هل تعجزين عن الانتهاء من مهام التنظيف؟ قد يكون ذلك علامة على إصابتك باضطراب تشتت الانتباه
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
تجهل كثيرات من ربّات المنازل أنهن قد يكن مصابات باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، لكن هذا الأمر الذي قد يظل مجهولا لسنوات طويلة، يظهر بجلاء خلال عمليات التنظيف الروتينية للمنزل، عبر مجموعة من العلامات، أبرزها صعوبة التنظيف وعدم استكمال ما تم البدء فيه بالفعل.
لا شيء يكتمل للنهايةيعدّ المصابون بفرط الحركة ونقص الانتباه أكثر عرضة للتشتيت أثناء أداء المهام المنزلية الروتينية، مما يحولها إلى حمل ثقيل.
تقول فاطمة هشام، وهي ربة منزل وأم لطفل وحيد، إنه تم تشخصيها بالفعل أثناء طفولتها باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهو ما لاحظته لاحقا في نواح عدة أبرزها طريقتها في تنظيف المنزل. وتذكر أنها "علمت أنه من علامات الاضطراب عدم إكمال المهام، والتشتت بمهام أخرى، لا شيء يكتمل حتى النهاية، ولا بالترتيب، لهذا أجدني أنظف غرفة الاستقبال في بيتي، وفجأة أجدني في غرفة أطفالي، ثم دون مقدمات أجدني انتقلت إلى المطبخ، قبل أن أخرج إلى الشرفة لأنظفها، يستهلك هذا الكثير من الجهد، فلا أنتهي من تنظيف البيت إلا دفعة واحدة".
المشكلة ذاتها تعاني منها راندا حسن لكن بصورة أصعب، تقول الشابة الثلاثينية "مشكلتي أنني لا أتشتت فقط، لكنني أنسى بماذا بدأت أصلا، وماذا عليّ أن أفعل الآن تحديدا. إنني أنسى في بعض الأحيان الطعام على الموقد، حيث أكتشف لاحقا أنه قد احترق بالفعل فقط لأنني لم أذكر ما الذي كان عليّ القيام به أولا!".
بالرغم مما أثبتته دراسة بشأن العلاقة بين الإصابة بمتلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه وبين ما يطلق عليه "إعاقة العمل"، حيث ضعف الأداء وكثرة الأخطاء أو ما أطلقت عليه دراسة أخرى "الضعف الوظيفي"، فإنّ الأمهات حتى لو كنّ مصابات بفرط الحركة وتشتت الانتباه، فإن ذلك لا يقلل من المسؤوليات المتوقعة منهن، ولا يخفف عنهن أيّا من المهام الروتينية، خاصة تلك المتعلقة بالتنظيف. لكن كيف يمكن تأكيد أو نفي الإصابة؟
في الواقع، لا علاقة للعمر بالمعاناة مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث تشير دراسة إلى أن البالغين يواجهون التحديات ذاتها التي يواجهها الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مع اختلاف حجم المهام والمسؤوليات. ومن بين الأعراض المدرجة لهذا الاضطراب:
وجود مشكلة في الانتباه إلى المهام الضرورية. سوء التنظيم. تجنب أو كره المهام التي تتطلب جهدا عقليا مستداما. الفشل في إيلاء الاهتمام بالتفاصيل. ارتكاب أخطاء بسبب الإهمال. صعوبة الانتباه والتركيز. نسيان الأنشطة اليومية المهمة.ويعدّ توفر 5 فقط من بين الأعراض المذكورة لمدة 6 أشهر على الأقل، كافيا للتشخيص باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وهذا يعني أنه خلال الانشغال بإعداد وجبة أو تنظيف غرفة، قد تجدين نفسك فجأة تقومين بالدردشة عبر مواقع التواصل، أو تتصفحين خلاصات تيك توك، دون الانتباه لما كنتِ تقومين به في الأصل.
إليك بعض الأفكار التي من شأنها مساعدتك في إنجاز المهام بشكل أسرع:
يعدّ استخدام التقنية الأنسب لك هو المفتاح. رتبي أفكارك، سواء كان ذلك بالورقة والقلم، أو عبر أحد تطبيقات تنظيم الوقت مثل "تايملي" (Timely)، أو الكتابة على سبورة صغيرة. المهم هو تنظيم المهام قبل بدء التنظيف، وسيكون من المفيد أن تقومي بتدوين الغرف التي ترغبين في تنظيفها اليوم على سبيل المثال، وربما يكون من المفيد كتابة المهام المطلوبة في كل منها، أو ترتيبها بحسب درجة الصعوبة. تحديد وقت واضح للمهام، عبر استخدام ساعة التوقيف، فالقاعدة الذهبية هي عدم مغادرة الغرفة التي بدأ العمل داخلها، ولو لثانية واحدة خلال الوقت المحدد. البعض يناسبهم 5 دقائق فقط، والبعض قد يناسبهم 10 دقائق، بينما يميل كثيرون إلى فترات تتراوح بين 15 و35 دقيقة في المرة الواحدة، لكن المهم هو الالتزام بالوقت، وحتى إذا وجدتِ شيئا يعود لغرفة ثانية، يمكن وضعه في أحد الجوانب حتى ينتهي الوقت، فذلك يساهم في الحفاظ على التركيز وعدم تشتت الانتباه.في المقابل، وحين ينتهي الوقت، يجب التوقف عما تقومين به حتى لو لم تنته منه. صحيح أن العقول ترغب في الانتهاء مما بدأت فيه، لكن الحركة من مكان لمكان يمنع الشعور بالملل، وهكذا حتى تصلي إلى البند الأخير على القائمة لتبدئي دورة جديدة يمكن خلالها استكمال ما بدأت به، ولكن بالترتيب وليس بصورة عشوائية. الاستثمار في مواد وأدوات التنظيف المناسبة من شأنه اختصار الوقت والجهد. قد يكون من المناسب تفويض المهام، وفق جداول زمنية لبقية أفراد الأسرة، فليس من الضروري أن تقوم الأم وحدها بكل شيء. قد يكون تجنب الملل من الطرق الفعالة لمواصلة الأعمال المنزلية غير المحببة، وذلك عبر القيام بأنشطة محفزة خلال الوقت المحدد مثل الاستماع إلى الموسيقى المفضلة، أو كتاب صوتي، أو بودكاست أو الاتصال بصديق وهكذا.
في مجموعته القصصية "الحصرم"، كتب القاص السوري زكريا تامر على لسان أحد أبطاله حكمة تقول: "كبرها تكبر صغرها تصغر"، وهذا بالضبط هو ما يحدث بشأن موقفك تجاه الأعمال المنزلية، حيث يساهم الشعور الجيد تجاه المهام المنزلية المطلوبة في تشكيل قدراتنا تجاه المطلوب، وذلك عبر الحديث الذاتي أن الأمر سهل ولن يستغرق الكثير من الوقت، فتتحول المهام المستحيلة إلى مهام ممكنة، بل سهلة أحيانا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محافظ المنيا يؤكد جاهزية اللجان لانطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية غدًا السبت
أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، الانتهاء من كافة الاستعدادات الخاصة بامتحانات الشهادة الإعدادية للعام الدراسي 2024 / 2025، والتي تنطلق غدًا السبت 31 مايو وتستمر حتى الأربعاء 4 يونيو، حيث يبدأ الطلاب غدًا الامتحانات بمادة اللغة العربية.
شدد المحافظ على رؤساء المراكز ضرورة توفير بيئة ملائمة للطلاب تضمن أداء الامتحانات في أجواء يسودها الهدوء والانضباط، موجّهًا بالحفاظ على نظافة محيط المدارس، والتأكد من انتظام الخدمات الأساسية، ومنع الإشغالات وتقليل الزحام والضوضاء في محيط اللجان، بما يساعد الطلاب على التركيز أثناء أداء الامتحانات.
كما وجّه المحافظ مديرية التربية والتعليم بضرورة الالتزام الكامل بمواعيد توزيع أوراق الأسئلة داخل اللجان، وتطبيق التعليمات الخاصة بأعمال المراقبة والانضباط، وتيسير كافة العوامل التي تدعم حسن سير العملية الامتحانية.
جدول امتحانات الشهاده الاعداديه محافظه المنياوأوضح صابر زيان وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، أنه تم الانتهاء من تجهيز المدارس حيث تستقبل 117 ألف و264 طالبًا وطالبة موزعين على 497 لجنة امتحانية على مستوى الإدارات التعليمية التسع بالمحافظة، حيث تم تجهيز اللجان بكافة المتطلبات من مقاعد وأدوات نظافة وتهوية، وتوفير أطقم الملاحظين والمراقبين، وكذلك التنسيق مع الجهات المعنية كالأمن والصحة والكهرباء لضمان انضباط اللجان وسلامة الطلاب.
وأكد وكيل وزارة التربية والتعليم أن غرفة العمليات الرئيسية تتابع على مدار الساعة سير الامتحانات لحظة بلحظة، للتدخل السريع حال وجود أي طارئ، بما يكفل تنظيمًا محكمًا وبيئة آمنة لجميع الطلاب.