الفوضى تضرب طريق أجا سمنود بالدقهلية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
يعاني طريق أجا سمنود، الذى يربط بين محافظتى الدقهلية والغربية، من حالة التكدس المرورى والزحام الشديد ، خاصة أمام فرية منية سمنود التى تتعرض لسكتة مرورية حادة بشكل يومى أدت إلى حدوث شلل تام فى جميع مداخل ومخارج القرية بسبب الإشغالات.
وسيطرت حالة من الاستياء الشديد على المواطنين وقائدى السيارات الذين يظلوا متوقفين أكثر من ساعة ونصف فى المسافة التى لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة دون أن يتحرك الطريق نهائيا، الأمر الذى يؤدى إلى تأخير عدد كبير من المواطنين عن أعمالهم، إلى جانب غضب المرضى وأصحاب الحالات الخاصة الذين لا يحتملون الانتظار داخل االسيارات وقتا طويلا.
وعبرأهالي مركز أجا بالدقهلية، عن غضبهم الشديد نظرا للحالة التي وصل إليها الطريق ، بعدما أصبح يعج بالفوضى و والزحام هنا وهناك.
من جانبه أكد أحمد طه تاجر، أن الزحام أصبح هو السمة السائدة التي تظهر هذه الأيام بالطريق الواصل بين أجا وسمنود ، وهو ما يكون متوفرا بهذا الطريق دون غيره، ومع السلوك غير المتحضر من جانب بعض أصحاب المحلات والمقاهى وأصحاب شوادر الفاكهة أمام قرية منية سمنود ،وهم يعرضون بضاعتهم والتي تصل لمنتصف الطريق، مما يساعد على التكدس والزحام.
وقال محمد النادى موظف، إن الغياب الكامل للمرور بهذه المنطقة ساعد كثيرا في حالة من الفوضى والتكدس، وأصبح السير في عكس الاتجاه هو السمة السائدة لقائدي المركبات، لذا نناشد محافظ الدقهلية بضرورة وضع حل عاجل لهذه المشكلة، التي تؤرق أمن المواطن .
وأضاف محمود عبدالله -مواطن- أن الوضع الحالي ساعد كثيرا في انتشار ظاهرة الباعة الجائلين، وخاصة أمام كوبرى سمنود وإن كان من حقهم بيع بضاعتهم فمن حقنا استعمال الطريق، لأنه ملك لنا أولا وأصبح السير حتى على الأقدام لمسافات كبيرة شيئا عاديا للغاية، وطالب تتدخل الأجهزة التنفيذية لوضع حلول عاجلة للتكدس والاختناقات المرورية بهذا الطريق الحيوى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لقائدى المركبات مركز أجا بالدقهلية السيارات الباعة الجائلين الفاكهة
إقرأ أيضاً:
فرصة قد تكون الأخيرة
وأخيرا وضعت حرب الإبادة والتجويع في غزة أوزارها بعد عامين كاملين لم تترك فيه عصابات نتنياهو وبن غفير وسموترتش الإرهابية جريمة حرب إلا واقترفتها، ولا جريمة ضد الإنسانية إلا قامت بها، أمام عالم يعاني من صمم وبلادة وفطرة منتكسة.
منذ أن أعلن راعي الإرهاب والتوحش في العالم دونالد ترامب عن وقف أبشع حروب العصر الحديث في غزة، لم تتوقف مشاهد الفرحة بين أهالي غزة، التي اكتظت بها شاشات التلفزيون خلال الأيام القليلة الماضية؛ تغمرهم السعادة وتتدفق من أعينهم نظرات الحنين إلى منازلهم رغم أنها تحولت إلى أكوام من التراب بفعل اليد الإجرامية للإرهاب الصهيوني.
ظهرت على شاشات التلفاز، بين أنقاض الديار وصور الدمار، هياكل إنسانية أنهكتها حرب التجويع الإجرامية؛ لكنها لم تستطع أن تغتال في تلك النفوس حب الوطن والانتماء والتشبث بالأمل، رغم اغتيال كافة أشكال الحياة. تلك المشاهد بحد ذاتها تمثل إعلانا حقيقيا بانتصار الشعب الفلسطيني في غزة على عدو يحمل نفسية إجرامية وقلوبا قاسية، وفطرة أشد فتكا من فطرة الحيوانات المفترسة.
بالتأكيد ستبقى آثار تلك الحرب محفورة في أذهان من تجرعوا قسوتها وتحملوا أثمانا لا يستطيع الإنسان أن يستوعبها؛ آثار لا تقوى عليها محاولات التأهيل النفسي المعمول بها أو خطط المعالجة المتعارف عليها بين الأطباء النفسيين. فالدمار الذي تخلفه مثل هذه الحروب العدوانية في النفس البشرية أعظم من الدمار الذي يلحق بالصروح المبنية مهما بلغ حجمها، فما أكثر خطط إعادة الإعمار التي تخفي معالم الدمار وتعيد للحياة ما تهدم من ديار.
إن انتهاء الحرب قد يغلق على ضحاياها حلقات الرعب ويفتح لهم بابا تتنفس من خلاله نفوسهم وتلتقط أنفاسها، وقضاء الوقت بلا قصف أو تفجيرات، ولكنّه أيضا سيفتح أبواب الوصول إلى الحقيقة الكاملة لحجم الجريمة والوقوف على الصورة الكاملة لما خلفته يد الإرهاب الصهيوني الآثمة في غزة. الآن تستطيع الأطقم الصحفية -أو بالأحرى من تبقى من الصحفيين بعد أن كانوا هدفا لتلك العصابات وحصدت منهم العشرات- التجول بين الركام وتوثيق أدق مما كان أثناء الحرب، وأظن أن ما سيُكشف أخطر بكثير مما شاهدناه على مدار عامين من الإبادة.
هذه الحرب لم تنته بمشهد صنعته حالة أخلاقية أو حاجة إنسانية، بل بمعادلة سياسية صنعها حامي تلك العصابات. ولست مع الخوض في تفاصيل مستنقع السياسة، لكنّي كإنسان قبل أن أكون مصريا أو عربيا أو حقوقيا؛ أجد أنه واجب على كل صاحب جهد وعزم موهوب للقضية الفلسطينية العادلة أن يستمر في بذل هذا الجهد بوعي متزايد؛ حتى يعود الحق إلى أصحابه ويُعاقب كل مجرمي الحرب، وتستمر حالة العزلة المفروضة على هذه الفئة الضالة والمنبوذة.
علينا أن نضع نصب أعيننا حالة التعري الكامل لهذا الكيان أمام الشعوب الغربية، واكتشافها أخيرا حقيقة هذا المجتمع وما يحكمه من سلوك حيواني ورفض لقيم الإنسانية، وتوحش عصاباته المسماة جيشا وأجهزة أمنية. هذه الصورة ساهمت في خلق حالة دعم غير مسبوقة للشعب الفلسطيني في البلدان الغربية. إن تكريس هذه الصورة وتعميق حالة التعاطف الغربي في حد ذاتها هدف مهم جدا لحسم الصراع واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه.
أعتقد أننا أمام فرصة تاريخية لا يجب أن نفرط فيها؛ بترك الساحة خالية لإعادة فرض السردية الصهيونية أو اختطاف عقول وقلوب المجتمعات الغربية عبر تقديم الجاني كضحية والضحية مجرما. لذا علينا أن نستمر-كلٌ فيما يختص به ويجيده إعلاميا- في نشر الحقيقة والكشف عما أخفته آلة الحرب تحت القصف والتدمير. أما أهل القانون وحقوق الإنسان، فعليهم أن يواصلوا ملاحقة الجناة وفضح جرائمهم في كل المحافل الدولية.
علينا أن نولي اهتماما بالفعاليات التي تخاطب شعوبا أصبحت الآن مستعدة لسماعنا، بعد أن أزيلت من على أعينها غمامات الغدر والتدليس وتخلصت من جزء كبير من قيود ناعمة فرضتها أنظمة بلادها الساقطة أخلاقيا، والتي لم تتورّع يوما في دعم تلك العصابات وغسل يدها من دماء الأبرياء. هذه أنظمة لم تجد لنفسها مخرجا أمام شعوبها إلا التراجع -ولو على استحياء- عن الدعم المطلق لمجرمي الحرب في فلسطين.
قد يكون الدعم الحالي غير كافٍ لتحقيق ضغط حقيقي يدفع تلك الأنظمة إلى مواقف صارمة وفعالة ضد العصابات، لكن مع تكريس حالة التعاطف والدعم سينتج مستقبلا مواقف أشد حدة، وربما يصل الأمر إلى أن يبقى الكيان وحيدا بدون دعم غربي، أو ينتقل إلى مربع المواجهة مع هذا الدعم، حينها سيُختتم الفصل الأخير في قصتهم الإجرامية وتعود كل غريب إلى حيث أتى.