نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، مقالا للصحفي إيشان ثارور، أشار فيه إلى أن الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح أصبح أحد الوجوه الأكثر شهرة في قطاع غزة غزة، كما أنه أصبح رمزا لكارثة المنطقة المحاصرة.

وأضاف أنه أثناء تغطيته خلال المراحل الأولى من الصراع، علم المراسل المخضرم لقناة "الجزيرة" أن الغارات الجوية التي غطاها من الأرض طوال اليوم قتلت زوجته واثنين من أطفاله وحفيده الرضيع، إلا أن الدحدوح عاد إلى العمل في اليوم التالي، منهكا لكنه ثابت.



ولفت المقال إلى أن الدحدوح بصفته رئيس مكتب غزة لشبكة الأخبار المؤثرة التي تتخذ من قطر مقرا لها، فقد قام بتغطية أسابيع الحرب التي تلت ذلك. واتسعت دائرة الحملة الإسرائيلية لتصل إلى جنوب غزة. وفي كانون الأول/ ديسمبر، أصيب الدحدوح وقُتل مصوره في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار أثناء قيامهما بتغطية الأحداث من بلدة خانيونس الجنوبية. لقد عاد لتقديم التقارير في اليوم التالي. خلال نهاية هذا الأسبوع، وقعت المأساة مرة أخرى عندما استهدفت غارة إسرائيلية أخرى بطائرة بدون طيار سيارة تقل مجموعة من الصحفيين في مهمة بالقرب من رفح على طول حدود غزة مع مصر. وأدى الهجوم إلى مقتل صحفيين فلسطينيين هما ابنه حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا.


وأشار المقال إلى أن وائل وائل الحزين ظهر في مقطع فيديو ظهر لاحقا، قائلا إن حمزة كان "أنفاسي وروحي"، وهو شعور كان حمزة قد بادله والده فيما كان واحدا من آخر منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت معاناة أسرتهم المتفاقمة بمثابة صورة قوية لما تعانيه آلاف الأسر الفلسطينية في غزة وسط القصف اليومي والبحث المستمر عن الغذاء والضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

وذكر المقال أن مراسلي الصحيفة قالوا في أحد تقاريرهم: "في مقطع فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر وائل في حفل زفاف حمزة عام 2022، مبتسما وذراعيه مفتوحان بينما قام الضيوف بقذف والد العريس عاليا ثم أمسكوا به مرة أخرى. يوم الأحد، بدا خاليا، واقفا فوق جثة حمزة في المشرحة، ممسكا بيده ويتمتم بهدوء. وبعد ذلك، لف ذراعيه حول وفاء، أرملة ابنه بينما كانت تضع وجهها على صدر حمزة".

ووفقا لإحصاء لجنة حماية الصحفيين، قُتل ما لا يقل عن 79 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وقدرت السلطات الفلسطينية المحلية هذا العدد بأكثر من 100. وفي كلتا الحالتين، يعد هذا أكبر عدد من القتلى من الصحفيين في منطقة نزاع منذ سنوات، وهو ما يتجاوز عدد القتلى من الصحافة العاملة في أوكرانيا على مدى العامين الماضيين في غضون أشهر فقط. ووفقا لأحد التقديرات، فقد قُتل بالفعل واحد من كل 10 صحفيين في قطاع غزة.

وقال معد المقال إن السلطات الإسرائيلية زعمت أن الغارة التي قتلت نجل الدحدوح كانت تستهدف “إرهابيا” داخل السيارة كان يشغل درون تصوير ما يعرض القوات الإسرائيلية “للخطر”. ويستخدم الصحفيون في غزة، منذ أسابيع، لقطات من الدرونات لتوثيق حجم الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي.

وأضاف أنه "ردا على تقرير سابق عن الصحفيين القتلى كتبها زملائي في تشرين الثاني/ نوفمبر، أرسل الجيش الإسرائيلي إلى صحيفة واشنطن بوست بيانا ألقى فيه باللوم على حركة حماس المسلحة في تعريض المدنيين، بما في ذلك الصحفيين، للخطر من خلال عملياتها".

وجاء في البيان أن “الجيش الإسرائيلي لا يستهدف الصحفيين عمدا، ويتخذ إجراءات للتخفيف من الأذى غير المقصود للصحفيين وجميع المدنيين”، مضيفا أن الجيش “يستهدف جميع أنشطة حماس العسكرية في جميع أنحاء غزة”، الأمر الذي ينطوي على “ضربات عالية الكثافة، والتي قد يتسبب في أضرار للمباني والمناطق المحيطة"، وفقا لما نقله معد المقال.

وذكر الكاتب أن مثل هذه التوضيحات غير كافية للمؤسسات الإعلامية والجماعات الحقوقية. واتهمت "الجزيرة" إسرائيل بـ"انتهاك مبادئ حرية الصحافة" واستهداف الصحفيين عمدا. وقال شريف منصور من لجنة حماية الصحفيين في بيان له: "يجب التحقيق بشكل مستقل في مقتل الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، ويجب محاسبة من يقفون وراء مقتلهما. يجب أن يتوقف القتل المستمر للصحفيين وأفراد أسرهم بنيران الجيش الإسرائيلي: فالصحفيون مدنيون، وليسوا أهدافا".

ولفت إلى أنه قبل الحرب على غزة، كان منتقدو "إسرائيل" يشتكون منذ فترة طويلة على الحصانة النسبية التي يتمتع بها جيشها في الأراضي الفلسطينية. وحتى يومنا هذا، لم يتعرض أي جندي أو مسؤول إسرائيلي لأي عواقب لمقتل صحفية "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة في بلدة جنين بالضفة الغربية. كانت أبو عاقلة أيضا مواطنة أمريكية، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، رغم أنها مدافع قوي عن حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، لم تتكلم إلا عن الحاجة إلى المساءلة.


وفعلت الشيء نفسه خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا للمقال. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للصحفيين أثناء توقفه في قطر، في إشارة إلى محنة الدحدوح: "أنا شخصيا والد، لا أستطيع أن أتخيل الرعب الذي تعرض له، ليس مرة واحدة، ولكن الآن مرتين. إنها مأساة لا يمكن تصورها، وهذا هو الحال أيضا بالنسبة لعدد كبير جدا من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين الأبرياء".

وشدد كاتب المقال على أن الصحفيين المتبقين في غزة يعملون في بيئة هي الأكثر تحديا وخطورة في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام. وعندما لا يحاولون تتبع التطورات على الخطوط الأمامية غير الواضحة والمدمرة، فإنهم يقومون بتوثيق صراعاتهم اليومية من أجل تدبر أمورهم ببساطة، بدءا من جمع المياه، إلى البحث عن الإنترنت، إلى الحداد على أقاربهم وأصدقائهم المفقودين.

وفي نوفمبر /تشرين الماضي، ذكر المقال أن يمنى السيد، وهي مراسلة أخرى للجزيرة في غزة، وصفت لزملائه (في "واشنطن بوست") الصدمة الناجمة عن زيارة المستشفيات المليئة بالقتلى والجرحى. قالت "أنت ترى الجثث أمامك باستمرار". وأضافت: “إنك ترى الإصابات باستمرار. إن المناظر تطاردني في الليل. تطاردي عندما أريد أن آكل. تطاردني عندما أريد الجلوس والراحة. لا يمكنك الحصول على أي راحة".

والأحد، بعد اغتيال حمزة، نشرت السيد صورة له على وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليق، “الكثير من الألم، الكثير من وجع القلب… لا يمكننا تحمل المزيد".

وختم المقال بالقول إن الدحدوح، مثل العديد من زملائه، مستمر في عمله. وفي مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي الاثنين، قال إنه سيواصل تقديم التقارير في ذكرى عائلته التي سقطت. وقال: "طالما أننا على قيد الحياة وطالما أننا قادرون على أداء هذا الواجب، فسوف نقوم بذلك دون تردد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفلسطيني وائل الدحدوح غزة الصحفيون فلسطين غزة الاحتلال الصحفيون وائل الدحدوح صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على وسائل التواصل الاجتماعی الصحفیین فی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

الكشف عن طريقة أمريكا ومشاركتها إسرائيل في ارتكاب مذبحة النصيرات

كشف الناشط السياسي والأكاديمي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، عن الطريقة الأمريكية الخبيثة التي شاركت من خلالها في ارتكاب مذبحة النصيرات. وقال الشنقيطي في تغريدة على منصة إكس: “أميركا أمّ الخبائث، بنَتْ رصيفا بحريا مقابل #غزة بدعوى العمل الإنساني، ثم تبين أنه مجرد غطاء عسكري لمساعدة الصهاينة على تحرير أربعة من أسراهم، وارتكاب مذبحة #النصيرات المروعة التي قتل فيها ٢١٠ من الفلسطينيين.. ألا لعنة الله على الظالمين”. https://x.com/mshinqiti/status/1799499307906646187?s=35

 

وكانت وسائل إعلام العدو الصهيوني، قالت إن “خلية أزمة أمريكية كانت شريكة مع العدو الصهيوني في تجميع المعلومات عن الأسرى وإدارة الهجوم الدامي للإفراج عنهم”. وفي هذا الصدد يشير محللون عسكريون إلى أن من أهداف إنشاء الميناء العائم (الذي أقامه الجيش الأمريكي) والذي تم توظيفه في عملية النصيرات، وقد تم إعلان إعادة صيانته بالأمس، تؤكد أنه تم توظيفه لتدشين هذه العملية، ما يعني شراكة أمريكية كاملة في التخطيط والتنفيذ؛ ولعله يفتح مساراً جديداً للمقاومة الفلسطينية في التعامل الواضح والمعلن مع هذا الميناء بعد أن كان الأمر ظاهره إغاثياً دون إثبات عكس ذلك (أمام المجتمعات)، وهي فرصة ثمينة لكشف ادعاءات إدارة بايدن وتعريتها. وتعليقا على ذلك أفاد موقع أكسيوس -نقلا عن مسؤول بالإدارة الأمريكية- أن ما وصفها بخلية المختطفين الأمريكية في الكيان الصهيوني ساعدت في إعادة المحتجزين الأربعة. من جهتها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي -لم تسمّه- قوله: إن خلية أمريكية في “إسرائيل” ساهمت في العملية مع جيش العدو الصهيوني. ولم يستبعد مدير مكتب “الجزيرة” وليد العمري أن تكون الولايات المتحدة قد ساعدت في استعادة المحتجزين الأربعة.. وقال: إنه منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على قطاع غزة استقبلت “تل أبيب” جنرالات أمريكيين مدربين كانوا قد خاضوا المعارك في الفلوجة والموصل بالعراق، وأشرفوا ووجهوا الطواقم الصهيونية خلال حرب غزة. ورغم أن العدو الصهيوني لم يعلن أنه تلقى دعما أمريكيا من أجل استعادة أسراه، فإن المسؤولين الأمريكيين، السياسيين والعسكريين، سبق لهم وأن أعلنوا أنهم سيساعدون الكيان الصهيوني في الوصول إلى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.
وذكرت مواقع صهيونية أن مسؤولا أمريكيا وصل أمس “تل أبيب” لمتابعة العملية.. وكان المسؤول ينتظر في الرصيف المائي التي تم إنشاؤه لحظة تنفيذ العملية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: "مذبحة النصيرات" في غزة قد ترقى لـ "جريمة حرب"
  • وزير الإعلام السعودي يستقبل وائل الدحدوح خلال موسم الحج (صورة)
  • خبراء اقتصاد:الحرب الاقتصادية على اليمن تدارُ من الرياض بإشراف أمريكي
  • أمريكي في الـ100 يتزوج خطيبته التسعينية
  • اقتصاديون: الحربُ الاقتصادية على اليمن تدارُ من الرياض بإشراف أمريكي بريطاني
  • كاتب صحفي: قطاع غزة أصبح منكوبًا إنسانيًا وعمرانيًا
  • أونروا: قطاع غزة أصبح قطعة من جهنم بالنسبة للسكان الفلسطينيين
  • كاتب صحفي: قطاع غزة أصبح منكوبا إنسانيا وعمرانيا
  • تفاصيل انتخابات البرلمان الأوروبي وتوقعات فوز مرشحي أحزاب اليمين المتطرف
  • الكشف عن طريقة أمريكا ومشاركتها إسرائيل في ارتكاب مذبحة النصيرات