنية، إلى جانب نصوص ثقافية واقتباسات أدبية لمجموعة مختارة من الشخصيات، تسرد جماليات سلطنة عُمان بطبيعتها الساحرة ومعالمها التاريخية، وتعكس القيم العُمانية الراسخة والمتجذرة لدى العمانيين، كما يسلط الكتاب الضوء على التطور المتسارع الذي تشهده سلطنة عُمان في عدة قطاعات، ويبرز الوجه المشرق للنهضة العُمانية حيث ينعكس عبق الماضي في نبض الحاضر باتزان متفرد.
ويعكس الكتاب جهود الترويج لسلطنة عُمان دوليًا بأسلوب فني معاصر، كما يعد أداة مهمة لإبراز عمق الهوية العُمانية الأصيلة بطريقة عصرية وجذابة للجمهور العالمي.
وسيتيح التعاون مع دار "أسولين" الفرصة للمهتمين للتعرف عن قرب على سلطنة عُمان، من خلال الاطلاع على الكتاب واقتنائه عبر مختلف المنافذ والمتاجر الخاصة بالدار في أهم العواصم العربية والعالمية، إضافة إلى توفر الإصدار في المتاجر وعبر الموقع الإلكتروني الخاص بدار النشر.