نسرين عكاشة: فيلم الإسكندراني حلم والمخرج خالد يوسف حققه.. فيديو
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
أعربت الإعلامية نسرين عكاشة ابنة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، عن سعادتها لتحويل رواية الإسكندراني، إلى فيلم سينمائي، بطولة أحمد العوضي وإخراج خالد يوسف.
وأضافت نسرين عكاشة، في لقاء خاص مع برنامج «سبوت لايت» تقديم الإعلامية شيرين سليمان، المذاع على قناة صدى البلد، قائلة: «تحويل الرواية لفيلم كان حلم وأستاذ خالد حققه، كنا بدأنا نيأس إن رواية الإسكندراني تتحول لفيلم، لكن لقينا اللي مقدره وواعي بيه».
وأوضحت نسرين عكاشة أنه كان لديها تخوف من تنفيذ الرواية، قائلة: «يا ترى فيلم بالرسالة والعمق ده أي حد هيبقى مستوعب أبعاده كلها أم لا؟،.. مقعدتش معاه 10 دقايق على بعض ولاقيته مستوعب ده، كانت المسألة دردشة إن الاختلاف الزمني مش هيعمل فرق بين الجمهور».
تضمنت الحلقة الجديدة من برنامج سبوت لايت اليوم الجمعة 5 يناير 2024، لقاءات مع نجوم أفلام رأس السنة 2024، ومنهم الفنان خالد الصاوي بجانب أبطال فيلم «ليه تعيشها لوحدك»، والفنان أحمد العوضي وأبطال فيلمه «الإسكندراني»، والفنان محمد ثروت ومع أبطال فيلم «كارت شحن».
اقرأ أيضاًخالد يوسف: قدرت أخرّج كل طاقة أحمد العوضي في الإسكندراني فيديو
أحمد العوضي يكشف أصعب مشاهد تعرض لها في فيلم الإسكندراني.. فيديو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أحمد العوضي أسامة أنور عكاشة برنامج سبوت لايت المخرج خالد يوسف أفلام رأس السنة فيلم الإسكندراني رواية الإسكندراني
إقرأ أيضاً:
الرواية صانعة عوالم..
عهدنَا الروايةَ العربيّة فـي أغلب مراحلها ومختلف تقلّباتها محيلةً إلى واقعٍ مرجعٍ تكاد لا تنبتُّ عنه، حتّى وإن جنّحت أحيانًا فـي رواية عوالم مجهولة المرجع، فالقارئ ألِف أن يقْرأ الرواية وفـي ذهنه مرجع ما يصبُّ فـيه مسارات المقروء الروائيّ، وهكذا دأبت المقروئيّةُ السّائدة على تعهُّد مرجعٍ ما تردُّ إليه عوالم الرِّواية، وقد تحقَّقت أسماءٌ روائيّة كبرى بِقُدرتِها على تمثيلِ عوالم لها فـي ذهنِ القارئِ ظلالٌ وأوْهامٌ، منها ما ينشدُّ إلى التاريخ وهي مقروئيَّة فاعلةٌ ونشطةٌ ومنها ما ينشدّ إلى واقعِ الآن وهنا، ومنها ما ينشدُّ إلى مرجعٍ فـي نفسيّ أو ذهنيّ أو فكريّ أو إيديولوجيّ، فهل أنَّ قدر الرّواية العربيّة أن تظلّ حبيسة المرجع الإحاليّ بالضّرورة؟ تُقرَأ لتثير فـي ذهن القارئ راكدًا من الاعتقاد والتصوّر، أو ناشطًا من الفكر والتصوُّر؟ تاريخ قراءة الرّواية العربيّة هو تاريخُ تنازع مراجع ومرجعيّات،
ونحتاج اليوم فعلاً إلى الوقوف النقديّ على هذا التاريخ لنتبيّن خطوط تطوير الرواية العربيّة حتّى لا تدخل حال التآكل والاندثار، وأن نستوعب لحظةً من التاريخ مهمة فـيها يُمكن للرواية العربيّة أن تتصدّر المشهد الكونيّ بأعْمالٍ لا أرى أنّها تقلُّ قيمةً ومنزلةً وقدرةً وفنًّا عن أعمالٍ فـي الرواية العالميّة تروجُ وتُقْرَأ بسبب قوّتها من جهةٍ وبسبب الترويج الإعلاميّ من جهةٍ ثانية.
أوّلاً دعونَا نتّفق فـي نقطةٍ مهمة وجب أن يتمثّلها القارئُ العربيّ بجلاءٍ ووضوحٍ، وأن يعمل العقل النقديّ جاهِدًا على بيانها فـي نطاقِ جبِّ الهوَّة العميقة بين المناهج الأكاديميّة المعتَمَدة فـي قراءة الرواية والتلقّي العامّ للرواية، هذه النقطة ماثلة فـي أنّ الرواية هي عملٌ تخييليّ يصنع مراجعه بالضرورة، معنى ذلك أن حكايات الرواية هي حكاياتٌ تُروَى فـي عالم اللّغة بمتاحها وممكن قدرتها التعبيريّة، وأنّ أحداثها قد تتَّصل بصور فـي واقع خارجيّ، ولكنّ الحاكي -مهما كانت صفته- يصنع روايته وفقا لتخييل سرديّ قائم على نقطة التقاءٍ بين تمثيلٍ يقوم به كاتب الرواية ويعمل فـيه على سرد حكايته وتأثيث عناصرها وصناعة شخصيّاتها، وتمثُّل من قارئ مَا لهذه الحكاية وفق ممكنٍ إرجاعيّ، يحكي الرواية بأحداثها وشخصيّاتها إلى «واقعٍ» فـي الأصل هو فـي ذهن القارئ، وإن تهيَّأ له أنّه واقعٌ فـي «الخارج».
هذا العقد الأوليّ لبيانِ قراءة الرواية مهم جدّا، حتّى نُدرك أنّ الرواية تصنَع عوالمها المرجعيّة وفق أفقين قد يلتقيان وقد يفترقان، أفق التمثيل وأفق التمثّل. لقد وُجدت فـي تاريخ مقروئيّة الرواية العربيّة أفكارٌ وأسئلةٌ عطَّلت أحيانًا أعمالاً مهمة ونشَّطت أعمالاً أخرى،
بدايةً من التنازع الأوَّل حول أوليَّة الرواية العربيَّة ومن له شرف البداية، وهل هذا الشرف يُمثّل أدبًا عربيّا أو أدبًا غربيّا، مع رواية زينب لمحمد حسين هيكل ورواية حديث عيسى بن هشام للمويلحي، وبدايةً أيضًا من إهمالِ آثار جورجي زيدان وتركيز المحوريّة المصريّة فـي تنشئة الرواية العربيّة، ومرورًا بأعمالٍ تُوصَل بالتابوهات الثلاث، الدين والجنس والسياسة، فـي أفعالٍ قرائيّة هي ذاتها رهينة قيود فكريّة واعتقاديّة محدِّدة لمجال التلقّي، ولن نخوض فـي هذا البُعد الذي يُرجع الرواية إلى واقع غير واقعها، فالحمدللّه الأمثلة عديدة ولا تخلو منها دولة عربيّة، ولعلّ أبرزها ما وقع للروائيّ نجيب محفوظ بعد التقّي محدود الأفق لروايته أولاد حارتنا، ولكنّي أقف قليلاً بيانًا لأثر الرواية فـي الواقع إذا ما تلقّفها أصحاب الرأي والشأن،
على ما حدث لرواية الكاتب السوري حيدر جيدر وليمة لأعشاب البحر: نشيد الموت، وهي روايةٌ قد صدرت سنة 1983 فـي سوريا، ولمّا أعيد نشرها، بسببٍ من أهميّتها ومنزلتها، فـي مصر فـي نهاية سنة 1999، أثارت هرجًا ومرجًا، وحرّكت مظاهرات وسقط ضحايا من الرافضين للرواية، وتعهّدت صحف ومنابر فـي الأزهر وفـي غيره بالوقوف ضدّ الرواية وصاحبها، وبالإساءة إلى إبراهيم أصلان وجماعته الذين عملوا على نشر الرواية، التي زُجّ بها فـي خانة أعمال الزندقة والتجديف والإساءة إلى الذات الإلهيّة، وسادت أقوال من نوع وسْم الرواية بأنّها «إهانة أسوأ من هزيمة العرب على يد إسرائيل عام 1967 وأنّ الإهانة عار لا يمحى إلا بعقاب المسؤولين عنها»، وعبّر الأزهر بدوره عن موقفه، معتبرًا أنّ الرِّواية خروج عن الآداب العامّة وعن الشريعة الإسلاميّة،
وأظهر فـي تقرير له أنّ «الرِّواية تُحرّض على الخروج عن الشريعة الإسلاميّة، وخرجت عن الآداب العامّة خروجًا فادحًا بالدعوة إلى الجنس غير المشروع»، فخرج الطلبة يتظاهرون، واشتعل الشارع اليومي والسياسيّ بالدعوة إلى القضاء على الرّواية، ممّا أجبر وزير الثقافة فاروق حسني على سحب الرواية من الأسواق، وحوكم إبراهيم أصلان ومَن قام على نشر الرواية فـي البلد النقيّ الناصع البهيّ، وتشكّلت لجنة علميّة تحوي من الأسماء المعروفة عبد القادر القط وصلاح فضل لتقديم رأيها فـي الرِّواية، وهو التقرير الذي بقي سرًّا، لم يُكشَف للعلن، لأنّه لا يُوافق هوى الموجة الرافضة للأدب، المدركة له على أنّه تعبير عن عالم موجود وليس عن عالم ممكنٍ، وقد ورد فـي هذا التقرير، ما يصل الأدب بالتخييل وينزع عنه صفة التعبير عن واقع، يقول: «ينبغي أن نتذكّر أن تقييم الأعمال الإبداعية عامّة،
والروائيّة على وجه الخصوص يعتمد على إدراك طبيعة الرِّواية، بوصفها تتمثّل فـي إبداع عالم فني متخيل، يحاكي على قوانينه العالم الكبير، اعتمادًا على تكوين شخصيّات متخيَّلة، تُنسب إليها أقوال وأفعال خاصَّة، ومواقف مماثلة لما يحدث فـي الحياة بشكل أو آخر، وكل العبارات التي ترد فـي الأعمال الروائيَّة لا يمكن أن نفهم وجهها الصحيح منفصلة عن سياقها، ولا عن طبيعة الشخصيَّات التي تنطق بها، ولا التعليقات التي ترد عليها من شخصيات أخرى، وأيّ اجتزاء لعبارة من عمل روائي وفهمها خارج سياقها وبعيدًا عن شخصية الناطق بها ورد المستمع لها، فهو فهم غير سليم، ومن ناحية أخرى فإن وظيفة الأدب الروائي هي نقد الحياة، وتعميق الوعي الجمالي بها، وهذا يقتضى المحافظة على حرية التخيُّل من ناحية،
وقوة التعبير الفني وصدقة من ناحية أخرى، وأيَّة محاولة لانتقاص حريَّة التخيُّل أو إضعاف الصدق تؤدي إلى إضرار بالوظيفة الأدبية الجوهرية». لقد أثرتُ هذه المسألة، وأنا بصدد كتابة مقالتي الأسبوعيّة، وقد تخيَّرت لها سبيلاً رواية المصري الفائزة بالبوكر العربيّة محمد سمير ندا صلاة القلق، فإذا أنا أجد جدلاً ونقاشًا، لم ينقطع عنه بعض العرب،
وسؤال الحيرةِ هو هل أنّ الجائزة هي تتويج لمصر أو هي تبريز للكاتب! حقيقة بقيت مدهوشًا! منذ قرنٍ من الزمان ونحن نطرح نفس الأسئلة، ونخوض العراك ذاته؟ وحتّى لا أكون مثيلاً لهم وشبيهًا، فلن أتحدّث فـي هذا الموضوع، وسأثير ما به كانت الروايةُ روايةً، العوالم التي تصنعها الرواية، وفـي ظنّي أنّ الرواية صانعةٌ لعوالمها، بانية لكوْنها. ولكن أردت أن أقول أيضًا الحمد للَّه ما زال للأدب أثرٌ وفعلٌ، وإن كان فـي رفْضِه والعمل على نقْضِه، ولكنَّه ما زال يهزّ الأدمغة الفارغة ويبعثها على الحياة!