بعد خلاف مع الرئيس العراقي.. بطريرك الكلدان الكاثوليك يغادر بغداد نحو إقليم كردستان
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
قرر بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق، في فصل جديد من التوتر بينه من جهة وبين رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد وزعيم حركة "بابليون" المسيحية ريان الكلداني من جهة أخرى.
وأعلن ساكو السبت في بيان أنه "قرر الانسحاب من المقر البطريركي ببغداد إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق"، منددا بـ"حملة" تشنها ضدّه حركة "بابليون" وبـ"صمت الحكومة"، على حد تعبيره.
وإذ شجب ما اعتبره "لعبة قذرة"، اقترح على من وصفه "حامي الدستور" -في إشارة إلى رئيس الجمهورية- بأن يولي الكلداني وشقيقيه مسؤولية "أوقاف الكنيسة".
وردّ رئيس حركة بابليون ريان الكلداني -اليوم السبت- على هذا القرار في بيان نشره على حسابه في تويتر، قائلا "نحن، في حركة بابليون نرفض ما جاء في الرسالة، فنحن حركة سياسية ولسنا كتائب، وحركة سياسية مُشاركة في العملية السياسية، ونحن جُزء من ائتلاف إدارة الدولة، ونؤكد أن قرار سحب المرسوم منه، هو قرار رئاسة الجمهورية، وليس بابليون".
وتابع البيان "ونحن نرى (أن) ما يحتاجه اليوم غبطة البطريرك هو أن ينزوي من السياسة وليس أن ينزوي بعيدا عن عاصمة بطريركية بابل على الكلدان التاريخية والمثبتة، وهذا دليل على ضعف الدائرة البطريركية وخضوعها لأجندة سياسية، ليُستخدم المسيحيون مرة أخرى كورقة ضغط بين حيتان السياسة".
ويعدّ الكاردينال ساكو شخصية عامة مهمة بالنسبة للأقلية المسيحية وللمسؤولين السياسيين في البلاد، وكان عراب زيارة البابا فرنسيس إلى العراق عام 2021.
ومنذ أشهر، اشتد الخلاف بين ساكو وحركة بابليون التي يتزعمها الكلداني، وهي حركة ممثّلة في البرلمان والحكومة، ومنضوية في الحشد الشعبي.
ويتبادل ساكو والكلداني اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدّرات المسيحيين في البلاد التي شهدت عقودا من النزاعات وتعاني الفساد.
ويندد الكلداني -الخاضع لعقوبات أميركية منذ عام 2019- بدور "سياسي" للكاردينال ساكو، في حين يتهم ساكو الكلداني بمحاولة الاستحواذ على التمثيل المسيحي.
لكن الأحداث اتخذت منحى آخر مع سحب رئيس الجمهورية قبل أيام مرسوما يحمل الرقم 147 لعام 2013، يمنح وظائف الكاردينال بصفته رئيسا للكنيسة الكلدانية وضعا قانونيا.
وفي مقابلة مع قناة محلية مؤخرا، أوضح الكاردينال ساكو أن ذلك المرسوم كان ضروريا له من الناحية الإدارية، ليتيح له إدارة أملاك وأوقاف الكنيسة.
لكن رئاسة الجمهورية العراقية بررت سحب المرسوم بغياب "سند دستوري وقانوني" له. وفي بيان آخر، أوضحت الرئاسة أنه "لا تصدر المراسيم الجمهورية بالتعيين إلا للعاملين في المؤسسات والرئاسات والوزارات والهيئات الحكومية".
وأضافت "بالتأكيد لا تُعد المؤسسة الدينية دائرة حكومية، ولا يُعد رجل الدين القائم عليها موظفا في الدولة كي يصدر مرسوم بتعيينه".
وأوضحت الرئاسة في الوقت نفسه أن "سحب المرسوم الجمهوري ليس من شأنه المساس بالوضع الديني أو القانوني للكاردينال لويس ساكو"، مشددة على أن "البطريرك لويس ساكو يحظى باحترام وتقدير رئاسة الجمهورية".
pic.twitter.com/B1MX0joeoL
— ريان الكلداني Ryan Chaldean (@RyanAlchaldean) July 15, 2023
وتعدّ الكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم في البلاد لا يتخطى 400 ألف نسمة، من نحو 1.5 مليون قبل عقدين، هاجروا بسبب 20 عاما من الحروب والنزاعات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون يعلن عن مقابلة مع الرئيس الإيراني بعد خلاف علني مع ترامب
الثورة نت/
أعلن الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، الذي دخل في الآونة الأخيرة بخلاف علني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن سياسة الأخير تجاه طهران، السبت، عن بث مقابلة له مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وقال كارلسون، في بيان نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “هناك العديد من الأسئلة التي لم أطرحها على الرئيس الإيراني، وخصوصًا تلك التي كنت أعلم مسبقًا أنني لن أحصل على إجابة صادقة بشأنها، مثل هل تم تعطيل برنامجكم النووي بالكامل نتيجة حملة القصف التي شنتها الحكومة الأمريكية قبل أسبوع ونصف؟ لا توجد أي فرصة لأن يجيب عن هذا السؤال. بصراحة، لم أُجهد نفسي بطرحه. الجواب، في الحقيقة، من المنظور الأمريكي، بل ومن منظور وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، لا يمكن معرفته”.
وأضاف الصحفي الأمريكي أن المقابلة مع بزشكيان، ستُنشر خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أنه وجّه أيضًا طلبًا جديدًا لإجراء مقابلة مع رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتابع كارلسون:”للمواطنين الأمريكيين الحق الدستوري، بل والحق الإلهي، في الحصول على كل المعلومات الممكنة حول القضايا التي تمسّهم. إذا كانت بلادهم تقوم بشيء ما بأموالهم وباسمهم، فلديهم الحق الكامل والمطلق في معرفة أكبر قدر ممكن من التفاصيل، ويشمل ذلك الاستماع إلى من يقاتلونهم”.
وكان ترامب، قد وجّه انتقادات لكارلسون سابقًا، بعد أن صرّح الأخير بأن الحرب مع إيران قد تؤدي إلى انهيار النفوذ العالمي للولايات المتحدة الأمريكية، وإنهاء مبكر لرئاسة ترامب.
وفي مقابلة إذاعية مع مستشار ترامب السابق ستيف بانون، قال كارلسون إن “الجيش الأمريكي غير مستعد لصراع كبير، وإن أي مغامرة عسكرية ستقوّض مكانة البلاد على الساحة الدولية بشكل دائم”.
لاحقًا، قال ترامب إن كارلسون، اعتذر له عن انتقاداته لسياسة إدارته تجاه إيران، واصفًا إياه بـ”الرجل الجيد”، وذلك بعد يوم واحد فقط من وصفه له بأنه “مخبول”.