الحاكوز.. طقوس وعادات احتفالية لقبائل الريف الأوسط برأس السنة الأمازيغية
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
يحرص أهل منطقة الريف الأوسط على ممارسة تقاليد وطقوس الاحتفال بمقدم رأس السنة الأمازيغية، أو السنة الفلاحية كما هو شائع شعبيا، سواء ما يتعلق بالأكل واللبس، في أجواء عائلية تتسم بالفرح والتآخي وتجديد الروابط الاجتماعية.
وتصر العائلات على إحياء المناسبة وسط بهجة غامرة وفق عادات متوارثة عن الأجداد، إذ تكون الفرحة مزدوجة خاصة إذا تهاطلت الأمطار في القسم الأول من منزلة "الليالي" التي تمتد لأربعين يوما من 25 دجنبر إلى 2 فبراير، ويفصل بين قسيمها يوم 13 يناير.
ويحمل رأس السنة الأمازيغية، التي يحتفل به ابتداء من 12 يناير، في طياته عددا من الرمزيات والمعتقدات لعل أبرزها ارتباط المغاربة بالأرض والفلاحة وبعادات وتقاليد الأجداد الممتدة عبر التاريخ، وتسمى السنة الأمازيغية بالسنة الفلاحية أيضا، بينما رأس السنة الأمازيغية يسمى "ناير" في الشرق والشاوية، و"إيض ناير" في سوس، و"الحاكوز" أو "الحواكز" في الريف وبعض مناطق جبالة.
وأبرز رئيس جمعية أمازيغ صنهاجة الريف شريف أدرداك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن لكل منطقة من الريف الأوسط خصوصياتها وعاداتها في تخليد "الحاكوز"، لافتا إلى أن الاحتفالات لدى بعض القبائل تمتد لعدة أيام تتخللها الولائم الشعبية "البلدية".
وأشار إلى أنه لدى قبيلة "زرقت"، على سبيل المثال، يتم الاحتفال بالحاكوز لمدة ثلاثة أيام ويمنع خلاها طهي القطاني، وفي صباح الحاكوز يتم تحضير طبق خاص بالمناسبة، يضم اللوز والجوز والزبيب والتين الجاف، ووجبة رئيسية في العشاء لديك بلدي أو أرنب إيذانا بدخول السنة الجديدة.
أما بقبيلة آيت سداث، يضيف المتحدث، فتعمل النساء في فترة الحاكوز على تحضير فطيرة باللوز تسمى "تانكولت" تقدم للأطفال الصغار الذين يضعون جزءا منها تحت وسائدهم معتقدين أن حاكوزة (امرأة عجوز) ستأتي ليلا لتأخذ نصيبها في الليل، أي يتقاسمون معها حصتهم من فطيرة الاحتفال حتى تباركهم ويكونوا محظوظين طيلة السنة، كما يتم في الصباح تحضير طبق مليء بالفواكه الجافة، وخلال وجبة العشاء يتم طبخ أكلة "إيبرين س إيباون" الدشيشة بالفول تقدم خصيصا بالمناسبة.
وعلاقة بذلك، يشير المتحدث إلى أن النساء يمتنعن عن العمل خارج البيت بقبيلة آيت بونصار إذ إنه يوم عطلة لهن حيث لا يقمن بجلب الحطب أو أشغال أخرى متعلقة بالفلاحة، ويتم بدء الاحتفال في ليلة 12 يناير إذ تقدم للمقيمين بالبيت الفواكه الجافة، وأيضا يتم تحضير حريرة إيبرين (الدشيشة البلدية) في قدر تسمى "تانقوشت " خارج المنزل حيث تؤخذ لتشرب بالمسجد.
وجرت العادة عند قبيلة تاغزوت خاصة بمدشر "تيريرين" تحضير طبق السفنج بشكل جماعي ويتركونه في" الطباق" حتى لا تقوم "لالة حاكوزة " بقلبه حسب اعتقادهم، ويتم في ليلة المناسبة تحضير طبق "الحمص بالكرعين"، بينما لدى قبيلة كتامة، وبالضبط مدشر بني عيسى يقول ذات المصدر فالنساء يقمن بتحضير أكلة "إركمان" وهي عبارة عن وجبة تشمل على جميع أنواع الحبوب والقطاني تطهى في قدر يسمى عندهم بلهجتهم "أقنوش".
ولم يخل مدشر بويعلا الموجود بقبيلة آيت بشير من طقوس وتقاليد الحاكوز من احتفالات عائلية ومأكل فيتم الاحتفال لمدة ثلاثة أيام ويمنع أيضا طهي القطاني بالمنزل فيكتفي أهله بأكل المسمن والسفنج والخبز والزيت وغيرها من المأكولات دون القطاني، وفي اليوم الثالث يتم تحضير أكلة الدشيشة في العشاء وتكون طبيعية من غلال الأرض.
كما تحرص العديد من الأسر بوضع الحناء في أيادي الأطفال تعبيرا عن أجواء الفرحة، وبعض المداشر يشتركون في شراء الذبيحة ثم يوزعون لحومها بينهم لإقامة ولائم الاحتفالات في يوم الحاكوز، فهي مناسبة تبقى موعدا للفرح واجتماع الأحباب والأقارب وتبادل التبريكات باختلاف لهجات أهل المنطقة بترديد عبارات "أسكاس ذاميمون" أو "أسكاس أماينو".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: السنة الأمازیغیة تحضیر طبق
إقرأ أيضاً:
أشهر الأطباق على الموائد العربية في يوم عاشوراء
تحيي مصر والدول العربية والإسلامية اليوم ذكرى يوم عاشوراء، الذي يوافق 10 من شهر محرم الهجري، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون.
يعتبر صيام يوم عاشوراء سنة فعلية عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وتختلف الاحتفالات في هذا اليوم المبارك من دولة لأخرى.
أشهر الأطباق على الموائد العربية في يوم عاشوراءوتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص أشهر الأطباق على الموائد العربية في يوم عاشوراء وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
طبق العاشوراء فى مصرتعتاد بلاد الشام ومصر في يوم عاشوراء على تحضير طبق حلوى يحمل اسم «عاشوراء»، الذي يتكون من خليط القمح المقشر والنشأ والحليب، والتي يتم تزيينها بالمكسرات من زبيب ولوز وبندق وفستق وغيرها، ويوزع أطباق منه على الأقارب والجيران كنوع من الاحتفال.
وكما يحرص بعض الأفراد في تلك المناسبة على تحضير صواني الرقاق المحشو باللحمة المفرومة أو طهي الإوز أو البط.
الرشتة والشخشوخة في الجزائريحضر الجزائريون أصنافاً مختلفة من الطعام يوم عاشوراء، مثل «الرشتة» التي تتكون من دقيق وعدس وبصل ومكونات أخرى، لتصبح عبارة عن رقائق تشبه الشعيرية.
ومن بين الأطباق المتواجدة على مائدة الطعام في يوم عاشوراء، طبق «الشخشوخة» التي تعتبر من الأطعمة الشعبية في الجزائر، والكسكسي وحساء الدجاج، وطهي طبق عاشوراء بقطع اللحم المجفف.
وفي المغرب العربي، يحرص المسلمون على الاحتفال بيوم عاشوراء بتحضير طبق «الفاكية»، والذى يتكون من خليط من الفواكه الجافة، ويقوم أفراد الأسرة بتوزيعه في صباح يوم عاشوراء، كما تعد الأسر أيضاً طبق «الكسكسى المغربى»، الذي يعد أشهر أطباق السفرة المغربية، ويقدم بجانبه قطع اللحم.
أما المسلمون في ليبيا فاعتادوا على تحضير موائد الطعام يوم عاشوراء والتي تحتوى على الفول والحمص والبيض، وتوزّع على الجيران كهدية بمناسبة الاحتفال بعاشوراء.
ويتبع الليبيون بعض الطقوس منها أن يرتدي رجل يسمى «الشيشباني»، ملابس عبارة عن قبعة مصنوعة من الخيش، مع سلاسل من القواقع حول رقبته، ويمسك في يده عصاً يرقص بها، ويتجول خلال اليوم في الشوارع والأزقة لإدخال الفرح والبهجة إلى نفوس الأطفال والكبار بالمنطقة.
اقرأ أيضاًموعد يوم عاشوراء 2025.. تعرف على حكمه وفضل صيامه وفقًا لـ الإفتاء
يكفر ذنوب عام كامل.. فضل صيام عاشوراء والأعمال المستحبة في هذا اليوم
مصري أم تركي؟.. «طبق عاشوراء» في الرواية التاريخية