استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الكاتب التشادي الدكتور صلاح الدين حسن عبد الله ضمن الجلسة الأولى من فعالية «بين دفتي الكتاب» الهادفة إلى مناقشة الاصدارات الجديدة.
جرى خلال هذه الجلسة التي ادارها الكاتب الاستاذ ظافر أيدن دركوشي تسليط الضوء على كتاب أثر جائحة كورونا على أحكام العبادات والأسرة والجنايات
وأكد الكاتب أن هذا الإصدار عبارة عن بحث يتناول العلاقة بين جائحة كرونا والمرض والوباء والنصوص في الكتاب والسنّة والمقاصد الشرعية والقواعد الكليّة المتعلّقة بأحكام الجوائح.


وقال الدكتور صلاح الدين حسن عبد الله إّن جائحة كورونا قد هزّت البلاد والعباد في جميع المعمورة، أثّرت في كثير من الأحكام الشرعيّة الإسلاميّة وغيرها من القضايا الاجتماعيّة والاقتصادية والصحيّة، والتّنمويّة، بل إنّها اجتاحت العالم كلّه في جميع مجالات الحياة، وأثّرت في كثير من أحكام العبادات والمعاملات والجنايات والأقضية كأحكام الصلاة والزّكاة والصّيام والحجّ، والأسرة ونحوها، مشيرا إلى أن الهدف من هذا البحث دراسة هذه الجائحة من الجانب الديني لاظهار الأحكام المتعلقة بها في كلّ جانب من جوانب الحياة. 
وأكد أن البحث استند على الكتاب والسنّة وأقوال أهل العلم مع مراعاة علل الأحكام ومقاصد الشريعة وقواعد الفقه عند الدراسة والتحقيق، وفي ختام هذا البحث المتواضع يمكنني أن أشير إلى أهم التوصيات، وشدد على أهمية التعاون الإقليمي والدّولي في مكافحة الأمراض الوبائية وإنشاء مراكز أبحاث خاصّة، إقليميّة ودولية، تعني بفقه النّوازل، مع مراعاة الدّوائر الخمس: العربية والإفريقية والآسيويّة، والأوربية والأمريكيّة. 
ودعا إلى التعاون بين علماء الفقه الإسلامي والأطباء المختصّين عند حدوث الأوبئة حتى يقوم كلّ طرف بأداء ما عليه؛ لاستنباط الحكم الفقهي المناسب للنازلة والمزيد بذل المجهود في سبيل توحيد الفتاوى الإسلاميّة في القضايا الكبرى في الدّول الإسلامية ومراكز الأقليّات المسلمة إضافة الى توعية الناس بأهمية احترام الإجراءات الاحترازيّة، والتدابير الوقائية؛ وذلك عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الملتقى القطري للمؤلفين

إقرأ أيضاً:

في حضرة الكتاب

 

 

 

محمد بن رامس الرواس

 

قبل الساعة الرابعة مساءً بقليل في الثالث والعشرين من أبريل 2025، بدا اليوم مُختلفًا، وشعرتُ أن له نكهة الانتظار الجميلة للحظات السعيدة المبهجة التي لا تُشبه سواها؛ إذ كنتُ على موعدٍ مع لحظات للامتثال في حضرة الكتاب، ومدعوًا لأتواجد في ديوان الحكمة والثقافة والعلم، بمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين.

أمسكتُ بيدينٍ مرتعشتين رعشة خفيفة، لا أخالُها إلّا بداية خوف بباكورة أعمالي، الأول كتاب "ثلاثون من أخلاق القرآن"، والثاني كتاب "من الطوفان إلى الصفقة". كانت نبضات قلبي تزداد خفقانًا مختلطة بغبطة داخلية، ومشاعر مختلطة بنفسي تغمرُها فرحة لا تُوصف بما تحمله يداي من قيمة دينية وثقافية ووثائقية؛ ففي تلك اللحظات شعرت بأن الكتابين اللذين بين يدي ليسا مجرد أوراق؛ بل حياة سكنتني فترة من الزمن، قررتْ اليوم أن تخاطب العالم من خلال إصداراتي.

وقبل أن أركب السيارة، تأملتُ غلاف "ثلاثون من أخلاق القرآن" فتذكَّرتُ البدايات قبل عامين، عندما بدأت استرشدُ بما كتبه كبار المفسرين في اختيار ثلاثين خلقًا قرآنيًا؛ فاستخدمت أسلوبي السهل البسيط واختصرتُ الديباجات حتى أصبح هناك كتاب لا يزيد عدد صفحاته عن 100 صفحة يحمل ثلاثين خلقًا قرآنيًا مجيدًا. راهنتُ على أسلوبي البسيط في الطرح كي يطلع القارئ في وقت قصير على خلاصة عظيمة لقيم ومبادئ ربانية، ثم التفتُ لتقع عيناي على كتابي الثاني "من الطوفان للصفقة"؛ فتذكرتُ أول مقالة كتبتها قبل 15 شهرًا ونيف، منذ أن بدأت الأحداث الجسام بطوفان الأقصى من غزة، فكانت رحلة مع الصورة والقلم والنصر والألم والانتصار والفرح والبكاء...

شعرتُ وأنا أقود السيارة أن الطريق إلى معرض الكتاب طويلًا وبعيدًا؛ فقد كانت كل دقيقة تمضي ببطء؛ فأدركتُ حينها أنني لستُ ذاهبًا إلى مجرد فعالية؛ بل إلى تظاهرة معرفية، وإلى لقاء مع المتلقين من القراء الكرام ورواد الفكر، الى لحظة الانتقال والتواصل مع الجمهور.

خرجتُ مسرعًا من السيارة عندما وصلتُ الى مواقف السيارات بمعرض الكتاب، مُتجِّهًا نحو المدخل الرئيسي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض؛ في يوم الافتتاح 23 أبريل 2025؛ حيث تحتضنُ مسقط العامرة عاصمة الفكر والنور حدثًا ثقافيًا تترقبه القلوب والعقول عامًا بعد عام. وللمرة الثانية لا يزال الصوت الداخلي بنفسي والأفكار ذاتها بقلبي، يسبقانني بفرح خاصٍ لإصداري الأول "ثلاثون من أخلاق القرآن"؛ ذلك العمل الذي حرصت أن يكون مرآةً نقية تعكس ما في القرآن الكريم من أخلاق وقيم سامية ومبادئ إنسانية رفيعة، تتجاوز الزمان والمكان، إنه كتاب يتحدث مباشرة مع القلب والعقل ويرشد الى أفضل مبادئ الأخلاق في الحياة اليومية، إنها ثلاثون من أخلاق القران تسري في الروح وفي العمل والموقف والضمير.

أما كتابي الثاني "من الطوفان إلى الصفقة"؛ فهو توثيق لما شهدناه من تحولات عميقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خلال واحدة من أكثر مراحله الصعبة ويضم 44 مقالًا كُتبت على امتداد زمنٍ ملتهب، تتبعتُ فيها تطورات العدوان وشموخ الصمود، وكشفتُ فيها خفايا آهات الأطفال والنساء وكبار السن، وهو شهادة قلم وفكر وأدب ومحاولة لإضاءة الحقيقة في زمن الضجيج كتبت هذه المقالات بالحبر لكن من وجع غزة، إنها مرحلة لا يجوز أن تمر دون أن تُوثق.

عندما اجتزتُ البوابة الداخلية للمعرض سمعتُ أصوات الزوار والجمهور والمشاركين والضيوف؛ فتبادر الى ذهني خوف لم أكن قد شعرت به من قبل إنها 674 دار نشر من 35 دولة أين سيكون كتابيَّ الاثنين بين كل أولئك، أن هذه ليست مجرد أرقام، هذا صدى لحوارات العقول، ونداء للعالم أن الثقافة لا تزال حيّة، تنبض، وتنمو في تراب عُمان الطيّبة. ولأنني أحمل في دمي عشق الحرف وفي وجداني تعظيم الكتاب، قلتُ لنفسي إن أهل عُمان محبون للقراءة والأدب، فهُم عُمَّار المجالس الأدبية في ولاياتهم، والعُماني سواء كان من كبار السن أو الشباب أو الأطفال، مُحبٌ للمعرفة وعاشق للكلمة ووَفِيٌّ للكتاب.

ولعل من المشاهد البديعة التي تأسر العين في مثل هذه الفعاليات، الحضور الطاغي للدشداشة العُمانية البهية بين أروقة المعرض تحمل رمزية حيّة للهوية والانتماء، وهذا المشهد المتكرر في معارض الكتب سواء بالسلطنة او خارجها بمعارض الكتب، إنما يدل على اعتزاز الإنسان العُماني بقيمه وبتراثه، وحرصه على الحضور بثقافته وهُويته في محافل الفكر كما في محافل الحياة، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي كانت سلطنة عُمان ضيف الشرف فيه، ليس ببعيد، لنستذكر تفاعل الجناح العُماني وتميزه بالثقافة والفن والإبداع، ما جعله محط أنظار رواد المعرض بالقاهرة.

في أروقة المعرض، التقيتُ بوجوهٍ أعرفها جيدًا، كُتّاب وأدباء عُمانيين ومن أبناء مجلس التعاون الخليجي، الذين لطالما جمعتني بهم الكلمة، وقرّبت بيننا روح الحرف، كان كلٌّ منهم فرح سعيد وكأنه في كرنفال تغمر عينيه ذات الفرحة التي تسكنني. كان مشهدًا جميلًا أن ترى نخبة من الأصدقاء والزملاء كلٌّ منهم جاء ليقدّم ثمرة فكره، ونتاج قلمه، بين أدب وتاريخ وفكر وعلم، في لوحة جماعية تنطق بالحلم الذي انتظروه حين يتحول الفكر إلى نص مطبوع، وصوت يقرأه الناس.

في تلك اللحظة، لم أكن وحدي. كنَّا جميعًا هناك، نشبه بعضنا في نبض الفرح، ونحمل مسؤولية الكلمة بوعي المحبة، ونؤمن أنَّ الكتاب ما زال ضوءًا سرمديًا، وأن الثقافة ما تزال ركيزة كبرى وأن لعُمان صوتًا لا يُخطئه السامعون.

وهكذا، وأنا أعبرُ نحو دار بورصة الكتب للنشر والتوزيع بالجناح الخامس، شعرتُ أني لا أُقدّم كتابين فحسب؛ بل أضع لبنتين في صرح ثقافي راسخ، وأغرس حلمًا جديدًا في أرض خضراء بالوعي، عسى أن يثمر نورًا في قلب قارئ أو يبذر فكرةً في ذهن شاب، أو يداوي خاطر إنسان أو يصلح شأن امرئ يبحث عن الطريق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اليوم .. ندوة لصناع فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو بالمركز الكاثوليكي
  • اليوم.. أولى جلسات استئناف المتهم بالنصب على «أفشة» في 13 مليون جنيه
  • 26 مايو.. أولى جلسات طعن قا.تل حبيبه الشماع
  • عويضة عثمان: الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان ما عدا الأحكام الثابتة
  • في حضرة الكتاب
  • 3 جلسات رئيسة في اليوم الثاني لـ"مؤتمر البحث العملي والاستدامة الدولي"
  • ومضة المجد بين دفتي الرسالة
  • تأجيل أولى جلسات محاكمة 29 متهما في قضية الإضرار بالاقتصاد القومي
  • عاجل.. تأجيل أولى جلسات محاكمة أحمد مهران و28 آخرين بتهمة تمويل الإرهاب لـ 16 يونيو
  • بعد قليل.. أولى جلسات محاكمة عاطلين بتهمة تزوير أوراق رسمية في عين شمس