الغذاء والدواء توضّح بشأن مُحلي (الأسبارتام)
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الأردن عن الغذاء والدواء توضّح بشأن مُحلي الأسبارتام، السوسنة أوصت المؤسسة العامة للغذاء والدواء بعدم الإفراط باستخدام المنتجات الغذائية التي تحتوي على مُحلي الأسبارتام وضرورة الالتزام باستهلاك .،بحسب ما نشر صحيفة السوسنة، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الغذاء والدواء توضّح بشأن مُحلي (الأسبارتام)، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
السوسنة - أوصت المؤسسة العامة للغذاء والدواء بعدم الإفراط باستخدام المنتجات الغذائية التي تحتوي على مُحلي الأسبارتام وضرورة الالتزام باستهلاك المأخوذ اليومي المسموح منه وهو من 0 إلى 40 ملغم لكل كيلو غرام من وزن الجسم، وذلك على ضوء تصنيفها مؤخرا من قبل وكالة مكافحة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية كمادة مسرطنة محتملة ضمن (المجموعة 2B) ، لكنها في الوقت ذاته آمنة عند استخدامها بالكميات الموصى بها يوميا.
وأوضح مدير عام المؤسسة الأستاذ الدكتور نزار محمود مهيدات أن تصنيف مُحلي الأسبارتام كمادة مسرطنة محتملة يشير إلى عدم وجود أدلة علمية قطعية تثبت ارتباطه بالسرطان، لافتا إلى أنه مسموح الاستخدام حسب التشريعات المعمول بها وحسب لجنة دستور الأغذية CODEX ، داعيا ضرورة قراءة بطاقة البيان لأي منتج غذائي، والانتباه للتحذيرات الموجودة على بطاقة البيان، والالتزام بالمأخوذ اليومي من المُحليات وعدم الإفراط في استهلاكها.
وأكد مهيدات على أن المؤسسة تجيز استيراد وتداول المُحليات حسب تعليمات المُحليات لسنة 2015 من خلال لجنة أغذية الاستعمال الخاص بعد دراسة طلبات إجازة هذه المنتجات والوثائق المطلوبة بما في ذلك شهادة مكونات أصلية، وشهادة حرية بيع للمنتج في بلد المنشأ، وبطاقة بيان تتضمن كافة المعلومات الأساسية من حيث المكونات والجرعة اليومية والمأخوذ اليومي والتحذيرات الخاصة بكل مُحلي حسب القوائم الإرشادية المرفقة بهذه التعليمات
وبين مهيدات أن تعليمات المُحليات والتي تدعمها مواصفات دستور الأغذية CODEX Stan 192: 1995
تلزم في المادة 7 بوضع تحذير على بطاقة البيان بشكل واضح بخصوص عدم استهلاك مُحلي الاسبارتام بكافة اشكاله من قبل الاشخاص الذين يعانون من مرض الفينيل كيتون يوريا PKU أو وضع عبارة يحتوي على مصدر فينيل الأنين.
وأضاف أن المادة 11 تلزم ذكر المأخوذ اليومي المسموح به من المُحلي على بطاقة البيان، مشيرا إلى أن التعليمات توضح أنه مضاف غذائي يعمل كمكسب للطعم ومُحلي يستخدم في العديد من المنتجات مثل الحليب المنكه، المشروبات، والشيربت (الفواكه المنكهة المجمدة)، والمربيات والمرملاد والجيلي، وخلطات الكيك والكاكاو، وبدائل الشوكولاتة ومنتجات أخرى مثل المخبوزات وحبوب الإفطار وأيضا كبديل لسكر المائدة.
ويذكر أن الأسبارتام هو مُحلي صناعي ينتج عن ارتباط حمضين أمينيين هما الاسبارتيك أسيد والفينيل الالنين، وهو أحلى من سكر المائدة ب 200 مرة، إلى ذلك تؤكد المؤسسة متابعتها المستمرة لما ينشر ويوصى به من قبل المنظمات والمؤسسات الصحية العالمية بشأن أي مادة غذائية أو منتج غذائي واتخاذ الإجراءات اللازمة بما يتوافق مع هذه المستجدات واستمرارا لدورها في ضمان صحة المستهلك الأردني.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
سراب المؤسسة… وحلم كاتبٍ على ضفاف الترعة
لم أعرف يومًا أن للمؤسسات أعمارًا تُشبه أعمار البشر؛ تولد من حلمٍ نقيّ، تكبر بالعناد، ثم تشيخُ فجأة حين يتخلّى عنها أبناؤها.
وأنا أكتب هذه السطور، أشعر كأنني أقف على ضفاف ترعتي القديمة في قريتي، أراقب انعكاس الغروب فوق الماء، وأتذكّر كل الأحلام التي دفنتها هناك… أحلام كاتبٍ أراد أن يبني نافذة تُطلّ على الحقيقة، فإذا بالنافذة تتحوّل إلى جدار.
في بدايات الطريق، لم تكن هناك مؤسسة ولا مبنى ولا ميزانية. كانت هناك فقط فكرة، مجرّد ومضة في رأس شاب خرج من القرية، يحمل في جيبه ما يكفيه ليعيش يومًا، وفي صدره ما يكفي ليحارب عمرًا.
كنت أكتب على ضفاف الترعة كأنني أزرع حروفًا في الطين، وأؤمن — بسذاجة الشعراء — أن الكلمة يمكن أن تُصبح مركب نجاة.
كبرت الفكرة، واتسع الحلم، وصارت القصة تشبه شجرة نمت من مجرى الماء. وجدتُ نفسي أواجه وحدي، كما يواجه الفلّاح ساقيةً معطّلة في عزّ الصيف. ومع ذلك كنت أقول لنفسي:
"لن أسلّم الحلم… لن أترك الترعة تنشف."
وحين سافرتُ إلى أوروبا لأول مرة، بدا الأمر وكأنه صفعة حضارية على وجه القلب.
وجدتُ داخل المدن مجاري مائية بحجم ترعتنا، لا أكبر ولا أعمق، لكنها تحوّلت هناك إلى مزار سياحي: مطاعم على الجانبين، مقاهٍ عائمة، أضواء تتدلّى مثل خيوط الحرير، وقوارب يجلس فيها السياح لتناول القهوة وكأنهم في رحلة حلم.
أدركتُ يومها أن المشكلة لم تكن يومًا في "الترعة"، بل فينا نحن… في طريقة نظرنا للمكان، في غياب الخيال، في أننا نترك الماء يتسخّ، والحلم يتبخّر، والفرص تفلت من بين أصابعنا كالطمي.
هناك، وسط المدن الأوروبية، شعرتُ أن ترعتنا الصغيرة كان يمكن أن تكون قطعة من الجنة لو امتلكنا الشغف نفسه…
وشعرتُ أن حلم المؤسسة ربما كان نسخة من هذا الإيمان: أن نصنع من البسيط شيئًا مدهشًا، ومن الطبيعي شيئًا مبهرًا.
شيئًا فشيئًا، صارت المؤسسة التي حلمت بها أكبر من كتفيَّ.
تدفّق الناس إليها كما تتدفّق العصافير إلى شجرة تظن أنّ ظلّها لا يزول.
كبر الصرح، وكبرت الالتزامات، وكبرت الفجوة بين الحلم الأول والواقع الموجوع.
ثم جاء زمن العواصف.
انسحب الشركاء كما ينسحب الضوء من آخر النهار.
تكدّست الفواتير، وجفّ نبع التمويل، وبقيتُ وحدي أدفع من الضروري ومن غير الضروري، من العرق، ومن الذكريات، ومن مدّخرات العمر.
كنت أبيع ما تبقّى لي، قطعة بعد أخرى، تمامًا كما يبيع الفلّاح مواشيه القديمة لينقذ موسمًا يعرف أنه لن يعود.
المؤسسة لم تُفلس يوم توقّفت الرواتب.
المؤسسة أفلسَت يوم لم أعد أجد في قلبي تلك الجذوة التي كانت تجعلني أنهض قبل الشمس.
أفلسَت يوم أصبحت كلمة “استمرار” أصعب من كلمة “انتهاء”.
كل شيء بدأ يميل نحو الهاوية:
المصاريف، الرواتب، الأدوات، الثقة، ثم أخيرًا — وبقسوة — الرفاق.
لا شيء يوجع الكاتب مثل أن يرى جيله يبتعد عنه، أو يرى أبناء حلمه يخلعون عباءته ويمضون.
كنت أسير في ممرات المؤسسة كغريب يسأل الجدران عمّن رحلوا.
لم يُسقطني خصوم الفكر ولا مهاجمو الرأي.
أسقطني أولئك الذين شاركتهم الرغيف، والمكتب، والبداية.
كنت أقول لنفسي دائمًا:
"العمر يكبر… والقلب يتعب… لكن الخذلان وحده لا يشيخ."
بلغتُ الثالثة والستين، وأدركتُ أن الجسد لم يعد يحتمل، وأن الحلم حين ينكسر لا يعاد لصقه، بل يُدفن.
تعلّمت من قريتي أن الساقية تحتاج ثلاثة رجال:
واحدًا يدفع، واحدًا يمهّد الطريق، وواحدًا يدعو الله.
لم يعد معي أحد، وبقيت وحدي أدفع الساقية بيدٍ واحدة حتى نزفت كتفي.
وحين لم تعد لدي القدرة على حمل مزيد من المواسم الخاسرة، أدركت أن النهاية ليست خيانة، بل نوع من العدالة المتأخرة.
أعود دائمًا إلى ضفة الترعة؛ فهي أول مدرسة فهمتني وآخر أمٍّ لم تخذلني.
هناك تعلمت أن الماء لا يحتفظ بصورته، وأن الريح قد تغيّر اتجاه القارب، لكن المجرى يبقى.
كنت أحلم — وأنا طفل — أن أبني شيئًا يشبه هذا المجرى:
أن يجري فيه الناس، والأفكار، والحكايات، وأن يجد فيه الشباب مكانًا يطلّون منه على العالم دون خوف.
ذلك الحلم تحوّل لاحقًا إلى مؤسسة، وإلى معركة فكر، وإلى بيت صحفيين.
وعندما رأيت مجاري أوروبا تتحول إلى فضاءات للبهجة، أدركت أن الترعة ليست مشكلة… نحن المشكلة، ونحن الحل.
أدركت أن حلمي لم يكن طموحًا زائدًا، بل كان — ربما — رؤية سبقت زمانها.
لن أجادل أحدًا، ولن أتهم أحدًا، ولن أشرح ما لا يحتاج إلى شرح.
سأترك للجمعية العمومية قرارها، وسأخرج من الباب الهادي نفسه الذي دخلت منه قبل سنوات.
سأخرج وفي يدي حفنة تراب من قريتي، تذكّرني أنّ الأحلام الحقيقية لا تُبنى في البنوك… بل في الضمائر.
إلى زملائي:
لم أقصّر يومًا، ولم أخدع أحدًا.
كنت أقاتل وحدي لأنني كنت أخجل من خذلانكم.
وإن كان في القلب بقايا وجع، ففيه أيضًا بقايا محبة.
أما الحلم…
فلن أدفنه.
سأعيده إلى ضفاف الترعة، إلى المكان الوحيد الذي يعرف كيف يداوي ما ينكسر.