واشنطن بوست عن غزة: مساعدات قليلة وخسائر بشرية لا تزال كبيرة
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
قالت صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post) إن الخسائر بين المدنيين في قطاع غزة، بعد أكثر من 100 يوم من الحرب الإسرائيلية، "لا تزال مرتفعة وعمليات تسليم المساعدات منخفضة، مما يعني أن إسرائيل لا تستمتع إلى مناشدات إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن".
وأضافت الصحيفة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أنه خلال زيارته إلى تل أبيب في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمسؤولين الإسرائيليين إنه "عندما بدأوا في تحويل هجوم "الأرض المحروقة" من شمال قطاع غزة إلى الجزء الجنوبي منه، كان من الضروري خفض عدد القتلى بين المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية".
"لكن بعد مرور ستة أسابيع، فإن شدة هجوم إسرائيل في حرب غزة (المحاصرة منذ 17 عاما) لم تتراجع بشكل كبير"، كما تابعت الصحيفة.
وزادت بأن "الانخفاض في عدد الضحايا المدنيين وأي توسع في المساعدات الإنسانية كان هامشيا ومتقطعا. وأكدت إسرائيل، في المناقشات الأخيرة مع واشنطن، أنها ستواصل حملتها المكثفة طوال يناير (كانون الثاني الجاري)".
وحتى أمس الاثنين، خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة 24 ألفا و100 شهيد، و60 ألفا و832 جريحا، بحسب سلطات القطاع.
الصحيفة شددت على أن "إدارة بايدن، الحليف الأقرب لإسرائيل والمزود الرئيسي للأسلحة، بدت غير قادرة أو غير راغبة في ممارسة تأثير ذي معنى على كيفية إدارة الجيش الإسرائيلي لحرب غزة، في وقت تتصاعد فيه انتقادات ومطالبات محلية ودولية بوقف فوري لإطلاق النار".
وزادت بأن "المعدل المرتفع للضحايا المدنيين في حرب غزة أدى إلى دعوات من اليسار (الأمريكي) للإدارة من أجل وضع شروط على مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لإسرائيل سنويا".
اقرأ أيضاً
شهداء غزة يتجاوزون 24 ألفا واشتباكات عنيفة بمناطق توغل الاحتلال في خان يونس
تزايد خطر المجاعة
وبعد رحلة إلى المنطقة الأسبوع الماضي، قال السيناتوران الأمريكان كريس فان هولين وجيف ميركلي، في بيان: إلى أن يتم التوصل إلى "وقف للأعمال العدائية"، "من الضروري" أن يرفع الإسرائيليون العوائق التي تبطئ تسليم "السلع الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة في غزة".
وبحسب كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الدولي في 12 يناير الجاري، فإن "الوضع لا يزال مروعا مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية".
وتابع: "مع تحرك العمليات البرية جنوبا، تكثف القصف الجوي على المناطق التي طلبت إسرائيل من المدنيين الانتقال إليها حفاظا على سلامتهم.. ويوما بعد آخر، يتزايد خطر المجاعة، والحياة الإنسانية الكريمة أصبحت شبه مستحيلة".
غريفيث أفاد بأن نحو 1.9 مليون من سكان غزة، أي 85% من السكان (نحو 2.4 مليون)، نزحوا من مختلف أنحاء القطاع، و"حُشر معظمهم في قطعة أرض (في الجنوب) أصغر من أي وقت مضى، ليجدوا المزيد من العنف والحرمان، والمأوى غير المناسب، والغياب شبه الكامل للخدمات الأساسية".
اقرأ أيضاً
موظفون أمريكيون يخططون للإضراب احتجاجا على موقف بايدن مع حرب غزة
نظام معقد للمساعدات
ووفقا للأمم المتحدة، في 12 يناير الجاري، فإن خمس شحنات فقط محملة بمساعدات إنسانية من أصل 24 شحنة مقررة لشهر يناير من الغذاء والدواء والمياه وغيرها من الإمدادات، وصلت إلى شمال غزة، حيث لا يزال يوجد ما بين 150 ألف و300 ألف مدني وسط الأنقاض، مشيرة إلى أن الطرق المتفق عليها لمرور بقية الشحنات كانت غير قابلة للاستخدام.
وحتى 12 يناير، بلغ معدل دخول الشاحنات يوميا 126 في يناير، عبر الممرين الوحيدين المتاحين، وهما معبر رفح من مصر وكرم أبو سالم من جنوب إسرائيل، مقارنة بحوالي 500 شاحنة يوميا قبل الحرب، كما أفادت الصحيفة نقلا عن بيانات أممية.
وقالت إنه "من المستبعد حدوث زيادة كبيرة في دخول المساعدات؛ في ظل النظام المعقد الحالي، الذي يجب أن تمر به جميع المساعدات قبل أن تصل إلى غزة. ويصل معظمها إلى ميناء أو مطار العريش في شرقي مصر".
وتابعت: "ومن هناك، يتم تحميلها على شاحنات لإجراء تفتيش أولي من جانب مصر في رفح، ثم يتم نقلها لإجراء تفتيش إسرائيلي في نيتسانا (جنوب)، قبل إعادة تحميلها وإرسالها إلى كرم أبو سالم أو إعادتها إلى رفح، ليتم إعادة تحميلها فقط، وبعدها تُنقل إلى غزة على مركبات أصغر لتوزعها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى".
ومرارا، قال مسؤولون إسرائيليون إن أي نقص في المساعدات يرجع إلى أعمال نهب تقوم بها حركة "حماس"، وهو ما تنفيه كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم المنظمة الأمم المتحدة مؤخرا إن أي عملية نهب حدثت، تمت على يد مدنيين "يائسين" لا يعرفون متى أو ما إذا كانت الشحنة التالية ستأتي.
اقرأ أيضاً
77 منظمة قانونية تدعم قضية تتهم بايدن بعدم حماية أرواح المدنيين في غزة
المصدر | ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل خسائر بشرية مساعدات إنسانية بايدن
إقرأ أيضاً:
حماس: إسرائيل تضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات لغزة
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال الإسرائيلي يضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات إلى قطاع غزة، في حين يدير أبشع جرائم التجويع والإبادة في العصر الحديث، بينما حذرت الأمم المتحدة من وفاة 14 ألف رضيع بغزة إذا لم تدخل مساعدات في غضون 48 ساعة.
وأضافت حماس، في بيان، أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل استخدام التجويع كسلاح في حرب الإبادة التي تشنّها ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى تكثيف تحرّكاته الضاغطة لوقف هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، معتبرة أن الصمت عن جرائم التجويع والقتل الجماعي في غزة شراكة فعلية في الجريمة.
بدوره، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة "إن الاحتلال يواصل ولليوم الثالث على التوالي، منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة، في انتهاك صارخ لما أعلنه سابقا من التزامات وتعهدات".
وأضاف المكتب، في بيان، أن "الاحتلال أوقف إدخال المساعدات التي زعم أنه سيسمح بها منذ الاثنين الماضي، دون أي مبرر قانوني أو إنساني، في وقت يشهد فيه قطاع غزة نقصا حادا في الغذاء والدواء والوقود، وتدهورا شديدا في الأوضاع الصحية والمعيشية".
واتهم البيان الاحتلال بمواصلة سياسة الحصار والتجويع ضد أكثر من مليوني مدني يعيشون أوضاعا كارثية.
إعلانولفت الإعلام الحكومي إلى أن "عدم إدخال المساعدات يؤكد تعمّد الاحتلال استخدام الغذاء والدواء كسلاح حرب ضد المدنيين، حيث أغلق جميع المعابر منذ 81 يوما، في مخالفة فاضحة للقانون الدولي الإنساني ولكل الأعراف والمواثيق الإنسانية، وهو ما يحمّله المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسة العدوانية".
استهداف الأطفال
وفي سياق متصل، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثية توم فليتشر من أن نحو 14 ألف طفل قد يموتون بغزة في غضون الساعات الثماني والأربعين المقبلة إذا لم يحصلوا على مساعدات إغاثية.
ووصف فليتشر رقم 14 ألف طفل بأنّه مرعب للغاية، مشيرا إلى أنّه يستند إلى أدلة من فرق قوية على الأرض.
وقال في حديث لمحطة "بي بي سي" إنّ هناك آلاف الشاحنات محملة بالمساعدات وتحديدا بحليب وأغذية الأطفال، جاهزة للدخول إلى القطاع.
وأمس الثلاثاء، سمحت إسرائيل بدخول 100 شاحنة إضافية، لكن فليتشر عبّر عن مخاوف من نهب محتمل لهذه الشاحنات وسط حالة فوضى ويأس متزايدة في القطاع.
ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.