الـ1701 يطغى على ما عداه بين البديل والتعديل
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
كتب وجدي العريضي في" النهار": يبقى القرار 1701 الشغل الشاغل والطاغي على ما عداه، نظراً الى اهميته إذ يُعتبر ضابط إيقاع قواعد الاشتباك في الجنوب بعدما بدأت الامور تخرج عن طورها ومسارها من خلال توسيع نطاق العمليات العسكرية بين "حزب الله "وإسرائيل، لاسيما بعد اغتيال قادة من حركة "حماس" في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما طرح تساؤلات: هل يعني ذلك نهاية هذا القرار فيما الهدف تطييره والوصول الى حلول أخرى؟
من هذا المنطلق، بات القرار المذكور الشغل الشاغل ليس للبنانيين فحسب، وانما للمجتمع الدولي برمّته، وثمة مساعٍ حثيثة لدى عواصم القرار لإعادة تحصينه وتثبيته بعدما لمس الجميع أن هناك محاولات للوصول إلى بديل منه أو فك قواعد الاشتباك بفعل الضربة الاسرائيلية لقيادات "حمساوية" في الضاحية الجنوبية.
في السياق، تشير مصادر مقربة من السرايا الحكومية الى انه حتى الساعة لم تُحدد مواعيد لزيارة هوكشتاين إلى بيروت، علما ان الرئيس ميقاتي يتحرك بفاعلية اذ يطرح موضوع الـ 1701 وتجنيب لبنان الحرب خلال زياراته الى الخارج ومقابلاته مع كبار المسؤولين، في حين ثمّة اتصالات على أعلى المستويات تجري بعيداً عن الاعلام، وهنالك مخاوف من تصعيد إسرائيلي في الجنوب، والرد من قِبل "حزب الله"، وهذه مسألة مطروحة بانتظار ما سيحمله هوكشتاين، إذ لا معلومات حول ما سيقوله، وهل ثمة أجواء عن تعديل الـ 1701 أم البحث في صيغة جديدة؟ كل هذه المسائل بانتظاره والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات..
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
طهران والتغيير اللحظي في قواعد التفاوض
مايو 15, 2025آخر تحديث: مايو 15, 2025
محمد حسن الساعدي
المحادثات التي عقدت بين واشنطن وطهران في جولتها الخامسة في عمان وروما عكست الأجواء الإيجابية في هذه المحادثات، إذ تعول طهران كثيرا على هذه المباحثات وتعتبرها خطوة نحو استعادة حقوقها واموالها المجمدة ما يعطيها فسحة في تحقيق نمو اقتصادي على المدى المتوسط والبعيد، خصوصا وأنها اشترطت في مباحثاتها باي يكون للشركات الأمريكية المركز الأول في الاستثمارات القادمة في إيران والتي تقدر بي عشرات من الترليونات في مختلف القطاعات، اما واشنطن فكانت أكثر حماساً في إنجاح هذه الاجتماعات وتشير التقديرات الأولية بأن الجولات الثلاثة الأولى كانت تتقدم بشكل كبير وسريع وكان التخوف من اللجان الفنية التي لا تتحدث بلغة الدبلوماسية بل تركز على لغة الأرقام، ولكن بالرغم من ذلك إلا أن اللجان الفنية هي الأخرى كانت ناجحة بكل المقاييس بل إن الأخبار الواردة من بعض الجهات القريبة من المباحثات تشير بأن الفريق الأمريكي كان متحمسا أكثر ويرغب في إنهاءها بأسرع وقت ممكن.
نعم…ربما المباحثات صعبة وحساسة والاتفاق على آلية جديدة في التعامل مع الملف النووي الإيراني، ولكن الاتجاه العام في هذه الاجتماعات بين خبراء الطرفين إلا أنه يتجه إلى التفاصيل وفي نفس الوقت فإن ترامب يواجه العقبات الكبيرة والتي أهمها التعامل مع المتشددين في ادارته فمبعوث واشنطن إلى المباحثات(ويتكوف)أعطى رسائل إيجابية وحمل معه صلاحيات كبيرة وواسعة في المفاوضات إذا تشير التسريبات بأن واشنطن أبلغت إيران بموافقتها على تخصيب اليورانيوم بما نسبته 3.7ما يعني أن هناك تغيير استراتيجيا في رؤيته واشنطن نحو الشرق الأوسط وبالتحديد إيران التي ينظر لها على أنها التحدي الأكبر للكيان الاسرائيلي في المنطقة.
التصريحات الإيرانية تشير بصورة واضحة بأن إيقاف اليورانيوم على الدرجة صفر غير مطروح للنقاش، الأمر الذي يعكس الضغوط التي يتعرض لها الوفد الأمريكي المفاوض من قبل الصقور الأمريكان ما قد يؤثر على طبيعة وسرعة سير المفاوضات إذا ما علمنا إن هذه السرعة لا ترضي إسرائيل وتريد أن تعرقلها بأي طريقة كانت حتى إذا وصل الأمر إلى التهديد بضرب إيران والتأثير بصورة سلبية على أي مفاوضات تجري حاليا، والتحدي الثاني يأتي من إيران فهي تريد اتفاقا جديدا أكثر ديمومة وأكثر أريحية من اتفاقي 2015 ويمتد إلى 10 سنوات ما يعني أنها تسعى للحصول على ضمانات من ترامب أو أي رئيس أمريكي يأتي في المستقبل لن يتخلى عنها مرة أخرى فالإيرانيون يريدون اتفاق مصادق عليه من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي ومع ذلك فإن هذا الأمر لا يعط ضماناً وفقاً للتجارب السابقة بين الطرفين.
طهران من جهتها تريد ضمانات اقتصادية أولها رفع العقوبات وتقديم العروض لها ومنحها المزيد من الامتيازات في تصدير النفط، وفتح قدر كبير من الاستثمار الأجنبي المباشر وواحدة من هذه الوسائل هو الاستثمار الخليجي في إيران والذي يبدو أن دول الخليج مستعدة للاستثمار فيه فهي تتطلع إلى حل الأزمات بين واشنطن وطهران وتبقى المشكلة الأساس هي كيف سيتعامل ترامب مع نتنياهو، والذي لا يعترف بأي اتفاق بين واشنطن وطهران ويعتبر أن أي اتفاق تهديد مباشر للأمن القومي الإسرائيلي ولكن في نفس الوقت يبدو أن ترامب قادر على كبح جماح نتنياهو وترويضه بالقبول بأي اتفاق قادم مع طهران .
يبقى شيء مهم…
أن أي تقارب في وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران معناه أن المنطقة ذاهبة نحو الاستقرار ما يعني أن إسرائيل سوف تعيش عزلتها السياسية في المنطقة وبالتالي فإنها مؤهلة أن تكون ذاهبة نحو تصعيد الموقف على الجبهات كافة خصوصا في الجبهة اللبنانية والتي بحسب الأخبار أنها مرشحة للتصعيد أكثر من التهدئة والجبهة الثانية ربما يستعد الكيان الإسرائيلي لإطلاق حملته نحو غزة وربما اجتياح توصله مع الضفة الغربية، وربما نجد أن هناك ضربات قوية على الجبهة اليمنية وما يعطينا رؤية كاملة بأن القادم ربما يذهب نحو التصعيد من قبل الكيان الإسرائيلي وسوف يعيش عزلته بالنسبة للمنطقة ما يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما تكون قد تخلت عن الكيان الإسرائيلي أو في طريقها للتخلي وهذا ما بدأ من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي التي بدأ فيها منزعج من نتنياهو وسياسيته باتجاه المنطقة، وهذا ما ننتظره خلال الفترة القادمة والأيام حبلى بالأحداث.