عدو ترامب وإسرائيل .. من هو المسلم زهران ممداني حاكم نيويورك الجديد؟
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
قبل عام، كان زهران ممداني شخصيةً سياسيةً غير معروفة أما الآن، فسيكون الاشتراكي الديمقراطي البالغ من العمر 34 عامًا أول عمدة مسلم لنيويورك، بشهرةٍ تتجاوز حدود المدينة، لتشمل أمريكا والعالم أجمع.
من هو زهران ممداني ؟شهد زهران ممداني، صعودًا صاروخيًا وبفضل حضوره الذكي على وسائل التواصل الاجتماعي وحملته الشعبية التي حظيت باهتمام إعلامي واسع، قدّم ممداني نموذجًا يُحتذى به في حشد الناخبين التقدميين عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي يتناقض مع مرشح الحرس القديم، حاكم الولاية السابق المدان أندرو كومو الذي ترشح كومو مستقلاً واستفاد من دعم المانحين فاحشي الثراء والشركات.
يمثل “ممداني” وكومو جناحين مختلفين تمامًا للحزب الديمقراطي الذي تتضاءل شعبيته على الصعيد الوطني؛ أحدهما غير محبوب على الإطلاق وغير مُلهم بشكل مثير للغضب، والآخر طموح ومثير للاهتمام بحق وقد أشار سكان نيويورك إلى رؤيتهم لأمريكا التي يجب أن يثقوا بها.
أصول زهران ممدانيوُلد ممداني ونشأ في كامبالا، عاصمة أوغندا، وانتقل إلى مدينة نيويورك مع عائلته في سن السابعة وهو ابن مخرج سينمائي مشهور وأستاذ بجامعة كولومبيا، التحق بمدرسة برونكس الثانوية للعلوم الحكومية، حيث شارك في تأسيس أول فريق كريكيت فيها.
حصل على درجة البكالوريوس في الدراسات الأفريقية من كلية بودوين عام ٢٠١٤، حيث أسس أول فرع لمنظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018.
قبل دخوله معترك السياسة، عمل ممداني منظمًا مجتمعيًا ومستشارًا في مجال منع حبس الرهن العقاري وفي نوفمبر 2020، انتُخب لعضوية مجلس ولاية نيويورك ممثلًا للدائرة السادسة والثلاثين، ليصبح أول أوغندي، وواحدًا من ثلاثة مسلمين فقط يشغلون هذا المنصب.
التقى الفنانة والرسامة وصانعة الخزف الأمريكية السورية راما دوجي عبر تطبيق مواعدة عام 2021، وتزوجا في حفل أقيم في قاعة المدينة في وقت سابق من هذا العام.
منذ الزلزال السياسي الذي أحدثه فوزه الحاسم في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لمنصب عمدة نيويورك في 24 يونيو، حظي زهران ممداني تدريجيًا بتأييد كبار الديمقراطيين - الوسطيين - في نيويورك، الذين طالما ساورهم القلق ومن بينهم نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، وحاكمة الولاية كاثي هوشول، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، إلى جانب تيار من المتبرعين الماليين الصغار، مُتصدرًا السباق بفارق كبير على أجندته الجريئة للقدرة على تحمل التكاليف.
بنشره مقاطع فيديو أنيقة ومبهجة، غالبًا ما تكون مضحكة، ولكنها دائمًا ما تكون في صميم الرسالة، على تيك توك وإنستجرام، اجتذب آلافًا من الشباب المتحمسين، والذين يُصوّتون لأول مرة، والمتطوعين إلى الحزب الديمقراطي.
بهذه الطريقة، أدار حملة انتخابية مُلهمة كان مُركّزًا تركيزًا شديدًا على أسعار الإيجارات وجودة حياة الناس، ورعاية الأطفال، والبقالة، وتبنّى سياساتٍ مثل زيادة الضرائب على أغنى أغنياء مدينة نيويورك، ورفع ضريبة الشركات، وتجميد أسعار إيجارات الشقق الثابتة.
كما اقترح رعاية أطفال شاملة، وحافلات مجانية الأجرة (يركبها هو بالفعل)، ومتاجر بقالة مملوكة للمدينة.
موقف ممداني من غزة وحقوق الفلسطينيينفي مواجهة حملة معارضة أثار اعتناق ممداني لعقيدته الإسلامية، ودفاعه عن غزة وحقوق الفلسطينيين، واستعداده للدفاع عن المهاجرين، وترًا حساسًا.
في الواقع، جعلت سياسات ممداني منه هدفًا لهجمات الجمهوريين، وفرصةً محفوفة بالمخاطر بالنسبة للمؤسسة الديمقراطية، حيث يخشى منتقدوه من أن تتضرر قدرة نيويورك التنافسية في حال فوزه، ويرفضون أفكاره باعتبارها غير واقعية ومن غير المرجح أن تلقى قبولًا خارج نيويورك.
زهران ممداني عدو ترامب وإسرائيللكن انتقاده اللاذع لإسرائيل على مجازرها في غزة، وسياساته الاشتراكية الديمقراطية، حفّز الناخبين الشباب، مستغلاً غضبهم من عدم المساواة، وارتفاع الأسعار، والإحباط من الوسطية الديمقراطية.
ومع تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر الحرس الوطني وحجب التمويل الفيدرالي التي تلوح في الأفق في نيويورك، وهجماته المتكررة على ممداني على وسائل التواصل الاجتماعي، سيكون لانتخابه عمدة المدينة الجديد تداعيات هائلة على مدينة نيويورك والحزب الديمقراطي عموماً.
لقد وُلد نجمه السياسي في لحظة اتسمت بالحماسة القومية البيضاء المتصاعدة والاستبداد المتنامي في عهد ترامب الثاني. لكن ممداني تمسك برسالته الأساسية المتمثلة في جعل الحياة في نيويورك أكثر يسراً، ومحاسبة إسرائيل. والآن، وضعه الناخبون في مقعد الرئاسة في أحد أبرز المناصب السياسية في أمريكا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زهران ممداني حاكم نيويورك زهران ممداني حاكم نيويورك فوز زهران ممداني زهران ممدانی
إقرأ أيضاً:
وعود زهران ممداني الاقتصادية لتغيير وجه نيويورك تضعه في خصومة مع ترامب والأثرياء
صار زهران ممداني المرشح الأوفر حظا في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك رغم سعي الأثرياء والجمهوريين -لا سيما الرئيس دونالد ترامب– إلى عرقلته بسبب الوعود الانتخابية التي تميل إلى الطبقة الفقيرة والمتوسطة فضلا عن انتمائه للحزب الديمقراطي وبالأخص الجناح اليساري فيه.
في هذا الموضوع تستعرض الجزيرة نت أبرز الوعود الانتخابية الاقتصادية لزهران ممداني والتي أدت في ما يبدو إلى استعداء الأثرياء بالإضافة إلى الجمهوريين المتحزبين خلف مرشحهم المنافس.
أبرز الوعود الانتخابية الاقتصادية لزهران ممداني1- تجميد الإيجار: غالبية سكان نيويورك مستأجرون، ويعيش أكثر من مليونين منهم في شقق بإيجارات ثابتة، وحسب البرنامج الانتخابي ينبغي أن تكون هذه المساكن أساس الأمن الاقتصادي للطبقة العاملة في المدينة. وتم رفع الإيجارات بنسبة 12.6% في ظل الإدارة الجمهورية السابقة.
ويتعهد ممداني إذا فاز بتثبيت الإيجارات، وسيستخدم كل الموارد المتاحة لبناء المساكن التي يحتاجها سكان نيويورك وخفض الإيجار.
2- حافلات سريعة ومجانية: يقول ممداني إن النقل العام في المدينة يجب أن يكون موثوقا به وآمنا ومتاحا للجميع، لكن واحدا من كل 5 من سكان نيويورك يُكافح لتحمل تكلفة الأجرة المتزايدة باستمرار، ومما يزيد الطين بلة أن حافلات مدينتنا هي الأبطأ في الولايات المتحدة، مما يحرم العمال من وقتهم الثمين المُخصص للعائلة والترفيه والراحة.
وإذا فاز ممداني فإنه سيُلغي الأجرة بشكل دائم على جميع حافلات المدينة، وسيجعلها أسرع من خلال إنشاء مسارات خاصة لها.
3- إدارة السلامة المجتمعية: يقول ممداني إن الإدارة الجمهورية للمدينة فشلت في توفير الشعور بالأمن والأمان لأبنائها، لذا يتعهد إذا فاز بتحسين السلامة المجتمعية لمنع العنف قبل وقوعه من خلال إعطاء الأولوية للحلول التي أثبتت فعاليتها.
ويقول إن للشرطة دورا حاسما في هذا الصدد، ويضيف أن الإدارة ستستثمر في برامج الصحة النفسية على مستوى المدينة والاستجابة للأزمات، بما في ذلك نشر كوادر متخصصة في التوعية في 100 محطة مترو، وتقديم الخدمات الطبية في الوحدات التجارية الشاغرة، وزيادة تمويل برامج منع العنف بدافع الكراهية بنسبة 800%.
إعلان4- رعاية مجانية للأطفال: تُعدّ رعاية الأطفال التكلفة الأكبر للأسر العاملة في نيويورك، وهي تدفعهم فعليا إلى مغادرة المدينة، إذ يغادر سكان نيويورك الذين لديهم أطفال دون سن السادسة بمعدل ضعف معدل مغادرة غيرهم، ويقع العبء الأكبر على عاتق الأمهات، اللاتي يتخلين عن وظائفهن مدفوعة الأجر لرعاية أطفالهن من دون أجر، وفق برنامج ممداني.
ويتعهد زهران برعاية أطفال مجانية لكل النيويوركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أسابيع و5 سنوات، مما يضمن برامج عالية الجودة لجميع الأسر، كما سيرفع أجور العاملين في مجال رعاية الأطفال (ربعهم يعيشون حاليا في فقر) لتكون مساوية لأجور معلمي المدارس الحكومية، وسيعزز هذا تنمية الطفولة المبكرة، ويوفر المال للآباء، ويُبقي عائلاتنا في مدينتهم التي يعتبرونها موطنهم.
5- بقالات مملوكة للمدينة: أسعار المواد الغذائية خارجة عن السيطرة، وفق ممداني، ويقول ما يقرب من 9 من كل 10 من سكان نيويورك إن تكلفة البقالة ترتفع بوتيرة أسرع من دخلهم.
وإذا فاز ممداني يتعهد بإنشاء شبكة من متاجر البقالة المملوكة للمدينة تُركز على إبقاء الأسعار منخفضة، وليس على تحقيق الربح، ومن دون الحاجة إلى دفع إيجار أو ضرائب عقارية، سيُقللون النفقات العامة ويُوفرون للمتسوقين.
هذه المتاجر ستشتري وتبيع بأسعار الجملة، وستركز على عمليات التخزين والتوزيع، وستقيم شراكات مع الأحياء المحلية بشأن المنتجات والتوريد.
6- إسكان لنيويورك: يقول ممداني إن نيويورك بحاجة إلى المزيد من المساكن بأسعار معقولة، لكن لعقود من الزمن، اعتمدت المدينة بشكل شبه كامل على تغيير قانون تقسيم المناطق لجذب التطوير العقاري الخاص، وغالبا ما تكون المساكن التي تُبنى بعيدة عن متناول الطبقة العاملة التي هي في أمسّ الحاجة إليها.
وإذا فاز ممداني يتعهد بتسخير الأموال العامة لمضاعفة بناء المساكن الدائمة بأسعار معقولة، والمبنية من قِبل النقابات العمالية، والمُثبّتة الإيجارات، 3 مرات، وذلك ببناء 200 ألف وحدة جديدة خلال السنوات العشر القادمة.
7- حملة على مُلّاك العقارات المسيئين: أبلغت واحدة من كل 10 أسر مُستأجرة عن نقص التدفئة الكافية خلال الشتاء الماضي، وفق ممداني، وأبلغت واحدة من كل 4 أسر عن وجود فئران أو جرذان في منازلها، ويعيش نصف مليون شخص في مساكن رديئة.
ويتعهد زهران بإعادة هيكلة مكتب رئيس البلدية لحماية المستأجرين، ويُنسّق تطبيق القوانين تحت سقف واحد، لضمان تعاون الجهات المعنية لمحاسبة المُلّاك عن حالة مبانيهم، وليتمكن المُستأجرون من جدولة عمليات التفتيش ومتابعتها.
وإذا رفض المُلّاك إجراء أي إصلاح، فستقوم المدينة بذلك وتُرسل لهم الفاتورة، وفي الحالات الأكثر تطرفا، عندما يُظهر المُلّاك إهمالا مُستمرا لمُستأجريهم، ستتدخل المدينة بحزم وتستولي على ممتلكاتهم، وسيتمّ إيقاف أسوأ المُلّاك.
8- الضرائب على الشركات الكبرى وأغنى سكان نيويورك: حسب الحملة الانتخابية، لدى زُهران خطة لخفض تكلفة المعيشة من خلال متاجر بقالة مملوكة للمدينة، ورعاية أطفال شاملة، ومقترحات جريئة أخرى، وهو يعرف تماما كيفية تمويلها.
إعلانوسترفع خطة زُهران للإيرادات معدل ضريبة الشركات ليساوي معدل نيوجيرسي البالغ 11.5%، مما يُدرّ 5 مليارات دولار.
كما سيفرض ضريبة ثابتة بنسبة 2% على أغنى 1% من سكان نيويورك، أي من يتجاوز دخلهم مليون دولار سنويا (معدلات ضريبة دخل المدينة حاليا هي نفسها تقريبا سواء كان دخلك 50 ألف دولار أو 50 مليون دولار).
سيُطبّق زُهران كذلك إصلاحا منطقيا لنظام المشتريات، وينهي العقود غير المدروسة التي تُدار من دون مناقصات، ويُعيّن المزيد من مُدقّقي الضرائب، ويُضيّق الخناق لتحصيل الغرامات من مُلّاك العقارات الفاسدين لجمع مليار دولار إضافي، حسب حملته الانتخابية.
أنفق ما لا يقل عن 26 مليارديرا ملايين الدولارات في محاولة لمنع زهران ممداني من تولي منصب عمدة نيويورك، لكن المثير للدهشة هو دعم مليارديرين له.
وحسب فوربس، فإنه خلال الأسبوع الماضي أنفق 26 مليارديرا أو عائلة مليارديرية ما يزيد على 22 مليون دولار إجمالا لمنع ممداني (العضو بمجلس مدينة نيويورك والمتصدر في استطلاعات الرأي) من الفوز في الانتخابات.
في المقابل دعمت إليزابيث سيمونز، ابنة ملياردير صناديق التحوّط الراحل جيم سيمونز (توفي عام 2024) والتي تتشارك ثروة قدرها 32.5 مليار دولار، بنحو 250 ألف دولار منظمة "نيويوركرز من أجل تكاليف أقل" وهي المجموعة المستقلة الرئيسية التي تدعم حملة ممداني في أغسطس/آب الماضي.
أما الملياردير الثاني الداعم لممداني فهو توم بريستون-ويرنر، المؤسس المشارك لشركة جيثب والبالغ من العمر 45 عاما. ففي أبريل/نيسان الماضي، أرسل شيكا بقيمة 20 ألف دولار إلى منظمة "نيويوركرز من أجل تكاليف أقل".
موقف ترامبدأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على محاولات عرقلة ممداني، ودعا مساء أمس الاثنين إلى التصويت لمنافسه الرئيسي، حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، وكتب على صفحته على منصة "تروث سوشال": "سواء كنتم تُحبون أندرو كومو أم لا، فليس لديكم خيار آخر. عليكم أن تصوّتوا له وتأملوا أن يُبلي بلاء حسنا. هو قادر على ذلك، أما ممداني فلا!".
وأضاف ترامب "إذا فاز المرشح الشيوعي زهران ممداني في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك، فمن المستبعد جدا أن أُساهم بالأموال الفدرالية، باستثناء الحد الأدنى المطلوب".
وبدأ التصويت عند السادسة صباحا (11 صباحا بتوقيت غرينتش) وينتهي عند التاسعة مساء (2 بتوقيت غرينتش الأربعاء).