ظاهرة ظلت تلازم الحروب الاهلية فى العالم وهى ان نيرانها تحرق القوى السياسية التى كانت تتصدر المشهد قبل اندلاعها لتختفي وتتلاشى تماما بعدها وقد شهدناه فى يوغسلافيا السابقة وفى لبنان ايضاً على سبيل المثال. إلا ان تلك الظاهرة تكاد لا تلاحظ شيئاً ما عندنا مع ان (الكل متواطئون)بالثابتة كما تقول محاضر الشرطة عند ضبط متهم او مجرم ما فى فعل أو قول يخالف القانون.
Where God Laughed
وانتوني كان مراسل لصحيفة ديلي تلغراف ، وجاء الى السودان في 1953 م -1954 م لتغطية اول انتخابات عامة في السودان ، وتعالى سبحانه عن ذلك ولكن ضحك الله ورد فى الحديث الشريف. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلْنَ: ما معَنَا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يَضم أو يُضيِّف هذا؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطَلَق به إلى امرأته فقال: أَكرِمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياني، فقال: هيئي طعامك، وأصبِحِي سراجَك، ونوِّمي صبيانك إذا أرادوا عشاءً. فهيَّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوَّمت صبيانها، ثم قامت كأنها تُصلِح سراجها فأطفأته، فجعلا يُريانِه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلمَّا أصبَحَ غَدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ضحكَ الله الليلة - أو عجب - من فعالكما)) فأنزل الله:( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [الحشر: 9][1]. كنت فى مقال سابق قد اشرت إلى ان هذه حرب اليوم التالى والمعنى بداهة انه لا يستقيم لنا ان نعود إلى سابق عهدنا بل يتوجب علينا ان ننهض بفكر ونظر تأسيسي جديد مقصده الإنسان فى حريته وحقه فى الحياة الكريمة ولن يكون ذلك إلا بترك ما للدولة State -وليس المقصود هنا الحكومة Government - للدولة وما للمجتمع Society للمجتمع. ويمكن القول بيقين ان عطبنا لم يكن فى العهود والقوانين ولدينا أطنان منها ولكن علتنا تكمن فى نقض العهود والمواثيق عسكرا وسياسيين فى دورة خبيثة افضت بنا إلى نحن فيه. وما نحن فيه تحكيه الأرقام وهى لا تكذب او تتجمل . فحسب ارقام مؤسسات الأمم المتحدة وأخرى دولية فان خسائر الحرب تفوق ٣٠٠ بليون دولار امريكى وهو رقم اكبر من الدخل القومى للسودان ١٩٤.٥ بليون دولار امريكى حسب صندوق النقد الدولى للعام ٢٠٢٣م - أحصى سكان السودان ايضاً إلى ٤٤.٩ مليون إنسان ومؤشر نمو ١.٤٪ بالسالب . عدد الضحايا من السودانيين عسكريين ومدنيين قد يتجاوز ٤٠٠ ألف إنسان وهناك ارقام مخيفة للمعوقين بسسب الإصابات المباشرة او غير المباشرة قد تتجاوز ٥٠٠ ألف إنسان. وهى ارقام تقديرية بسسبب ضعف الآليات والمقدرات المختصة بجمع البيانات حتى قبل الحرب.
حسين التهامى
husselto@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
الهجرة ودروس لعزة الأمة
راشد بن حميد الراشدي - إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية
جاء يحمل قبسً من نور أضاء به الكون وسما ينشر أريج الخير بين أمة لا تقرأ فأصبحت أمتهُ سيدة البشرية بسماحة الدين والخلق الرفيع. ابتهج الكون لمولده وارتعدت فرائص الروم والفرس لهجرته ودخوله مكة منتصرا بسيف الحق.
رفع عماد أمة لم تكن تُعرفُ إلا بالجهل فأضحت سيدة الأمم ونزل القرآن خاتما لكل الكتب والرسالات، ففيه تبيان كل شيء وسعادة كل حي وإمامًا مبينا لكل مجتهد ومُصيب.
صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين وجعلنا الله في حوزته وحِماه شفيعًا لنا يوم الدين.
كل عام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بخير وعافية وسرور بمناسبة العام الهجري الجديد، كل عام والجميع لله أقرب إخلاصا وتوفيقا.
فمن رحاب ذكرى هجرة سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم نستشرف الآمال نحو تغير حال أمتنا التي هجرت العمل بما أُمِرت به من صلاح وإصلاح، فأصبحت في تفكك وفتن ابتليت بها كقطع الليل المظلم وإلى تشرذمٍ وتخلف وانحدار ودمار لحق بها حتى كدنا لا نسمع عن مصائب في هذا الكون إلا وأمتنا يتبعها شيء منه.
لقد تركنا الحق وتنافسنا على الباطل حتى أهدرت الأنفس والأموال والثروات بيد عدو الله وعدونا الغاصب، فبات الجميع يقتطعون لقمتهم السائغة من أوطان سلمت رقابها لمن يكيد لها الشر والسوء مكائد تلو مكائد.
اليوم ومع ذكرى انبلاج فجر النور والخير للبشرية جمعاء بهجرته صلى الله عليه وسلم ، يجب أن تراجع الشعوب طريقها الذي تسير فيه أفراداً وجماعات ومجتمعات وأوطان ليسلموا من هذه الإبتلاءات التي حاقت بهم ومنها أمة الإسلام التي كانت خير الأمم في كل مناحي الحياة وكانت سيدة العالم بعزة الإسلام وأخلاق سيد البشر وسنته العظيمة التي تفوقت على الزمان والمكان والخلق في ذلك العهد فلا حدود لرسالته صلى الله عليه وسلم ولا مكان لها سوى العالم أجمع ولا خلق من خلقه فقد أرسله الله كافة للإنس والجن.
اليوم تطاول من تطاول على المصطفى الحبيب ولكن سيرته العطرة وبرهان ربه يذودان عنه صلى الله عليه وسلم، فيرتد ذلك التطاول إلى نحور الأعداء وبأيديهم يسلط الله عذابه عليهم.
فالعودة العودة والتوبة التوبة والرجوع الرجوع والسلامة السلامة لتحيا العزة وتقوى أواصر الثبات فبالاعتصام بحبل الله المتين تعود الأوطان سلاما رخاءً وتعود أمة التوحيد تقود العالم من جديد لما يحب الله ويرضى ستنكسر بإذن الله شوكة إبليس وجنوده من شياطين الإنس والجن وسيعود الحق يسود العالم أجمع.
قال تعالى: (( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) (سورة التوبة )
كل عام وأنتم بخير وكل عام والجميع لله أقرب …
اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين وارفع عنا الحروب وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
الله انصر إخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين وسائر بلاد المسلمين.