وقفات في عدد من المؤسسات والمديريات بذمار تضامنا مع الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
يمانيون../
نظم منتسبو فروع الهيئة العامة للبريد والمؤسسة العامة للاتصالات، والهيئة العامة لكهرباء الريف والمؤسسة العامة للكهرباء وعدد من المديريات، بمحافظة ذمار اليوم الثلاثاء، وقفات ولقاءات للتنديد بجرائم العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ومساندة للشعب الفلسطيني.
وأعلن المشاركون في الوقفتين تأييدهم لكل العمليات التي تنفذها القوات المسلحة والقوات البحرية ضد الكيان الصهيوني، منديين بالتصعيد الأمريكي في البحر الأحمر والاعتداء على منتسبي القوات البحرية اليمنية.
وندد المشاركون بالاعتداء الإجرامي الغاشم على منتسبي القوات البحرية اليمنية، واعتبروه جريمة لا يمكن السكوت عنها، محملين النظام الأمريكي مسؤولية وتبعات ذلك الاعتداء.
وصدر عن الوقفتين بيانان أكدا على الموقف اليمني الثابت والمبدئي المساند للقضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب حركات المقاومة في غزة، والذي يأتي من منطلق الواجب الديني والوطني.. وأشادا بالمواقف الرافضة لتحالف حماية السفن الإسرائيلية وعسكرة البحر الأحمر وتهديد الملاحة البحرية.
ولفت البيانان إلى أن الاعتداء الأمريكي لن يؤثر على عزيمة القوات المسلحة اليمنية ومواقفها المساندة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولا يمكن أن تسمح بمرور السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة مهما كانت التضحيات.
وأدانا صمت وخذلان الأنظمة العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني.. داعيين الشعوب العربية والإسلامية وكل من تحركه الإنسانية والمنادين بالحقوق والحريات إلى استمرار الضغط الجماهيري بالمسيرات والوقفات والمواقف التي تبرز السخط العالمي ضد المجازر المستمرة في فلسطين.
كما شهدت عدة مديريات بالمحافظة لقاءات قبلية ووقفات تنديدا باستمرار المجازر الصهيونية في قطاع غزة وتنديداً بالتصعيد الأمريكي في البحر الأحمر والاعتداء على زوارق القوات البحرية.
وصدر عن اللقاءات والوقفات التي نظمها أبناء مناطق “حي روما وقهار مدينة ذمار وجبل الدار وذمار القرن مديرية عنس، والشرقي مديرية جبل الشرق، والسواد وبني قوس والعابسية والشبطان مديرية الحداء ومخلاف بني حي مديرية وصاب السافل ومخلاف الجبجب مديرية وصاب العالي، والمدراج في مديرية جهران ونجاح والجنبين السافل مديرية مغرب عنس محافظة ذمار، بيانات استنكرت الاعتداء الأمريكي الإجرامي على زوارق للقوات البحرية اليمنية خلال أداء مهامها في البحر الأحمر، في جريمة لا يمكن السكوت عنها.
وحملت البيانات النظام الأمريكي مسؤولية وتبعات ذلك الاعتداء، والمساعي الهادفة إلى عسكرة البحر الأحمر وتهديد الملاحة الدولية وتوسعة الصراع خدمة للكيان الصهيوني وانتهاك السيادة اليمنية..
وأكدت أن ذلك الاعتداء لا يمكن أن يكون حائلا أمام المهام التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في منع حركة السفن نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وباركت البيانات العمليات العسكرية البطولية التي تنفذها القوات المسلحة عبر القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والقوات البحرية ضد الكيان الصهيوني وحركته الملاحية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة القوات البحریة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
البحرية اليمنية…إنقاذٌ إنساني في قلب المعركة، ورسالة رادعة من عمق البحر
في مشهدٍ يُجسّد التقاء القيم الإنسانية بالصلابة العسكرية، وزّع الإعلام الحربي اليمني مشاهد مصوّرة لعملية بحث وإنقاذ نفذتها القوات البحرية اليمنية لطاقم السفينة «إترنيتي سي»، بعد أيام من استهدافها وإغراقها في التاسع من يونيو نتيجة خرقها قرار الحظر البحري المفروض على موانئ الكيان الصهيوني.
لم تكن العملية مجرّد ردع عسكري ينتهي بإغراق هدف معادٍ فحسب، بل امتدت لتُبرز جانبًا آخر من أخلاقيات المعركة اليمنية، وهو الالتزام الإنساني تجاه الأرواح، حتى وإن كانت من طاقم سفينة اخترقت الحظر وتعاونت مع عدو الأمة. وعلى مدى يومين متواصلين، خاضت فرق البحرية اليمنية عملية بحث معقدة وسط أمواج البحر المفتوح، حتى تمكنت من إنقاذ 11 فردًا من طاقم السفينة، بينهم جريحان تلقيا الرعاية الطبية اللازمة، في حين تم انتشال جثة أحد أفراد الطاقم من داخل السفينة قبل غرقها، ونُقلت إلى ثلاجة مستشفى ميداني.
إن ما كشفته المشاهد المصوّرة من لحظات الإنقاذ، يعكس بجلاء أن العمليات العسكرية اليمنية لا تنطلق من نزعة عدوانية أو عقلية انتقام، بل من رؤية منضبطة تُحكمها القيم والمبادئ، وتوازن بين مقتضيات الحرب وضرورات الإنسانية. هذه هي المدرسة التي تخرّج منها المجاهدون اليمنيون، الذين لم تمنعهم قسوة المواجهة ولا حرارة الميدان من الالتفات إلى الجريح والناجي، أياً كان انتماؤه أو موقعه.
وفي تسجيلات موثّقة، أدلى طاقم السفينة باعترافات صريحة، مؤكدين أن «إترنيتي سي» كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مهمة تجارية لصالح الكيان الصهيوني، انطلاقًا من ميناء بربرة في الصومال، في حين تم إدراج ميناء جدة السعودي كوجهة ظاهرية لغرض التموين والتمويه.
لم تكتفِ هذه الاعترافات بتأكيد مشروعية العمل العسكري اليمني، بل حمَلَت معها إدانة ضمنية للكيان الإسرائيلي ولكل من يتعاون معه تجاريًا، إذ وجّه أفراد الطاقم رسائل واضحة وصريحة إلى شركات الملاحة الدولية: «توقفوا عن المتاجرة مع إسرائيل، فالبحر لم يعد آمنًا لمن يخترق قرارات الشعوب الحرة ويستخف بدماء الفلسطينيين.» كما لم يتردد أفراد الطاقم في التعبير عن اعتذارهم للشعب الفلسطيني، مؤكدين أن ما حدث لم يكن خيارًا شخصيًا لهم، بل قرارًا فُرض عليهم في إطار العمل التجاري الدولي.
إن هذا التطور النوعي، الذي يجمع بين البعد الإعلامي والعسكري والإنساني، يؤكد أن البحرية اليمنية لم تعد مجرد قوة دفاعية تحرس المياه الإقليمية، بل أصبحت قوة إقليمية فاعلة ترسم خطوطًا حمراء وتفرض معادلات جديدة في قلب البحر الأحمر وخليج عدن. فلم تكن عملية استهداف «إترنيتي سي» مجرد ضربة عسكرية فحسب، بل كانت رسالة استراتيجية مزدوجة: واحدة موجهة للعدو الصهيوني بأن الحصار لن يمرّ، والأخرى موجهة لكل من يتعامل معه بأنهم تحت طائلة الاستهداف.
لقد غيّرت هذه العملية قواعد الاشتباك، وأعادت تعريف مفهوم السيادة البحرية في زمن الصراع الشامل. فاليمن، رغم العدوان والحصار، لم يتخلّ عن مسؤوليته القومية، بل تصدّر مشهد الردع البحري دفاعًا عن فلسطين وعن كرامة الأمة، في الوقت الذي صمتت فيه أنظمة تمتلك أساطيل بحرية وجوية لكنها رهنت إرادتها للوصاية الأجنبية.
إن رسالة طاقم السفينة، التي بثّها الإعلام الحربي، لم تكن عابرة، بل تعبّر عن حجم التأثير اليمني في وعي الأعداء والمتواطئين، وتؤكد أن من يخاطر بالإبحار نحو موانئ الاحتلال، يخاطر بمصيره وسمعته وربما بحياته.
وفي المحصلة، فإن عملية «إترنيتي سي» لم تكن مجرد نجاح أمني أو عسكري، بل نموذج متكامل لعملية نوعية جمعت بين الحسم والرحمة، وبين الصرامة والإنقاذ، لترسل إلى العالم أجمع صورة ناصعة عن مقاومة تعرف متى تضرب، ومتى تُنقذ، ومتى تتحدث بلسان الأخلاق والمبادئ.
هذه هي اليمن… تصنع المعجزات في زمن الانحدار، وتُبحر بثقة من بحر العزة نحو شاطئ الحرية، حاملةً لواء القدس، وراية الأمة، وضمير الشعوب.