اعتراضات عربية وإسلامية تُبعد توني بلير عن دائرة المرشحين لعضوية مجلس السلام في غزة
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
بعدما طُرح اسمه ضمن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشكيل "مجلس السلام" المتعلق بغزة، سُحب اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق من دائرة المرشحين عقب اعتراضات عربية وإسلامية، من المرجح أنها انطلقت من إرثه السياسي المثير للجدل وحضوره الملتبس في ملفات الشرق الأوسط.
كان ترامب قد أعلن في أواخر أيلول/ سبتمبر خطته المكوّنة من 20 بندًا لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، متضمنة إنشاء "مجلس السلام" برئاسته، على أن يكون توني بلير أحد أعضائه.
وقد أشارت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الاثنين، إلى أنه جرى استبعاد اسمه وسط اعتراضات عربية وإسلامية.
ومن المرجح أن هذه الاعتراضات استندت إلى تراجع صورته في المنطقة منذ دعمه للغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وإلى خشية أن يؤدي حضوره إلى تهميش الفلسطينيين داخل هيكل الحوكمة الذي سيُبنى على ضوء الخطة.
وكان ترامب نفسه قد أقرّ في تشرين الأول/ أكتوبر بإمكانية الاعتراض على تعيين بلير قائلاً: "لطالما أحببت توني، لكنني أريد التأكد من أنه خيار مقبول للجميع".
وسبق لبلير أن عمل منذ أكثر من عام على وضع تصوّرات تتعلق بغزة عبر "معهد توني بلير"، مستندًا إلى خبرته في ملفات الشرق الأوسط منذ أن أصبح مبعوثًا للجنة الرباعية عقب خروجه من داونينغ ستريت عام 2007.
إرث العراق وشراكات عابرة للحدودوُلِد بلير عام 1953 في إدنبرة، ودرس في جامعة أكسفورد، ثم أصبح محاميًا قبل أن يُنتخب عام 1983 نائبًا عن حزب العمال. برز داخل الحزب كخطيب مؤثر، ما مهّد لتوليه زعامته بعد وفاة جون سميث، ثم لقيادة حزبه إلى فوز ساحق عام 1997 جعله أصغر رئيس وزراء لبريطانيا منذ عام 1812.
ورغم تجديده ولايته مرتين، تراجعت شعبيته بسبب دعمه لغزو العراق، ولم يدرك آنذاك حجم تأثير تلك القرارات على السياسة البريطانية. كما واجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب، واعترف عام 2015 عبر "سي إن إن" بارتكاب "أخطاء" في العراق وبأن الغزو ساهم في صعود تنظيم داعش، من دون أن يتراجع عن دعمه للولايات المتحدة.
بعد استقالته، تولى بلير مهمة المبعوث الخاص للجنة الرباعية للشرق الأوسط، لكنه احتفظ بعلاقات راسخة في الشرق الأوسط حتى بعد مغادرته المنصب عام 2015، فقد عمل على تأسيس شبكة مصالح واسعة عبر "معهد بلير"، امتدت من الإمارات إلى كازاخستان وأمريكا.
Related توتر داخل "غرفة التنسيق" الخاصة بغزة.. هل تتجسّس إسرائيل على القوات الأمريكية؟شجرة الميلاد تتلألأ في بيت لحم بعد انقطاع لمدة سنتين بسبب الحرب على غزةخلافات تعصف بالجيش الإسرائيلي.. غوتيريش يندد بمداهمة مقر الأونروا في القدسوفي عام 2011، توسّط للسعودية لإبرام صفقة مع الصين لصالح شركة "بترو سعودي" التي يمتلكها الأمير تركي بن عبد الله، مقابل 41,000 جنيه إسترليني شهريًا وعمولة بنسبة 2%. وقدّرت "التلغراف" أن استشاراته للرياض وصلت قيمتها إلى 9 ملايين جنيه إسترليني، بينما خصّصت له الإمارات مبالغ ضخمة من صندوق الثروة السيادي.
وتكشف "صنداي تايمز" أنه عُيّن مستشارًا للأمير محمد بن سلمان بعد اغتيال جمال خاشقجي عام 2018، وأنه يدعم ويشارك في برنامج "رؤية المملكة 2030". كما ورد أنه قدّم مشورة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضمن برنامج تموّله الإمارات بعد وصوله إلى السلطة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل دراسة بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل دراسة بشار الأسد مجلس الأمن الدولي حركة حماس توني بلير قطاع غزة العراق فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا الصحة إسرائيل دراسة بشار الأسد اللاجئون السوريون سوريا سقوط الأسد غزة أحمد الشرع حركة حماس تونی بلیر
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: نتنياهو أجري لقاء سريا مع توني بلير .. وخطة دولية لإدارة غزة قبيل نهاية 2025
أفادت وسائل إعلام عبرية اليوم السبت بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد قبل أسبوع لقاء سريا في إسرائيل مع توني بلير، وذلك لبحث ما يوصف بـ"اليوم التالي" في غزة بعد الحرب.
خلال اللقاء، طرح بلير فكرة أن تتولى السلطة الفلسطينية السيطرة على مناطق محددة من غزة كتجربة أولية، تمهيدا لتوسعة السيطرة لاحقا، في حال أثبتت جدواها.
من جهتها، لم ترفض إسرائيل الفكرة فورا، وأكدت المصادر أن نقاشات جادة تجرى في هذا الإطار.
فيما كشف دبلوماسي غربي ومسؤول عربي، رفضا الكشف عن هويتيهما، أن هناك نية لإطلاق هيئة دولية لحكم غزة بحلول نهاية العام، تحت اسم مجلس السلام، برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة نحو اثني عشر زعيماً من الشرق الأوسط وغرب العالم. الهدف من المجلس، بحسب القول، هو إدارة غزة بتفويض أممي لمدة عامين قابلة للتجديد.
وأضاف المصدران أن الخطة تتضمن كذلك تشكيل لجنة من تكنوقراط فلسطينيين تتولى الإدارة اليومية لغزة بعد الحرب.
وبحسب ما نقلت وكالة أسوشييتد برس، فمن المتوقع الإعلان عن الخطة رسمياً قبل نهاية 2025 أثناء لقاء مرتقب بين ترامب ونتنياهو.