خوجة : قمة الغاز بالجزائر فرصة لتحقيق التفاهمات وتحديد الأولويات
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
اعتبر الدكتور محمد خوجة مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول لسوناطراك، أنّ القمة السابعة لرؤساء وحكومات منتدى الدول المصدّرة للغاز (29 فيفري – 02 مارس القادم بالجزائر)، ستكون فرصة من أجل تحقيق التفاهمات وتحديد الأولويات على ضوء التحولات الجيوسياسية الدولية الأخيرة من أجل تثمين مصادر الطاقة وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية .
كما قال خوجة في تصريح للإذاعة الوطنية، إنّ احتضان الجزائر أعمال قمة الغاز السابعة في هذا الظرف الجيو-سياسي الحساس والمتوتر. جرّاء العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، يعدّ فرصة سانحة للدول المصدرة للغاز للتشاور حول أفضل السبل المتاحة لمواجهة هذه التحديات المتعلقة باحتمال نقص وشحّ كميات الغاز التي يتمّ تصديرها انطلاقاً من منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج والتعاون في مجال التكنولوجيات المتطورة لتعزيز القدرة على الاستكشاف، وصولاً إلى تكريس دور المنتدى كشريك دولي موثوق به في السوق الغازية الدولية .
وأضاف الدكتور خوجة: “إنّ ما يجري حالياً بمنطقة البحر الأحمر يعدّ لحظة حرجة في منطقة الشرق الأوسط والخليج وخاصة للدول المصدرة للغاز على اعتبار أنّ دول الخليج والشرق الأوسط تمثّل نسبة معتبرة من الصادرات النفطية العالمية وأبرزها دولة قطر التي تعدّ اليوم من أكبر الدول المصدّرة للغاز المسال في العالم بنسبة 20 بالمائة من الصادرات إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا.”
وبخصوص الدور المنتظر من الجزائر، أوضح المتحدث “الجزائر دولة مؤسّسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز. وهي تلعب دوراً رئيسياً داخل هذا المنتدى بحكم موقعها الإستراتيجي في القارة الإفريقية. وباعتبارها الأقرب والمموّل الرئيسي للقارة الأوروبية بالغاز”.
واستطرد: “سوناطراك تصدّر حالياً الغاز لأوروبا عن طريق شبكة من الأنابيب تقدّر بـ 23 ألف كيلومتر. وتمتدّ من الجزائر إلى أوروبا مروراً عبر تونس. ومنها نحو إيطاليا واسبانيا.، ومنها إلى دول شرق أوروبا وهو ما يعطي أفضلية أكبر للجزائر في هذه المرحلة.”.
الجزائر مرشحة لتصبح رابطاً استراتيجياً في المستقبلواسترسل خوجة قائلاً: “الجزائر لها ميزة كبيرة وهي مرشحة لكي تصبح رابطاً استراتيجياً في المستقبل بين الغاز المنتج في إفريقيا وأوروبا. وتحديداً في نيجيريا بعد استكمال عملية انجاز المشروع الخاص بنقل هذا الغاز عبر النيجر إلى الجزائر. ومنها نحو أوروبا وهو ما سيمكّنها من تصدير ما يفوق 30 مليار متر مكعب سنوياً”.
وأوضح المتحدث، أنّ القارة الإفريقية ستصبح قطباً هاماً على الساحة الدولية في مجال تصدير الغاز. خصوصاً بعد الاكتشافات المعلن عنها في كل من موريتانيا والسنغال والموزمبيق. سواء عن طريق الأنابيب أو عبر النقل البحري للغاز المسال”.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
بوتين يعرب عن تفاؤله بإمكانية استعادة العلاقات مع أوروبا رغم العداء الحالي
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات أدلى بها فجر اليوم الأحد من الكرملين، عن أمله في أن تشهد العلاقات بين بلاده والدول الأوروبية تحسّنًا تدريجيًا، رغم التوترات الراهنة.
وقال بوتين: "نحن متفائلون ونأمل أن نبدأ، عاجلاً أم آجلاً، بالاعتماد على دروس التاريخ وآراء شعوبنا، في التحرك نحو استعادة علاقات بناءة مع دول أوروبا"، موجهًا انتقادات ضمنية لبعض الدول الأوروبية التي لا تزال، حسب وصفه، تصر على استخدام "خطاب معادٍ لروسيا"، وتلجأ إلى "إجراءات عدوانية واضحة" و"لغة الإنذارات الفظة".
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بعض قادة الدول الأوروبية تحدوا التهديدات والضغوط السياسية وتوجهوا إلى موسكو للمشاركة في احتفالات ذكرى النصر في الحرب العالمية الثانية.
وخص بالذكر قادة كل من صربيا وسلوفاكيا والبوسنة والهرسك، الذين حضروا الاحتفالات رغم ما وصفه بـ"التهديدات والابتزاز والعقبات، بما في ذلك إغلاق المجال الجوي"، في إشارة واضحة إلى الضغوط التي مورست على هذه الدول من أطراف غربية.
وفي سياق متصل، أشاد بوتين بموقف هؤلاء الزعماء واعتبر حضورهم دليلاً على ما سماه "الشجاعة السياسية والموقف الأخلاقي القوي"، مشيرًا إلى أن مشاركتهم مع الشعب الروسي في هذه المناسبة تعكس احترامًا حقيقيًا لذاكرة ضحايا الحرب العالمية الثانية، وخاصة أولئك الذين ناضلوا من أجل تحرير أوطانهم و"إنقاذ البشرية من الطاعون".
وأكد بوتين في ختام حديثه أن من المهم لروسيا أن "يتذكر ملايين الأوروبيين، وخاصة قادة الدول التي لا تزال تنتهج سياسات سيادية، هذه التضحيات المشتركة"، مشيرًا إلى أن هذا الوعي التاريخي قد يشكل أساسًا متينًا لاستعادة العلاقات في المستقبل.
ورغم النبرة المتفائلة، لم يخفِ الرئيس الروسي خيبة أمله من استمرار بعض الدول في اتخاذ مواقف عدائية تجاه موسكو، معتبرًا أن التغلب على هذا الواقع يتطلب عودة العقلانية إلى السياسات الأوروبية.