وزيرالسياحة الأردني يبحث في الفاتيكان سبل تشجيع الحج المسيحي إلى المملكة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
بحث وزيرالسياحة والآثار الأردني مكرم القيسي مع الكاردينال بيترو بارولين رئيس وزراء الفاتيكان ، سبل دعم الفاتيكان للحج المسيحي إلى الأردن.
واقترح القيسي أن يقوم الأردن بمناسبة إعلان الفاتيكان عام 2025 عاما مقدسا والذي يأتي كل 25 عاما ويصادف مرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والفاتيكان ، إقامة معرض ثقافي ديني في الربع الأخير من العام الجاري في الفاتيكان لتعريف الزوار بأهمية الحج المسيحي وقدسيته وبالمواقع الخمسة المعترف بها (عماد السيد المسيح في المغطس وجبل نيبو ومكاور وكنيسة سيدة الجبل وتل مار إلياس).
وبدوره ..أكد الكاردينال بارولين على أهمية هذه المواقع وأهمية ومكانة الأردن للفاتيكان خصوصا أن المملكة هي البلد الوحيد الذي زاره 4 بابوات ابتداء من قداسة البابا بولس السادس عام 1964 تلتها زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في 2000 ثم في عام 2009 زيارة قداسة البابا بندكتس السادس وأخيرا وليس أخرا زيارة قداسة البابا فرنسيس في عام 2014.
وتأتي المباحثات على هامش حضور وزيرالسياحة والآثار الأردني يرافقه رئيس لجنة السياحة النيابية النائب مجدي اليعقوب والأمين العام للوزارة الدكتور عماد حجازين اللقاء الأسبوعي الصباحي الذي يقيمه قداسة البابا فرانسيس في قاعة البابا بولس السادس ؛ وذلك في إطار زيارة يقوم بها القيسي إلى الفاتيكان للقاء قيادات دينية للبحث في تشجيع الحج المسيحي من خلال إعلان سنة 2030 عام يوحنا المعمدان ودعوة مسيحيي العالم من الكاثوليك من خلال رسالة يصدرها قداسة البابا فرنسيس لزيارة مواقع الحج المسيحي في الأردن لارتباطها المباشر بحياة يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا عليهما السلام) وبالأخص موقعي المغطس ومكاور.
كما التقى القيسي في روما مع وزيرة السياحة الإيطالية ماريا سانتاكي ، حيث أكد على ضرورة توعية الجمهور الإيطالي بأمن الأردن وبعده عن منطقة الصراع ، حيث شهد التدفق السياحي الإيطالي تراجعا بسبب العدوان على غزة بعدما كان في أوجه في المواسم السياحية الأولى لعام 2023.
وتباحث القيسي وسانتاكي حول سبل تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين وتسويق المنتج السياحي للأردن في إيطاليا والتي يعد مواطنوها ثاني أكبر زوار إلى الأردن من أوروبا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأردني يبحث الفاتيكان الحج المسيحي المملكة قداسة البابا
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا