نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية، اليوم الخميس، عن مسؤول أمريكي قوله إن إدارة الرئيس جو بايدن استمعت إلى خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والذي هدد فيه بالذهاب إلى حرب مع إسرائيل في أعقاب اغتيال نائب المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري في بيروت.

وقال المسؤول: " استمعنا إلى خطاب نصر الله ولا نرى رغبة واضحة للذهاب إلى حرب مع إسرائيل والعكس صحيح أيضا".

وأضاف: "نحن على اتصال مع السلطات اللبنانية والتقيت وزير الخارجية وندعم حلا دبلوماسيا للجبهة الشمالية".

واغتالت إسرائيل الثلاثاء، في ضربة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، ولكنها لم تعلن مسؤوليتها رسميًا عن الضربة.

لن نخشى الحرب.. نصر الله يتحدى إسرائيل القاهرة الإخبارية: حسن نصر الله أكد على عدم التزام إسرائيل بالقرارات الأممية

وأمس الأربعاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن لم تعلم مسبقًا بالضربة في بيروت، وذكرت أن الولايات المتحدة "لا تزال قلقة بشدة"، إزاء خطر امتداد الصراع في غزة لجبهات أخرى.

وأثارت عملية الاغتيال التي أودت بحياة قياديين آخرين بحماس و4 من كوادرها، من اتساع النزاع في غزة، وزيادة التصعيد على جبهة لبنان في الحرب الدائرة منذ 89 يومًا في القطاع.

وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن إسرائيل لم تنبه الولايات المتحدة لشنها الهجوم، ولكنه قال إن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن بالهجوم، فيما كانت العملية جارية.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بايدن جو بايدن حزب الله حسن نصر الله نصر الله حماس نصر الله

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي

تُعد نظرية المجال الحيوي (Lebensraum) من أكثر المفاهيم الجيوسياسية إثارة للجدل، لارتباطها بالممارسات التوسعية لألمانيا النازية.  وتعود جذورها إلى فريدريك راتزل الذي رأى الدولة ككائن حي يحتاج لمساحة للنمو. لكن كارل إرنست هاوسهوفر حوّل هذا المفهوم الوصفي إلى أداة سياسية تبرر التوسع والهيمنة والاستحواذ على موارد الشعوب الأضعف لضمان الاكتفاء الذاتي من الموارد.

إن إعادة قراءة هذا المفهوم في سياق السياسة الأمريكية المعاصرة، خاصة مع طموحات إدارة دونالد ترامب، خطوة ضرورية لفهم الدوافع الجيوسياسية الخفية.

أولاً، كشفت مساعي ترامب لضم كندا وجرينلاند وبنما عن عقلية توسعية غير تقليدية. لم يكن الهدف غزواً عسكرياً، بل "شراء" أو استحواذ لتأمين الموارد الاستراتيجية (جرينلاند)، وتعزيز الأمن القومي (قناة بنما)، وتوسيع النفوذ الاقتصادي. هذه الرغبة في "تأمين" أصول جغرافية خارج الحدود التقليدية تحمل في طياتها روح التوسع لضمان المجال الحيوي.

ثانياً، تُعزز أزمة الاقتصاد الأمريكي، التي يبرزها بلوغ الدين العام مستويات غير مسبوقة تلامس 38 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2025. في ظل هذه الضغوط المالية وتحديات الحفاظ على الرفاهية الداخلية، تتحول النظرة للخارج كحل محتمل. هذا يتجلى في البحث عن مصادر جديدة للموارد الرخيصة، أو فتح أسواق جديدة، أو تقليل التبعية الاقتصادية لمنافسين.

وهذا يعكس حاجة ضمنية لـ"مجال حيوي اقتصادي" يضمن استمرارية الازدهار ويقلل نقاط الضعف، حتى لو تطلب نفوذاً سياسياً واقتصادياً على حساب الآخرين.

ثالثاً، تتضمن خطط أمريكا الاستراتيجية، في الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، عنصراً قوياً للهيمنة العالمية. السيطرة على سلاسل التوريد الحيوية، تأمين مصادر الطاقة، نشر القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية، وفرض المعايير التعريفات الجمركية، كلها أشكال معاصرة لتأمين "المجال الحيوي" الذي يتجاوز الحدود الوطنية. الحفاظ على مركزية الدولار وهيمنة الشركات التكنولوجية الأمريكية جزء من هذا "المجال الحيوي" غير الإقليمي.

رابعاً، يؤثر هذا السعي على شكل المستقبل والنظام العالمي. في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، قد تسعى القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، لتعزيز "مجالها الحيوي" عبر كتل اقتصادية أو تحالفات عسكرية، مما يؤدي إلى تزايد التنافس الجيوسياسي وصراعات بالوكالة.

خامساً، تمثل هذه التحركات التمهيد للاستعمار الجديد. فبدلاً من الاحتلال المباشر، يتجسد في السيطرة الاقتصادية والسياسية غير المتكافئة، والتدخل في شؤون الدول السيادية عبر القوة الناعمة والخشنة. عندما تسعى دولة قوية لتأمين موارد أو ممرات استراتيجية عبر صفقات غير متكافئة، فإنها تعيد صياغة مفهوم "المجال الحيوي" في قالب معاصر يحقق أهداف الهيمنة الأساسية.

في الختام، توفر دراسة مفهوم المجال الحيوي في سياق هاوسهوفر عدسة نقدية لتحليل الدوافع التوسعية غير المباشرة. السعي الدائم لأي قوة عظمى لضمان أمنها وازدهارها عبر السيطرة على الموارد والأسواق والمناطق الاستراتيجية يعكس جوهر هذا المفهوم السياسي، حتى وإن اتخذ أشكالاً أكثر تطوراً وتخفياً في القرن الحادي والعشرين. الواجب النقدي يكمن في كشف هذه الدوافع، وفهم تأثيرها على الاستقرار العالمي ومستقبل العلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • ترحيل عشرات الإيرانيين والعرب على متن رحلة واحدة من الولايات المتحدة
  • عاجل| الملك عبد الله الثاني يستقبل سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
  • ميدفيديف: التوترات القائمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "في صالح روسيا"
  • أحمد الحريري في ذكرى سقوط نظام الأسد: يوم عانق ربيع دمشق ربيع بيروت
  • الاسمر شكر لرئيس الحكومة رعايته وثقته بمرفأ بيروت وادارته الجديدة
  • قصة الفتاة التي بكت وهي تعانق البابا لاوون في بيروت
  • لهذا تتعثر استراتيجية الولايات المتحدة تجاه لبنان
  • الرئيس السوري: محاولات إسرائيل إقامة منطقة عازلة جنوب البلاد تهديد للدولة و تدخلها في مكان خطر
  • عون إلى عُمَان ورئيس وزراء مصر سيزور بيروت وزيارة استكمالية للودريان الاثنين