لبنان ٢٤:
2025-07-01@18:13:23 GMT

التوك توك في البقاع بين مصدر العيش ومخاطر النقل

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

التوك توك في البقاع بين مصدر العيش ومخاطر النقل


ما إن تمر في ساحة شتورة، حتى ترى المكان مكتظاً بعربات "التوك توك"في مركز انطلاقها نحو قرى البقاع المحيطة، وكأن المشهد إحدى ساحات الهند بطابعها الحالي، حيث يعتمد أغلب أهالي البقاع على "التوك توك" بعد الأزمة التي حلت على لبنان بعد العام 2019.
 
مصدر رزق
"رواد بيضون45 عاماً"، وهو من اوائل من اقتنوا "التوك توك" رغم خطورته كبديل لعمله في مهنة النجارة، التي خسرها مع بدء الانهيار الاقتصادي، يقول لــ لبنان 24 " باتت وسيلة النقل هذه أساسية كمدخل للعيش بعد خسارة عملي الوحيد، أنتظر كثيراً في ساحة شتورة، لكسب زبائن أكثر ولو أكثر من سعة "التوك توك" لأن المربح يكون بأكثر من ثلاثة ركاب، ونعوض خسارتنا من تلاميذ المدارس مع بدء موسم الدراسة".


 
ليس رواد وحده من يستعمل وسيلة النقل هذه في البقاع، اذ باتت ملاذاً للفقراء والفئة الأكثر تهميشاً في البقاع، حيث أصبح معقبو المعاملات والدليفري وحتى بعض الموظفين الحكوميين في المنطقة يستخدمون "التوك توك" كوسيلة نقل بديلة عن "الفانات" كونها أكثر توفيراً خصوصاً بعد انهيار الليرة أمام الدولار وضعف مدخولهم وانخفاض الرواتب إلى الربع تقريباً.  
 
خطورة المشهد
لا تكمن خطورة المشهد بكون "التوك توك" احتل مشهد النقل في البقاع من ساحة شتورة حتى باقي القرى المجاورة، بل بخطورته كوسيلة نقل غير آمنة خصوصاً على الأطفال، حيث اضطر أغلب الأهالي في البقاع إلى استبدال "الفان" ب"التوك توك" لتوصيل أطفالهم إلى المدارس كتكلفة أرخص، واستمرار تعليم أطفالهم رغم كل مخاطره.
واحد من هؤلاء الناس السيدة عليا مرعي تنقل أطفالها الثلاثة ب"التوك توك" رغم خطورته، إذ لم يعد باستطاعتها نقلهم بباص المدرسة الرسمي بعد خسارة زوجها عمله منذ ثلاث سنوات، لكنها لم تكن تتوقع أن ابنتها ستقع من "التوك توك" في يوم من الأيام، تروي لــ لبنان 24 لحظات الرعب التي عاشتها عندما تعرضت ابنتها لحادث في التوك توك أثناء ذهابها إلى المدرسة":للوهلة الأولى ظننت أني خسرت ابنتي عندما سقطت من التوك توك في سعدنايل، ليس هناك أمان بداخله فهو عبارة عن كرتونة متنقلة ومجللة من الخارج فقط، وعندما أراد السائق الالتفاف والدخول في مفرق آخر سقطت ابنتي وكادت أن تُدهس بالسيارات المارة".
 
وتضيف: " اليوم بات "التوك توك" يشكل خوفاً كبيراً بالنسبة لي، ورغم المخاطر ما زلت أرسلهم به إلى المدرسة ولكن أصعد معهم، الأزمة الاقتصادية أجبرتنا على التخلي عن الفان، واسترخاص "التوك توك" رغم خطورته كي لا نحرم أطفالنا من التعليم".
هذه العربة الصغيرة يمكنها أن تقل ثلاثة ركاب كحد أقصى، ولكن مع بدء موسم المدارس تتحول إلى بوسطة صغيرة تنقل حوالي 10 تلاميذ، كمربح للسائق من جهة وتوفير للأهالي من جهة أخرى، مع مواجهة كل المخاطر من الطرقات غير الصالحة، و"التوك توك" غير الآمن في النقل، مما زاد من حوادثه خصوصاً في فصل الشتاء .


المُلك لصاحب المال
لم يعد المواطن اللبناني فقط يعتمد في مدخوله على "التوك توك" بل بات النازحون السوريون أيضاً يعتمدون على هذه الوسيلة كمدخل رزق، بالرغم من عدم سماح قانون السير بتسجيل المركبات إلا باسم مواطن لبناني، لكن يكفي تأمين إفادة سكن من أي مختار مع بطاقة هوية لبناني، ويصبح "التوك توك" ملكاً لمن يدفع ثمنه، إذ يوجد في البقاع ما يقارب الـ 1500 "توك توك"، ولم يعد فقط مصدر عيش بل باتت عصابات التشليح تنتقل به، بين القرى البقاعية، ودليفري للحشيش" كما يقول "عمر. م" الذي رفض ذكر اسمه لـ لبنان 24.  

في أحد محال معارض السيارات في شتورة، تحتل هذه العربة، مساحة واسعة بسعر 2950 دولاراً، ويتضمن السعر تسجيل المركبة، حيث بعض أبناء البقاع إلى بيع مقتنياتهم المنزلية والاستدانة لشراء هذه العربة كي يعتاشوا منها في بادئ الأمر إلى أن تحول البقاع إلى حالة من الفوضى مع انتشار هذه العربة الصغيرة.  

 
لا يعترف قانون السير اللبناني ب"التوك توك" ولا يسمح أيضاً للدراجات النارية أن تنقل الركاب، لكن هذه الوسيلة تدخل إلى لبنان تحت اسم "الدراجات النارية"، وفي النافعة أيضاً تُسجل تحت اسم "الدراجات النارية" حسبما نشرت منظمة إليازا للسير على صفحتها الرسمية.
وباتت هذه الظاهرة ترتبط بشكل مباشر بتغيّر الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبنانيين. فهي مصدر عيش مهم بالنسبة لمن يملكها، ووسيلة انتقالهم الوحيدة، في ظل الفقر الذي يعيشونه في المناطق البقاعية.

 

المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذه العربة فی البقاع التوک توک لبنان 24 توک توک

إقرأ أيضاً:

3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة شهيدات لقمة العيش بمصر؟

تصدر وسم #شهيدات_لقمة_العيش منصات التواصل الاجتماعي في مصر، إثر حادث سير مأساوي وقع على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون في محافظة المنوفية بدلتا مصر.

وأفادت مصادر أمنية وطبية مصرية بأن 19 شخصا لقوا مصرعهم وأُصيب 3 آخرون، أول أمس الجمعة، في تصادم مروع بين سيارة نقل ثقيل وباص صغير (ميكروباص) كان يقل فتيات يعملن باليومية.

وانتشرت حالة من الحزن والغضب بين رواد مواقع التواصل، الذين نعوا الضحايا، خاصة بعد نشر وسائل الإعلام الرسمية قوائم بالأسماء والأعمار، أظهرت أن أعمار معظم الضحايا من الفتيات تتراوح بين 14 و22 عاما.

وعبّر مدونون عن صدمتهم قائلين: "استشهدت 19 فتاة مصرية في المنوفية، متوسط أعمارهن 15 عاما. عدن من عمل شاق اضطررن إليه لتأمين لقمة العيش التي لم تستطع الدولة توفيرها لهن".

وكتب آخرون: "فتيات في عمر الزهور كان حلمهن اليومي 130 جنيها فقط، أي ما يعادل 3 دولارات أميركية."

حلمهم اليومية ام ١٣٠ جنيه????#حادث_المنوفية pic.twitter.com/0Z0NfjCoVa

— انا دمي فلسطيني???????? (@mmdeo_D222) June 29, 2025

وتصاعدت الانتقادات والمطالبات بالمحاسبة على منصات التواصل، حيث وجه مغردون أصابع الاتهام إلى وزارة النقل ووزيرها كامل الوزير، خصوصا بعد تكرار الحوادث على الطريق الإقليمي، وافتقاره لأنظمة السلامة، وسوء التصميم والصيانة.

ودعا البعض إلى تحقيق عاجل وشامل في ظروف الحادث، إذ بدأت النيابة العامة بالفعل تحقيقاتها واستجوبت شهود العيان وخبراء الطب الشرعي.

المنوفية.. جنازة ضحايا حادث الإقليمي بكفر السنابسة
استشهد اليوم 19 فتاة مصرية في المنوفية ، متوسط أعمارهن 15 عامًا، وهنّ عائدات لا من مدارس أو ملاعب، بل من أعمالٍ شاقة اضطررن إليها لتأمين لقمة العيش التي عجزت الدولة عن توفيرها لهن.#حادث_المنوفية #حادث_الطريق_الإقليمي #المنوفية… pic.twitter.com/f5S6VYeItq

— Youssef Mohamed (@Youssef97696132) June 27, 2025

إعلان

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن السرعة الزائدة والتصادم المباشر كانا سبب الحادث، لكن أصواتا على مواقع التواصل أكدت أن المشكلة تتعدى هذا الحادث إلى "غياب البنية التحتية السليمة وسوء إدارة منظومة الطرق"، لا سيما أن معظم الضحايا كن من قرى تعمل فيها الفتيات باليومية مثل صنصفط وكفر السنابسة وبلمشط التابعة لمركز منوف.

#حادث_المنوفية
من المسئول؟
المكروباص محمل ٢٠ نفر والتريلا ماشية عكس والسائق مبرشم.. فين المرور وفين أمناء الشرطة اللي بيقلبونا؟
الطريق مكسر.. فين #كامل_الوزير وفين القروض اللي مرمطتنا؟
عمالة الأطفال.. فين وزارة العمل والشئون الاجتماعية وحقوق الطفل؟
لو بنحارب مش هيموت كل دول pic.twitter.com/mtMbH12TKQ

— أسامة القصّاص (@UsamaUstaz) June 28, 2025

وبعد 6 ساعات فقط من الحادث، وقع حادث آخر في الطريق نفسه نتيجة انقلاب شاحنة، مما عزز حالة الاستياء الشعبي حيال تكرار حوادث السير في المنطقة.

وتداول مستخدمو الإنترنت مقاطع مصورة لسائق يسير عكس الاتجاه على الطريق نفسه، مما أدى إلى وقوع تصادم جديد بعد يوم فقط من فاجعة المنوفية، الأمر الذي زاد من حدة الجدل حول أمان الطرق وفاعلية الرقابة المرورية في مصر.

سائق يرصد السير عكس الاتجاه على الدائري الإقليمي وتصادم جديد بعد يوم من حادث المنوفية.. ما القصة؟ pic.twitter.com/Dk3HI0JmLk

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) June 28, 2025

وفي البرلمان، تقدم أحد النواب بطلب استجواب رسمي إلى مجلس الشعب ضد رئيس الوزراء ووزير النقل بشأن مسؤوليتهما عن تكرار الحوادث على الطريق الدائري الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • محافظ البقاع اجتمع مع مدير مكتب وكالة الأمم المتحدة للهجرة في لبنان
  • الجيش: توقيف سوريين في منطقة البقاع عند الحدود اللبنانية السورية
  • الأستاذ العدني الذي علّم الأجيال.. يتخلى عن الطباشير ليكافح من أجل العيش
  • إدارة المباحث الجنائية بشرطة ولاية الخرطوم تسدد جملة من البلاغات خاصة بسرقة السيارات وتوقف متهمين وتضبط سيارات مسروقة
  • زيادة اعتماد الذكاء الاصطناعي تُبرز أهمية الأنظمة القابلة للتحليل
  • المعلومات توقف مطلوبًا نفّذ العديد من عمليّات السّلب في جبل لبنان وبيروت
  • البقاع تحت رحمة التجاوزات البيئية: مياه آسنة للرّيّ وحي سكني يتحوّل مكبًا للنفايات
  • مصدر في الخارجية الأميركية: نزع السلاح يجب أن يتم فورًا وبشكل كامل
  • الطحين مفقود والغزيون يلاحقون لقمة العيش تحت النيران
  • 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة شهيدات لقمة العيش بمصر؟