برئيس غير السيسي.. هذا ما ستفعله مصر في غزة والسودان واليمن
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
إذا حظيت مصر برئيس غير عبد الفتاح السيسي وبقيادة جديدة أكثر حزما في سياستها الخارجية، فإن القاهرة يمكنها لعب دور إيجابي مؤثر جدا في قطاع غزة والسودان واليمن، بل والمساهمة في جعل الشرق الأوسط منطقة أكثر استقرارا.
تلك القراءة طرحها ألكسندر كلاركسون، وهو محاضر في الدراسات الأوروبية بجامعة كينجز كوليدج في لندن، في مقال بموقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" (WPR) ترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف كلاركسون أن "مدى قدرة القاهرة على المساعدة في منع امتداد الصراع إلى مصر واضح بشكل صارخ عندما يتعلق الأمر بهجوم حركة حماس، في 7 أكتوبر (تشرين الأول الماضي) على إسرائيل، والهجوم الإسرائيلي المتواصل على غزة".
وتابع "مع اقتراح العناصر اليمينية المتطرفة في الحكومة والجيش الإسرائيليين علنا الطرد الجماعي للفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فمن مصلحة القاهرة ممارسة الضغط على إسرائيل، عبر مشاركة دبلوماسية رفيعة المستوى وشروط اقتصادية على مشاريع الطاقة المشتركة، بالتزامن مع الجهود الدولية الأوسع، لدفع الحكومة الإسرائيلية نحو نهج أقل تدميرا في غزة".
ورأى أنه "من خلال القيام بذلك، لن تتمكن القاهرة من إفادة المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يمكنها أيضا تهدئة الاستياء الواسع النطاق بين الشعب المصري بشأن التأثير الإنساني للحرب".
اقرأ أيضاً
معاريف: حرب نتنياهو الجديدة ستكون فوق رأس السيسي بسبب رفح وفيلادلفيا
الإمارات وحرب السودان
و"من الممكن أيضا أن يكون لمصر الأكثر حزما تأثير أعظم وأكثر إيجابية على الحرب الأهلية الكارثية في السودان (منذ أبريل/ نيسان 2023)، باستخدام نفوذها الاقتصادي وأجهزتها المخابراتية الواسعة للضغط على الجانبين (الجيش وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية) للدخول في مفاوضات أكثر جدية لإنهاء الصراع"، كما أردف كلاركسون.
وأضاف أنه "سيكون أيضا لدى مصر الوسائل اللازمة لدفع الإمارات إلى إنهاء عمليات نقل الأسلحة إلى قوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي أدت إلى تصعيد الحرب".
وشدد على أن "المشاركة المصرية الأكثر فعالية لن تؤدي إلى إنهاء القتال في السودان بطريقة سحرية، ولكن الطريق نحو وقف التصعيد سيكون أكثر ترجيحا إذا لعبت القاهرة دورا أكثر نشاطا في حل الصراع".
اقرأ أيضاً
هل يقبل السيسي بالتهجير مقابل شطب الديون؟.. ربما في حالتين
ضغط عسكري ودبلوماسي
ومشيرا إلى تضامن جماعة الحوثي اليمنية مع غزة بشن هجمات على سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، قال كلاركسون إنه "عندما يتعلق الأمر بحماية الشحن في البحر الأحمر، فإن الوجود البحري المصري الأكثر نشاطا من شأنه أن يؤثر على كيفية تعامل الجهات الفاعلة الأخرى مع الأمن البحري بالمنطقة".
وتابع أن "القاهرة، التي لا تعتمد في المقام الأول على القوات البحرية الأمريكية والأوروبية لتأمين الاقتراب من قناة السويس (تأثرت سلبا بهجمات الحوثيين)، ستكون أكثر قدرة على التأثير على الاستراتيجيات الغربية تجاه تهديدات مثل الحوثيين، بما في ذلك عبر السعي إلى استكمال الضغط العسكري بالمشاركة الدبلوماسية عبر القنوات الخلفية".
وزاد كلاركسون بأن "وجود حكومة جديدة في القاهرة على استعداد لأن تكون أكثر حزما، بل وتتولى أحيانا زمام المبادرة في الدبلوماسية الإقليمية، من شأنه أن يساعد أيضا في تهدئة الإحباط الواسع النطاق بين الشعب المصري بسبب تقليص نفوذ البلاد".
وأوضح أنه "يوجد موضوع مشترك في المناقشات المصرية حول الحرب في غزة، بالإضافة إلى الرعب من المستوى الهائل للخسائر بين المدنيين (نحو 25 ألف شهيد فلسطيني)، وهو الشعور السائد بالإهانة بسبب سلبية نظام السيسي وعدم رغبته في ممارسة ضغوط كبيرة على إسرائيل".
و"سيظل التحول نحو الاستراتيجية المصرية الأكثر حزما اللازمة للحفاظ على نظام إقليمي مستقر أمرا غير مرجح ما دام نظام السيسي غير الكفء لا يزال في السلطة (يحكم منذ عام 2014 وفاز في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بفترة رئاسية ثالثة تستمر 6 سنوات)"، بحسب كلاركسون.
وأردف: "بالتالي فإن كيفية استبدال السيسي والنظام الجديد الذي سيظهر في مصر بعد رحيله لن يكون حاسما لتماسك الدولة والمجتمع المصريين فحسب، ولكن أيضا لأي فرص لتحقيق شرق أوسط أكثر أمنا وازدهارا".
وأضاف أنه "بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، لا يمكن تحقيق شرق أوسط أكثر استقرارا إلا من خلال الشراكة مع مصر القوية، والتي تكون أحيانا مستعدة لقول لا".
اقرأ أيضاً
واشنطن بوست بعد إعادة انتخاب السيسي: مصر على حافة الهاوية
المصدر | ألكسندر كلاركسون/ وورلد بوليتيكس ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
إقرأ أيضاً:
قارب المهاجرين باليونان| غرق وفقدان 32 شخصا.. وغالبية الضحايا من مصر والسودان
لقي 17 مهاجرا حتفهم فيما لا يزال 15 آخرون في عداد المفقودين إثر غرق قارب كان يقل 34 شخصا قرب جزيرة كريت اليونانية ونجاة اثنين فقط من بين الركاب.
وأعلنت السلطات المحلية في اليونان أن غالبية الركاب من السودانيين والمصريين.
وبحسب رواية الناجيين الوحيدين (2)، فإن القارب كان يفتقر إلى الأغطية والطعام ومياه الشرب، كما أدى اضطراب البحر إلى فقدان توازنه قبل أن يغرق في ظل أحوال جوية قاسية ضربت كريت ومناطق أخرى من اليونان على مدى يومين.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليونانية إن "جثامين الضحايا تخضع للتشريح لتحديد أسباب الوفاة"، مرجحة أن يكون انخفاض الحرارة أو الجفاف وراء مصرع عدد منهم داخل القارب.
وتم رصد القارب لأول مرة بعد ظهر السبت الماضي بواسطة سفينة شحن تركية، ما استدعى تدخل سفينتين من خفر السواحل وثالثة تابعة لوكالة "فرونتكس" الأوروبية، إضافة إلى مروحية "سوبر بوما" وطائرة أوروبية وثلاث سفن عابرة شاركت في عمليات البحث والإنقاذ.
ونقلت وسائل إعلام يونانية عن مسؤول محلي قوله إن جميع الضحايا من الشباب، وإن القارب كان مفرغا من الهواء في جانبيه، ما أجبر الركاب على التكدس في مساحة ضيقة.
وقد أدى تعطل المحرك وتعرض القارب لعواصف وأمطار غزيرة خلال رحلته التي انطلقت الأربعاء الماضي من مدينة طبرق شرق ليبيا إلى غرقه على بعد 26 ميلا بحريا جنوب غرب كريت.
ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، أكدت مسؤولة في المكتب الإعلامي لخفر السواحل أن الناجيين أبلغا بسقوط 10 أشخاص في البحر، بينما عثر على بقية الجثث داخل القارب الذي كان يتسرب إليه الماء.
وأشارت المسؤولة إلى أن عمليات البحث ما تزال مستمرة بإشراف خفر السواحل.