أكد موكتيش بارديشي وكيل وزارة الخارجية الهندية لشؤون الخليج وغرب آسيا وشمال أفريقيا، أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعتبر أكبر شريك تجاري إقليمي لبلاده، حيث بلغ حجم تجارة جمهورية الهند مع دول مجلس التعاون حوالي 184 مليار دولار، خلال الفترة من أبريل 2022 حتى مارس 2023.

وأعرب بارديشي، خلال لقائه وفد من وسائل إعلام إماراتية ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي يقوم حاليا بزيارة إلى جمهورية الهند، عن اعتزازه بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع الهند ودول المجلس.

من جانبه أكد شيليش بانتيك الأمين العام لرابطة اتحاد غرف الصناعة والتجارة الهندية، أن الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، تعتبر نموذجا متفردا للتعاون البناء بين الدول، والتي تتجسد من خلال الإنجازات التنموية العديدة التي حققها البلدان الصديقان.

وقال شيليش، على هامش اجتماع نظمته غرف التجارة والصناعة الهندية مع الوفد الإعلامي من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن دولة الإمارات وجمهورية الهند ترتبطان بعلاقات صداقة تاريخية ووثيقة، وأسهم التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الإماراتية – الهندية، وكذلك اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، إلى احراز تقدم لافت وإنجازات ملموسة في جميع مجالات التعاون بين البلدين.

وأضاف أنه مع دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ في الأول من مايو 2022، شهد التبادل التجاري بين البلدين نموا متزايدا ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 85 مليار دولار خلال العام الماضي، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز الشراكة الشاملة مع دولة الإمارات على مختلف الأصعدة.

وأشار إلى أن الزيارة الرسمية الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إلى جمهورية الهند، وتحديدا إلى ولاية غوجارات الهندية ومشاركته كضيف شرف في النسخة العاشرة من قمة غوجارات العالمية النابضة للحياة، عكست تطلع البلدين الصديقين بشكل مستمر إلى بناء جسور قوية من علاقات التعاون التي لا تقتصر وحسب على المجالات الاقتصادية، وإنما تشمل أيضا المجالات الأخرى المتربطة بالترابط الإنساني والتقارب بين شعبي البلدين.

وأكد أن الشراكة الاستراتيجية القوية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند تتعزز في ظل دعم ورعاية قيادتي البلدين، وتعكس الزيارات الرسمية المتبادلة بين مسؤولي البلدين، حرصهما على استدامة هذه العلاقات القوية واستثمار كل الفرصة المتاحة لتطويرها وتعزيزها بما يعود بالخير على الشعبين الصديقين.

ورحب بزيارة الوفد الإعلامي من مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جمهورية الهند، مؤكدا أن العلاقات الخليجية الهندية متطورة وتشهد نموا كبيرا على الصعد كافة.

من جانبه أكد عاصم مهاجان السكرتير المشترك لدول الخليج في وزارة الشؤون الخارجية الهندية أن دولة الإمارات وجمهورية الهند تربطان بعلاقات استراتيجية قوية، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يشهد نموا متصاعدا، وتعد دولة الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري لجمهورية الهند وثاني أكبر وجهة للتصدير لبلاده أيضا.

وقال في تصريحات لـ “وام”، إن الزيارات المتبادلة بين البلدين أسهمت بشكل ملحوظ في دفع التعاون المشترك نحو آفاق أرحب من النمو والتطور في المجالات كافة.

وأضاف” شهدنا خلال الزيارة الأخيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” إلى ولاية غوجارات، التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم بين البلدين في المجالات كافة”.

وأشار إلى أن التعاون الثنائي الإماراتي الهندي يتسم بالتنوع، فعلى سبيل المثال تم الإعلان عن إنشاء أول فرع للمعهد الهندي للتكنولوجيا – دلهي في أبوظبي، ليكون بذلك أول فرع للمعهد خارج الهند في العالم.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعيد تموضعها بشمال إفريقيا.. شراكة مع الجزائر في الطاقة والأمن

أكد المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي لإفريقيا والشؤون العربية والشرق الأوسط، مسعد بولوس، خلال زيارته الرسمية للجزائر، أن الولايات المتحدة "تولي أهمية بالغة" لعلاقاتها مع الجزائر، مشددًا على التزام واشنطن بتعزيز الشراكة الاستراتيجية في مجالات الأمن والطاقة والاستثمار.

وقال بولوس في تصريح للصحافة عقب استقباله من قبل الرئيس عبد المجيد تبون: "لي الشرف العظيم أن أتواجد في الجزائر نيابة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، لتعزيز الشراكة بين البلدين"، مشددًا على أن "الولايات المتحدة تولي أهمية بالغة لعلاقاتها مع الجزائر".

وأضاف أن اللقاء مع تبون سمح بتجديد التأكيد على "الروابط الراسخة" بين البلدين، و"الالتزام بتعزيز العلاقات التجارية والأمنية وغيرها من القطاعات"، مؤكدًا أن التعاون الأمريكي الجزائري يرتكز على "الاحترام المتبادل والحوار والعمل المشترك لمواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار".

كما أعرب عن تقديره لحوار بلاده المستمر مع الجزائر، لا سيما في ظل عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن، مشيرًا إلى "الفرص الكبيرة للتعاون في مجالات الطاقة، وتأمين الحدود، وتوسيع التجارة العادلة".

اهتمام أمريكي متزايد بالطاقة والتعدين في الجزائر

في سياق متصل، استقبل وزير الدولة للطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب، المستشار بولوس في مقر الوزارة بالعاصمة، بحضور مسؤولين جزائريين وأمريكيين رفيعي المستوى، لبحث فرص التعاون والاستثمار في قطاعات المحروقات، الطاقات المتجددة، والتعدين.

وأشاد عرقاب بالعلاقات المتنامية بين الشركات الجزائرية ونظيراتها الأمريكية، وخاصة التعاون القائم بين سوناطراك وعملاقي الطاقة الأمريكيين "شيفرون" و"إكسون موبيل"، إضافة إلى الشراكة التقنية بين سونلغاز و"جنرال إلكتريك" في مصنع "جيات" بباتنة، الذي وصفه بأنه "الأول من نوعه على مستوى القارة".

واستعرض الوزير استراتيجية الجزائر الهادفة إلى رفع الإنتاج الوطني من النفط والغاز، وتحفيز مشاريع التحويل الصناعي، مع التركيز على البتروكيمياء، الحلول التكنولوجية، وتخفيض الانبعاثات، مشيرًا إلى المزايا التنافسية التي توفرها المنظومة القانونية الجديدة للاستثمار.

كما تم التطرق إلى فرص التعاون في الطاقات المتجددة، الهيدروجين، الطاقة الريحية، وتخزين الطاقة، بالإضافة إلى توطين الصناعات المرتبطة بها. ودعا عرقاب الشركات الأمريكية إلى استكشاف الإمكانيات الكبيرة في قطاع المناجم، خصوصًا المعادن النادرة والاستراتيجية.

من جهته، عبّر بولوس عن اهتمامه الكبير بتعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والمناجم، معتبرًا أن "العلاقات الجزائريةـ الأمريكية تشهد ديناميكية جديدة وترتكز على الثقة والمصالح المشتركة".




علي بلحاج لـ"عربي21": استقبال بولوس يناقض الموقف المعلن من فلسطين

في تعليق خاص لـ"عربي21"، اعتبر المعارض الجزائري ونائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، علي بلحاج، أن استقبال السلطات الجزائرية للمسؤول الأمريكي مسعد بولوس يمثل "تناقضًا صارخًا مع الموقف الرسمي المؤيد لفلسطين".

وقال بلحاج: "كان على النظام الجزائري، إذا كان جادًا في دعمه لفلسطين، أن يرفض استقبال بولوس أو يطلب تأجيل الزيارة على الأقل. هذا الرجل يمثل إدارة أمريكية تواصل تسليح الكيان الصهيوني وتغطية جرائمه في غزة. ما يحدث هو إرهاب سياسي ترعاه واشنطن."

وأضاف أنه طلب من عناصر الأمن الذين يراقبونه السماح له بالتوجه إلى ساحة الشهداء للتعبير عن موقفه الرافض لحرب الإبادة ضد غزة، لكنهم رفضوا السماح له. وتابع: "بينما يُمنع المواطن من الاحتجاج، يُستقبل ممثلو من يحاصرون شعبنا استقبالًا رسميًا."

وأشار بلحاج إلى أن الرئاسة الجزائرية لم تُصدر أي بيان ينتقد موقف رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الرافض للاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم استقبالها رسميًا للرئيس تبون في روما قبل أيام، في حين عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوضوح عن دعمه لهذا الاعتراف. وختم بالقول: "حتى أوروبا تتظاهر، بل داخل الكيان نفسه خرج الرافضون للتجويع. أما هنا، فيُمنع حتى التعبير السلمي، ويُكرم ممثلو الحصار.، وفق تعبيره.


مقالات مشابهة

  • مصر وبريطانيا نحو شراكة استراتيجية.. وعبد العاطي يطالب لامي بضغط دولي لوقف عدوان غزة
  • البديوي: الاستقرار الإقليمي يبدأ من تثبيت هوية دولة فلسطين على الخريطة القانونية والدبلوماسية للعالم
  • صفقة تاريخية بـ 16.5 مليار دولار.. شراكة استراتيجية بين سامسونغ وتسلا
  • تعزيز التعاون المصري-البرازيلي ودعم القضية الفلسطينية في لقاء وزيري خارجية البلدين بنيويورك
  • لتسهيل خدمات الدفع.. «ضامن» تعلن عن شراكة استراتيجية مع «كارجاس»
  • الولايات المتحدة تعيد تموضعها بشمال إفريقيا.. شراكة مع الجزائر في الطاقة والأمن
  • سوريا والسعودية تطلقان شراكة استراتيجية.. شركة أردنية تعتزم تزويد سوريا بـ 40 ألف أسطوانة غاز يومياً
  • مصر والصين.. شراكة استراتيجية تُعيد رسم خريطة الاستثمار
  • استغل الباحثين عن عمل وسلب أموالهم.. الشرطة الهندية توقف رجلاً لانتحاله صفة “سفير” لعدد من الدول
  • مصرع وإصابة 35 شخصا في حادث تدافع بمعبد في ولاية أوتاراخاند الهندية