الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو للوحدة من أجل فلسطين
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
الدوحة– تحت شعار "نقيم ديننا، وننهض بأمتنا، وننصر مقدساتنا"، انطلقت أعمال الدورة السادسة لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة والتي تستمر من 6 إلى 11 يناير/كانون الثاني الجاري وسط دعوات إلى توحيد الجهود لنصره غزة في مواجهة العدوان "الغاشم" الذي تتعرض له منذ أكثر من 90 يوما.
ويأتي انعقاد الجمعية العمومية (المؤتمر العام)، بمشاركة مئات العلماء والمفكرين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، في ظل التطورات التي تشهدها فلسطين واستمرار الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية، والتداعيات التي تحدث في المنطقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما يعد الاجتماع الأول من نوعه بعد وفاة مؤسس الاتحاد العلامة الراحل الشيخ يوسف القرضاوي.
وتأسس الاتحاد عام 2004 بمبادرة من القرضاوي بمشاركة عدد كبير من العلماء المسلمين من مختلف الدول والمذاهب والأقطار، حيث وضع الاتحاد عددا من الأهداف والأسس التي يعمل على أساسها، وهو مفتوح لكل علماء المسلمين في المشارق والمغارب، ويعنى بالعلماء من خريجي الكليات الشرعية والأقسام الإسلامية، وكل من له عناية بعلوم الشريعة والثقافة الإسلامية.
وتتمثل أهمية الدورة الجديدة للاتحاد في أنها تأتي بعد التطورات التي شهدها العالم العربي والإسلامي في العام الماضي، ومنها النزاع في السودان، وقضايا اليمن والعراق ولبنان، وإن كان التطور الأهم هو معركة طوفان الأقصى والحرب على غزة وعودة القضية الفلسطينية كي تكون القضية الأولى في العالم العربي والإسلامي.
واتفق المشاركون على أهمية الوحدة والتكاتف من أجل نصرة القضية الفلسطينية ومواجهة قضايا الأمة الإسلامية بدءا من اليمن والسودان وبلاد الشام.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكد مشاركون على أهمية الاتحاد والعمل على دعم صمود الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الغاشم الذي يتعرض له منذ أكثر من 3 أشهر، موضحين أن العالم الإسلامي قادر على مواجهة الظلم والعدوان والوقوف جنبا إلى جنب نصرة للقضية الفلسطينية.
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حبيب سالم سقاف الجفري إن المؤتمر يأتي في ظل ظروف صعبة تمر به أمتنا الإسلامية التي تواجه تحديات جسام وفي مقدمتها الوضع في قطاع غزة وما يعانيه إخواننا الفلسطينيون الذين منع عنهم كل مقومات الحياة ويعيشون أوضاعا إنسانية قاسية تحتم علينا أهمية التكاتف وبذل كافة أشكال الدعم مساندة لهم؛ فالمسلم للمسلم كالبنيان.
وأكد خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر رفضه لخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم والتي تتم تحت غطاء ودعم من قوى عالمية كبرى، وهو ما يحتم على المسلمين رص الصفوف وتوحيد الجهود لإفشال هذه المخططات.
ولفت إلى أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه بعد وفاة مؤسس الاتحاد العلامة القرضاوي، وهو ما يحتم على الجميع المتابعة على المسار الذي أنشئ عليه؛ وهو العمل على الوحدة والتضامن نصرة للمسلمين، وللوقوف في وجه الظلم والعدوان، موضحا أن جميع الشعوب الإسلامية "تتضامن مع إخواننا في فلسطين، ومستعدون لبذل الغالي والنفيس في سبيل مساعدتهم والتخلص من الاحتلال الغاشم".
من جهته أكد الرئيس السابق لجمعية العلماء الجزائريين وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عبد الرزاق قسوم، أن الوضع الحالي في قطاع غزة يحتم على الجميع الاتحاد والعمل على نصرة القضية التي تعتبر قضية العرب والمسلمين والتي عادت للواجهة بصورة كبيرة كقضية العرب والمسلمين الأولى، بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما تبعه من عدوان وحشي على الشعب الفلسطيني.
وأضاف قسوم، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية في المؤتمر، أن الوضع العربي والإسلامي الحالي يحتم على الجميع التضافر والتكاتف من أجل تخطي الصعاب وإسناد الشعب الفلسطيني في محنته التي تكتسب الأولوية المطلقة من كافة أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ بل وكافة الدول لأنها قضية إنسانية في المقام الأول.
وقال عصام البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن أمتنا الإسلامية تمر اليوم بمرحلة فاصلة في مصير فلسطين تحتم علينا جميعا التكاتف والوحدة، مؤكدا أن النهوض لا يتم إلا بالإيمان والعمل وتوفير أوجه الإغاثة والدعم لشعب فلسطين في مقاومته للاحتلال الغاشم.
وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر أنه "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى هذه اللحظة تجلت آيات الله وحكمته في مقاومة باسلة وشهداء يلقون ربهم بوجوه باسمة ضاحكة لا يخشون الموت، وصمود وصبر من أناس عزّل ينقلون جثامين ذويهم بقلوب راضية بقضاء الله، واثقين من نصره، فسلام على غزة فوق الأرض وسلام عليها تحت الأرض وسلام عليها يوم العرض".
كما سلط الضوء على الأزمة في السودان والتناحر بين الفرقاء وأزمات اليمن وبلاد الشام، "في صور تحتم على جميع المسلمين أن يتحدوا من أجل نصرة قضاياهم أمام تكالب الأمم الأخرى".
من جهته، كرر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي الدعوة "للوحدة والتضامن لنصرة القضية الفلسطينية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الشعب الفلسطيني والذي يحتم على الجميع التكاتف لنصرة المسلمين، ليس في فلسطين فقط؛ بل في جميع أنحاء العالم في حال الحاجة للنصرة والغوث".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد العالمی لعلماء المسلمین القضیة الفلسطینیة العربی والإسلامی الشعب الفلسطینی نصرة القضیة من أجل
إقرأ أيضاً:
أمين عام البحوث الإسلامية: الإيمان والعلم طريقان متكاملان
(أ ش أ):
ألقى أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لـ مجمع البحوث الإسلامية، كلمةً خلال افتتاح فعاليَّات الأسبوع الثاني عشر للدعوة الإسلاميَّة، الذي تعقده اللجنة العُليا للدعوة في جامعة (بنها) تحت عنوان: (الإيمان أولًا)، برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور: فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وأ.د. ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، وأ.د. جيهان عبدالهادي، نائب رئيس جامعة بنها، ود. حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة بالمجمع، ووفد من المنطقة الأزهريَّة ومديري منطقة الوعظ بالقليوبيَّة.
وفي كلمته قال الدكتور محمد الجندي: إنَّ الإيمان أولًا؛ لأنه الفطرة التي فطر الله الناس عليها، والفطرة السليمة لا تحتاج إلى دليلٍ معقَّد؛ بل إلى قلبٍ نقيٍّ صادقٍ يبحث عن الحقيقة، مضيفًا أنَّ كل إنسان يُولَد على الفطرة طاهرًا نقيًّا، ثم تعبث به مؤثِّرات البيئة والواقع، فتكدِّر صفاءه، وتزحزحه عن بساط النور الذي وُلِدَ عليه.
وأكَّد الدكتور الجندي، أنَّ الإيمان حقٌّ ظاهر، لا يُصنع ولا يُكتسب؛ لأنه مغروس في أعماق الإنسان، بينما الإنكار طارئ زائل، موضِّحًا أنَّ الإيمان والعِلم طريقان متكاملان لا متعارضان، فالعِلم دليل على الإيمان، والدِّين لا يُقصِي العِلم، والعلم لا يُلغي الدِّين؛ فكلاهما يكشفان عن جمال الخلق ودقَّة النظام الكوني الذي يدلُّ على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وأنَّ الإشكال الحقيقي ليس بين الدِّين والعِلم؛ وإنما بين الجهل بالدِّين وسوء فَهم العِلم.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ المنكِرين للإيمان يزعمون أن الكون بلا خالق، وأنَّ المادَّة أزليَّة، وأنَّ الإنسان مجرَّد كتلة ماديَّة تخضع لقوانين الطبيعة، غير أنَّ علماء التجريب أنفسهم انتهوا إلى ضرورة الإيمان بوجود الخالق، ومنهم عالِم الطبيعة البيولوجيَّة (فرانك ألن)، الذي قرَّر أنَّ نشأة العالَم لا يمكن أن تكون مصادفة، بعد أن تأمَّل تركيب البروتينات المعقَّدة التي يبلغ عدد ذرَّاتها في الجزيء الواحد 40 ألف ذرَّة منتظمة بدقَّة مدهشة، تدلُّ على إرادة خالقة، لا على صدفة عمياء.
ولفت فضيلته إلى أنَّ العالِم (روبرت بيج) أثبت في مقاله (اختبار شامل) أنَّ اختبار صحَّة أيِّ فرض يستلزم التسليم المبدئي بصحَّته، مبيِّنًا أنَّ وجود الله لا يُختبَر بالأدوات الماديَّة؛ لأنَّ الإله لا ينتمي لعالَم الحسِّ، لكنَّ الإنسان إذا توجَّه بقلبه وعقله إلى الله بصدق انكشف له وجه الحقيقة وغمره نور الإيمان.
وتابع أنَّ العالِم الفيلسوف (ميريت ستانلي) أكَّد أنَّ الإيمان سابق والإنكار لاحق، وأنَّ العلماء عندما يدرسون ظواهر الكون فإنهم لا يفعلون أكثر من ملاحظة آثار قدرة الله في خَلْقه، مشدِّدًا على أنَّ العلوم الماديَّة مهما بلغت فلن تستطيع أن تنفي وجود الله؛ بل تشهد له في كلِّ ذرَّة من ذرَّات الكون، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، وقوله سبحانه: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا}.
وأردف الدكتور محمد الجندي أنَّ الفطرة دليلٌ أصيلٌ على الإيمان؛ إذْ يلجأ الإنسان إلى خالقه في أوقات الشدَّة، سواء أكان مؤمنًا أم منكِرًا، مصداقًا لقوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}، مشيرًا إلى أنَّ هذا النِّداء الفطري هو أصدق برهان على أنَّ الإيمان مغروس في النفْس البشريَّة منذ البدء.
وبيَّن الدكتور الجندي أنَّ المعرفة إذا انقطعت عن الفطرة أصابها ما يُشبه هشاشة العظام؛ فلا تقوم بها عقيدة ولا تُبنَى عليها رؤية، لافتًا إلى أنَّ النصوص الشرعيَّة دلَّت على وجود هذا المكوِّن الفطري؛ كما في قوله تعالى: {فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}، وقوله سبحانه: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}، وحديث النبي ﷺ: «ما مِن مولود إلا يُولَد على الفطرة»، وأنَّ هذه الفطرة قد يعرض لها أحيانًا ما يشوهها، فيلزم حينها النظر والاستدلال، واستخدام الأدلة كافة التي تسوق صاحب النزعة المادية إلى القناعة الحسية والعقلية بوجود الله تعالى.
كما أشار إلى أنَّ دلالة الفطرة على وجود الله -تعالى- تتجلَّى في عدة مستويات؛ أولها: المبادئ العقليَّة الأوليَّة التي تقرِّر أنَّ لكل مسبب سببًا ولكل حادث محدثًا، وثانيها: النزعة الأخلاقيَّة التي تحمل الإنسان على إدراك قيمة العدل والخير كقيم مطلقة لا نسبيَّة، وثالثها: الجانب الغريزي الذي يوجِّه المخلوقات فطريًّا لما ينفعها؛ كغريزة الأمومة وحبِّ البقاء، ورابعها: الشعور بالغائيَّة الذي يدفع الإنسان إلى التساؤل عن الغاية مِن وجوده ومصيره، وهو تساؤل لا يجد جوابه إلَّا بالإيمان بخالق حكيم.
وأوضح الدكتور محمد الجندي أنَّ الإنسان يولد مفطورًا على الإيمان بالله؛ كما شهد على نفْسه في الميثاق الأول بقوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}، وهي شهادة باقية في أصل الخَلْق، وقد أكَّد ابن كثير أن الله استخرج ذريَّة بني آدم من أصلابهم شاهدين على ربوبيَّته، مضيفًا أنَّ هذه الحقيقة النقليَّة والعقلية صارت اليوم حقيقة عِلميَّة بعد أن أثبت عِلم الوراثة انتقال الصِّفات عبر الأجيال؛ ممَّا يدلُّ على وجود البشر في صُلْب آدم -عليه السلام- منذ الخَلْق الأول.
واختتم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة كلمته بتأكيد أنَّ الدِّين –بمقتضى العقل والنَّقل والعِلم– حقيقةٌ فطريَّةٌ مغروسةٌ في النَّفْس الإنسانيَّة، ومسجَّلة في الجينات البشريَّة، وأنَّ كل مظاهر الكون والعقل والعِلم تصدح في النهاية بعبارة واحدة: «الإيمان أولًا».
هذا المحتوى منلمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد الجندي مجمع البحوث الإسلامية أحمد الطيِّب شيخ الأزهر الشريف محمد الضويني جامعة بنها أحدث الموضوعاتفيديو قد يعجبك:
أخبار مصر مستقبل وطن في الصدارة.. حصص الأحزاب في مجلس الشيوخ بعد التعيينات منذ 31 دقيقة
إعلان
أخبار
المزيدإعلان
أمين عام "البحوث الإسلامية": الإيمان والعلم طريقان متكاملان
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
30 21 الرطوبة: 41% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك