بشفافية :المجالس البلدية.. عمل من أجل التنمية
تاريخ النشر: 3rd, January 2024 GMT
المتابع لتوجُّه سلطنة عُمان، نحو بناء مزيد من المشاريع التنموية في مختلف ربوعها، يجد المساعي الحقيقية لرفد هذا التوجه بما يلزم من إمكانيات لتحقيقه والعمل بطريقة تحقق الشراكة بين الأطراف المعنية، وذلك من خلال عدة خطوات، من بينها الاهتمام بالمجالس البلدية بالمحافظات، التي تعد جزءا من منظومة العمل التنموي، الساعي إلى تحقيق (اللامركزية).
لقد جاء توجه سلطنة عُمان لتحقيق (اللامركزية)، في الوقت المناسب الذي تشهد فيه سلطنة عمان تقدُّمًا بمختلف المجالات، وتوسعا في النمو السكاني والعمراني والاقتصادي، وإيجاد فرص عمل لأبناء المحافظات والولايات، والتركيز على النهوض بالمشاريع الشبابية المتوسطة والصغيرة، التي تعتبر واحدة من الركائز الاقتصادية المهمة بمنظومة الاقتصاد الوطني.
وقد ترتب على ذلك تحقيق العديد من ضروريات المرحلة ومتطلباتها المتمثلة في ممارسة المؤسسات والدوائر الحكومية في المحافظات لأدوارها وإعطائها المزيد من الصلاحيات ضمن نطاق عملها واختصاصاتها، وإيجاد بيئة عمل تسرع إنجاز المعاملات والبت في القرارات، دون الحاجة إلى المقارّ الرئيسية لهذه المؤسسات بمحافظة مسقط، الأمر الذي يسهم في التسهيل على المواطن وسرعة إنجاز المشاريع والعمل على تنفيذها.
وتؤمن الحكومة بالدور المهم الذي تلعبه المجالس البلدية، لتحقيق الشراكة بينها وبين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع، للانتقال بالعمل البلدي إلى مستويات تلبي تطلعات واحتياجات المرحلة القادمة، وتتماشى مع التطور الذي تشهده منظومة العمل المتكامل، حيث جاءت التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتعزيز المخصصات المالية للمحافظات من 10 ملايين ريال عُماني إلى 20 مليون ريال عُماني لكل محافظة خلال سنوات الخطة الخمسية الحالية 2021-2025 لدعم تنفيذ البرامج الاستراتيجية ضمن «تنمية المحافظات والمدن المستدامة»، كما تم مؤخرا الإعلان عن رفع المخصصات المالية لأعضاء المجالس البلدية، لتمكينهم من ممارسة عملهم بشكل أكثر فعالية، ومضاعفة العمل من أجل عمل بلدي أكثر تفاعلا مع المجتمع والمؤسسات.
وجاءت ندوة المجالس البلدية التي نظمتها وزارة الداخلية مؤخرا لتوضح خارطة العمل المطلوبة من أعضاء المجالس البلدية خلال الفترة القادمة، وفتحت المجال للأعضاء بالتعرف على أدوارهم التي يتحتم عليهم ممارستها والقيام به، كما وضعت أسس الشراكة بين المجالس والجهات الحكومية الخدمية الشريكة مع المجالس البلدية في تنفيذ المشاريع ورسم الخطط والبرامج التنموية على مستوى المحافظة.
كما أن تطبيق «تنمية» الإلكتروني الذي تم تدشينه ضمن الندوة، يعد خطوة رائدة لمد جسور التواصل بين المجالس والمجتمع والجهات ذات العلاقة، إذ يحقق التطبيق شراكة فعلية مع أعضاء المجالس، بحيث يستطيع أن يتعرف على مناشطهم وعملهم وما قاموا به من أدوار، وأيضا يتيح التطبيق الإمكانية لأبناء المجتمع للتواصل مع الأعضاء حول أي موضوع مجتمعي مهم يحتاجون إيصاله للمجلس.
إن عمل المجالس البلدية يلامس المجتمع بشكل مباشر، وهي اليوم أمام مهام ومسؤوليات ذات أبعاد اجتماعية وتنموية مهمة، خاصة أن ركائز رؤية «عُمان 2040»، تضع ضمن أهدافها الشراكة بين المجتمع والمؤسسات، حيث تعتبر الشراكة واحدة من العناصر المهمة لتحقيق الغايات الوطنية المنشودة.
وتستطيع المجالس البلدية الانتقال بالمشاريع التنموية من الفكرة إلى الواقع، خاصة إذا وضعت أفكار المواطنين وخاصة الشباب ضمن اهتمام المجالس، خاصة إذا جاءت بطريقة ابتكارية حديثة قابلة للتطبيق، وتراعي كافة المعطيات والتوجهات وتحقق إضافة نوعية في المشاريع الابتكارية التي تدخل ضمن منظومة المشاريع الشبابية التي يمكن تحقيقها وبناؤها في الولايات والمحافظات.
إن المجالس البلدية، وبحجم الأهمية التي أعطيت لها، تستطيع أن تضع بصمتها في منظومة التنمية العمانية، وتصنع الفارق المرجو منها للنهوض بالقطاعات الشبابية والمشاريع ضمن نطاق الولايات والمحافظات، وبذلك تكون المجالس البلدية قد أسهمت في التنمية الوطنية، وبما يتناسب مع حجم الاهتمام الذي حظيت به.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المجالس البلدیة الشراکة بین
إقرأ أيضاً:
منال عوض: التمويل الأخضر فرصة حقيقية لدعم المشاريع المستدامة
أكدت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة أن الوظائف والتمويل الأخضر يمثلان تحدياً عالمياً في ظل الحاجة الملحة إلى نماذج اقتصادية مستدامة تركز على حماية البيئة ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوقت ذاته، مؤكدة أن التمويل الأخضر أداة رئيسية لتحقيق هذا التوازن.
وألقت سها طاهر، رئيس الإدارة المركزية للتعاون الدولي بوزارة البيئة، كلمة الدكتورة منال عوض خلال افتتاح ورشة عمل "الوظائف الخضراء والتمويل الأخضر"، المقامة خلال الفترة من 26 إلى 27 نوفمبر الجاري، بالتعاون بين وزارة البيئة ومؤسسة فريدريش إيبرت.
وأوضحت أن التمويل الأخضر يوفر الموارد المالية اللازمة للمشروعات التي تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين إدارة الموارد، مشيرة إلى أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر لا يحمي البيئة فقط، بل يفتح فرصاً واسعة لخلق وظائف جديدة في مجالات الطاقة النظيفة، البناء الأخضر، الزراعة المستدامة، والصناعات البيئية، بما يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل مستدامة.
وشددت على أن نجاح التحول الأخضر يتطلب تكامل جهود الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المالية والمجتمع المدني، حيث تضع الحكومات السياسات المحفزة، ويقود القطاع الخاص الابتكار وتوفير الأدوات التمويلية، بينما يلعب المجتمع المدني دوراً محورياً في رفع الوعي بالممارسات المستدامة.
وأشارت إلى أن التمويل الأخضر يعد فرصة حقيقية لدعم المشاريع المستدامة عبر آليات مثل السندات الخضراء، والصناديق المتخصصة، والتمويل الميسر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ذات الصلة بالبيئة، بما يعزز قدرة الدول على تحقيق أهدافها المناخية والتنموية.
وأكدت أن المضي نحو الاقتصاد الأخضر يتطلب رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة وإرادة قوية، بما يضمن استدامة الموارد وتوفير فرص عمل طويلة الأجل وتحقيق رفاهية الأجيال الحالية والقادمة.