الخليج الجديد:
2025-12-14@15:29:27 GMT

ودائع اللبنانيين و«المسؤولية الثلاثية»

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

ودائع اللبنانيين و«المسؤولية الثلاثية»

ودائع اللبنانيين.. و«المسؤولية الثلاثية»

تجمع التقارير اللبنانية والدولية على أن مسؤولية تراكم الدين الكبير تتحملها ثلاثة أطراف: الدولة المقترضة؛ مصرف لبنان؛ المصارف التجارية.

تم احتكار القرار بيد حاكم مصرف لبنان، متجاوزاً المجلس المركزي، ومفوض الحكومة، ولذلك أبلغ الأثر في تعميق الأزمة المالية وتداعيات كارثية.

مؤشرات إيجابية تبقى محدودة، مقارنة بفجوة الخسائر البالغة 72 مليار دولار، والتي يشترط صندوق النقد «تصفيرها» قبل تقديم المساعدة.

يرى صندوق النقد أن وضع لبنان «إفلاس» وليس «تعثر». ويستوجب شطب معظم خصوم المصارف وما يقابلها من أصول، للتأكد من قدرة البلد على سداد دينه للصندوق.

* * *

على الرغم من الانكماش الاقتصادي المتواصل، وارتفاع التضخم، وعدم حل أي من أزمات القطاع المصرفي، واستمرار تفاقم مشكلة الودائع، وتعميم «دولرة» الاقتصاد.. فقد نجح مصرف لبنان في الحفاظ على استقرار سعر صرف دولار بيروت بحدود 89500 ليرة. وهو ينتظر إقرار موازنة الدولة للعام الحالي، لتوحيد السعر وإعلانه رسمياً، تلبيةً لنصيحة صندوق النقد الدولي.

وبلغة الأرقام، فقد سجل «المركزي» عدة مؤشرات إيجابية عكستها ميزانيته في نهاية ديسمبر الماضي، وأهمها: أولاً، زيادة احتياطاته بالعملات الأجنبية بـ748 مليون دولار لتصل 9.32 مليار دولار، خلال خمسة أشهر، أي منذ تسلم وسيم منصوري الحاكمية بالإنابة في أغسطس الماضي، خلفاً للحاكم السابق رياض سلامة. ويعود ذلك لأسباب عدة:

- أولها وقف استنزاف «منصة صيرفة»، والتحضير للاشتراك في منصة «بلومبيرغ» الإلكترونية، والتشدد في تمويل الدولة وتغطية حاجاتها بالعملة الأجنبية.

- وثانيها، انكماش السيولة المتداولة بالليرة، إذ انخفض النقد المتداول من 58.9 تريليون إلى 58 تريليون ليرة، وكان يناهز 80 تريليون ليرة في بداية العام.

- وثالثها، ازدياد قيمة احتياطات الذهب بنحو 2.18 مليار دولار إلى 19.16 مليار، نتيجة ارتفاع سعر الأونصة بنسبة 14.6% إلى 2078.4 دولار. لكن يبدو أن كل هذه المؤشرات تبقى محدودة، مقارنة بفجوة الخسائر المقدرة بنحو 72 مليار دولار، والتي يشترط صندوق النقد «تصفيرها» قبل تقديم المساعدة.

ويبرر موقفه بأن الوضع القائم في لبنان هو حالة «إفلاس» وليس حالة «تعثر». ويستوجب شطب معظم خصوم المصارف وما يقابلها من أصول، للتأكد من قدرة البلد على إعادة خدمة دينه للصندوق من دون «تعثر»، في حين أن الواقع يؤكد أن مصرف لبنان والدولة ليسا «مفلسين»، ولديهما الكفاية من الأصول بما يفوق التزاماتهما.

لذا فالأزمة القائمة هي أزمة سيولة فقط، ويتطلب حلها تحقيق توازن مالي خلال فترة وجيزة بإجراءات تؤدي إلى ارتفاع الإيرادات بعد تحرير سعر الصرف، و«خصخصة» بعض مؤسسات القطاع العام، ولجم الإنفاق غير المجدي ومكافحة الفساد، إضافة إلى الاستفادة من إعادة جدولة دين الدولة وفوائده. فيما المطلوب، وبإلحاح، هو البدء بإصلاح البنك المركزي بكل تشوهاته.

وبالفعل فقد بدأ البحث مع الصندوق حول إعادة النظر في السياسة المحاسبية والتقارير والإفصاحات المالية، للتأكيد على أفضل مبادئ الحوكمة، وإدخال التعديلات المناسبة على قانون النقد والتسليف، في ضوء تقارير دولية أبرزها تقارير صندوق النقد وشركة «الفاريزأند مارسال» التي وضعت تقرير التدقيق الجنائي وشركات تدقيق عالمية أخرى (مثل «أوليفروايمان» و«كي بي أم جي»)، وكلها انتقدت احتكار القرار بيد الحاكم، متجاوزاً المجلس المركزي، ومفوض الحكومة، وكيف أن لذلك أبلغ الأثر في تعميق الأزمة المالية وإيصالها إلى تداعيات كارثية.

وبما أن المشكلة الأساسية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، تكمن في هدر أموال المودعين، وحلها يتطلب إعادة الودائع لأصحابها حتى لا يكون «ضياعها» -وفق الدراسات القانونية- «سرقة موصوفة»، السارق فيها هو الدولة التي استدانت من المصارف التجارية ومصرف لبنان نحو 92 مليار دولار و«أهدرتها»! وكان رئيس جمعية المصارف السابق فرنسوا باسيل قد حذّر في عام 2014 من تمويل «دولة سياسية فاسدة».

وتقدمت الجمعية مؤخراً بمذكرة «ربط نزاع» موقعة من 11 مصرفاً، إلى وزارة المالية تطالبها بتحصيل 67.9 مليار دولار ديوناً على الدولة لمصلحة مصرف لبنان، وذلك بوصفها دائنة له، وهو كان يقرضها للدولة.

بينما تجمع التقارير اللبنانية والدولية على أن مسؤولية تراكم هذا الدين الكبير تتحملها ثلاثة أطراف:

- الدولة المقترضة، والتي أهدرت الأموال خدمةً للمنظومة السياسية؛

- ومصرف لبنان الذي ارتكب مخالفات عدة مخترقاً قانون النقد والتسليف،

- وأخيراً المصارف التجارية التي شاركت في المخالفات طمعاً بالفوائد المرتفعة، علماً أن عوائد «الهندسات المالية» فقط وفرت لها أرباحاً بنحو 30 مليار دولار.

*عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الدين دولرة التضخم الانكماش الاقتصادي مصرف لبنان المصارف التجارية ملیار دولار صندوق النقد مصرف لبنان

إقرأ أيضاً:

المالية تقلص طلبات الاستثمارات غير المباشرة مقدار 21 مليار جنيه في أسبوع

خفضت الحكومة من حجم مستهدفات طلبات التمويل لتدبير احتياجات الخزانة العامة، والمتمثلة في جذب استثمارات مالية جديدة غير مباشرة خلال الأسبوع الجاري، بقيمة تبلغ 21 مليار جنيه بما يعادل 442.3 مليون دولار 

وذكر تقرير صادر عن إدارة الدين العام بوزارة المالية أن الحكومة تسعى لطرح استثمارات مالية بغرض تدبير الفجوة التمويلية بالموازنة العامة للدولة وتوفير احتياجاتها.

وزير المالية: سعيد للغاية بما رأيته من نماذج استثمارية في فود أفريكاوزير المالية: النمو الاقتصادي يتسارع بالربع الأول من العام ويتجاوز 5.3%وزير المالية: تراجع الدين الخارجي 4 مليارات دولار خلال الفترة الماضية

تسعى الحكومة ممثلة في وزارة المالية إلى طرح تلك الاستثمارات غير المباشرة ضمن احتياجاتها التمويلية، والتي ستوجه لدعم الموازنة العامة للدولة.

وأكدت وزارة المالية أن الحكومة تستهدف جذب استثمارات من المؤسسات المالية والبنوك خلال الأسبوع الجاري للحصول على التمويل لصالح الخزانة العامة للدولة.

استثمارات جديدة

وبلغ حجم الاستثمارات المالية غير المباشرة المخطط طرحها خلال الأسبوع الجاري نحو 186 مليار جنيه بما يعادل 3.92 مليار دولار مقابل  207 مليار جنيه بما يعادل 4.36 مليار دولار تم طرحها في الأسبوع الماضي.

وأكد التقرير أن الحكومة تعتزم الحصول على التمويل للوفاء بتعهداتها تجاه الخزانة العامة هذا الأسبوع.

وكشفت التقارير عن مستهدفات الحكومة لتدبير تلك التمويلات من خلال الاقتراض عبر أدوات الدين المحلي الممثلة في أذون وسندات الخزانة المصرية، عبر 3 عطاءات دورية هذا الأسبوع.

تنسيق مع البنك المركزي 

نسقت وزارة المالية، بصفتها الجهة الطالبة للتمويل، مع البنك المركزي المصري للقيام بترتيبات الحصول على المبالغ المالية المستهدفة من المؤسسات والكيانات المالية المحلية والدولية، وكذا المستثمرين.

تفاصيل الاستثمارات

وتضمنت المخططات طرح أذون خزانة بقيمة إجمالية تقدر بنحو 165 مليار جنيه دون تغيير عن الأسبوع الماضي

ووصلت جملة الاستثمارات في سندات الخزانة ذات العائد الثابت والمتغير نحو 36 مليار جنيه بتخيض مقداره 6 مليارات جنيه.

ومن المخطط طرح أدوات الدين المحلية من سندات وأذون الخزانة خلال أيام الأحد والإثنين والخميس من الأسبوع الحالي.

توزيعات الاستثمار

جاءت توزيعات طرح أذون الخزانة خلال يومي الأحد والخميس، وتشمل طرحًا آجلاً 91 و273 يومًا يوم الأحد بقيمة 65 مليار جنيه، بتخفيض يبلغ 10 مليارات جنيه عن الأسبوع الماضي.

وتخطط وزارة المالية لطرح أذون خزانة آجلة 182 و364 يومًا بقيمة تبلغ 85 مليار جنيه يوم الخميس المقبل بتخفيض مقداره 5 مليارات جنيه عما تم طرحه في الأسبوع الماضي

وبلغت عمليات طرح استحقاقات الخزانة ذات العائد الثابت من استحقاقي 2 و3 سنوات بقيمة إجمالية تبلغ 36 مليار جنيه.

طباعة شارك اخبار مصر مال واعمال وزارة المالية طلبات التمويل تدبير احتياجات الخزانة العامة استثمارات مالية غير مباشرة إدارة الدين العام طرح استثمارات مالية الفجوة التمويلية بالموازنة البنك المركزي أدوات الدين المحلية

مقالات مشابهة

  • عاجل.. الرئيس اليمني يحذر من تداعيات قرار النقد الدولي وقف أنشطته ويؤكد بأن الإنسحاب الفوري لقوات الإنتقالي من المهرة وحضرموت هو الخيار الوحيد
  • لماذا يجب وقف معارضة المسؤولين السابقين؟
  • المالية تقلص طلبات الاستثمارات غير المباشرة مقدار 21 مليار جنيه في أسبوع
  • الصين تخطط لتعزيز الصادرات والواردات في 2026
  • صندوق النقد يوافق على صرف 130 مليون دولار ويشيد باستقرار الأردن المالي
  • صندوق النقد الدولي يقر المراجعة الرابعة ويُتيح للأردن 240 مليون دولار دعمًا للبرنامج الاقتصادي
  • وقفة لهيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين أمام مقر الإسكوا
  • أرسلان من بكركي: يبقى هذا الصرح حاضن وضامن لتثبيت اللبنانيين بالوحدة والتلاقي
  • اللواء الركن لاوندس يشيد بجهود العسكريين: نقلة نوعية تعزّز ثقة اللبنانيين
  • النقد الدولي يوقف مشاورات المادة الرابعة والعليمي يحمل الانتقالي