القرن الأفريقى.. وأمن قناة السويس
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
تعيش منطقة الشرق الأوسط توترات شديدة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل ثلاثة أشهر وحتى الآن، ونتج عنها تداعيات خطيرة على عدة جبهات سواء فى الشمال مع الحدود اللبنانية أو حالة الاستنفار العسكرى فى البحرين الأحمر والمتوسط، وانخراط الحوثيين فى المعادلة سواء بإطلاق بعض الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل تضامنًا مع الشعب الفلسطينى، أو من خلال عملية استهداف واحتجاز السفن المتجهة إلى إسرائيل فى دلالة على خطورة انتقال هذه الحرب لمجال أوسع فى المنطقة، وفى موقع بالغ الأهمية والحساسية على اعتبار أن باب المندب يربط بين ثلاث قارات هى افريقيا وآسيا وأوروبا ويشكل شريانًا ملاحيًا له أهمية استيراتيجية دولية حيث تسلك نحو 21 ألف سفينة سنويًا هذا الممر وتشكل 30٪ من حاويات الشحن فى العالم ونحو 10٪ من تجارة النفط و8٪ من تجارة الغاز و12٪ من إجمالى التجارة العالمية، وهو ما استدعى الولايات المتحدة الأمريكية لتشكيل تحالف دولى لحماية السفن المتجهة إلى إسرائيل.
الحقيقة أن هناك قوى إقليمية ودولية تدفع فى إشعال الصراع فى المنطقة لاعتبارات اقتصادية وسياسية، بغض النظر عن نتائجها الكارثية على دول وشعوب المنطقة التى تعانى أصلاً من الصراعات العالمية، وقبل أسابيع قامت أثيوبيا بتوقيع مذكرة تفاهم غير قانونية، مع الانفصاليين فى المناطق الانفصالية لشمال الصومال - صومالى لاند - يمنح أثيوبيا حق استغلال مساحة 20 كليو مترًا من الساحل الصومالى على البحر الأحمر فى انتهاك صارخ لدستور البلاد والقوانين والأعراف الدولية، وهو ما استدعى قيام الرئيس الصومالى بتوقيع قانون بإلغاء الاتفاقية المبرمة بين حكومة أثيوبيا واقليم أرض الصومان، وتم عرض القرار على مجلس البرلمان الصومالى الذى وافق بالإجماع على قرار الرئيس فى الدفاع عن استقلال البلاد فى مواجهة الغزو البرى والبحري والجوى للبلاد، كما أعلنت جامعة الدول العربية والكثير من دول العالم عن رفض هذا الاتفاق الذى يشكل اعتداءً صارخًا على الصومال.. لكن تبقى المشكلة قائمة على اعتبار أن المنطقة التى تقوم اثيوبيا باحتلالها وإقامة قاعدة عسكرية بها تخضع للانفصاليين الصوماليين، وبعيدة عن سيطرة الحكومة الصومالية، ومما شجع الحكومة الأثيوبية على هذا الانتهاك الصارخ هو قيام بعض الدول الاقليمية بتمويل القاعدة العسكرية الأثيوبية، فى استمرار خطير وغير محسوب لسياسة التدخل فى شئون دول شقيقة لحساب أثيوبيا كما حدث فى السودان وليبيا وغيرها من الدول، وفى مساندة لأثيوبيا لخلق المزيد من المشاكل للدول العربية.
مؤكد أن ما يحدث على أرض الصومال حدث بالغ الأهمية لمصر تحديدًا لأسباب عدة يأتى على رأسها أمن قناة السويس باعتبارها أهم مجرى ملاحى دولى، وأحد أهم شرايين الاقتصاد المصرى والدخل القومى، وكلنا يعلم أن أثيوبيا تحديدًا لها عداء مع مصر ظهر جليًا فى تعنتها مع رفض شتى المفاوضات سواء الثنائية أو الأفريقية والدولية فى قضية سد النهضة، واستمرت بعملية ملء السد على عدة مراحل وعدة سنوات، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية التى تنظم العمل فى مجرى الأنهار الدولية.. وإذا كانت مصر قد صبرت طويلاً على أثيوبيا فى قضية سد النهضة لاعتبارات كثيرة يأتى على رأسها المخزون المائى الكبير لدى مصر فى بحيرة ناصر، كما غضت مصر الطرف عن قيام بعض الأشقاء فى ضخ أموال من الدول الشقيقة لأثيوبيا تحت مزاعم الاستثمار واستخدمت هذه الأموال فى بناء السد، ولم تشأ مصر أن تحدث أزمة مع الأشقاء، إلا أن الأمر يختلف تمامًا فى وجود قاعدة عسكرية لأثيوبيا على مدخل البحر الأحمر باعتباره أمرًا يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصرى وتحديدًا لقناة السويس، وفى اعتقادى أن مصر فى انتظار طلب الأشقاء فى الصومال من مصر التدخل فى هذا الأمر خاصة بعد رفض مجلس الصومال للنواب هذا الاعتداء الصارخ، ولن تتوانى مصر عن وضع خطوط حمراء أمام أثيوبيا فى هذا الشأن على غرار ما حدث فى ليبيا.
حفظ الله مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ أمن قناة السويس منطقة الشرق الأوسط الشعب الفلسطيني السفن المتجهة إلى إلى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. مكاسب استراتيجية وتأمين حقيقي لمستقبل الاقتصاد المصري (فيديو)
كشف الدكتور عبد الله أبو خضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بني سويف، عن أهمية المنطقة الاستثمارية عند المدخل الشمالي لقناة السويس ودورها الكبير في تعزيز الاقتصاد المصري.
وأضاف عبد الله أبو خضرة خلال لقائه مع محمد جوهر وحياة مقطوف ببرنامج "صباح البلد"، والمذاع على قناة صدى البلد، أن الموقع الاستراتيجي لمصر على خط الملاحة العالمية يجعلها محط أنظار العالم، حيث يمر من الممر الملاحي حوالي 12 إلى 15% من حجم التجارة العالمية و22 إلى 30% من حجم تجارة الحاويات.
وأوضح أبو خضرة، أن تطوير البنية التحتية للموانئ والمجرى الملاحي أسهم في تقليل أوقات الانتظار من أكثر من 11 ساعة، فضلاً عن التعميق لتمكين استقبال السفن العملاقة، وتمديد الأرصفة البحرية لتصل إلى أكثر من 100 كيلومتر، وبناء حواجز صد الأمواج التي تجاوز طولها 35 كيلومتر، وتوسيع مساحة الخدمات اللوجستية من 40 مليون متر مربع إلى 100 مليون متر مربع.
وأشار أبو خضرة إلى، أن مصر تعمل على تطوير الموانئ الذكية وتطبيق معايير البيئة المستدامة، بما يرفع الطاقة الاستيعابية للأسطول البحري إلى 80 سفينة لنقل أكثر من 25 مليون طن سنويًا مقارنة بـ9 ملايين طن سابقًا، مع تقديم خدمات ملاحية متقدمة تميز الموانئ المصرية عن منافسيها عالميًا.
ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسطوأكد أن ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط وخليج العقبة وخليج السويس يعزز من الاستفادة الاستراتيجية لموقع مصر، ويخلق فرصًا جديدة للاستثمار والتنمية في شبه جزيرة سيناء، بما يسهم في الأمن القومي وإعادة توزيع الأنشطة الاقتصادية بشكل متوازن، مع توقعات بأن تصل نسبة التطور العمراني إلى 14.5% بحلول عام 2050 مقارنة بـ6% عام 2014.