أنقرة (زمان التركية) – تعرض الوزير السابق مراد كوروم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم في انتخابات بلدية إسطنبول، لهجوم وانتقادات من أعضاء الغرف المهنية في إسطنبول، الذين تحدثوا عن القصور والسلبيات التي وقعت بسبب إجراءات اتخذها.

واختار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا مراد كوروم، وزير البيئة والتخطيط العمراني والتغيير المناخي السابق، مرشحا له في انتخابات بلدية إسطنبول الكبرى المقرر عقدها في الحادي والثلاثين من مارس/ آذار القادم.

تنفيذ تعليمات القصر الرئاسي

وقال رئيس غرفة المهندسين المعماريين، أيوب موهجو، إن كوروم استخدم صلاحيات مختلفة خلال فترة عمله مديرا في شركة توكي، وأنه كان يعمل فقط على تنفيذ التعليمات والمشاريع والقرارات الواردة من القصر الحاكم خلال المنصبين الذين شغلهما.

وذكر موهجو أن كوروم لم يجري أي تواصل مع غرفة المهندسين المعماريين والجمعيات  المعنية بهذا المجال.

فتح المناطق الساحلية والأراضي الزراعية والوديان أمام العمران

وأشار موهجو إلى أن مراد كوروم فتح المناطق الساحلية والأودية والأراضي الزراعية والمناطق المحظور البناء بها أمام العمران عبر شركة توكي وبدء أعمال إنشاء كثيفة بها.

فتح المناطق العسكرية أمام العمران

وذكر موهجو أن المسؤول السابق طبق قرار فتح المناطق العسكرية، التي تلبي الاحتياجات البيئية الهامة للمدن، أمام العمران مفيدا أنه تم فتح الساحات الخضراء العسكرية في مناطق كوتشوك شكمجة وشكمه كوي ومالتبه وحصدال في إسطنبول أمام العمران واستمرار التطبيق الفعلي لهذا الأمر بتلك المناطق.

الموافقة على مشروع قناة إسطنبول

كما لفت إلى أن مراد كوروم، صدق على تقرير تقييم التأثير البيئي لمشروع قناة إسطنبول في يناير/كانون الثاني من عام 2020 خلال الفترة التي تولى بها كوروم منصب وزير البيئة والتخطيط العمراني والتغيير المناخي.

من جانبه زعم رئيس شعبة غرفة مهندسي البيئة في إسطنبول، برنا بالجي أوغلو، أن مشروع قناة إسطنبول، الذي تم التصديق عليه في عهد كوروم، تم تصميمه كمشروع ريعي وفقا للمسار المخطط له.

وأضاف بالجي أوغلو أن التغييرات التي أجريت في لائحة تقييم التأثير البيئي في التاسع والعشرين من يوليو/ تموز عام 2022 في عهد كوروم جعلت إجراءات التقييم أسهل وأسرع.

العجز عن حل مشكلة الإيواء

وأوضحت بيلين بينار جيريتلي أوغلو من شعبة غرفة مخططي المدن في إسطنبول أن كوروم لم يضع حتى اليوم مشروع حكومي لحل أزمة الإيواء بشكل فعلي وحل التحول الحضري، قائلة: “تمكن من فعل هذا عنما لم يكن هناك نقود، أما في عهد كوروم كانت شركة GYO تعمل يدا بيد مع رؤوس الأموال وتوقع على مشاريع ريعية ومشاريع سكنية فارهة بملايين الدولارات، أي أنها تخلت تماما عن المهمة الحكومية، واليوم في الوقت الذي تتطاير فيه ملايين الدولارات لم تنفذ الدولة وممثلها كوروم مشروعا حكوميا يحل مشكلة الإيواء بشكل فعلي والتحول الحضري“.

العفو المتعلق بالتطوير العقاري

أحد الانتقادات الموجهة لكوروم يخص العفو المتعلق بالتطوير العقاري، ففي السادس من يونية/ حزيران عام 2018 دخل حيز التنفيذ آخر قرار عفو متعلق بالتطوير العقاري والذي نُشر في الجريدة الرسمية وحمل توقيع أردوغان.

وفي العاشر من يوليو/ تموز نفّذ القرار كوروم الذي تولى منصب وزير البيئة والتخطيط العمراني والتغيير المناخي خلفا لمحمد أوزحسكي.

وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018 أعلن كوروم أن نحو 8 مليون و900 ألف شخص تقدموا بطلبات للحصول على العفو، مشيرا إلى تمديد قرار العفو لستة أشهر إضافية بعدما كان من المخطط له الانتهاء في الحادي والثلاثين من ديسمبر/ كانون الأول عام 2018.

  Tags: أردوغانالانتخابات المحلية التركيةحزب العدالة والتنميةمراد كوروممرشح العدالة والتنمية في إسطنبول

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أردوغان الانتخابات المحلية التركية حزب العدالة والتنمية مراد كوروم مرشح العدالة والتنمية في إسطنبول العدالة والتنمیة فتح المناطق مراد کوروم فی إسطنبول

إقرأ أيضاً:

من قلب +8: أسئلة مؤجلة من المستقبل عن الهوية والتنمية وروح المجتمع

أكتب هذه السطور من قلب طوكيو، حيث لا تزال رائحة المطر تتسلل إلى نوافذ الفنادق الزجاجية، والضوء البارد ينساب على الإسفلت كما لو أنه هارب من فكرة الزمن. لم أغادر بعد، ولا أظن أنني سأغادر فعليًا، حتى بعد مغادرة المكان، لأن الأسئلة التي استيقظت داخلي بعد هذه الرحلة الممتدة من سيول إلى طوكيو سترافقني طويلًا. هذه ليست زيارة عابرة لمنطقة جغرافية نائية عنا بأزيد من 17 ساعة طيران، بل هي اقتراب مؤلم من نموذج حضاري يبدو في ظاهره مثاليًا، ولكنه في جوهره يعاني من فراغ إنساني ساحق.
المشاركة في المنتدى العالمي للعلوم السياسية كانت مدخلاً فكريًا بامتياز للتفاعل مع نخب أكاديمية قادمة من مختلف بقاع الأرض. لكن التجربة الحقيقية بدأت خارج جدران القاعات: في المترو، في الأسواق النموذجية، في المطاعم، في الرفوف الصامتة للمكتبات، وفي نظرات الناس الذين يتحركون بآلية صارمة، كأنهم جزء من آلة أكبر من قدرتهم على الفهم أو الرفض. هناك شيء متوتر في الهواء، شيء لا يُقال، لكنه محسوس. هدوء مفرط يكاد يكون صاخبًا في دلالته.
تجربتي الثانية في كوريا الجنوبية، التي امتدت إلى اليابان هذه المرة، أتاحت لي فرصة عميقة لتأمل ما وراء الصور النمطية. في الظاهر، نحن أمام مجتمعات متقدمة تقنيًا، منظّمة إلى درجة الانبهار، ناجحة اقتصاديًا، أنيقة في شوارعها ونظيفة في سلوكها العام. ولكن، ما معنى كل هذا حين يغيب الإنسان كقيمة؟ حين يتحول المجتمع إلى مجرد فضاء هندسي دقيق خالٍ من الفوضى، ولكنه أيضًا خالٍ من الدفء؟ لقد لاحظت، من خلال تفاعلي اليومي مع المواطنين هنا، أن العلاقات الاجتماعية شبه متلاشية، لا وجود للعفوية، لا أثر للعلاقات المفتوحة، حتى السلام أو التحيّة أصبحتا من الكماليات. الفرد هنا منغلق على نفسه، متوجس من الآخر، حتى قبل أن يقترب منه. هذا التوجس ليس مجرد موقف ثقافي أو اجتماعي عابر، بل هو نتاج لتراكمات تاريخية عنيفة لا تزال تشتغل في اللاوعي الجمعي. اليابان تحديدًا تحمل في ذاكرتها الجمعية جروحًا لم تندمل بعد: قنبلة نووية أمريكية دمرت مدينتين، وأبقت الندبة غائرة في وعي الأمة، فأصبح كل اقتراب من الآخر مشروع تهديد، وأضحى الحذر هو القاعدة في بناء العلاقات الإنسانية. لا يتعلق الأمر فقط بالحرب، بل بالتصورات العميقة التي ترسخت حول معنى الوجود، ومعنى السلام، ومعنى الثقة.
ومن جهة اخرى لا يمكن الحديث عن البنية النفسية للمجتمع الياباني دون التوقف عند إحدى أخطر الظواهر: ظاهرة الانتحار. اليابان تتصدر منذ سنوات لائحة البلدان ذات أعلى معدلات الانتحار في العالم، ليس فقط بسبب الضغوط الاقتصادية أو المهنية كما يُشاع، بل نتيجة نمط وجودي قائم على العزلة، على غياب التواصل العاطفي، على تفكك مفهوم الأسرة، بل وأحيانًا على انعدامه. الناس هنا يموتون صامتين كما يعيشون. هل يُعقل أن ينهار الإنسان في حضن واحدة من أكثر الدول تقدمًا وتطورًا؟ هل تكفي التكنولوجيا لملء الفراغ الوجودي؟ وهل يكفي النظام لسد الحاجة إلى دفء انساني لا يُعوّض؟
إن المفارقة التي تنكشف هنا مؤلمة ومثيرة للدهشة في آن واحد: هذه الدول التي لطالما قُدّمت كنماذج تنموية رائدة، تعاني اليوم من تحديات وجودية عميقة. الشيخوخة الديمغرافية تزداد، نسبة الولادات تنهار، العزوف عن الزواج يرتفع، والرفض الجماعي للهجرة يعمّق الأزمة. الدولة التي لا تُعيد إنتاج المجتمع، ولا تجدّد ذاتها ديمغرافيًا، تكون أمام خطر الزوال الناعم، حتى وإن كانت تبدو على السطح قوية ومزدهرة.
لكن السؤال الأكثر إلحاحًا يبقى: كيف يمكن لمجتمع متقدم، بلغ أعلى درجات التنظيم، أن يتحوّل إلى كيان هش على مستوى الروابط الاجتماعية؟ هل يمكن للفردانية المفرطة أن تبني أمة؟ وأين يذهب الإنسان حين يصبح النجاح الجماعي خاليًا من المعنى الفردي؟ ثم كيف نفهم هذا التناقض الفجّ بين البنية التحتية المتقدمة والبنية التحتية للروح التي تنهار بصمت؟ هل نعيش اليوم على أنقاض حداثة لم تفهم الإنسان؟ وهل نحن، في مجتمعاتنا المتوسطية بكل ما تحمله من فوضى وعفوية وعلاقات عائلية ممتدة، نعيش رغم كل شيء شكلًا من أشكال التوازن البديل، الذي يجب أن يُصان لا أن يُحتقر؟
رحلتي إلى كوريا الجنوبية واليابان كانت مناسبة لرؤية صورة الآخر من الداخل، ولرؤية أنفسنا من خلاله. لقد غادرت المسافة الجغرافية بيننا، لكنني اقتربت من مسافة أخرى، أعمق وأخطر: المسافة بين الإنسان وظلّه. وهذا ما يدفعني اليوم، وأنا لا أزال هنا، أن أكتب لا كسائح ينبهر، ولا كمثقف يدين، بل كإنسان يتساءل: من نحن؟ ومن هم؟ وإلى أين يمضي العالم حين تفقد الحضارة دلالتها، ويتحول التقدم إلى عبء، والنجاح إلى عزلة، والذاكرة إلى قيد؟ وهل في الإمكان بناء مستقبل مختلف لا يُقصي الإنسان باسم النظام، ولا يُغتال فيه الشعور باسم الصمت؟

الصورة مأخوذة من أعلى برج في اليابان هو برج طوكيو سكاي تري (Tokyo Skytree) بارتفاع: 634 متراً، وهو يُعد ثاني أعلى بناء في العالم بعد برج خليفة في دبي.

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن يُشكل غرفة عمليات لحث المصريين بالخارج على المشاركة في انتخابات الشيوخ
  • جماهير تحتشد أمام غرفة رونالدو بمعسكر النمسا .. فيديو
  • تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تشكل غرفة عمليات لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ
  • مجدي البدوي: تشكيل غرفة عمليات عمالية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ 2025
  • مشاهد فاخرة وزعماء قبائل.. زفاف رئيس شباب العدالة والتنمية يلفت الأنظار
  • العاملين بالصحافة تعلن عن غرفة عمليات لمتابعة انتخابات الشيوخ
  • النيابة العامة تلاحق أفراد عصابة متورطة في انتهاكات حقوقية خطيرة
  • حرائق الغابات تلتهم منازل في 6 ولايات تركية.. مراد كوروم يكشف الأرقام الصادمة
  • الإعلان عن شعار حملة إمام أوغلو لانتخابات الرئاسة
  • من قلب +8: أسئلة مؤجلة من المستقبل عن الهوية والتنمية وروح المجتمع