اكتشافات أثرية مذهلة في تركيا تروي فصلا جديدا من تاريخ البشرية
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
تركيا – عثر علماء الآثار على مجموعة من الاكتشافات الاستثنائية في جنوب شرق تركيا، ما يقدم رؤى جديدة حول فترة محورية منذ أكثر من 11 ألف عام.
وفي مشهد مهيب على هضبة تطل على السهول الخصبة المعروفة باسم “مهد الحضارة”، يعيد موقعا غوبيكلي تيبي وقرهان تيبي، المصنفان ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تشكيل فهم علماء الآثار للعصور ما قبل التاريخ.
وعثر فريق التنقيب على تمثال نادر يجسد تعبيرات وجه إنسان متوفى، في اكتشاف وصفه الخبراء بأنه “فريد من نوعه” و”يقدم أولى لمحات العالم الرمزي لمجتمعات العصر الحجري الحديث”.
وهذا التمثال لا يقتصر على كونه قطعة فنية استثنائية فحسب، بل يقدم نافذة نادرة على العالم الرمزي والطقوسي لمجتمعات العصر الحجري الحديث، وخاصة ما يتعلق بمعتقداتهم وطقوسهم حول الموت.
ولم يكن هذا التمثال سوى واحد من نحو 30 قطعة أثرية مدهشة عثر عليها الفريق الأثري، تضمنت مجموعة متنوعة من التماثيل البشرية والحيوانية، والتماثيل الصغيرة، والأواني الفخارية، والأطباق، والقلائد، والحلي المصنوعة من الخرز، بما في ذلك قطعة مميزة مصنوعة على هيئة الإنسان.
وعلق وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري إرسوي على هذه الاكتشافات قائلا: “تكمن أهمية هذه المواقع الأثرية في قدرتها على إعادة تشكيل فهمنا لتاريخ العصر الحجري الحديث ومرحلة الانتقال الحاسمة نحو حياة الاستقرار”. وأضاف أن مشروع “تلال الحجر”، كما أطلق عليه رسميا، يثبت أن البشرية في تلك الفترة المبكرة كانت تمتلك مستوى متقدما من الوعي في مجالات المعتقدات والطقوس والتنظيم الاجتماعي والإنتاج الثقافي، وهو أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقا.
وتكشف الأرقام الرسمية عن توقع استقبال موقع غوبيكلي تيبي لما يقارب 800 ألف زائر هذا العام، ما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بهذه المواقع الأثرية الفريدة وأهميتها في فهم التاريخ البشري.
ويضم المشروع الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والسياحة التركية 12 موقعا أثريا تعود إلى العصر الحجري الحديث في منطقة شانلي أورفا، ويعود تاريخها إلى 9500 عام قبل الميلاد.
وتتميز مواقع غوبيكلي تيبي وقرهان تيبي باحتوائها على أقدم الهياكل المعمارية المعروفة في العالم التي استخدمت للتجمعات البشرية وإقامة الطقوس.
ومن أبرز معالم هذه المواقع الهياكل المعمارية البيضاوية الشكل الضخمة التي يصل قطرها إلى 28 مترا، المحاطة بأعمدة حجرية ضخمة من الحجر الجيري على شكل حرف T.
ويعتبر العلماء هذه الأعمدة تمثيلات رمزية للإنسان، حيث زينت بعضها بنقوش بارزة تصور حيوانات من البيئة المحيطة.
وكشفت الحفريات الأخيرة في موقع قرهان تيبي عن اكتشاف استثنائي: عمود حجري على شكل حرف T يحمل نحتا لوجه إنسان، يمثل أول تصوير معروف لوجه بشري على مثل هذا النوع من الأعمدة. وهذا الاكتشاف يضيف بعدا جديدا لفهمنا للفن الرمزي في تلك الفترة المبكرة.
ويشرح البروفيسور نجمي كارول، رئيس بعثة التنقيب، أن “التنوع الهائل للأدلة الأثرية التي عثرنا عليها – من الأدلة المتعلقة بالتغذية إلى الهندسة المعمارية، ومن العالم الرمزي إلى الطقوس – يقربنا بشكل غير مسبوق من فهم مجتمعات ما قبل التاريخ”. ويضيف أن بناة هذه المواقع كانوا “حرفيين مهرة” امتلكوا مهارات متقدمة في النحت والعمارة.
ويشير البروفيسور كارول إلى نقطة بالغة الأهمية: “حتى وقت قريب، كان السائد في الأوساط العلمية أن حياة الاستقرار بدأت مع اكتشاف الزراعة وتربية الحيوانات. لكن الأدلة من هذه المواقع تشير إلى أن هؤلاء الناس كانوا ما يزالون يعتمدون على الصيد والقطف، ومع ذلك استطاعوا تطوير حياة مستقرة ومجتمعات منظمة”. هذا الاستنتاج يحمل دلالات كبيرة على فهمنا لتطور الحضارة الإنسانية.
وهذه الاكتشافات لا تمثل مجرد إضافة إلى سجل الآثار العالمي، بل تعيد تشكيل فهمنا للقدرات الإبداعية والتنظيمية للإنسان في عصور ما قبل التاريخ، وتفتح آفاقا جديدة للبحث في أصول الحضارة وتطور المجتمعات البشرية.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: العصر الحجری الحدیث هذه المواقع
إقرأ أيضاً:
إزالة مباني مخالفة بالطوب الأبيض الحجري بقرية النجاح بمركز بدر
تنفيذاً لتوجيهات الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، بشأن التصدي لأي تعديات على أراضي الدولة والأراضي الزراعية ومنع ظهور أي مخالفات جديدة، واصل رؤساء المراكز جهودهم الميدانية لتنفيذ قرارات الإزالة بكل حسم وتنسيق كامل بين الجهات المعنية.
ففي مركز ومدينة بدر، وبناءً على تعليمات عمر أحمد لبيب رئيس المركز، قامت الوحدة المحلية لقرية النجاح بحملة إزالة موسعة تحت إشراف شريف السنوسي نائب رئيس المركز، وعبدالرحمن نصر رئيس الوحدة، ومسؤولي التعديات.
وأسفرت الحملة عن إزالة حالة تعدٍ بالبناء المخالف بالبلوك الأبيض على مساحة ٧٠ مترًا بجمعية الروابي التابعة للوحدة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين.
وشدد رئيس المركز على ضرورة المتابعة الدورية للأراضي المستردة ومنع أي محاولة لإعادة التعدي، وتنفيذ الإزالات في المهد للحفاظ على الرقعة الزراعية.
وفي سياق متصل، عقد اللواء محمد زايد رئيس مركز ومدينة حوش عيسى اجتماعًا طارئًا لمناقشة مستجدات التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، تنفيذاً لتعليمات محافظ البحيرة وحرصًا على تعزيز سرعة الاستجابة خلال الموجة 27 لإزالة التعديات.
وأكد زايد على جاهزية المعدات وكافة الجهات المشاركة لتنفيذ الإزالات فورًا وبأعلى درجات الانضباط، مع تشكيل لجان متابعة للوحدات المحلية والقروية لرصد أي تعديات والتعامل معها بشكل فوري.
كما شدد على ضرورة تحديث المعاينات الخاصة بقرارات الإزالة، والمتابعة المستمرة للأراضي المستردة، إضافة إلى أهمية التواجد الميداني لرصد المشكلات وتقديم حلول سريعة، مع التأكيد على حسن معاملة المواطنين خلال تلقي الخدمات الحكومية.