بين التفاؤل والتشكيك.. خبراء روس يتوقعون نتائج زيارة ويتكوف إلى موسكو
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
موسكو- يصل المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو اليوم للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ظهر غد، لمناقشة خطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة، رغم تعرضها لانتقادات أوكرانية وأوروبية.
وتلزم الخطة الأميركية -المكوّنة من 28 نقطة- أوكرانيا بالتنازل عن كامل منطقة دونيتسك لروسيا، بما فيها المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، لتصبح هذه الأراضي منطقة عازلة منزوعة السلاح ومُعترف بها دوليًا على أنها روسية، كما ستمنح الخطة روسيا السيطرة على منطقتي لوغانسك والقرم، مع تجميد خطوط القتال في خيرسون وزاباروجيا.
آراء روسية متباينة
تثير زيارة المسؤول الأميركي ردود فعل وآراء متباينة عند الخبراء الروس، بين تفاؤل حذر عن إمكانية إجراء محادثات سلام، وتشكيك في تحقيق اختراق في حال لم يأخذ الموقف الأوكراني كذلك في الاعتبار.
فقد أعرب بوتين، هذا الشهر، عن اعتقاده أن الخطة الأميركية "يمكن أن تُشكّل أساسًا لتسوية سلمية نهائية"، على الرغم من أن الكرملين يُصرّ على أنه لم يُناقش الاقتراح بالتفصيل مع واشنطن.
وسبق الزيارة تدافع دبلوماسي للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، بعد "تذبذب" موقف البيت الأبيض بشأن كيفية إنهاء الحرب والتنازلات اللازمة لوقف إطلاق النار.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه مسؤولون روس الزيارة "مهمة وجوهرية ومفيدة"، استبعدوا في المقابل أي تنازلات "كبيرة"، معتبرين أن نجاحها يعتمد على استعداد الجانب الأميركي للاستماع إلى موقف روسيا، بغض النظر عن نتائج اجتماعات جنيف وفلوريدا.
وصرّح ديميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن مباحثات بوتين مع ويتكوف "ستكون مفيدة للغاية، لأنها ستُخصص لمناقشة الخطوط العريضة لتسوية سلمية"، لكنه لفت إلى أن "نجاحها أو فشلها، ومدى قدرة هذه الزيارة على الدفع قدما نحو تسوية سلمية، سيعتمد على ما سيتم مناقشته تحديدا".
إعلانوخلال العام الحالي، زار ويتكوف موسكو خمس مرات، كانت آخرها في السادس من أغسطس/آب الماضي، حيث بحثت الأزمة الأوكرانية وآفاق التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، وعقب الزيارة بدأت التحضيرات للقمة الرئاسية الأميركية الروسية، التي عُقدت في ألاسكا في 15 أغسطس/ آب الماضي.
يشير الباحث في معهد دراسات السلام والصراعات فلاديمير جورافليوف إلى أن الجانبين الروسي والأميركي سيطرحان -إضافة للعلاقة بأوكرانيا- قضايا مختلفة أثناء مناقشاتهما، مثل الاقتصاد، والبنية الأمنية العالمية، بما فيها رفض روسيا الالتزام أحادي الجانب بوقف نشر الصواريخ البرية متوسطة المدى.
وأضاف في تعليق للجزيرة نت، أنه لا يرى أي إمكانية لتحقيق تقدم حتى على أي مسار، مرجحًا أن تعلن موسكو -بعد المباحثات- ثباتها على مواقفها السابقة، وأنها نقلت وجهة نظرها إلى ويتكوف.
وأشار المتحدث إلى أن زيارة المسؤول الأميركي تأتي عشية انتهاء ما يُسمى بإنذار ترامب النهائي لموسكو لحل الأزمة الأوكرانية وفي ظل تدهور العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد إعلان البيت الأبيض سابقًا نشر غواصتين نوويتين قرب الحدود الروسية، ومع رفض موسكو الالتزام من جانب واحد بوقف نشر الصواريخ البرية متوسطة وقصيرة المدى.
وتابع "في كل الأحوال، لن يُسفر الاجتماع عن نتائج فورية، لأنه بناءً على التعليقات عن اجتماع ميامي بين المسؤولين الأميركيين من جهة، والوفد الأوكراني بقيادة رئيس مجلس الأمن والدفاع القومي رستم عمروف من جهة أخرى، فإن الولايات المتحدة قد أخذت على عاتقها التزامات مفرطة تجاه أوكرانيا".
ووفقًا له "من غير المستبعد أن تكون الولايات المتحدة وعدت بأنه في حال سحبت أوكرانيا قواتها من جميع أراضي دونباس، فإن جميع الأعمال العدائية على طول خط التماس ستتوقف".
وحسب رأيه، فإن هذا يتعارض مع الموقف الروسي، "لا سيما في حال قدمت واشنطن ضمانات أمنية كبيرة لأوكرانيا، تُضاهي ضمانات حلف الناتو".
خطوة إلى الأماممن جانبه، اعتبر الكاتب في الشؤون الدولية ديميتري كيم أنه "مع كل زيارة لويتكوف إلى موسكو يتلاشى الغموض المحيط بالرؤية الأميركية لتسوية الأزمة الأوكرانية، ويزداد الوضوح والتحديد".
وحسب ما يقول للجزيرة نت، فإن الجانبين سيناقشان في هذه الزيارة موضوعات بالغة الأهمية لكل من روسيا والولايات المتحدة، وسيستعدان للانتقال من العموميات والخطوط العريضة إلى تحليل مُفصّل للاتفاقيات المُحتملة.
ولا يستبعد المتحدث أن يتم خلال لقاء بوتين-ويتكوف الاتفاق على ضرورة ترسيخ منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" قانونيًا، وكذلك على الاعتراف القانوني بالأراضي الروسية الجديدة، "وهو ما سبق أن أعربت إدارة ترامب عن انفتاحها عليه" حسب قوله.
وأشار إلى أنه "في هذه الحالة، ستُتخذ خطوة مهمة نحو تسوية سلمية، لأن إدارة ترامب ستدرك أن روسيا مستعدة للسلام، بينما تُشكل أوكرانيا وأوروبا عقبة أمام التسوية السلمية".
ووفقًا له، إذا نجح هذا السيناريو، ستكثف واشنطن على الأرجح ضغطها على كييف لانتزاع التنازلات اللازمة منها في النهاية، والتي سيتفق عليها في موسكو، على الرغم من المحاولات التي ستقوم بها كييف ودول أوروبية مؤيدة لها بعرقلة محادثات السلام المستقبلية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات إلى موسکو إلى أن
إقرأ أيضاً:
بوتين يستقبل ويتكوف في موسكو.. وزيلينسكي يحذّر من الألاعيب: قرار إنهاء الحرب لن يكون سهلًا
حدّد الكرملين الساعة الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي موعدًا للاجتماع داخل القصر الرئاسي، مؤكّدًا مشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، إلى جانب ويتكوف الذي يقود المفاوضات الأميركية في الملف الأوكراني.
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن "فرص إنهاء الحرب أصبحت الآن أفضل من أي وقت مضى"، مؤكدا استعداده للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومحذرا في الوقت نفسه من أن "قرار إنهاء الحرب لن يكون سهلا" وأنه "لا يجب أن تُدار أي ألاعيب من وراء ظهر أوكرانيا".
وأضاف زيلينسكي أنه يأمل عقد لقاء مع ممثلين عن الإدارة الأميركية "في أقرب فرصة ممكنة" عقب محادثات موسكو.
ويأتي تصريح زيلينسكي في وقت تستعد فيه موسكو اليوم الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر لاستقبال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في اجتماع رفيع المستوى مع الرئيس فلاديمير بوتين، وسط تصعيد ميداني روسي ومساعٍ دبلوماسية متسارعة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويأتي الاجتماع غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "متفائل جدا" بقرب التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للنزاع المستمر منذ أربع سنوات. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس وفريقه "عملوا بجهد" على هذا الملف وإنهم يأملون رؤية نهاية واضحة للحرب.
وحدّد الكرملين الخامسة عصرًا بالتوقيت المحلي موعدًا للاجتماع داخل القصر الرئاسي، مؤكدا مشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، إلى جانب ويتكوف الذي يقود المفاوضات الأميركية في الملف الأوكراني.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن اللقاء يندرج ضمن مسار تفاوضي يزداد زخمه في هذه المرحلة.
زيلينسكي: موسكو تحاول استغلال المفاوضاتفي المقابل، يحذر زيلينسكي من أن موسكو تحاول استغلال المفاوضات للضغط من أجل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. ويواجه زيلينسكي أيضًا ضغوطًا داخلية بعد استقالة كبير موظفي الرئاسة أندري يرماك إثر فضيحة فساد.
وأمس الاثنين، عقد زيلينسكي اجتماعا في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد خلال اللقاء أن الأوروبيين لا يزالون في حالة "استنفار" من أجل تحقيق "سلام عادل ودائم". ورحب بالجهود الأميركية لكنه شدد على أن "لا خطة مُنجزة" بالمعنى الدقيق حتى الآن، وأن أي تسوية نهائية تحتاج إلى حضور الأوروبيين حول الطاولة.
Related ترامب يعتقد أن هناك "فرصة جيدة" لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وويتكوف يلتقي بوتين الثلاثاءقتلى وانقطاع واسع للكهرباء في أوكرانيا.. وزيلينسكي يتحرك دبلوماسيًا بين واشنطن وباريستقويم بوتين 2026: صور على الثلج مع الكلاب وعزفٌ على البيانو.. وأوكرانيا الغائب الحاضروبعد الاجتماع، أجرى ماكرون اتصالا بالرئيس الأميركي تناول "الضمانات الأمنية" و"شروط إرساء سلام قوي ودائم"، وفق الإليزيه.
وبعد انتهاء اجتماعاته في باريس، وصل زيلينسكي مساء الاثنين إلى إيرلندا، حيث استقبله رئيس الوزراء مايكل مارتن الذي أكد عبر " دعم بلاده "الثابت" لأوكرانيا.
التقدم الروسي: 701 كيلومتر مربعة في شهر واحدميدانيا، تحقق القوات الروسية أكبر توسع لها منذ عام. وبحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات معهد دراسة الحرب المتعاون مع "مشروع التهديدات الحرجة"، سيطرت روسيا خلال تشرين الثاني/نوفمبر على 701 كيلومتر مربعة، وهي ثاني أكبر توسع لها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024 (725 كيلومترا مربعة)، باستثناء الأسابيع الأولى للحرب في ربيع 2022.
وأمس الاثنين، أعلنت موسكو سيطرتها على مدينة بوكروفسك شرق البلاد، وهي خط إمداد رئيسي للقوات الأوكرانية. لكن كييف أكدت أن القتال لا يزال مستمرا داخل المدينة، وأن القوات الروسية تراجعت بعد رفع علمها.
وفي الشهر نفسه، سجّلت روسيا زيادة جديدة في وتيرة الهجمات الليلية، إذ أطلقت 5600 صاروخ ومسيّرة، بارتفاع نسبته 2 % عن الشهر السابق.
سياسيا، يتخوّف الأوروبيون من اتفاق ثنائي بين واشنطن وموسكو قد يأتي على حساب المصالح الأوكرانية. ويقول زيلينسكي إنه ينتظر مناقشة "قضايا أساسية" مع الرئيس الأميركي، بينما يشير كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف إلى أن الخطة الأميركية تتضمن تقدما مهما لكنها لا تزال بحاجة إلى تعديلات إضافية.
وفي بروكسل، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن هذا الأسبوع قد يكون "حاسما"، وذلك عقب اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي.
ويوم الأحد، عقدت الولايات المتحدة وأوكرانيا اجتماعا ثنائيا في فلوريدا لبحث المسودة الأميركية المؤلفة من 28 بندا. وكانت واشنطن قد قدّمت المسودة قبل نجو عشرة أيام من دون مشاركة الأوروبيين، ما أثار حفيظة العواصم الأوروبية لأنها أخذت في الاعتبار العديد من المطالب الروسية. وبعد نقاشات موسعة مع كييف والعواصم الأوروبية، تخضع الخطة الآن لمراجعة جديدة في ضوء محادثات الاثنين.
ووصف الجانبان الأميركي والأوكراني المباحثات بأنها كانت "مثمرة"، فيما أقرّ وزير الخارجية ماركو روبيو بأن التوصل إلى صيغة نهائية لا يزال يتطلب "عملا إضافيا".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة