زعيم الحوثيين: مقبلون على جولة جديدة من المواجهة مع الاحتلال
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
قال زعيم جماعة "أنصار الله" الحوثي، عبدالملك الحوثي إن جماعته مقبلة على جولة مواجهة أخرى مع العدو الإسرائيلي.
جاء ذلك في خطاب له، بثته قناة "المسيرة " المملوكة لجماعته، عصر الثلاثاء.
وأعلن الحوثي قائلا: "إننا مقبلون على جولة جديدة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي"، مؤكدًا أن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحققا في ظل استمرار احتلال إسرائيل لفلسطين وتنفيذ مخططاتها الصهيونية ضد أمتنا الإسلامية.
وأكد أهمية إدراك الاستمرار في البناء على أساس الاستعداد للجولة القادمة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ومن يتورط معه.
وخلال خطابه، أضاف أن جماعته خرجت أقوى من معاركه العسكرية الأخيرة، مشيرا إلى أن الحركة حققت تقدمًا ملحوظًا في التدريب والمعرفة التقنية والحشد الشعبي والتكتيكات العسكرية.
وحث زعيم الحوثيين على استمرار التعبئة، عسكريًا وشعبيا. ودعا القبائل إلى التمسك بمواقفها العظيمة والمشرفة من خلال تحركاتها التي تؤكد استعدادها وجهوزيتها التامة.
كما حثّ أتباعه على "مواصلة جميع الأنشطة، بما فيها التجمعات القبلية"، كدليل على جاهزيتهم للمرحلة القادمة.
وربط الحوثي هذا الأنشطة والتحركات بمفهوم الشهادة، الذي وصفه بأنه "امتياز وتقدير عظيم من الله للذين قتلوا في سبيله".
وأكد أن الشهادة ليست بديلًا عن الحياة، بل هي "ثقافة الحياة الحقيقية"، مجادلًا بأن الأمة التي تتحرك وهي تحمل روحية الجهاد في سبيل الله وروحية الشهادة تعتز وتدفع عن نفسها المخاطر.
واتهم زعيم جماعة الحوثي إسرائيل بمواصلة حملة التدمير والاضطهاد في غزة حتى بعد اتفاقات وقف إطلاق النار، وندد بالولايات المتحدة باعتبارها شريكًا متواطئًا فيما وصفه بـ"الجرائم الإسرائيلية".
وقال " دمت كل الدعم للعدو الإسرائيلي وهي شريك كامل في ما جرى على الشعب الفلسطيني من ظلم وإبادة جماعية وعدوان".
ومضى قائلا إن "أمريكا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا من بين الموردين الرئيسيين للأسلحة للعدو الإسرائيلي"، وأكد أن 26 دولة شاركت في تسليح إسرائيل خلال العدوان على غزة، إَضافة إلى أن دول عربية استمرت في تجارتها مع العدو الإسرائيلي خلال العدوان على القطاع.
وكان رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين ناتنياهو، قد أكد في وقت سابق، على عزمه تل أبيب على إزالة خطر الحوثي. وقال إن الحوثيين تهديد كبير جدًا.
وأضاف إنها حركة متعصبة بأقصى صورة يمكن وصفها، لديها قدرة على إنتاج منظومات باليستية بنفسها وكذلك أسلحة أخرى، وهي ملتزمة، بما يسمونه، برنامج إبادة إسرائيل بالتنسيق مع إيران.
وقال أيضا، : "سنفعل كل ما يلزم لإزالة هذا التهديد أيضًا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الحوثي الاحتلال اليمن الاحتلال الحوثي حرب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع العدو الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
خطاب قائد الثورة و الخيار الإستراتيجي لجولة جديدة من المواجهة مع الكيان الصهيوني
الخطاب لا يقتصر على تحليل المرحلة الراهنة بقدر ما يستشرف آفاق المرحلة القادمة، مؤسِّساً لمرحلةٍ جديدةٍ من المواجهة تكون فيها "القوى الحية" في الأمة، ممثَّلةً بالمقاومة بمختلف أشكالها، هي الفاعل المركزي، بعد أن تخلَّت الأنظمة الرسمية عن دورها بل وتحوَّلت إلى أدواتٍ في المشروع الصهيو-أميركي. ما يميِّز الخطاب هو ذلك الربط العضوي العميق بين البُعدَيْن العقدي والاستراتيجي، حيث تُستمدُّ شرعية المقاومة وسُبلها من العقيدة الإسلامية، وتُستمدُّ قوة العقيدة من تجسيدها العملي في ساحات المواجهة.
يبدأ السيد الحوثي من نقطةٍ مفصليةٍ تتمثَّل في الخروج من الجولة السابقة من المواجهة "بأقوى مما كنا فيه"، وهو ما يُشكِّل أساساً لسرديةٍ جديدةٍ تقوم على تحوُّل القوى المقاومة من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة.
وهو تحوُّلٌ في الوعي الجمعي للأمة، حيث لم تعد المقاومة خياراً بين خيارات، بل أصبحت الخيار الوحيد لضمان الكرامة والوجود. كما ان الحديث عن "البناء على أساس الاستعداد للجولة القادمة" هو إعلانٌ عن نهاية مرحلة ردِّ الفعل، وبداية مرحلةٍ جديدةٍ من الفعل الاستراتيجي المبني على تراكم القوة بمختلف أشكالها: العسكرية والتدريبية والتعبوية والوعوية.
وهذا يؤشِّر إلى وعيٍ عميقٍ بأن المواجهة مع المشروع الصهيو-أميركي هي مواجهةٌ وجوديةٌ طويلة الأمد، لا يمكن الفوز فيها بمعركةٍ عسكريةٍ مؤقتة، بل عبر بناء منظومةٍ متكاملةٍ من الصمود والمقاومة.
العدو في الخطاب ليس مجرَّد كيان احتلالي استيطاني في فلسطين فحسب، وانما هو منظومةٌ متكاملةٌ تقودها الولايات المتحدة، وتشارك فيها دولٌ غربيةٌ عديدة، ويعاونها في ذلك أنظمةٌ عربيةٌ وصلت إلى درجةٍ من التردِّي لم تعد تخجل معها من التطبيع والتجارة مع الكيان الصهيوني حتى خلال ارتكابه أبشع جرائم الإبادة الجماعية في غزة.
ان هذا التوصيف الشامل للعدو يوسِّع دائرة الصراع من كونه نزاعاً حدودياً أو حتى قضية تحرر وطني، إلى كونه صراعاً حضارياً بين مشروعين: مشروع يقوده المحور الصهيو-أميركي يقوم على الهيمنة ونهب الثروات وإخضاع الشعوب، ومشروع مقاوِم تتبناه "القوى الحية" في الأمة يقوم على التحرر والعدالة والكرامة.
وهذا ما يفسر الإشارة الواضحة في الخطاب إلى "المنافقين" و"المدجّنين" الذين يشنون حملات تشويه ضد كل من يقف مع فلسطين، ووصفهم بأنهم "أداة إيرانية"، وهو نفس التوصيف الذي تروج له أدبيات واشنطن وتل أبيب.
خطاب السيد القائد هنا يقلب الطاولة على هذه السردية، فبدلاً من الدفاع عن النفس ضد هذه التهم، يذهب إلى الهجوم بكشف حقيقة دور هؤلاء كمفوضي ضمير للأمة وحراس للمشروع الاستعماري.
ومن أبرز ما ينطوي عليه التحليل في الخطاب، الإشارة إلى المفارقة التاريخية المتمثلة في أن الضمير العالمي، بما فيه شعوب في الغرب نفسه، قد صحا وأدرك حقيقة الجريمة الصهيونية، بينما لا تزال النخب الحاكمة في بعض الدول العربية تتغاطى أو تشارك في الجريمة.
ان هذا التناقض الصارخ بين إرادة الشعوب وسلطة النخب الفاسدة يضع الأنظمة العربية التي تواصل التطبيع في موقفٍ أخلاقي وسياسي لا يحسدون عليه، ويكشف أن شرعيتها قد انقطعت ليس فقط عن شعوبها، بل وعن ضمير الإنسانية جمعاء.
الخطاب يضع القوى المقاومة، بالتالي، في موقع تمثيل الإرادة الحقيقية للأمة، وفي موقع الدفاع عن القيم الإنسانية الأساسية في وجه آلة إجرامية لا ترعى أي حق.
يخلص السيد الحوثي إلى تأكيد حتمية "الجولة القادمة"، كنتيجةٍ حتميةٍ لطبيعة الصراع الوجودي. فطالما بقي المشروع الصهيوني قائماً، مدعوماً بإرادة الهيمنة الأمريكية، فإن المنطقة لن تشهد استقراراً.
السيد الحوثي يرفض هنا أي وهمٍ بالسلام تحت ظل الاحتلال، أو أي حلٍّ قائم على المساومة على الثوابت. الاستعداد لهذه الجولة، بمختلف الوسائل، يصبح بذلك واجباً مقدساً وضرورة استراتيجية.
و الخيار الوحيد المتاح أمام الأمة، وفق هذه الرؤية، هو خيار المقاومة، لأن الاستسلام لا يقي شر العدو، بل يزيده طمعاً ويُسهِّل عليه تنفيذ مخططاته.
كلمة السيد الحوثي ، في مجملها تشريعٌ للمقاومة كخيارٍ استراتيجي وحيد، ورفضٌ قاطعٌ لكل أشكال المساومة والتدجين، وهو يرسم ملامح مرحلةٍ جديدةٍ تكون فيها الكلمة الفصل للشعوب وقواها الحية، لا للقصور الرئاسية ومراكز الأبحاث الغربية.
- نقلا عن عرب جورنال