ساحات مشتعلة شرقا وغربا وجنوبا.. وتحركات لحماية الأمن القومي
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
موقع جغرافى مميز تتمتع به مصر جعل منها مركزاً إقليمياً فى محيطها العربى والأفريقى، وتشهد الحدود المصرية المترامية الأطراف توترات وساحات مشتعلة، ما يتطلب جهوداً مضنية لتأمينها، فمن ناحية الشمال الشرقى تلتهب الأوضاع فى قطاع غزة المضطرب أمنياً منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر، وتحاول إسرائيل تمرير مخططها الرامى إلى التهجير القسرى للفلسطينيين إلى مصر، وهو ما رفضته القاهرة التى تسعى بشتى السبل لإحباط تصفية القضية الفلسطينية.
أما الحدود الشرقية التى تمتد لأكثر من 1250 كيلومتراً مع ليبيا، فتشهد هى الأخرى توترات بين الحين والآخر، وجنوباً تتشارك مصر نحو 1280 كيلومتراً مع السودان الذى يشهد أعمال عنف وحرباً مستعرة أدت إلى نزوح ملايين اللاجئين الذين استضافتهم مصر، علاوة على ذلك ما يشهده البحر الأحمر من تصعيد انعكاساً لما يحدث فى غزة.
«فهمى»: مصر تتبنى إعادة توحيد الجيش الليبى وحفظ الهدوءيقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية، إن حدود مصر الدولية تسمى نطاقات استراتيجية للدولة، سواء من جانب ليبيا أو السودان ودول حوض النيل، أو من جانب الاتجاه الآخر الشمال الشرقى، سواء غزة أو المرافق والممرات المائية، حيث البحر الأحمر ومضيق باب المندب واتجاهات هرمز والخليج العربى، مؤكداً أن تلك النطاقات الاستراتيجية الرئيسية جميعها تمثل الأمن القومى المصرى فى هذا التوقيت، مما يتطلب من صانع القرار التحرك بمناورات كبيرة، سواء كان على المستوى السياسى أو العسكرى أو الاستراتيجى.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية أهمية حضور الدولة المصرية وفرض استراتيجية الردع الكاملة فى هذا الإطار مع اتباع أساليب عدة وأنماط متجددة، ما بين طرح الخيارات الدبلوماسية، والاشتباك المباشر سياسياً ودبلوماسياً فى محاولة لتقليب وجهات النظر ولعب دور فى هذا الإطار مثلما هو جارٍ فى ملف قطاع غزة، مشيراً إلى أن القاهرة تتحرك بصورة كبيرة من أجل مصالحها الكبرى، وباعتبار أن القضية الفلسطينية ركيزة للأمن القومى، منوهاً أن تأمين الحضور المصرى فى الملف الفلسطينى بكل تفاصيله المباشرة يتطلب جهوداً ووقتاً ومراجعات استراتيجية.
وحول الحدود الليبية، يرى «فهمى» أن مصر تتبنى مقاربة فى إعادة توحيد الجيش الليبى وبناء مقاربة وفق المنطقة المحددة التى أطلق عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى وقت سابق، بأنها خط أحمر للأمن القومى، وذلك فيما يتعلق بمدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية، متابعاً: «هذا الخط تطلّب فى مراحل معينة من مصر رسم حدودها البحرية من جانب واحد مع ليبيا للحفاظ على مصالحها».
وحول الأوضاع فى السودان، أكد أستاذ العلاقات الدولية أن مصر تراقب عن كثب تطورات الأحداث بالسودان، كما عرضت إمكانية إجراء حوار سودانى فى القاهرة مثلما فعلت فى القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن ما يحدث على السواحل اليمنية مرتبط بالمصالح المصرية، منوهاً بأن قناة السويس فقدت 40% من إيراداتها بسبب تطورات حرب غزة، وهذا الأمر يحتاج إلى مراجعة، وهو ما تفعله مصر.
وأكد «فهمى» أن مصر تؤمّن مصالحها ولديها قدرات عسكرية كبيرة بما يلائم ويسهم بقوة فى تأكيد ثوابت السياسة المصرية وقراءتها الواعية لمتطلبات واحتياجات الأمن القومى.
«اليمنى»: «القاهرة» حائط صد أمام مخطط التهجير القسرى للفلسطينيينوفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد اليمنى، خبير العلاقات الدولية، إن مصر مستهدفة منذ ثورات الربيع العربى، لكن السياسة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى جعلتها تتعافى على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، مشيراً إلى أن الحدود المصرية تُعد بمثابة خط أحمر، وهو ما أكد الرئيس عليه فى أكثر من مناسبة.
وأوضح «اليمنى» أن مصر عانت لفترة بسبب الحدود الليبية التى شهدت توترات حادة، بجانب ما يحدث فى الداخل السودانى، لكن الدولة فتحت أذرعها لملايين السودانيين، مشيراً إلى أن أخطر ملف حالياً هو الحدود مع غزة فى ظل الحديث المتكرر لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا والتهجير القسرى للفلسطينيين، لكن الدولة المصرية كانت حاضرة ورادعة فى ذلك الأمر.
وأكد أستاذ العلاقتات الدولية أن مصر تنتهج الدبلوماسية فى جميع الملفات وبذلت قصارى جهدها لتهدئة الأوضاع، وهو ما أسفر عن الهدنة السابقة بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حدود مصر خط أحمر العلاقات الدولیة وهو ما إلى أن أن مصر
إقرأ أيضاً:
بافلوس تروكوبولوس: العلاقات المصرية اليونانية تقوم على لغة إنسانية قوامها المشاعر والقيم الروحية
أكد بافلوس تروكوبولوس، مدير المختبر التجريبي بفيرجينا، إن الفعالية تمثل لقاءً ثقافيًا وإنسانيًا يجمع بين مصر واليونان، مشيرًا إلى مشاركة وفد يوناني يضم نحو 30 شخصًا حضروا خصيصًا للاحتفاء بأعمال الفنان الراحل ماكيس ﭬارلاميس حول الإسكندر الأكبر وفكرة "العودة إلى الإسكندرية".
وأوضح "تروكوبولوس" أن العلاقة بين الشعبين المصري واليوناني تقوم على لغة إنسانية مشتركة قوامها المشاعر الصادقة والقيم الروحية، معتبرًا أن هذا الإرث الإنساني هو ما يمنح الأمل في عالم يشهد تحولات متسارعة.
وأشار "تروكوبولوس" إلى أن تجربة التعلم على يد ﭬارلاميس كشفت أن جوهر الحياة يتمثل في اللطف والمحبة وخدمة الآخرين، مؤكدًا أن الأعمال المعروضة وخاصة مجموعة الإسكندر تعكس هذه القيم وتقدم الفن باعتباره رسالة إنسانية قبل أن يكون إبداعًا بصريًا.
ولفت "تروكوبولوس" إلى أن الإسكندر الأكبر، في رؤية ﭬارلاميس، ليس مجرد شخصية تاريخية بل فكرة تحمل قيم التسامح واحترام التنوع الثقافي والإيمان، موضحًا أن المعرض يسعى لإعادة طرح هذه القيم في السياق المعاصر ويدعو كل زائر للعثور على "إسكندره الخاص" بين الأعمال المعروضة.
واختتم بالإشارة إلى تطلع المنظمين لاستمرار عرض المجموعة وتعزيز التعاون مع مدينة الإسكندرية مستقبلًا بما يضمن تقديم الأعمال في أفضل صورة ويُرسّخ دور الفن كجسر للتواصل بين الشعوب، معبرًا عن امتنانه لمكتبة الإسكندرية وللرعاة والداعمين من شخصيات ومؤسسات مصرية ويونانية أسهمت في إنجاح المعرض، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس عمق الروابط الثقافية بين الجانبين.
جاء ذلك خلال استضافت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"، اليوم السبت، بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، و نيكولاوس باباجورجيو، سفير اليونان لدى مصر، و بافلوس تروكوبولوس، مدير المختبر التجريبي بفيرجينا، والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، قدمتها هبه الرافعي، القائم بأعمال رئيس قطاع العلاقات الخارجية والإعلام.
وتأتي الندوة ضمن استضافة المكتبة لمجموعة الأعمال الفنية للفنان والمهندس المعماري اليوناني المغترب ماكيس ﭬارلاميس (1942 - 2016) حول الإسكندر الأكبر، بعد عرضها في أماكن أخرى في رحلتها لنقل رسالة الإسكندر الدائمة رسالة التسامح والتعايش الخلّاق والتعاون بين الشعوب.