المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال قتل عشرات الفلسطينيين خلال محاولتهم استلام المساعدات المرسلة إلى القطاع
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكتف بتجويع الفلسطينيين في قطاع غزة بل قتل العشرات منهم خلال محاولتهم الحصول على المساعدات المحدودة التي وصلت إليهم، في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” ضد أهالي القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وأوضح المرصد في بيان اليوم أنه وثق شهادات صادمة عن قصف طيران الاحتلال المسير من نوع “كواد كابتر” للفلسطينيين خلال تجمعهم في الـ11 من الشهر الجاري في شارع الرشيد غرب مدينة غزة لتلقي مساعدات إنسانية، ما أدى إلى استشهاد ما يقرب من 50 فلسطينياً وإصابة العشرات.
وأشار المرصد إلى أن القصف أجبر الفلسطينيين على الهروب من المنطقة، حيث نقلوا من استطاعوا من الجرحى، فيما بقي الشهداء في المكان وفي وقت لاحق من اليوم ذاته وصلت الشاحنات ليعود المئات للتجمع مجدداً في محاولة لاستلام حصة من الطحين في وقت يعاني مئات الآلاف شمالي القطاع من الجوع للشهر الرابع على التوالي.
وأكد المرصد أن الاحتلال يستخدم التجويع كأداة من أدوات الحرب وهو ما يندرج ضمن جريمة الإبادة الجماعية ويتطلب تدابير عاجلة لتمكين الفلسطينيين من الحصول على الطعام والمياه ومجمل احتياجاتهم الأساسية دون عوائق ودون استهداف أو ترهيب.
وحمّل المرصد الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية المسؤولية عن القصور والعجز في توصيل المساعدات بشكل مناسب لمئات آلاف الفلسطينيين الذين يعانون جوعاً حقيقياً للشهر الرابع على التوالي، وكذلك عن صمتها إزاء قتل الاحتلال للفلسطينيين خلال محاولتهم استلام المساعدات.
وأشار المرصد إلى إعلان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن ثلاث شحنات فقط من أصل 21 شحنة مساعدات منقذة للحياة تمكنت من الوصول إلى شمال القطاع في الفترة ما بين الـ1 والـ10 من الشهر الجاري، وتأكيده أن قدرة الأمم المتحدة على الاستجابة للاحتياجات واسعة النطاق في شمال القطاع محدودة بسبب رفض سلطات الاحتلال.
وشدد المرصد على أن هذا الإعلان لا يعفي الأمم المتحدة من المسؤولية عما يجري من خلال رضوخها للاحتلال، بما في ذلك تمرير محاولاته الدعائية التي ظهرت خلال مرافعته أمام محكمة العدل الدولية حين ادعى تسهيل مرور المساعدات الإنسانية وتسهيل وصول وفد أممي لشمال غزة.
وبين المرصد أن القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل صارم استخدام التجويع والتعطيش كوسيلة من وسائل الحرب ويعتبرها انتهاكاً جسيماً وعقاباً جماعياً محظوراً، كما أن نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ينص على أن تجويع المدنيين عمداً من خلال حرمانهم من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية يعتبر جريمة حرب.
وأكد المرصد أن الحرمان الشديد والمتواصل لأهالي القطاع من الطحين والمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب بالكميات الكافية يعتبر شكلاً من أشكال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” ضدهم منذ السابع من تشرين الأول الماضي كونه يلحق أضراراً جسيمة بهم ويخضعهم لأحوال معيشية يقصد بها تدميرهم الفعلي، وذلك وفقاً لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والأحكام القضائية الدولية ذات الصلة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: جریمة الإبادة الجماعیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.
وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".
وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".
وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".
وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".
كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".
وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".