الوطن:
2025-05-31@16:13:43 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: إبادة جماعية

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

الدكتور أيمن الرقب يكتب: إبادة جماعية

لقد مر مائة يوم من حرب الإبادة الجماعية ضد شعب أعزل، ارتكب الاحتلال خلالها مئات من المجازر التى راح ضحيتها ما يقرب من ثلاثين ألف شهيد ومفقود وخمسة وستين ألف مصاب من أبناء الشعب الفلسطينى الأعزل جلهم من الأطفال والنساء، حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، وتدمير معظم منازل قطاع غزة، إضافة لتدمير البنية التحتية لقطاع غزة، وهدم ثلاثين مشفى والعديد من المدارس والجامعات والمساجد والكنائس.

هذه الحرب التى لم تشهدها الأراضى الفلسطينية منذ احتلالها عام 1948 تؤكد أننا نواجه عدواً تجرد من كل القيم والأخلاق، وتحالف قوى الناتو لمحاربة قطاع غزة وكأنهم يواجهون دولة عظمى، وليس منطقة صغيرة مساحتها ٣٦٠ كيلومتراً مربعاً ويقطنها ما يقارب من مليونين ونصف المليون نسمة.

بعد 100 يوم من هذه الحرب لم تعد هناك أى رؤية عن مستقبل قطاع غزة بعد هذا الدمار الكبير، ولا حتى توقع بموعد وقف هذه الحرب، وحتى الاحتلال نفسه لا يدرك كيف سيتعامل مع ملف قطاع غزة، حيث التخبط بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية.

خلال الأيام المائة المنصرمة قدمت جمهورية مصر، دولة وشعباً، الدعم المعنوى والإعلامى والمادى للشعب الفلسطينى، فكان الموقف المصرى منذ اللحظات الأولى للحرب داعماً للرواية السردية الفلسطينية، ورفضاً للرواية الإسرائيلية وفتحت كل منصاتها الإعلامية للدفاع عن الموقف الفلسطينى، محملةً العدو الإسرائيلى مسئولية أحداث السابع من أكتوبر نتيجة الحصار المتواصل على الشعب الفلسطينى والاعتداء على الشعب الفلسطينى ومقدساته دون الاستماع لكل المواقف والنداءات التى طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بكبح جماح المتطرفين الذين يحكمون فى تل أبيب مما أوصل الأمور إلى حد الانفجار.

جمهورية مصر العربية أصرت على عقد مؤتمر للسلام هدفت منه لتركيز الموقف العربى والدولى على ضرورة وقف الحرب وطرح أفكار جديدة تفتح آفاق عودة الأمل لعملية السلام على أساس حل الدولتين، ورغم فشل المؤتمر نتيجة تباين مواقع المشاركين العرب إلا أن بيان الرئاسة المصرية كان بمثابة بيان ختامى للمؤتمر، وقد كان البيان شديد اللهجة وحمل الاحتلال مسئولية جرائم الإبادة الجماعية فى قطاع غزة.

مصر توقف عملية التهجير للشعب الفلسطينى من قطاع غزة

لقد كان الموقف المصرى واضحاً وعلى لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى برفض التهجير القسرى والطوعى للشعب الفلسطينى من قطاع غزة، ورفضت أن يكون التهجير تجاه سيناء أو أى دولة أخرى لأن هذا يعنى انتهاء وتصفية القضية الفلسطينية، وقد أيد الشعب الفلسطينى هذا الموقف الذى أصر على البقاء على أرضه ورفع شعار نموت كراماً أو نعيش أحراراً، وقد أيد الموقف المصرى أيضاً المملكة الأردنية الهاشمية، التى تدرك قيادتها أن تهجير الفلسطينيين من غزة سيتبعه تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، وقد تحركت القيادة المصرية والأردنية لعدة عواصم وطالبتها بإصدار بيان واضح يرفض أى مقترح لتهجير الفلسطينيين قسراً أو طوعاً من قطاع غزة، وقد أصدرت الخارجية الأمريكية والبريطانية والفرنسية بيانات تؤكد رفضها لتهجير الشعب الفلسطينى.

إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة

لقد رفض الاحتلال فى الأيام الأولى للحرب إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وأقدم على قصف الجانب الفلسطينى من معبر رفح لمنع وصول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية وظهور بوادر مجاعة بعد أن قطع الاحتلال الماء والكهرباء والمشتقات النفطية من الدخول لقطاع غزة كذلك الأغذية والأدوية، وقد تداعى الشعب المصرى والدولة المصرية بتوفير مئات الشاحنات من المساعدات لتصل معبر رفح فى الأيام الأولى للحرب قبل أن تصل المساعدات العربية والدولية لمطار العريش، ولكن رفض الاحتلال لدخول هذه المساعدات مما حدا بمصر لاستخدام الدبلوماسية الخشنة لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات الغذائية والطبية لقطاع غزة، وذلك من خلال رفض سفر الرعايا الأجانب من قطاع غزة قبل دخول المساعدات لقطاع غزة، وقد مارست الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى ضغطاً على الاحتلال الإسرائيلى للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح وخروج الجرحى، وقد تم ذلك أمام هذا الموقف الصلب، وحتى الآن ما يقارب من سبعين بالمائة من المساعدات التى وصلت إلى قطاع غزة مساعدات مصرية حكومية وشعبية.

الوضع الإنسانى فى قطاع غزة

بعد مائة يوم من الحرب تم تهجير ما يقارب تسعين بالمائة من سكان قطاع غزة من منازلهم، التى لم تعد مؤهلة للسكن إلى مناطق عديدة أكبرها كان فى رفح، ووصل عدد النازحين فى رفح من مناطق شمال ووسط قطاع غزة إلى مليون وثلاثمائة نسمة فى منطقة مساحتها تقارب أربعة وستين كيلومتراً، يعيشون فى ظروف قاسية نتيجة موسم الشتاء وسقوط الأمطار التى لم تقِهم خيامهم منها، كما ينتشر بين النازحين نتيجة الاكتظاظ العديد من الأمراض، خاصة أمراض الجهاز التنفسى، ونتيجة تدمير المستشفيات ينذر هذا بانتشار الأوبئة بشكل كبير، كما أن نقص المواد الغذائية أوصل جزءاً من سكان قطاع غزة، خاصة من بقوا فى شمال قطاع غزة إلى حافة المجاعة.

مستقبل قطاع غزة

رغم كل الإرهاصات والتصريحات من قبل الاحتلال بالقضاء على حكم حماس فى قطاع غزة، وتأسيس نظام سياسى غير معادٍ للاحتلال فى قطاع غزة يعتمد على نظام العشائر، إلا أن هذا الموقف الإسرائيلى سيبوء بالفشل، ونتوقع ألا يحقق الاحتلال أهدافه التى أعلنها بالقضاء على حركة حماس، التى ستصبح جزءاً من الحل وليس إبعادها هو الحل، والمقاومة التى ما زالت صامدة تؤكد أن تحقيق أهداف الاحتلال شبه مستحيلة رغم ما تعرضت له غزة من إبادة، ولقطع الطريق على الاحتلال تم تشكيل لجان شعبية فى أكثر من منطقة ستتوسع لإنشاء قوى شعبية قادرة على إدارة مناطق قطاع غزة لو حدث أى فراغ أمنى، وتقوم اللجان حالياً بتنظيم توزيع المساعدات على النازحين فى عدة مناطق فى قطاع غزة.

ولا أتوقع بعد مائة يوم من الحرب إلا فشل الاحتلال فى تحقيق أهدافه، التى أصبح التدمير وقتل الأطفال والنساء هو أهم إنجازاته بعد مائة يوم من الحرب، والتى لم يتمكن خلالها من تحرير أسراه أو الوصول لقيادة المقاومة، وسيفشل الأيام القادمة كما فشل فى الأيام الماضية.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

القيادى بحركة فتح

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جريمة القرن حرب الإبادة الإسرائيلية الشعب الفلسطینى من قطاع غزة فى قطاع غزة لقطاع غزة معبر رفح التى لم

إقرأ أيضاً:

إنترسبت: إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا وآلية توزيع المساعدات فشلت

أكد موقع إنترسبت الأميركي، أن إسرائيل دأبت على استخدام المساعدات كسلاح منذ فترة طويلة في حربها على غزة، وتكثف ذلك بعد فوز حركة حماس في انتخابات 2006، واستمر هذا النهج خلال اجتياح إسرائيل الأخير للقطاع بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتابع الصحفي جونا فالديز في تقريره، أن خطر المجاعة ينتشر في أنحاء القطاع المحاصر حيث يعاني واحد من كل خمسة فلسطينيين من خطر الموت جوعا، وأضاف أن أكثر من 9 آلاف طفل عولجوا من سوء التغذية هذا العام فقط، بينما أعلن عن وفاة 29 طفلا ومسنّا بسبب الجوع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مبعوثة أممية: لن نشارك بآلية مساعدات لغزة تنتهك المبادئ الإنسانيةlist 2 of 2لقمة تحت النار.. كيف تتعمد إسرائيل استهداف تكايا الطعام في غزة؟end of list

وتابع الكاتب، إنه وخلال الأسبوع الأول من عملية "مركبات جدعون"، هُجّر أكثر من 180 ألف فلسطيني وفقا لأرقام الأمم المتحدة، كما قتل المئات في غارات إسرائيلية متواصلة.

لحظة هروب عناصر المساعدات الأمريكية بعد إطلاق الاحتلال النار غرب رفح جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/5AOiUI0TKx

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) May 27, 2025

هندسة الجوع

ونقل الكاتب عن رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده قوله، إن القيود الإسرائيلية على المساعدات تذكر بدراسة عسكرية إسرائيلية أجريت عام 2008، تحدد فيها الحد الأدنى من السعرات الحرارية اللازمة للفلسطينيين. وعلق عبده على ذلك: "نحن نتحدث عن إدارة الجوع، أو هندسة الجوع، وهذا يخدم -في النهاية- الأجندة الإسرائيلية".

إعلان

وأكد فالديز، أن آلية المساعدة بإشراف "مؤسسة غزة الإنسانية" تتجاوز الأمم المتحدة التي يعمل لديها الآلاف في قطاع غزة. وكانت الهيئة الأممية مسؤولة بدرجة كبيرة عن إيصال الإمدادات طوال الحرب، وانتقدت منظمات إغاثة دولية خطة المساعدات الجديدة، معلنة رفضها أن تكون طرفا في تهجير الفلسطينيين.

و"مؤسسة غزة الإنسانية" هي شركة أميركية يقع مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا وتأسست في فبراير/شباط 2025 قائلة إنها تهدف إلى "تخفيف الجوع في قطاع غزة"، وذلك عبر إيصال المساعدات للغزيين مع "ضمان عدم وقوعها بأيدي حركة حماس". وبدأت تنشط أواخر مايو/أيار من العام نفسه.

ويوضح الكاتب فالديز، أن الشركة الأميركية واصلت حتى بداية الأسبوع تقديم المساعدات، وتولت الحراسة شركات أمنية أميركية مثل "سيف ريتش سولوشنز"، و"يو جي سولوشنز". وبحسب نيويورك تايمز، يقود الشركة الأولى ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يدعى فيليب رايلي، وقام بتدريب الكونترا اليمينية في نيكاراغوا في الثمانينات، وشارك في مهام بأفغانستان عام 2001.

استقالة

وصرح عبد الوهاب حماد -مدير مكتب غزة في جمعية جهود الإنسانية الفلسطينية- لإنترسبت، أن الفلسطينيين يثقون فقط في المنظمات المدعومة من الأمم المتحدة، وقال: "لا يمكنك استبدال نظام إنساني بنقطة تفتيش وتتوقع السلام، لأن ما يحدث هو عمل خيري تحت سيطرة عسكرية، والناس جاؤوا إلى هناك فقط بدافع اليأس".

ومع بداية هذا الأسبوع، أعلن المدير التنفيذي لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة أميركيا، استقالته فجأة وفورا.

وفي بيان صادر عن المؤسسة، الأحد، أوضح المدير التنفيذي جيك وود، أنه اضطر للاستقالة والمغادرة بعدما تيقن أن المنظمة لا تستطيع إنجاز مهمتها مع التزامها بـ"المبادئ الإنسانية"، وأشار إلى أن تنفيذ خطة الدعم يبدو مستحيلا دون الإخلال بالمبادئ الإنسانية الأساسية من حياد وعدم تحيز واستقلالية، وهي مبادئ قال، إنه لن يتنازل عنها.

إعلان

وفقدت الشركة الأميركية، المدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في قطاع غزة سيطرتها على مركز المساعدات الذي افتتحته في رفح جنوبي القطاع، الثلاثاء، وأطلقت قوات الاحتلال النار بعدما تجمعت حشود من الفلسطينيين في الموقع، حيث ارتقى عدد من الشهداء، وأصيب آخرون بجروح.

وفي تصريح للجزيرة نت، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل ثوابتة، إن فلسطينيين أصيبوا بعد تدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاقها النار في الموقع.

وأكد أن مشروع الاحتلال لتوزيع المساعدات على ما يسمى بالمناطق العازلة قد فشل فشلا ذريعا وفقا للتقارير الميدانية، مبرزا أن "آلاف الجوعى الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ نحو 90 يوما" اندفعوا إلى تلك المناطق "في مشهد مأساوي ومؤلم انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين".

مقالات مشابهة

  • الأمم تصف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بالأسوأ منذ بدء الحرب
  • "بن آند جيريز" للمثلجات تصف العدوان على غزة بأنه "إبادة جماعية"
  • عشرات الإصابات برصاص الاحتلال قرب نقطة توزيع المساعدات وسط القطاع
  • د.حماد عبدالله يكتب: "العشوائيات وتأثيرها السلبى على السلوك "!!
  • إنترسبت: إسرائيل تستخدم الجوع سلاحا وآلية توزيع المساعدات فشلت
  • مقرر أممي: ما يحدث في قطاع غزة “إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية
  • مجزرة في جباليا والاحتلال يحرق خيام النازحين في دير البلح / شاهد
  • غزة - الاحتلال يقتل 10 مدنيين جوعى ويصيب 62 في رفح
  • دول أوروبية شاركت في إبادة سكان غزة بأسلحتها.. تعرف على أبرز المصدرين للاحتلال
  • سلطان عمان ورئيس إيران يدعوان لإنهاء إبادة غزة وإدخال المساعدات