لغز وفاة أم بريطانية.. سكين تحت وسادتها يشعل الغموض

أثارت حادثة غامضة الرأي العام في بريطانيا بعد اكتشاف جثة أم بريطانية داخل منزلها في شيفيلد بعد أسابيع من وفاتها، في واقعة حملت تفاصيل صادمة، خاصة بعد العثور على سكين أسفل وسادتها، وغياب أي دليل قاطع يكشف حقيقة ما حدث لتلك السيدة التي كانت توصف بأنها أم مثالية رغم حياتها الصعبة.

أظهرت نتائج التحقيق مشاهد مؤلمة لنهاية مأساوية عاشتها السيدة أليشا دوجلاس، البالغة من العمر 35 عاما، حيث تم العثور على جثتها داخل منزلها في منطقة وينكوبانك بمدينة شيفيلد البريطانية، عقب اختفائها عن الأنظار لفترة رصدتها كاميرات المراقبة المحيطة بمسكنها.

وكانت دوجلاس، وهي أم لطفلة تبلغ من العمر ست سنوات تدعى آفا، قد واجهت في حياتها العديد من الأزمات الشخصية، إلا أن أقاربها وصفوها بأنها كانت أما رائعة رغم كل ما مرت به من صعوبات ومعاناة نفسية وصحية.

تفاصيل العثور والتحقيقات الأولية

بدأت خيوط لغز وفاة أم بريطانية عندما تلقت شرطة ساوث يوركشاير بلاغا من إحدى صديقات أليشا تفيد بعدم الرد على اتصالاتها منذ فترة طويلة، لتتحرك قوات الأمن وتكتشف جثتها في حالة تحلل متقدمة داخل غرفة نومها، حيث وجدت مستلقية على السرير وبجوارها عدة زجاجات فارغة من مشروب التفاح الكحولي، بينما عثر على سكين أسفل وسادتها.

وأكد تقرير الطب الشرعي أن الجثة كانت في مرحلة متقدمة من التحلل، ما جعل تحديد سبب الوفاة بدقة أمرا صعبا، إلا أن الطبيب الشرعي رجح أن الوفاة حدثت قبل ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من تاريخ العثور عليها.

وفي بداية التحقيق، ألقت الشرطة القبض على شريكها السابق البالغ من العمر 31 عاما للاشتباه في تورطه في الحادث، خاصة بعد واقعة عنف منزلي سابقة بينهما وقعت في فبراير، إلا أنه تم الإفراج عنه لاحقا لعدم وجود أي دليل مادي يثبت تورطه في الوفاة، وأغلق ملف الاشتباه الجنائي رسميا بعد مراجعة الأدلة كافة.

النتائج الطبية والملابسات الغامضة

أوضح الطبيب الشرعي د. لومب أن تشريح الجثة كشف عن وجود كدمات حول منطقة العنق وكسور في الحنجرة، ما أثار القلق من احتمال تعرضها لضغط أو عنف بدني، إلا أن حالة التحلل الشديدة منعت تحديد ما إذا كانت تلك الإصابات قد ساهمت في وفاتها. 

كما عثر في جسدها على آثار مسكنات قوية مثل ترامادول وميرتازابين، لم تكن موصوفة لها طبيا، وهو ما أضاف مزيدا من الغموض إلى القضية.

وكشف تقرير الطبيب العام أن أليشا كانت تعاني من إدمان الكحول ومسكنات الألم، كما سجلت لديها محاولات سابقة لإنهاء حياتها، وكانت ضحية اعتداء جنسي في وقت سابق من حياتها. 

هذه المعطيات جعلت الخبراء يرجحون أن تكون وفاتها ناتجة عن مزيج من العوامل الجسدية والنفسية، دون القدرة على تحديد سبب نهائي.

شهادة العائلة وخاتمة التحقيق

في جلسة الاستماع بمحكمة كورونر في شيفيلد، قالت قريبتها هايلي بيتس إن العائلة ما زالت تبحث عن إجابة واضحة لتفسير ما جرى، مضيفة أن أكثر ما يؤلمهم هو عجزهم عن شرح ما حدث لطفلتها الصغيرة آفا، فيما عبرت قريبتها الأخرى ليان واتس عن استغرابها من الملابسات قائلة إن المشهد نفسه يثير الشك رغم غياب الأدلة الجنائية المباشرة.

أما ضابط المباحث د. إس. ليام ميلنر فقد أكد أن الشرطة لم تعثر في مكان الحادث على أي دلائل تشير إلى تدخل طرف ثالث، مشيرا إلى أن جميع الشواهد المادية لا تثبت وقوع جريمة قتل. 

وأضاف أن أليشا كانت قد شوهدت قبل وفاتها بفترة قصيرة وهي في حالة إعياء شديد، لون بشرتها مائل للصفرة وكانت تتقيأ باستمرار، مما يعزز فرضية تدهور حالتها الصحية.

وأعلنت المساعدة القانونية للمحكمة هانا بيري أن سبب الوفاة سيسجل رسميا على أنه "غير محدد"، ليبقى لغز وفاة أم بريطانية مفتوحا دون إجابة قاطعة، بعدما استعصى على الطب الشرعي والشرطة تحديد ما إذا كانت الوفاة نتيجة مرض أو فعل مقصود أو حادث عرضي.

المصدر: بوابة الوفد