الوطن:
2024-06-16@10:08:41 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: إبادة جماعية

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: إبادة جماعية

لقد مر مائة يوم من حرب الإبادة الجماعية ضد شعب أعزل، ارتكب الاحتلال خلالها مئات من المجازر التى راح ضحيتها ما يقرب من ثلاثين ألف شهيد ومفقود وخمسة وستين ألف مصاب من أبناء الشعب الفلسطينى الأعزل جلهم من الأطفال والنساء، حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، وتدمير معظم منازل قطاع غزة، إضافة لتدمير البنية التحتية لقطاع غزة، وهدم ثلاثين مشفى والعديد من المدارس والجامعات والمساجد والكنائس.

هذه الحرب التى لم تشهدها الأراضى الفلسطينية منذ احتلالها عام 1948 تؤكد أننا نواجه عدواً تجرد من كل القيم والأخلاق، وتحالف قوى الناتو لمحاربة قطاع غزة وكأنهم يواجهون دولة عظمى، وليس منطقة صغيرة مساحتها ٣٦٠ كيلومتراً مربعاً ويقطنها ما يقارب من مليونين ونصف المليون نسمة.

بعد 100 يوم من هذه الحرب لم تعد هناك أى رؤية عن مستقبل قطاع غزة بعد هذا الدمار الكبير، ولا حتى توقع بموعد وقف هذه الحرب، وحتى الاحتلال نفسه لا يدرك كيف سيتعامل مع ملف قطاع غزة، حيث التخبط بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية.

خلال الأيام المائة المنصرمة قدمت جمهورية مصر، دولة وشعباً، الدعم المعنوى والإعلامى والمادى للشعب الفلسطينى، فكان الموقف المصرى منذ اللحظات الأولى للحرب داعماً للرواية السردية الفلسطينية، ورفضاً للرواية الإسرائيلية وفتحت كل منصاتها الإعلامية للدفاع عن الموقف الفلسطينى، محملةً العدو الإسرائيلى مسئولية أحداث السابع من أكتوبر نتيجة الحصار المتواصل على الشعب الفلسطينى والاعتداء على الشعب الفلسطينى ومقدساته دون الاستماع لكل المواقف والنداءات التى طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بكبح جماح المتطرفين الذين يحكمون فى تل أبيب مما أوصل الأمور إلى حد الانفجار.

جمهورية مصر العربية أصرت على عقد مؤتمر للسلام هدفت منه لتركيز الموقف العربى والدولى على ضرورة وقف الحرب وطرح أفكار جديدة تفتح آفاق عودة الأمل لعملية السلام على أساس حل الدولتين، ورغم فشل المؤتمر نتيجة تباين مواقع المشاركين العرب إلا أن بيان الرئاسة المصرية كان بمثابة بيان ختامى للمؤتمر، وقد كان البيان شديد اللهجة وحمل الاحتلال مسئولية جرائم الإبادة الجماعية فى قطاع غزة.

مصر توقف عملية التهجير للشعب الفلسطينى من قطاع غزة

لقد كان الموقف المصرى واضحاً وعلى لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى برفض التهجير القسرى والطوعى للشعب الفلسطينى من قطاع غزة، ورفضت أن يكون التهجير تجاه سيناء أو أى دولة أخرى لأن هذا يعنى انتهاء وتصفية القضية الفلسطينية، وقد أيد الشعب الفلسطينى هذا الموقف الذى أصر على البقاء على أرضه ورفع شعار نموت كراماً أو نعيش أحراراً، وقد أيد الموقف المصرى أيضاً المملكة الأردنية الهاشمية، التى تدرك قيادتها أن تهجير الفلسطينيين من غزة سيتبعه تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، وقد تحركت القيادة المصرية والأردنية لعدة عواصم وطالبتها بإصدار بيان واضح يرفض أى مقترح لتهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً من قطاع غزة، وقد أصدرت الخارجية الأمريكية والبريطانية والفرنسية بيانات تؤكد رفضها لتهجير الشعب الفلسطينى.

إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة

لقد رفض الاحتلال فى الأيام الأولى للحرب إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وأقدم على قصف الجانب الفلسطينى من معبر رفح لمنع وصول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية وظهور بوادر مجاعة بعد أن قطع الاحتلال الماء والكهرباء والمشتقات النفطية من الدخول لقطاع غزة كذلك الأغذية والأدوية، وقد تداعى الشعب المصرى والدولة المصرية بتوفير مئات الشاحنات من المساعدات لتصل معبر رفح فى الأيام الأولى للحرب قبل أن تصل المساعدات العربية والدولية لمطار العريش، ولكن رفض الاحتلال لدخول هذه المساعدات مما حدا بمصر لاستخدام الدبلوماسية الخشنة لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الغذائية والطبية لقطاع غزة، وذلك من خلال رفض سفر الرعايا الأجانب من قطاع غزة قبل دخول المساعدات لقطاع غزة، وقد مارست الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى ضغطاً على الاحتلال الإسرائيلى للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح وخروج الجرحى، وقد تم ذلك أمام هذا الموقف الصلب، وحتى الآن ما يقارب من سبعين بالمائة من المساعدات التى وصلت إلى قطاع غزة مساعدات مصرية حكومية وشعبية.

الوضع الإنسانى فى قطاع غزة

بعد مائة يوم من الحرب تم تهجير ما يقارب تسعين بالمائة من سكان قطاع غزة من منازلهم، التى لم تعد مؤهلة للسكن إلى مناطق عديدة أكبرها كان فى رفح، ووصل عدد النازحين فى رفح من مناطق شمال ووسط قطاع غزة إلى مليون وثلاثمائة نسمة فى منطقة مساحتها تقارب أربعة وستين كيلومتراً، يعيشون فى ظروف قاسية نتيجة موسم الشتاء وسقوط الأمطار التى لم تقِهم خيامهم منها، كما ينتشر بين النازحين نتيجة الاكتظاظ العديد من الأمراض، خاصة أمراض الجهاز التنفسى، ونتيجة تدمير المستشفيات ينذر هذا بانتشار الأوبئة بشكل كبير، كما أن نقص المواد الغذائية أوصل جزءاً من سكان قطاع غزة، خاصة من بقوا فى شمال قطاع غزة إلى حافة المجاعة.

مستقبل قطاع غزة

رغم كل الإرهاصات والتصريحات من قبل الاحتلال بالقضاء على حكم حماس فى قطاع غزة، وتأسيس نظام سياسى غير معادٍ للاحتلال فى قطاع غزة يعتمد على نظام العشائر، إلا أن هذا الموقف الإسرائيلى سيبوء بالفشل، ونتوقع ألا يحقق الاحتلال أهدافه التى أعلنها بالقضاء على حركة حماس، التى ستصبح جزءاً من الحل وليس إبعادها هو الحل، والمقاومة التى ما زالت صامدة تؤكد أن تحقيق أهداف الاحتلال شبه مستحيلة رغم ما تعرضت له غزة من إبادة، ولقطع الطريق على الاحتلال تم تشكيل لجان شعبية فى أكثر من منطقة ستتوسع لإنشاء قوى شعبية قادرة على إدارة مناطق قطاع غزة لو حدث أى فراغ أمنى، وتقوم اللجان حالياً بتنظيم توزيع المساعدات على النازحين فى عدة مناطق فى قطاع غزة.

ولا أتوقع بعد مائة يوم من الحرب إلا فشل الاحتلال فى تحقيق أهدافه، التى أصبح التدمير وقتل الأطفال والنساء هو أهم إنجازاته بعد مائة يوم من الحرب، والتى لم يتمكن خلالها من تحرير أسراه أو الوصول لقيادة المقاومة، وسيفشل الأيام القادمة كما فشل فى الأيام الماضية.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

القيادى بحركة فتح

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جريمة القرن حرب الإبادة الإسرائيلية الشعب الفلسطینى من قطاع غزة فى قطاع غزة لقطاع غزة معبر رفح التى لم

إقرأ أيضاً:

التحالف الوطني بالغربية: 2000 كرتونة مواد غذائية لدعم قطاع غزة

أنهت مؤسسة صُناع الخير للتنمية، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، استعداداتها لإطلاق قافلة مساعدات إنسانية جديدة لدعم الأشقاء في قطاع غزة، وذلك بالتعاولن مع محافظة الغربية.

وأعلنت مؤسسة صناع الخير للتنمية في بيان، أن قافلة المساعدات الجديدة للأشقاء في قطاع غزة جرى جمع مكوناتها من تبرعات أهالي عدد من قرى الغربية.

وأوضح هاني عبدالفتاح الرئيس التنفيذي لصُناع الخير، أن القافلة الجديدة تحوي عدد 2000 كرتونة مواد غذائية تشمل الواحدة ما يزيد عن 15 كيلو مواد غذائية متنوعة تناسب احتياجات الأشقاء في قطاع غزة.

دعم الشرائح

وأشار عبدالفتاح إلى أن مؤسسة «صُناع الخير» حريصة كل الحرص على المشاركة بفاعلية في كل أنشطة التحالف سواء الداعمة للشرائح الأولى بالرعاية داخل الجمهورية أو التي تستهدف دعم الأشقاء خارج مصر.

تنوع المساعدات 

واضاف الرئيس التنفيذي لصناع الخير، أن مساعدات المؤسسة جرى الأخذ في الحسبان عند تجهيزها طبيعة الاحتياجات والأولويات التي تلزم الأشقاء في قطاع غزة بشكل ملح الآن، وتناسب الظروف الاستثنائية التى يعيشونها.

وتنوعت المساعدات الغذائية، التي وصلت لنحو 50 طن، بين معلبات ودقيق وغيرها من المواد الغذائية الضرورية التى يسهل استخدمها، كذلك شملت المساعدات أجهزة طبية وأدوية فضلا عن بطاطين الشتاء والملابس.

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدنى الفلسطينى: غزة تشهد إبادة جماعية وقتلاً متعمدًا للأطفال والنساء
  • «صحة غزة» تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع وقتل 15 ألف طفل
  • الصحة الفلسطينية: جيش الاحتلال ارتكب جـرائـم إبادة جماعية خلفت 15 ألف طفل شهيد
  • القضاء الفرنسي يتّهم متطرفة عادت من سوريا بارتكاب إبادة جماعية بحق الإيزيديين
  • توجيه تهمة الإبادة الجماعية لفرنسية استعبدت طفلة إيزيدية
  • اتهام داعشية عائدة بارتكاب إبادة جماعية في العراق
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. مواقف تاريخية من أجل فلسطين
  • مناوي: قرار مجلس الأمن لا يعبر عن الحقيقة و«الدعم السريع» تمارس «إبادة جماعية»
  • حاكم دارفور: قوات الدعم السريع تمارس إبادة جماعية
  • التحالف الوطني بالغربية: 2000 كرتونة مواد غذائية لدعم قطاع غزة